ج25وج26.كتاب السنن الكبرى[من11032 الي11748] أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي/تحقيق دكتور عبد الغفار سليمان البنداري وسيد كسروي
---
11032- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، مِثْلَهُ.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ
مَا تُنْهَونَ عَنْهُ}.
11033- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا النَّضْرُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي
بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسًا ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْكَبَائِرُ : الشِّرْكُ بِاللَّهِ ،
وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ ، وَقَوْلُ الزُّورِ.
11034- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنَا بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ
مَعْدَانَ : أَنَّ أَبَا رُهْمٍ السَّمَعِيَّ ، حَدَّثَهُ : أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ
حَدَّثَهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ
جَاءَ يَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَيُقِيمُ الصَّلاَةَ ،
وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَيَجْتَنِبُ الْكَبَائِرَ ، فَإِنَّ لَهُ الْجَنَّةَ
فَسَأَلُوهُ عَنِ الْكَبَائِرِ فَقَالَ : الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ ، وَقَتْلُ
النَّفْسِ الْمُسْلِمَةِ ، وَالْفِرَارُ يَوْمَ الزَّحْفِ.
11035- أَخْبَرَنِي عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ،
أَخْبَرَنَا ابْنُ شُمَيْلٍ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا فِرَاسٌ ، قَالَ
: سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : الْكَبَائِرُ : الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ
، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ ، وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ.
11036- أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي
مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ وَثِبْهُ وَأَدْخِلْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مُدْخَلاً كَرِيمًا.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ
مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ}.
11037- أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا إِدْرِيسُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا
طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
فِي قَوْلِهِ : {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ}
قَالَ : كَانَ الْمُهَاجِرُونَ حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ يَرِثُ الأَنْصَارَ ، دُونَ
رَحِمِهِ ، لِلأُخُوَّةِ الَّتِي آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بَيْنَهُمْ ، فَلَمَّا نَزَلَتِ الآيَةُ {وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ
مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ} قَالَ : فَنَسَخَتْهَا {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ
أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} مِنَ النَّصْرِ وَالنَّصِيحِ
وَالرِّفَادَةِ ، وَيُوصِي لَهُ ، وَقَدْ ذَهَبَ الْمِيرَاثُ.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ
نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ}.
11038- أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي قَزْعَةَ ، عَنْ حَكِيمِ
بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سَأَلَهُ رَجُلٌ : مَا حَقُّ الْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا ؟ قَالَ : تُطْعِمُهَا
إِذَا طَعِمْتَ ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ ، وَلاَ تَضْرِبُ الْوَجْهَ ،
وَلاَ تُقَبِّحُ ، وَلاَ تَهْجُرُ إِلاَّ فِي الْبَيْتِ.
10- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ
كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ}.
11039- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، وَهُوَ ابْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ : اقْرَأْ عَلَيْنَا قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَإِنَّمَا أُنْزِلَ عَلَيْكَ ؟ قَالَ : إِنِّي أُحِبُّ
أَنْ أَسْمَعْهُ مِنْ غَيْرِي فَقَرَأْتُ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى إِذَا
بَلَّغْتُ قَوْلَهُ {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ
وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا} غَمَزَنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا
عَيْنَاهُ تُهْرَاقَانِ.
11- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ
وَأَنْتُمْ سُكَارَى}.
11040- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ بَذِيمَةَ
، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} قَالَ :
نَسَخَتْهَا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ
فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمُ} الآيَةُ.
11041- عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ
، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
السُّلَمِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ ، أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ دَعَاهُ وَعَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، فَسَقَاهُمَا قَبْلَ أَنْ تُحَرَّمَ الْخَمْرُ ،
فَأَمَّهُمْ عَلِيٌّ فِي الْمَغْرِبِ فَقَرَأَ : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
فَخَلَطَ فِيهَا ، فَنَزَلَتْ : {لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى
حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ}.
12- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً
فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}.
11042- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
مَالِكٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، قَالَتْ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ ، أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ
، انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي ، فَأَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى الْتِمَاسِهِ ، وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ
، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ ، فَأَتَى النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
فَقَالُوا : أَلاَ تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ ، أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِالنَّاسِ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ ،
وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ ؟ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ فَقَالَ : أَحَبَسْتِ رَسُولَ اللهِ
وَالنَّاسَ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ ؟ قَالَتْ : فَعَاتَبَنِي
أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ، وَجَعَلَ يَطْعَنُ
بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي ، فَمَا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلاَّ مَكَانُ
رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَخِذِي ، حَتَّى
أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آيَةَ
التَّيَمُّمِ {فَتَيَمَّمُوا} ، قَالَ أُسَيْدُ
بْنُ حُضَيْرٍ : مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ :
فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتِ عَلَيْهِ فَوَجَدْنَا الْعِقْدَ تَحْتَهُ.
13- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ}.
11043- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ عَوْفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَيَّانُ ،
بِإِصْطَخْرٍ ، عَنْ قَطَنِ بْنِ قَبِيصَةَ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الطَّرْقَ ، وَالطِّيَرَةَ ،
وَالْعِيَافَةَ مِنَ الْجِبْتِ.
14- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَأُولِي الأَمْرِ}.
11044- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ
مُسْلِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ
مِنْكُمْ} نَزَلَتْ فِي عَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَدِيٍّ السَّهْمِيِّ
، إِذْ بَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّرِيَّةِ.
15- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ
يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}.
11045- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُرْوَةَ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ :
أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، حَدَّثَهُ ، أَنَّ رَجُلاً خَاصَمَ
الزُّبَيْرَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شِرَاجِ
الْحَرَّةِ الَّتِي كَانُوا يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ : سَرِّحِ
الْمَاءَ يَمُرُّ ، فَأَبَى عَلَيْهِمْ ، فَاخْتَصَمُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلزُّبَيْرِ : اسْقِ يَا زُبَيْرُ ، ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَى
جَارِكَ ، فَغَضِبَ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنْ كَانَ
ابْنَ عَمَّتِكَ ، فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : يَا زُبَيْرُ اسْقِ ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى
يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ قَالَ الزُّبَيْرُ : وَاللَّهِ إِنِّي أَحْسِبُ هَذِهِ
الآيَةَ نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ}.
16- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ
أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ}.
11046- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَمُوتُ حَتَّى يُخَيِّرَ
بَيْنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، فَأَخَذَتْهُ بُحَّةٌ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ
فِيهِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ
أُولَئِكَ رَفِيقًا} فَظَنَنْتُ أَنَّهُ خُيِّرَ.
17- قَوْلُهُ تَعَالَى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ}.
11047- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا أَبِي ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ وَاقِدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ : أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، وَأَصْحَابًا ، لَهُ أَتَوَا
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَقَالُوا : يَا نَبِيَّ اللهِ
، إِنَّا كُنَّا فِي عَزٍّ وَنَحْنُ مُشْرِكُونَ ، فَلَمَّا آمَنَّا صِرْنَا
أَذِلَّةً ، فَقَالَ : إِنِّي أُمِرْتُ بِالْعَفْوِ ، فَلاَ تُقَاتِلُوا الْقَوْمَ
فَلَمَّا حَوَّلَهُ اللَّهُ إِلَى الْمَدِينَةِ أَمَرَ بِالْقِتَالِ فَكَفُّوا ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ
كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتَوَا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ
عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ}.
18- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَمَا لَكُمْ فِي
الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ}.
11048- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، قَالَ فِي هَذِهِ الآيَةِ :
فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا
كَسَبُوا قَالَ : رَجَعَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أُحُدٍ ، فَكَانَ النَّاسُ فِيهِمْ فِرْقَتَيْنِ :
فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَقُولُ : اقْتُلْهُمْ ، وَفَرِيقٌ يَقُولُ : لاَ ، فَنَزَلَتِ الآيَةُ
فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَقَالَ : إِنَّهَا تَنْفِي الْ
خَبَثَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّةِ.
19- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا
مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ}.
11049- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، قَالَ : أَمَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبْزَى أَنْ أَسْأَلَ
ابْنَ عَبَّاسٍ عَنْ هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ : {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا
فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ : لَمْ يَنْسَخْهَا شَيْءٌ ، وَعَنْ
هَذِهِ الآيَةِ {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ
يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ} قَالَ :
أُنْزِلَتْ فِي أَهْلِ الشِّرْكِ.
11050- أَخْبَرَنَا أَزْهَرُ بْنُ جَمِيلٍ ، حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ
نُعْمَانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
اخْتَلَفَ أَهْلُ الْكُوفَةِ فِي هَذِهِ الآيَةِ {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا
مُتَعَمِّدًا} فَرَحَلْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ :
لَقَدْ نَزَلَتْ فِي آخِرِ مَا نَزَلَتْ ، مَا نَسَخَهَا شَيْءٌ.
20- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى
إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.
11051- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، سَمِعَ عَطَاءً ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَحِقَ الْمُسْلِمُونَ رَجُلاً فِي غُنَيْمَةٍ لَهُ فَقَالَ :
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا غُنَيْمَتَهُ ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ
مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} تِلْكَ الْغُنَيْمَةُ.
21- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.
11052- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ ،
أَنَّهُ سَمِعَ مِقْسَمًا يُحَدِّثُ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : {لاَ
يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} عَنْ بَدْرٍ وَالْخَارِجُونَ إِلَى بَدْرٍ
، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَحْشٍ الأَسَدِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ ، وَهُوَ
ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ : إِنَّا أَعْمَيَانِ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَهَلْ لَنَا
رُخْصَةٌ ؟ فَنَزَلَتْ {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرِ
أُولِي الضَّرَرِ} ، {فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ
دَرَجَةً} فَهَؤُلاَءِ الْقَاعِدُونَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ، {وَفَضَّلَ
اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا . دَرَجَاتٍ
مِنْهُ} عَلَى الْقَاعِدِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرِ أُولِي الضَّرَرِ.
22- قَوْلُهُ تَعَالَى : {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}.
11053- أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ : أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا ، قَالَ
: ائْتُونِي
بِالْكَتِفِ وَالدَّوَاةِ فَكَتَبَ {لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ} وَعَمْرُو ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ خَلْفَهُ قَالَ : هَلْ مِنْ
رُخْصَةٍ ؟ فَنَزَلَتْ {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}.
23- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ
مِنَ الرِّجَالِ}.
11054- أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ
شُرَيْحٍ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قُطِعَ عَلَى
أَهْلِ الْمَدِينَةِ بَعْثٌ إِلَى الْيَمَنِ ، فَاكْتُتِبْتُ فِيهِ ، فَلَقِيتَ
عِكْرِمَةَ فَأَخْبَرْتُهُ فَنَهَانِي عَنْ ذَلِكَ أَشَدَّ النَّهْيِ ، وَقَالَ : أَخْبَرَنِي
ابْنُ عَبَّاسٍ : أَنَّ نَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ الْمُشْرِكِينَ
يُكَثِّرُونَ سَوَادَ الْمُشْرِكِينَ ، فَيَأْتِي أَحَدُهُمُ السَّهْمُ يُرْمَى
بِهِ فَيُصِيبُهُ فَيَقْتُلُهُ ، أَوْ يُضْرَبُ فَيُقْتَلُ فَنَزَلَتِ {الَّذِينَ
تَوَفَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ
قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ} الآيَةُ.
24- قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ
جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ}.
11055- أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ
يَحْيَى ، وَهُوَ ابْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
بَابَاهْ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ ، قَالَ : قُلْتُ لِعُمَرَ : إِقْصَارُ
الصَّلاَةِ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ
كَفَرُوا} وَقَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ الآنَ ، قَالَ : عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ
، سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : صَدَقَةٌ
تَصَدَّقَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ.
25- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ
كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ}.
11056- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ ،
وَالْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، قَالَ : قَالَ
ابْنُ جُرَيْجٍ : أَخْبَرَنِي يَعْلَى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : {إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى}
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، زَادَ أَحْمَدُ ، كَانَ جَرِيحًا.
26- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ
أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ}.
11057- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ عَلِيٍّ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ
مُحَيْصِنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
: لَمَّا نَزَلَتْ {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَأَتَوْا
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ فَقَالَ : قَارِبُوا
وَسَدِّدُوا ، فَفِي كُلِّ مَا يُصَابُ بِهِ الْعَبْدُ كَفَّارَةٌ ، حَتَّى
النَّكْبَةُ يُنْكَبُهَا ، وَالشَّوْكَةُ يُشَاكُهَا.
27- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ
خَلِيلاً}.
11058- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْحَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي جُنْدُبٌ : أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَبْلَ أَنْ يُتَوَفَّى بِخَمْسٍ يَقُولُ :
قَدْ كَانَ لِي مِنْكُمْ إِخْوَةٌ وَأَصْدِقَاءُ ، وَإِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ
مِنْ خُلَّتِهِ ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً مِنْ أُمَّتِي لاَتَّخَذْتُ
أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً ، وَإِنَّ رَبِّي اتَّخَذَنِي خَلِيلاً كَمَا اتَّخَذَ
إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً ، وَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ فَإِنِّي
أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ.
28- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي
النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا}.
11059- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، فِي قَوْلِهِ : {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ
يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى
النِّسَاءِ اللاَّتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ} قَالَتْ : أُنْزِلَتْ فِي الْيَتِيمَةِ تَكُونُ
عِنْدَ الرَّجُلِ ، لَعَلَّهَا أَنْ تَكُونَ قَدْ شَرِكَتْهُ فِي مَالِهِ وَهُوَ
وَلِيُّهَا ، فَيَرْغَبُ أَنْ يَنْكِحَهَا ، وَيَكْرَهُ أَنْ يُزَوِّجَهَا رَجُلاً
فَيَشْرَكُهُ فِي مَالِهِ بِمَا شَرِكَتْهُ ، فَيَعْضُلُهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
جَلَّ وَعَزَّ {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ}.
29- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ
بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا}.
11060- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَائِشَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا
نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا} أُنْزِلَتْ فِي الْمَرْأَةِ تَكُونُ عِنْدَ الرَّجُلِ
لاَ يَسْتَكْثِرُ مِنْهَا ، فَيُرِيدُ أَنْ يُطَلِّقَهَا وَيَتَزَوَّجَ غَيْرَهَا
، فَتَقُولُ : لاَ تُطَلِّقْنِي وَأَمْسِكْنِي وَأَنْتَ فِي حِلٍّ مِنَ
النَّفَقَةِ وَالْقِسْمَةِ لِي ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ {فَلاَ جُنَاحَ
عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا}.
30- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ
حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ}.
11061- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَيْلٌ لِلَّذِي
يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ فَيُضْحِكُ بِهِ الْقَوْمَ ، وَيْلٌ لَهُ ، وَيْلٌ لَهُ.
31- عَلاَمَةٌ الْمُنَافِقِ.
11062- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِي سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا
وَعَدَ أَخْلَفَ.
32- قَوْلُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : {إِنَّا أَوْحَيْنَا
إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ}.
11063- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ،
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ مَالِكٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ
عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ ،
سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَا رَسُولَ
اللهِ ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ ، وَهُوَ
أَشَدُّهُ عَلَيَّ ، فَيُفْصَمُ عَنِّي ، وَقَدْ وَعَيْتُ مَا قَالَ ، وَأَحْيَانًا
يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ قَالَتْ
عَائِشَةُ : وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ
الْبَرْدِ فَيُفْصَمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا.
11064- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
اللَّيْثُ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ
مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ قَدْ أُعْطِيَ مِنَ الآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ
الْبَشَرُ ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ
، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
33- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى
تَكْلِيمًا}.
11065- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : احْتَجَّ
آدَمُ وَمُوسَى ، فَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ : أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ
بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، أَغْوَيْتَ النَّاسَ ، وَأَخْرَجْتَهُمْ
مِنَ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ آدَمُ : أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ
، وَكَلَّمَكَ تَكْلِيمًا ، أَتَلُومُنِي أَنْ أَعْمَلَ عَمَلاً كَتَبَهُ اللَّهُ
عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.
34- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى
ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ
مِنْهُ}.
11066- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ
، عَنْ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ هِلاَلٍ ، قَالَ : اجْتَمَعَ رَهْطٌ
مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَانْطَلَقْنَا إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ فَانْتَهَيْنَا
إِلَيْهِ وَهُو يُصَلِّي الضُّحَى ، فَانْتَظَرْنَا حَتَّى فَرَغَ فَدَخَلْنَا
عَلَيْهِ ، فَأَجْلَسَ ثَابِتًا عَلَى سَرِيرِهِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا
حَمْزَةَ ، إِنَّ إِخْوَانَنَا يَسْأَلُونَكَ عَنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشَّفَاعَةِ ، قَالَ أَنَسٌ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مَاجَ
النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ ، فَيُؤْتَى آدَمُ فَيُقَالُ لَهُ : يَا آدَمُ
اشْفَعْ لِذُرِّيَّتِكَ ، فَيَقُولُ : لَسْتُ لَهَا ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ
بِإِبْرَاهِيمَ فَهُوَ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ ، فَيُؤْتَى إِبْرَاهِيمُ ، فَيَقُولُ
: يَعْنِي : لَسْتُ لَهَا ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُوسَى فَهُوَ كَلِيمُ اللهِ ،
فَيُؤْتَى مُوسَى ، فَيَقُولُ :
لَسْتُ لَهَا ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى ، فَهُوَ
رَوْحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ ، فَيُؤْتَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُولُ :
لَسْتُ لَهَا ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، فَأُوتَى فَأَقُولُ : أَنَا لَهَا ، فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤَذَنُ لِي
عَلَيْهِ ، فَأَقُومُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ لاَ أَقْدِرُ
عَلَيْهَا الآنَ ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ
سَاجِدًا ، فَيَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، قُلْ تُسْمَعْ ، سَلْ
تُعْطَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقُولُ : أَيْ رَبِّ ، أُمَّتِي أُمَّتِي ،
فَيُقَالُ : انْطَلِقْ ، فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ ، إِمَّا قَالَ : مِثْقَالُ
بُرَّةٍ أَوْ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْهَا ، فَأَنْطَلِقُ
فَأَفْعَلُ ، ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ، ثُمَّ أَخِرُّ
لَهُ سَاجِدًا ، فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ تُسْمَعْ
، وَسَلْ تُعْطَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي
، فَيُقَالُ : انْطَلِقْ ، فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ
مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْهَا ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ ، ثُمَّ أَعُودُ
فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيُقَالُ لِي
: يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، وَقُلْ تُسْمَعْ ، وَسَلْ تُعْطَ ،
وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، أُمَّتِي أُمَّتِي ، فَيُقَالُ : انْطَلِقْ ،
فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِنْ مِثْقَالَ حَبَّةِ
خَرْدَلٍ فَأَخْرِجْهُ مِنَ النَّارِ ، فَأَنْطَلِقُ حَدِيثُ أَنَسٍ إِلَى
مُنْتَهَاهُ.
11067- أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا
عُمَرُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ عُمَيْرِ
بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ
الصَّامِتِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى
مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ ،
أَدْخِلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ.
35- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ
يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ}.
11068- أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ
، قَالَ : آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ}.
11069- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ سُفْيَانَ
، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ،
يَقُولُ : مَرِضْتُ ، فَأَتَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَعُودَانِي ، وَهُمَا يَمْشِيَانِ ،
فَوَجَدَانِي قَدْ أُغْمِيَ عَلَيَّ ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَصَبَّ وُضُوءَهُ عَلَيَّ فَأَفَقْتُ ، قُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ أُوصِي فِي مَالِي ، كَيْفَ أُوصِي فِي مَالِي ، كَيْفَ أَصْنَعُ
فِي مَالِي ؟ فَلَمْ يُجِبْنِي بِشَيْءٍ ، حَتَّى نَزَلَتْ آيَةُ الْمِيرَاثِ
{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ}.
11070- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا
مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ
أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ : أَنَّ عُمَرَ
بْنَ الْخَطَّابِ خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ : إِنِّي لاَ أَدَعُ
شَيْئًا بَعْدِي أَهَمَّ إِلَيَّ مِنَ الْكَلاَلَةِ ، وَلاَ أَغْلَظَ لِي فِي
شَيْءٍ مُذْ ، يَعْنِي صَحِبْتُهُ ، مَا أَغْلَظَ لِي فِي الْكَلاَلَةِ ، حَتَّى
طَعَنَ بِأُصْبُعِهِ فِي صَدْرِي وَقَالَ : يَا عُمَرُ ، إِنَّمَا يَكْفِيكَ آيَةُ
الصَّيْفِ الَّتِي فِي سُورَةِ النِّسَاءِ ، وَإِنِّي إِنْ أَعِشْ أَقْضِ فِيهَا
بِقَضِيَّةٍ يَقْضِي بِهَا مَنْ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَمَنْ لاَ يَقْرَأُ
مُخْتَصَرٌ.
11071- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، حَدَّثَنَا
سَعْدَانُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ
، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : آخِرُ آيَاتٍ أُنْزِلَتْ فِي الْقُرْآنِ آخِرُ سُورَةِ
النِّسَاءِ.
سُورَةُ الْمَائِدَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ
دِينَكُمْ}.
11072- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ
مُسْلِمٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : قَالَ يَهُودِيٌّ لِعُمَرَ : لَوْ
عَلَيْنَا نَزَلَتْ مَعْشَرَ الْيَهُودِ هَذِهِ الآيَةُ اتَّخَذْنَاهُ عِيدًا {الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمُ} الآيَةُ قَالَ عُمَرُ : قَدْ عَلِمْتُ الْيَوْمَ
الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ ، وَاللَّيْلَةَ الَّتِي أُنْزِلَتْ لَيْلَةُ
الْجُمُعَةِ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِعَرَفَاتٍ.
11073- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي
الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى
عَائِشَةَ فَقَالَتْ لِي : هَلْ تَقْرَأُ سُورَةَ الْمَائِدَةِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ
، قَالَتْ : أَمَا إِنَّهَا آخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهَا
مِنْ حَلاَلٍ فَاسْتَحِلُّوهُ ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهَا مِنْ حَرَامٍ
فَحَرِّمُوهُ ، وَسَأَلْتُهَا عَنْ خُلِقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَتِ : الْقُرْآنُ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ} .
11074- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
الْحَسَنِ ، قَالَ : أَبِي ، أَخْبَرَنَا عَنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ يَزِيدَ ،
وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقَيْلٍ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ،
حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ النَّحْوِيُّ ، حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَنْ كَفَرَ بِالرَّجْمِ فَقَدْ كَفَرَ
بِالْقُرْآنِ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى {يَا
أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ
تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} فَكَانَ مِمَّا أَخْفَوِا
الرَّجْمَ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ
نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ}.
11075- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنِ أَبِي النَّضْرِ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ الأَشْجَعِيُّ ،
عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مُخَارِقٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ،
قَالَ : جَاءَ الْمِقْدَادُ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ فَقَالَ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، إِنَّا لاَ نَقُولُ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى :
{فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} وَلَكِنَّهُ
: امْضِهْ وَنَحْنُ مَعَكَ ، فَكَأَنَّهُ سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
11076- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، عَنْ
خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَارَ إِلَى بَدْرٍ فَاسْتَشَارَ الْمُسْلِمِينَ
، فَأَشَارَ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ اسْتَشَارَ رَجُلاً فَأَشَارَ عَلَيْهِ
عُمَرُ ، ثُمَّ اسْتَشَارَهُمْ ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ : يَا مَعْشَرَ
الأَنْصَارِ ، إِيَّاكُمْ يُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : إِذًا لاَ نَقُولُ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى
{فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} وَالَّذِي
بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَوْ ضَرَبْتَ كَبِدَنَا إِلَى بَرَكِ الْغِمَادِ لاَتَّبَعْنَاكَ.
11077- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ ، حَدَّثَنَا
عِيسَى ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ
الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا ، لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ.
4- قَوْلُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : {إِنَّمَا جَزَاءُ
الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}.
11078- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ
، عَنِ الْوَلِيدِ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ،
عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ نَفَرًا ، مِنْ عُكْلٍ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمُوا وَاجْتَوَوَا الْمَدِينَةَ
فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ
فَيَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا ، فَقَتَلُوا رَاعِيَهَا
وَاسْتَاقُوهَا ، فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
طَلَبِهِمْ قَافِلَةً ، فَأُتِيَ بِهِمْ ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ ،
وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ ، وَلَمْ يَحْسِمْهُمْ وَتَرَكَهُمْ حَتَّى مَاتُوا ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآيَةَ.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ
يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ}.
11079- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مُرَّةَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، قَالَ : مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَهُودِيٍّ مُحَمَّمٍ مَجْلُودٍ ، فَدَعَاهُمْ
فَقَالَ : هَكَذَا تَجِدُونَ حَدَّ الزَّانِي فِي كِتَابِكُمْ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ،
فَدَعَا رَجُلاً مِنْ عُلَمَائِهِمْ فَقَالَ : أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ الَّذِي
أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى ، أَهَكَذَا تَجِدُونَ حَدَّ الزَّانِي فِي
كِتَابِكُمْ ؟ فَقَالَ : لاَ ، وَلَوْلاَ مَا نَشَدْتَنِي لَمْ أُخْبِرْكَ ،
نَجِدُ حَدَّ الزَّانِي فِي كِتَابِنَا الرَّجْمُ ، وَلَكِنَّهُ ظَهَرَ فِي
أَشْرَافِنَا فَكُنَّا إِذَا أَخَذْنَا الرَّجُلَ الشَّرِيفَ تَرَكْنَاهُ ،
وَإِذَا أَخَذْنَا الرَّجُلَ الضَّعِيفَ أَقَمْنَا عَلَيْهِ الْحَدَّ ، فَقُلْنَا
: تَعَالَوْا نَجْتَمِعُ عَلَى شَيْءٍ نُقِيمُهُ عَلَى الشَّرِيفِ وَالْوَضِيعِ ، فَاجْتَمَعْنَا
عَلَى التَّحَمُّمِ وَالْجِلْدِ ، وَتَرَكْنَا الرَّجْمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي أَوَّلُ مَنْ أَحْيَا أَمَرَكَ إِذْ
أَمَاتُوهُ فَأَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَا
أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} إِلَى
{وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا} يَقُولُ : ائْتُوا مُحَمَّدًا ، فَإِنْ
أَفْتَاكُمْ بِالتَّحَمُّمِ وَالْجَلْدِ فَخُذُوهُ ، وَإِنْ أَفْتَاكُمْ
بِالرَّجْمِ فَاحْذَرُوا ، إِلَى قَوْلِهِ : {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ
اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} فِي الْيَهُودِ ، وَإِلَى قَوْلِهِ :
{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}
فِي الْيَهُودِ إِلَى قَوْلِهِ : {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أُنْزِلَ اللَّهُ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} قَالَ : فِي الْكُفَّارِ كُلُّهَا ، يَعْنِي
الآيَةَ.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالْجُرُوحُ قِصَاصٌ}.
11080- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ،
حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كَسَرَتِ
الرُّبَيِّعُ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ ، فَطَلَبُوا إِلَيْهِمُ الْعَفْوَ فَأَبَوْا ، فَعَرَضُوا
عَلَيْهِمُ الأَرْشَ ، فَأَبَوْا وَأَتَوَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَأَمَرَ بِالْقِصَاصِ ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ : يَا رَسُولَ
اللهِ ، تُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ ؟ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ
تُكْسَرُ ، قَالَ : يَا أَنَسُ ، كِتَابُ اللهِ الْقِصَاصُ فَرَضِيَ الْقَوْمُ
وَعَفَوْا ، فَقَالَ : إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ
لأَبَرَّهُ.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ
كَفَّارَةٌ لَهُ}.
11081- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، عَنْ جَرِيرٍ
، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ ابْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ تَصَدَّقَ مِنْ جَسَدِهِ بِشَيْءٍ
كَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ بِقَدْرِ ذَلِكَ مِنْ ذُنُوبِهِ.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ}.
11082- أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ،
عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ،
قَالَتْ : ثَلاَثٌ مَنْ قَالَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ
الْفِرْيَةَ : مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ ، وَاللَّهُ
يَقُولُ : {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَمَ شَيْئًا مِنَ الْوَحْيِ وَاللَّهُ
يَقُولُ : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} ،
وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ
الْفِرْيَةَ ، وَاللَّهُ يَقُولُ : {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ
الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ، {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ
يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} فَقُلْتُ : يَا
أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَلَمْ يَقُلْ : {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} ، {وَلَقَدْ
رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ} ؟ فَقَالَتْ : سَأَلْنَا عَنْ ذَلِكَ نَبِيَّ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : رَأَيْتُ جِبْرِيلَ يَنْزِلُ مِنَ
الأُفُقِ عَلَى خَلْقِهِ وَهَيْئَتِهِ ، أَوْ عَلَى خَلْقِهِ وَصُورَتِهِ سَادًّا
مَا بَيْنَهُمَا.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ
إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}.
11083- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ عُرْوَةَ
يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : نَزَلَتْ
هَذِهِ الآيَةُ فِي النَّجَاشِيِّ وَأَصْحَابِهِ ، {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ
إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}.
10- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ
بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ}
.
11084- أَخْبَرَنِي شُعَيْبُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ
يَحْيَى ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، فِي
قَوْلِهِ : {لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} قَالَتْ :
نَزَلَتْ فِي قَوْلِ الرَّجُلِ : لاَ وَاللَّهِ ، بَلَى وَاللَّهِ.
11- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لاَ تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ
مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ}.
11085- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، وَوَكِيعٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَيْسَ مَعَنَا نِسَاءٌ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ،
أَلاَ نَسْتَخْصِي ؟ فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ ، وَرَخَّصَ لَنَا أَنْ نَنْكِحَ
الْمَرْأَةَ بِالثَّوْبِ إِلَى أَجْلٍ ، ثُمَّ قَرَأَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لاَ تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ}.
12- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّمَا الْخَمْرُ
وَالْمَيْسِرُ}.
11086- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ
صَاعِقَةُ ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، حَدَّثَنَا رَبِيعَةُ بْنُ
كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، قَالَ : نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ فِي قَبِيلَتَيْنِ مِنْ قَبَائِلِ الأَنْصَارِ
، شَرِبُوا حَتَّى إِذَا نَهِلُوا عَبَثَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ ، فَلَمَّا صَحَوْا
جَعَلَ الرَّجُلُ يَرَى الأَثَرَ بِوَجْهِهِ وَبِرَأْسِهِ وَبِلِحْيَتِهِ
فَيَقُولُ : قَدْ فَعَلَ بِي هَذَا أَخِي ، وَكَانُوا إِخْوَةً لَيْسَ فِي
قُلُوبِهِمْ ضَغَائِنُ ، وَاللَّهِ لَوْ كَانَ رَبِّي رَؤُوفًا رَحِيمًا مَا
فَعَلَ بِي هَذَا ، فَوَقَعَتْ فِي قُلُوبِهِمُ الضَّغَائِنُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} إِلَى قَوْلِهِ : {فَهَلْ
أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} فَقَالَ نَاسٌ : هِيَ رِجْسٌ وَهِيَ فِي بَطْنِ فُلاَنٍ قُتِلَ
يَوْمَ بَدْرٍ ، وَفُلاَنٍ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا
طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}.
13- قَوْلُهُ تَعَالَى : {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ
الْبَيْتَ الْحَرَامَ}.
11087- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ
مِنَ الْحَبَشَةِ.
14- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا}.
11088- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
حَكِيمٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ،
قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا} قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّهُ مِنْهُمْ.
15- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ
إِنْ تُبْدَ لَكُمْ}.
11089- أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ ،
حَدَّثَنَا النَّضْرُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : بَلَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَنْ أَصْحَابِهِ شَيْءٌ ، فَخَطَبَ فَقَالَ : عُرِضَتْ عَلَيَّ
الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ،
وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا
قَالَ : فَمَا أَتَى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَوْمٌ أَشَدُّ مِنْهُ ، قَالَ : غَطَّوْا رُءُوسَهُمْ ، وَلَهُمْ
خَنَينٌ ، فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ،
فَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَقَالَ : مَنْ أَبِي ؟ فَقَالَ : أَبُوكَ فُلاَنٌ قَالَ
: فَنَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ
تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}.
16- قَوْلُهُ تَعَالَى : {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ
بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ}.
11090- أَخْبَرَنَا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ
أَبِيهِ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ وَصَوَّبَهُ وَقَالَ : أَرَبُّ إِبِلٍ أَوْ غَنَمٍ
قُلْتُ : مِنْ كُلٍّ قَدْ آتَانِي اللَّهُ فَأَكْثَرَ وَأَطَابَ ، فَقَالَ :
أَلَسْتَ تَنْتِجُهَا وَافِيَةً أَعْيَانُهَا وَآذَانُهَا ، فَتَجْدَعُ هَذِهِ وَتَقُولُ
: بَحِيرَةٌ ، وَتَفْقَأُ هَذِهِ ... ؟ سَاعِدُ اللهِ أَشَدُّ وَمُوسَاهُ أَحَدُّ.
11091- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ
الْخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ
السُّيُوبَ.
17- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}.
11092- أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ قَيْسٍ ، قَالَ
: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ،
إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ
أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} إِنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الْقَوْمَ إِذَا
رَأَوَا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ عَمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ.
18- قَوْلُهُ تَعَالَى : {آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا
مُسْلِمُونَ}.
11093- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا
مَرْوَانُ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَسَارٍ
: أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فِي الأُولَى
مِنْهُمَا الآيَةَ إِلَى قَوْلِهِ : {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} إِلَى آخِرِ
الآيَةِ ، وَفِي الأُخْرَى {آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ}.
19- الْحَوَارِيُّونَ.
11094- أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا ،
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَسُفْيَانَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْمِ ؟ فَقَالَ الزُّبَيْرُ
: أَنَا ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِكُلِّ
نَبِيٍّ حَوَارِيًّا ، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ.
20- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ
فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ}.
11095- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنِي
إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ فَوَعَظَهُمْ وَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً ثُمَّ قَرَأَ {كَمَا
بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} فَيُجَاءُ
بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ، فَأَقُولُ : يَا
رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ، فَيُقَالُ : هَلْ تَعْلَمُ مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ؟
فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ : {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا
دُمْتَ فِيهِمْ} إِلَى {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} فَيُقَالُ : إِنَّهُمْ لَمْ
يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ.
11096- أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا قُدَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
حَدَّثَتْنِي جَسْرَةُ بِنْتُ دَجَاجَةَ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ ،
يَقُولُ : قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَصْبَحَ
بِآيَةٍ ، وَالآيَةُ {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ
لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
11097- أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ طَاوُوسٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : تَلَقَّى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ حُجَّتَهُ
لَقَّاهُ اللَّهُ فِي قَوْلِهِ : {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ
، أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ}
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَلَقَّاهُ
اللَّهُ {قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ} الآيَةَ كُلَّهَا.
سُورَةُ الأَنْعَامِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ}.
11098- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ
شُرَيْحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعْدٍ ، فِي هَذِهِ الآيَةِ {وَلاَ تَطْرُدِ
الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} قَالَ : نَزَلَتْ فِي
سِتَّةٍ : أَنَا ، وَابْنُ مَسْعُودٍ فِيهِمْ ، فَنَزَلَتْ أَنِ ائْذَنْ لِهَؤُلاَءِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى
أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا}.
11099- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ ،
وَيَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
حَمَّادٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ
{قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَعُوذُ بِوَجْهِكَ قَالَ : {أَوْ مِنْ
تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَعُوذُ بِوَجْهِكَ {أَوْ يُلْبِسَكُمْ شِيَعًا} قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَذَا أَيْسَرُ اللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ.
11100- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ جَابِرًا ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ
يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَعُوذُ بِوَجْهِكَ ، {أَوْ مِنْ تَحْتِ
أَرْجُلِكُمْ} قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَعُوذُ
بِوَجْهِكَ ، {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا} قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَذَا أَهْوَنُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : بَعْضُ حُرُوفِ {أَوْ
يَلْبِسَكُمْ} لَمْ تَصِحَّ عَنْ مُحَمَّدٍ.
3- قَوْلُهُ : {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ}.
11101- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ
: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا} إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّنَا لَمْ يَظْلِمْ ؟ فَأَنْزَلَ
اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ : {إِنَّ الشِّرْكَ} لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى {وَيُونُسَ وَلُوطًا ، وَكُلًّا
فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ}.
11102- أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ ،
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لاَ
يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى.
5- بَرَكَةُ الذُّرِّيَّةِ.
11103- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ،
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ مَالِكٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ
بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو حُمَيْدٍ
السَّاعِدِيُّ أَنَّهُمْ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ
؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُولُوا : اللَّهُمَّ
صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ
إِبْرَاهِيمَ ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ ، كَمَا
بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى
اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}.
11104- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدٍ ،
حَدَّثَنَا عَمِّي ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهُ سَجَدَ فِي ص ثُمَّ قَالَ : أُمِرَ
نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِالأَنْبِيَاءِ
، ثُمَّ قَرَأَ {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}.
11105- أَخْبَرَنَا عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، أَخْبَرَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِي ص {أُولَئِكَ
الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ
يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ}.
11106- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ أَبِي وَكِيعٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَلاَ تَأْكُلُوا
مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ} قَالَ : خَاصَمَهُمُ الْمُشْرِكُونَ فَقَالُوا
: مَا ذَبَحَ اللَّهُ فَلاَ تَأْكُلُوهُ ، وَمَا ذَبَحْتُمْ أَنْتُمْ
أَكَلْتُمُوهُ ؟.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا
حَرَّمْنَا}.
11107- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
قَالَ : بَلَغَ عُمَرَ أَنَّ سَمُرَةَ ، بَاعَ خَمْرًا فَقَالَ : قَاتَلَ اللَّهُ
سَمُرَةَ ، أَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَجَمَلُوهَا
قَالَ سُفْيَانُ : يَعْنِي أَذَابُوهَا.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ}.
11108- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا
وَائِلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ ، يَقُولُ وَرَفَعَهُ قَالَ : لاَ
أَحَدَ ، يَعْنِي أَغْيَرَ ، مِنَ اللهِ ، وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا
ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَمَا أَحَدٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ وَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ.
10- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي
مُسْتَقِيمًا}.
11109- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ
، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : قَالَ
عَبْدُ اللهِ : خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَوْمًا خَطًّا ، وَخَطَّهُ لَنَا عَاصِمٌ فَقَالَ : هَذَا سَبِيلُ اللهِ ثُمَّ
خَطَّ عَنْ يَمِينِ الْخَطِّ وَعَنْ شِمَالِهِ فَقَالَ : هَذَا السَّبِيلُ ،
وَهَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ تَلاَ
هَذِهِ الآيَةَ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} لِلْخَطِّ الأَوَّلِ ،
{وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} لِلْخُطُوطِ {فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}
ذَلِكُمْ {وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.
11110- أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ،
عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : خَطَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ، وَخَطَّ عَنْ يَمِينِ الْخَطِّ وَعَنْ شِمَالِهِ
خُطَطًا ثُمَّ قَالَ : هَذَا صِرَاطُ اللهِ مُسْتَقِيمًا ، وَهَذِهِ السُّبُلُ
عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ثُمَّ قَرَأَ {وَأَنَّ
هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا}.
11- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ
رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ}.
11111- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ
؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّهَا تَجْرِي حَتَّى
تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَيُقَالُ لَهَا : ارْتَفِعِي
فَاطْلُعِي مِنْ مَغْرِبِكَ فَتَطْلُعُ مِنْ مَغْرِبِهَا قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: أَتَدْرُونَ مَا ذَاكُمْ ؟ ذَاكَ حِينَ {لاَ يَنْفَعُ
نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} الآيَةَ.
11112- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عُمَارَةَ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لاَ
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا
طَلَعَتْ فَرَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا ، فَذَاكَ حِينَ {لاَ يَنْفَعُ
نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتَ مِنْ قَبْلُ}.
11113- وَعَنْ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلاَنَ ، عَنْ وَكِيعٍ
، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عِمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ بِهِ.
11114- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ
مُسَاوِرٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، قَالَ : أَتَيْتُ
صَفْوَانَ بْنَ عَسَّالٍ الْمُرَادِيَّ قُلْتُ : هَلْ حَفِظْتَ عَنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْهَوَى حَدِيثًا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، كُنَّا
مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، قَدْ سَمَّاهُ
عَاصِمٌ ، إِذْ نَادَاهُ رَجُلٌ كَانَ فِي أُخْرَيَاتِ الْقَوْمِ بِصَوْتٍ لَهُ
جَهْوَرِيٍّ جِلْفٌ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ ، فَقَالَ لَهُ
الْقَوْمُ : مَهْ ، إِنَّكَ نُهِيتَ عَنْ هَذَا ، فَأَجَابَهُ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَحْوٍ مِنْ صَوْتِهِ : هَاؤُمُ هَاؤُمُ
، فَقَالَ : الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ ؟ قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.
فَمَا بَرِحَ يُحَدِّثُنَا حَتَّى حَدَّثَنَا أَنَّ
اللَّهَ جَعَلَ بِالْمَغْرِبِ بَابًا مَسِيرَةُ عَرْضِهِ سَبْعُونَ عَامًا
لِلتَّوْبَةِ لاَ يُغْلَقُ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ مِنْ قِبَلِهِ ، قَالَ :
وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ
يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا
خَيْرًا}.
11115- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ ، أَخْبَرَنَا
عِيسَى ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ تَابَ
قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
11116- أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا
فُضَيْلٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ
، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بَاسِطٌ يَدَهُ لِمُسِيءِ
اللَّيْلِ لِيَتُوبَ بِالنَّهَارِ ، وَلِمُسِيءِ النَّهَارِ لِيَتُوبَ بِاللَّيْلِ
، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا.
12- قَوْلُهُ تَعَالَى : {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ
فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}.
11117- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ
اللَّهُ تَعَالَى : إِذَا هَمَّ عَبْدِي بِحَسَنَةٍ فَاكْتُبُوهَا لَهُ ، فَإِنْ
عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَإِذَا هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلاَ
تَكْتُبُوهَا ، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا وَاحِدَةً ، وَإِنْ تَرَكَهَا
فَاكْتُبُوهَا حَسَنَةً.
سُورَةُ الأَعْرَافِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11118- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سَلَمَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
مُسْلِمَ الْبَطِينَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ
: كَانَتِ الْمَرْأَةُ تَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهِيَ عُرْيَانَةٌ وَتَقُولُ :
الْيَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ كُلُّهُ ... وَمَا
بَدَا مِنْهُ فَلاَ أُحِلُّهُ.
فَنَزَلَتْ {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ
كُلِّ مَسْجِدٍ} .
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ
الْفَوَاحِشَ} .
11119- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ بْنِ
سُلَيْمَانَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ ، وَلِذَلِكَ
حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَلاَ أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ
الْمَدْحُ مِنَ اللهِ وَاللَّفْظُ لاِبْنِ الْعَلاَءِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ
الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} .
11120- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ
حَمْزَةَ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الأَغَرِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، وَأَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
{وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ} قَالَ : نُودُوا أَنْ صِحُّوا فَلاَ
تَسْقَمُوا ، وَانْعَمُوا فَلاَ تَبْؤُسُوا ، وَشِبُّوا فَلاَ تَهْرَمُوا.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ
يَعْكِفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا} .
11121- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سِنَانِ
بْنِ أَبِي سِنَانٍ الدِّيلِيِّ ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ حُنَيْنٍ فَمَرَرْنَا
بِسِدْرَةٍ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، اجْعَلْ لَنَا هَذِهِ ذَاتَ
أَنْوَاطٍ ، كَمَا لِلْكُفَّارِ ذَاتُ أَنْوَاطٍ ، وَكَانَ الْكُفَّارُ يَنُوطُونَ
سِلاَحَهُمْ بِسِدْرَةٍ وَيَعْكُفُونَ حَوْلَهَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، هَذَا كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ
{اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً} إِنَّكُمْ تَرْكَبُونَ سَنَنَ
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا مُوسَى إِنِّي
اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي} .
11122- أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ ،
حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَقِيَ مُوسَى آدَمَ
عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ ، فَقَالَ : أَنْتَ آدَمُ أَبُو الْبَشَرِ الَّذِي
أَشْقَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : أَلَسْتَ مُوسَى
الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلاَمِهِ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ :
أَفَلَيْسَ تَجِدُ فِي مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ أَنَّهُ سَيُخْرِجُنِي
مِنْهَا قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَنِيهَا ؟ قَالَ : بَلَى ، فَخَصَمَ آدَمُ مُوسَى.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحَ} .
11123- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍوٍ ، عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
قَالَ مُوسَى لِآدَمَ : أَنْتَ الَّذِي خَيَّبْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ
؟ فَقَالَ آدَمُ : أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ وَكَتَبَ لَكَ بِيَدِهِ
التَّوْرَاةَ ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قَدَرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ
أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً ؟.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} .
11124- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا النَّضْرُ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ
بْنُ عُمَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ ، وَمَاؤُهَا
شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ.
11125- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ،
وَعَمْرُو بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي
الْحَكَمُ ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ شُعْبَةُ لَمَّا حَدَّثَنِي بِهِ الْحَكَمُ ، لَمْ
أُنْكِرْهُ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ
بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ}
.
11126- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
مَالِكٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ الْجُهَنِيِّ :
أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، سُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ {وَإِذْ أَخَذَ
رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} فَقَالَ عُمَرُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسْأَلُ عَنْهَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ فَمَسَحَ ظَهْرَهُ
بِيَمِينِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً ، فَقَالَ : خَلَقْتُ هَؤُلاَءِ لِلْجَنَّةِ
، وَبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ
فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً ، فَقَالَ : خَلَقْتُ هَؤُلاَءِ لِلنَّارِ ،
وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
فَفِيمَ الْعَمَلُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلْجَنَّةِ اسْتَعْمَلَهُ
بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
فَيُدْخِلُهُ بِهِ الْجَنَّةَ ، وَإِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلنَّارِ اسْتَعْمَلَهُ
بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلِ أَهْلِ النَّارِ
فَيُدْخِلُهُ بِهِ النَّارَ.
11127- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ،
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ،
عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَخَذَ اللَّهُ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ ، يَعْنِي عَرَفَةَ ،
فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا ، فَنَثَرَهُمْ بَيْنَ
يَدَيْهِ كَالذَّرِّ ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ فَتَلاَ قَالَ : {أَلَسْتُ بِرَبِّكَمْ
قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ
هَذَا غَافِلِينَ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : وَكُلْثُومٌ هَذَا
لَيْسَ بِالْقَوِيِّ ، وَحَدِيثُهُ لَيْسَ بِالْمَحْفُوظِ.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ
مِنْهَا} وَذِكْرُ الاِخْتِلاَفِ فِيهِ.
11128- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنِي يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ ،
قَالَ : سَمِعْتُ نَافِعَ بْنَ عَاصِمٍ ، يَقُولُ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : قَوْلُهُ : {آتَيْنَاهُ
آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} قَالَ : نَزَلَتْ فِي أُمَيَّةَ.
11129- أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ ،
حَدَّثَنَا بِشْرُ يَعْنِيُ ابْنَ الْمُفَضَّلِ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ
، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، فِي قَوْلِهِ :
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا}
قَالَ : هُوَ بَلْعَمٌ ، وَقَالَ : نَزَلَتْ فِي أُمَيَّةَ.
11130- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ غُطَيْفِ بْنِ أَبِي
سُفْيَانَ ، عَنْ يَعْقُوبَ ، وَنَافِعٍ ، ابْنَيْ عَاصِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرٍو : فِي هَذِهِ الآيَةِ {آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا}
قَالَ : هُوَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ
بِالْعُرْفِ} .
11131- أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ ،
قَالَ : إِنَّمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {خُذِ الْعَفْوَ} مِنْ
أَخْلاَقِ النَّاسِ.
سُورَةُ الأَنْفَالِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11132- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، فِي
حَدِيثِهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، قَالَ : جِئْتُ يَوْمَ بَدْرٍ بِسَيْفٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ شَفَا صَدْرِي
الْيَوْمَ مِنَ الْعَدُوِّ ، فَهَبْ لِي هَذَا السَّيْفَ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا السَّيْفَ
لَيْسَ لِي وَلاَ لَكَ فَذَهَبْتُ وَأَنَا أَقُولُ : يُعْطِي الْيَوْمَ مَنْ لَمْ
يُبْلِ بَلاَئِي ، فَبَيْنَمَا أَنَا إِذْ جَاءَنِي الرَّسُولُ فَقَالَ : أَجِبْ ،
فَظَنَنْتُ أَنَّهُ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ لِكَلاَمِي ، فَجِئْتُ فَقَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّكَ سَأَلْتَنِي هَذَا السَّيْفَ ،
وَلَيْسَ هُوَ لِي وَلاَ لَكَ ، وَإِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَهُ لِي ، وَهُوَ لَكَ
ثُمَّ قَرَأَ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ}
إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
11133- أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ أَيُّوبَ ،
حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ
يُحَدِّثُ عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَتَى مَكَانَ كَذَا وَكَذَا ، أَوْ
فَعَلَ كَذَا وَكَذَا ، فَلَهُ كَذَا وَكَذَا فَسَارَعَ إِلَيْهِ الشُّبَّانُ
وَثَبَتَ الشِّيُوخُ تَحْتَ الرَّايَاتِ ، فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ لَهُمْ جَاءَ الشَّبَابُ
يَطْلُبُونَ مَا جُعِلَ لَهُمْ ، فَقَالَ الأَشْيَاخُ : لاَ تَذْهَبُوا بِهِ
دُونَنَا ، فَإِنَّمَا كُنَّا رِدْءًا لَكُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} .
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ
أَمَنَةً مِنْهُ} .
11134- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ
أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ ، قَالَ : رَفَعْتُ رَأْسِي يَوْمَ أُحُدٍ
فَجَعَلْتُ لاَ أَرَى أَحَدًا مِنَ الْقَوْمِ إِلاَّ تَحْتَ حَجَفَتِهِ يَمِيلُ
مِنَ النُّعَاسِ.
11135- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي
طَلْحَةَ ، قَالَ : كُنْتُ مِمَّنْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ النُّعَاسُ أَمَنَةً يَوْمَ أُحُدٍ
حَتَّى سَقَطَ سَيْفِي مِنْ يَدِي مِرَارًا.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا} .
11136- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنِي نَافِعٌ ، أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ، قَالَ : قُلْتُ :
إِنَّا قَوْمٌ لاَ نَثْبُتُ عِنْدَ قِتَالِ عَدُوِّنَا وَلاَ نَدْرِي مَنِ الْفِئَةُ
؟ قَالَ لِي : الْفِئَةُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَقُلْتُ : إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلاَ تُوَلُّوهُمُ
الأَدْبَارَ} قَالَ : إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ لأَهْلِ بَدْرٍ لاَ لِقَبْلِهَا
وَلاَ لِبَعْدِهَا.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ
جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} .
11137- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا عَمِّي ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ
صُعَيْرٍ ، قَالَ : كَانَ الْمُسْتَفْتِحَ يَوْمَ بَدْرٍ أَبُو جَهْلٍ ، وَإِنَّهُ
قَالَ حِينَ الْتَقَى الْقَوْمُ : اللَّهُمَّ أَيُّنَا كَانَ أَقْطَعَ لِلرَّحِمِ ،
وَآتَى لِمَا لاَ نَعْرِفُ فَافْتَحِ الْغَدَ ، وَكَانَ ذَلِكَ اسْتِفْتَاحَهُ ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} .
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ} .
11138- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ ، أَخْبَرَنَا
غُنْدَرٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، وَمَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى
، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى قُرَيْشًا قَدِ اسْتَعْصَوْا قَالَ : اللَّهُمَّ
أَعِنِّي بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ فَأَخَذَتْهُمُ السَّنَةُ حَتَّى حَصَّتْ
كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَكَلُوا الْجُلُودَ وَجَعَلَ يَخْرُجُ مِنَ الأَرْضِ
كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ ، فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ : أَيْ مُحَمَّدُ ، إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ
هَلَكُوا ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُمْ ، فَدَعَا وَقَالَ : إِنْ
يَعُودُوا نَعُدْ ، هَذَا فِي حَدِيثِ مَنْصُورٍ ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ
{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} قَالَ : عَذَابُ
الآخِرَةِ فَقَدْ مَضَى الدُّخَانُ وَالْبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ ، وَقَالَ
أَحَدُهُمَا : الْقَمَرُ ، وَقَالَ الآخَرُ : وَالرُّومُ.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ
دُبُرَهُ} .
11139- أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
أَبُو زَيْدٍ الْهَرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي
هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ : {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ
دُبُرَهُ} قَالَ : نَزَلَتْ فِي أَهْلِ بَدْرٍ.
11140- أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنْ بِشْرٍ
، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ : أُنْزِلَتْ فِي يَوْمِ بَدْرٍ {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ} .
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ}
.
11141- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ
يُصَلِّي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِيهِ
أُبَيُّ فَالْتَفَتَ أُبَيٌّ وَلَمْ يُجِبْهُ ، ثُمَّ صَلَّى أُبَيٌّ فَخَفَّفَ ثُمَّ
انْصَرَفَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : سَلاَمٌ
عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَيْحَكَ ، مَا مَنَعَكَ أُبَيُّ أَنْ
دَعَوْتُكَ أَنْ لاَ تُجِيبَنِي ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كُنْتُ فِي صَلاَةٍ
، قَالَ : فَلَيْسَ تَجِدُ فِيمَا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ أَنِ {اسْتَجِيبُوا
لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} قَالَ : بَلَى يَا
رَسُولَ اللهِ لاَ أَعُودُ ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : أَتُحِبُّ أَنْ أُعَلِّمَكَ سُورَةً لَمْ يَنْزِلْ فِي
التَّوْرَاةِ ، وَلاَ فِي الإِنْجِيلِ ، وَلاَ فِي الزَّبُورِ ، وَلاَ فِي
الْفُرْقَانِ مَثَلُهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَيْ رَسُولُ اللهِ ، قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لأَرْجُو أَلاَّ تَخْرُجَ مِنْ هَذَا
الْبَابِ حَتَّى تَعْلَمَهَا أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِيَدِي يُحَدِّثُنِي وَأَنَا أَتَبَاطَأُ مَخَافَةَ أَنْ تَبْلُغَ
الْبَابَ قَبْلَ أَنْ يَنْقَضِيَ الْحَدِيثُ ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْبَابِ
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا السُّورَةُ الَّتِي وَعَدْتَنِي ؟ قَالَ :
كَيْفَ تَقْرَأُ فِي الصَّلاَةِ ؟ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ أُمَّ الْقُرْآنِ ، قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ،
مَا أُنْزِلَ فِي التَّوْرَاةِ ، وَلاَ فِي الإِنْجِيلِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ ،
وَلاَ فِي الْفُرْقَانِ مَثَلُهَا ، إِنَّهَا السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ
الَّذِي أُعْطِيْتُ.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَاتَّقُوا فِتْنَةً} .
11142- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ
، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ ، قَالَ : لَمَّا
نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا
مِنْكُمْ خَاصَّةً} الآيَةَ ، قَالَ : وَنَحْنُ يَوْمَئِذٍ مُتَوَافِرُونَ ، قَالَ
: فَجَعَلْتُ أَتَعْجَبُ مِنْ هَذِهِ الآيَةِ : أَيُّ فِتْنَةٍ تُصِيبُنَا ، مَا
هَذِهِ الْفِتْنَةُ ؟ حَتَّى رَأَيْنَاهَا.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ
تَكُونَ فِتْنَةٌ} .
11143- أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ ، عَنْ زُهَيْرٍ ، حَدَّثَنَا بَيَانٌ ، أَنَّ وَبَرَةَ ،
حَدَّثَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : أَنَّ رَجُلاً ، قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ
عُمَرَ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، كَيْفَ تَرَى فِي الْقِتَالِ فِي
الْفِتْنَةِ ؟ قَالَ : وَهَلْ تَدْرِي مَا الْفِتْنَةُ ؟ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ ، كَانَ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَاتِلُ الْمُشْرِكِينَ ، وَكَانَ الدُّخُولُ
فِيهِمْ فِتْنَةً ، وَلَيْسَ قِتَالُكُمْ إِلاَّ عَلَى الْمُلْكِ.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {حَلاَلاً طَيِّبًا} .
11144- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ أَطْعَمَنَا الْغَنَائِمَ
رَحْمَةً رَحِمَنَا بِهَا ، وَتَخْفِيفًا ، وَخَفَّفَ عَنَّا لِمَا عَلِمَ مِنْ
ضَعْفِنَا.
11145- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي
صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِقَوْمٍ سُودِ الرُّءُوسِ
قَبْلَكُمْ ، كَانَتْ تَنْزِلُ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأْكُلُهَا ، فَلَمَّا
كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ أَسْرَعَ النَّاسُ فِي الْغَنَائِمِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ {لَوْلاَ كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ} ، إِلَى آخِرِ الآيَةِ ،
{فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا} .
10- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي
الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} .
11146- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ بْنِ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ حَفْصٍ ، وَهُوَ ابْنُ غِيَاثٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ
، قَالَ : ضَمَّنِي إِلَيْهِ أَبُو إِسْحَاقَ ، فَقَالَ : إِنِّي لَأُحِبُّكَ فِي
اللهِ ، حَدَّثَنِي أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : لَمَّا أُنْزِلَتْ
هَذِهِ الآيَةُ {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ
قُلُوبِهِمْ} قَالَ : هُمُ الْمُتَحَابُّونَ فِي اللهِ.
11- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لَوْلاَ كِتَابٌ مِنَ اللهِ
سَبَقَ}.
11147- أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {لَوْلاَ كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ
عَذَابٌ عَظِيمٌ} قَالَ : سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللهِ الرَّحْمَةُ قَبْلَ أَنْ
يَعْمَلُوا بِالْمَعْصِيَةِ.
سُورَةُ التَّوْبَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11148- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ الْبَرَاءَ ، يَقُولُ : آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ آيَةُ الْكَلاَلَةِ ،
وَآخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بَرَاءَةٌ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ}.
11149- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ
أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنِ ابْنِ غَرْقَدَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، أَيُّ يَوْمٍ
هَذَا ؟ قَالُوا : يَوْمُ النَّحْرِ ، يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ، قَالَ :
فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ ، وَأَمْوَالَكُمْ ، وَأَعْرَاضَكُمْ ، بَيْنَكُمْ حَرَامٌ ،
كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، أَلاَ لاَ يَجْنِي جَانٍ عَلَى وَلَدِهِ ، وَلاَ
مَوْلُودٌ عَلَى وَالِدِهِ ، أَلاَ وَإِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ
يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَبَدًا ، وَلَكِنْ سَيَكُونُ لَهُ طَاعَةٌ فِي
بَعْضِ مَا تَحْتَقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ فَيَرْضَى ، أَلاَ وَإِنَّ كُلَّ
رِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ ، لَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ ، لاَ
تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ ، أَلاَ وَإِنَّ كُلَّ دَمٍ مِنْ دِمَاءِ
الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ ، وَأَوَّلُ مَا أَضَعُ مِنْهَا دَمُ الْحَارِثِ بْنِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ كَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ أَلاَ
يَا أُمَّتَاهُ هَلْ بَلَّغْتُ ؟ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ
أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ}.
11150- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ الْمُحَرَّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ
، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ بَعَثَهُ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ
بِبَرَاءَةٍ ، قَالَ : مَا كُنْتُمْ تُنَادُونَ ؟ قَالَ : كُنَّا نُنَادِي أَنَّهُ
: لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ ، وَلاَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ
عُرْيَانٌ ، وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهْدٌ فَأَجَلُهُ وَأَمَدُهُ إِلَى أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ،
فَإِذَا مَضَتِ الأَرْبَعَةُ الأَشْهُرُ فَإِنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ، وَلاَ يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ ، وَكُنْتُ
أُنَادِي حَتَّى صَحِلَ صَوْتِي.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ
الْكُفْرِ}.
11151- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ ، وَهُوَ يُقَلِّبُ يَدَهُ قَالَ : مَا
بَقِيَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ إِلاَّ أَرْبَعَةٌ ، إِنَّ أَحَدَهُمُ الْيَوْمَ
لِشَيْخٌ كَبِيرٌ ، لَوْ شَرِبَ الْمَاءَ الْبَارِدَ لَمَا وَجَدَ بَرْدَهُ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ
الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ}.
11152- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ
رَاشِدٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ ، حَدَّثَنِي
أَبُو الزِّنَادِ ، مِمَّا حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ ، مِمَّا
ذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ بِهِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
شُجَاعًا أَقْرَعَ ، يَفِرُّ مِنْهُ صَاحِبُهُ ، وَيَطْلُبُهُ أَنَا كَنْزُكَ ،
فَلاَ يَزَالُ بِهِ حَتَّى يُلْقِمَهُ أُصْبُعَهُ.
11153- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ، عَنِ الْقَعْقَاعِ ، عَنْ أَبِي
صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : يَكُونُ كَنْزُ أَحَدِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
شُجَاعًا أَقْرَعَ ذَا زَبِيبَتَيْنِ يَتْبَعُ صَاحِبَهُ وَهُوَ يَتَعَوَّذُ
مِنْهُ ، وَلاَ يَزَالُ يَتْبَعُهُ حَتَّى يُلْقِمَهُ أُصْبُعَهُ.
11154- أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ الْمَكِّيُّ ،
حَدَّثَنَا فُضَيْلُ يَعْنِي ابْنَ عِيَاضٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
وَهْبٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ الرَّبَذَةَ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ فَقُلْتُ :
مَا أَنْزَلَكَ هَذَا ؟ قَالَ :
كُنْتُ بِالشَّامِ فَقَرَأْتُ هَذِهِ الآيَةَ
{وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا} إِلَى
آخِرِ الآيَةِ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : لَيْسَتْ هَذِهِ الآيَةُ نَزَلَتْ فِينَا ،
إِنَّمَا هِيَ فِي أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَقُلْتُ : إِنَّهَا فِينَا وَفِي أَهْلِ الْكِتَابِ
، إِلَى أَنْ كَانَ قَوْلٌ وَتَنَازُعٌ ، وَكَتَبَ إِلَى عُثْمَانَ يَشْكُونِي ،
كَتَبَ إِلَيَّ عُثْمَانُ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنِ اقْدُمْ ، فَقَدِمْتُ
الْمَدِينَةَ فَكَثُرَ وَرَائِي النَّاسُ كَأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوْنِي قَطُّ ،
فَدَخَلْتُ عَلَى عُثْمَانَ فَشَكَوْتُ إِلَيْهِ ذَلِكَ ، فَقَالَ : تَنَحَّ ،
وَكُنْ قَرِيبًا ، فَنَزَلْتُ هَذَا الْمَنْزِلَ ، وَاللَّهِ لَوْ أُمِّرَ عَلَيَّ
حَبَشِيٌّ مَا عَصَيْتُهُ وَلاَ أَرْجِعُ عَنْ قَوْلِي.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا
فِي الْغَارِ}.
11155- أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ ، قَالَ سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ : أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ
بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ :
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قُبِضَ قَالَتِ الأَنْصَارُ
: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ ، فَقَالَ عُمَرُ : مَنْ لَهُ مِثْلُ هَذِهِ
الثَّلاَثِ {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} مَنْ هُمَا ؟ {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} مَنْ هُوَ ؟
{لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} مَنْ هُمَا ؟ ثُمَّ بَسَطَ يَدَهُ
وَبَايَعَهُ النَّاسُ بِيعَةً حَسَنَةً جَمِيلَةً.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي
الصَّدَقَاتِ}.
11156- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ
: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْسِمُ قَسْمًا ،
إِذْ جَاءَ ابْنُ أَبِي الْخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ ، فَقَالَ : اعْدِلْ يَا
رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : وَيْحَكَ ، وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ فَقَالَ
عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، ائْذَنْ لِي فَأَضْرِبُ عُنُقَهُ ، قَالَ : دَعْهُ ،
فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِ ،
وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِ ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ
مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَيُنْظَرُ فِي قُذَذِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ
يُنْظَرُ فِي نَضِيِّهِ ، فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ فِي
رِصَافِهِ ، فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنْظَرُ فِي نَضْلِهِ فَلاَ
يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ ، سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ
فِي إِحْدَى يَدِهِ ، أَوْ إِحْدَى يَدَيْهِ ، مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ ، أَوْ
مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ النَّاسِ
قَالَ : فَنَزَلَتْ فِيهِمْ {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} قَالَ
أَبُو سَعِيدٍ : أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيًّا حِينَ قَتْلَهُمْ جِيءَ
بِالرَّجُلِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ}.
11157- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ
أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَبِي نُعْمٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : بَعَثَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ وَهُوَ بِالْيَمَنِ بِذُهَيْبَةٍ يُهْدِيهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَسَمَهَا بَيْنَ أَرْبَعَةٍ : بَيْنَ الأَقْرَعِ بْنِ حَابِسٍ
الْحَنْظَلِيِّ ، وَعُيَيْنَةَ بْنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيِّ ، وَعَلْقَمَةَ بْنِ
عُلاَثَةَ الْعَامِرِيِّ ، ثُمَّ أَحَدِ بَنِي كِلاَبٍ ، وَزَيْدٍ الطَّائِيِّ ،
ثُمَّ أَحَدِ بَنِي نَبْهَانَ ، فَغَضِبَتْ قُرَيْشٌ ، وَقَالَ مَرَّةً أُخْرَى
صَنَادِيدُ قُرَيْشٍ ، فَقَالُوا : يُعْطِي صَنَادِيدَ نَجْدٍ وَيَدَعُنَا ؟
فَقَالَ : إِنِّي إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ لأَتَأَلَّفَهُمْ ، فَجَاءَ رَجُلٌ كَثُّ
اللِّحْيَةِ ، مُشْرِفُ الْوَجْنَتَيْنِ ، غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ ، نَاتِئُ
الْجَبِينِ ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ فَقَالَ : اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ ، قَالَ
: فَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ إِنْ عَصَيْتُهُ ، يَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ ،
وَلاَ تَأْمَنُونِي ؟ قَالَ : وَأَدْبَرَ الرَّجُلُ فَاسْتَأْذَنَ رَجُلٌ مِنَ
الْقَوْمِ فِي قَتْلِهِ ، يَرَوْنَ أَنَّهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ ، إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ
هَذَا قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ، يَقْتُلُونَ
أَهْلَ الإِسْلاَمِ ، وَيَدْعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ ، يَمْرُقُونَ مِنَ
الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ
قَتْلَ عَادٍ.
11158- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا عَمِّي ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّهُ قَالَ : لَمَّا أَفَاءَ
اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مَا أَفَاءَ مِنْ أَمْوَالٍ ، يَقُولُونَ يَوْمَ حُنَيْنٍ
: طَفِقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي رِجَالاً مِنْ
قُرَيْشٍ الْمِائَةَ مِنَ الإِبِلِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ : يَغْفِرُ
اللَّهُ لِرَسُولِ اللهِ يُعْطِي رِجَالاً مِنْ قُرَيْشٍ وَيَتْرُكُنَا ، وَسُيُوفُنَا
تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنِّي لَأُعْطِي رِجَالاً حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِالْكُفْرِ
فَأَتَأَلَّفُهُمْ ، أَوَلاَ تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ
وَتَرْجِعُونَ إِلَى رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَوَاللَّهِ لَمَا تَنْقَلِبُونَ خَيْرٌ ، خَيْرٌ مِمَّا
يَنْقَلِبُونَ بِهِ قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ رَضِينَا مُخْتَصَرٌ.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ
الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.
11159- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ
، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ
، قَالَ : لَمَّا أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّدَقَةِ
تَصَدَّقَ أَبُو عُقَيْلٍ بِنِصْفِ صَاعٍ ، وَجَاءَ إِنْسَانٌ بِشَيْءٍ أَكْثَرَ
مِنْهُ ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ : إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَدَقَةِ هَذَا
، وَمَا فَعَلَ هَذَا الآخَرُ إِلاَّ رِيَاءً ، فَنَزَلَتِ {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ
الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ
إِلاَّ جُهْدَهُمْ}.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ
تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ}.
11160- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ، حَدَّثَنِي نَافِعٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ جَاءَ ابْنُهُ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَعْطِنِي قَمِيصَكَ
حَتَّى أُكَفِّنَهُ ، وَصَلِّ عَلَيْهِ ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُ ، فَأَعْطَاهُ
قَمِيصَهُ ثُمَّ قَالَ : إِذَا فَرَغْتُمْ فَآذِنُونِي أُصَلِّي عَلَيْهِ
فَجَذَبَهُ عُمَرُ وَقَالَ : قَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى
الْمُنَافِقِينَ ؟ قَالَ : أَنَا بَيْنَ خِيَرَتَيْنِ ، قَالَ : {اسْتَغْفِرْ
لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ} فَصَلَّى عَلَيْهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ
عَلَى قَبْرِهِ} فَتَرَكَ الصَّلاَةَ عَلَيْهِمْ.
10- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ
مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا}.
11161- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حُجَيْنُ
بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ ، عَنْ عُقَيْلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ،
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَبَّاسٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ : لَمَّا مَاتَ
عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولٍ دُعِيَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَبْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
أَتُصَلِّي عَلَى ابْنِ أُبَيٍّ وَقَدْ قَالَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا
، أُعَدِّدُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ ، ؟ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ قَالَ :
أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ
قَالَ : إِنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ ، لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ
غُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمْ يَمْكُثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتِ الآيَتَانِ
مِنْ بَرَاءَةَ {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} فَعَجِبْتُ
مِنْ جُرْأَتِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.
11- قَوْلُهُ تَعَالَى : {خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا
وَآخَرَ سَيِّئًا}.
11162- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ،
وَعَبْدُ الْوَهَّابِ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ ، حَدَّثَنَا سَمُرَةُ
بْنُ جُنْدُبٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ لأَصْحَابِهِ : هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا ؟ فَيَقُصُّ مَنْ
شَاءَ أَنْ يَقُصَّ ، وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا ذَاتَ يَوْمٍ : إِنَّهُ أَتَانِي آتِيَانِ
اللَّيْلَةَ ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي فَقَالاَ لِي : انْطَلِقْ ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا
، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبَنِ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ ،
فَأَتَيْنَا بَابَ الْمَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا فَفُتِحَ لَنَا ، فَدَخَلْنَا
فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ
، وَشَطْرٌ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ ، فَقَالَ لَهُمُ : اذْهَبُوا فَقَعُوا
فِي ذَلِكَ النَّهَرِ ، وَإِذَا هُوَ مُعْرِضٌ يَجْرِي ، كَأَنَّ مَاءَهُ
الْمَحْضُ فِي الْبَيَاضِ ، فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا
قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السَّوْءُ عَنْهُمْ ، وَصَارُوا كَأَحْسَنِ صُورَةٍ ، فَقَالاَ
لِي : هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ ، وَذَلِكَ مَنْزِلُكَ ، فَبَيْنَمَا بَصَرِي صَعْدًا
فَإِذَا قَصْرٌ ، قَالاَ لِي : هَذَا مَنْزِلُكَ ، قُلْتُ لَهُمَا : بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا
، ذَرَانِي أَدْخُلْهُ ، قَالاَ : أَمَّا الآنَ فَلاَ ، وَأَنْتَ دَاخِلُهُ ،
فَقَالَ : الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانَ شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنًا ، وَشَطْرٌ مِنْهُمْ قَبِيحًا
فَإِنَّهُمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا ، فَتَجَاوَزَ اللَّهُ
عَنْهُمْ مُخْتَصَرٌ.
12- قَوْلُهُ تَعَالَى : {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}.
11163- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ،
عَنْ أَبِي الْحُبَابِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَتَصَدَّقُ بِصَدَقَةٍ مِنْ كَسْبٍ
طَيِّبٍ ، وَلاَ يَقْبَلُ اللَّهُ إِلاَّ طَيِّبًا ، إِلاَّ كَانَ اللَّهُ
يَأْخُذُهَا مِنْهُ بِيَمِينِهِ فَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ
فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ ، حَتَّى تَبْلُغَ الثَّمَرَةُ مِثْلَ أُحُدٍ.
13- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى
التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ}.
11164- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ :
تَمَارَى رَجُلاَنِ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ
أَوَّلِ يَوْمٍ ، فَقَالَ رَجُلٌ : هُوَ مَسْجِدُ قُبَاءَ ، وَقَالَ الآخَرُ :
هُوَ مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هُوَ مَسْجِدِي هَذَا.
11165- أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ
خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : الْمَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ
عَلَى التَّقْوَى مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
14- قَوْلُهُ تَعَالَى : {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}.
11166- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا
حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ ، فَقَالَ
: أَيْ عَمِّ ، قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا
عِنْدَ اللهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ :
يَا أَبَا طَالِبٍ ، أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ فَلَمْ
يَزَالاَ يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بِهِ : عَلَى
مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ فَنَزَلَتْ {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} ،
وَنَزَلَتْ {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}.
11167- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا الْمَخْزُومِيُّ ، أَخْبَرَنِي مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنْ
غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ ، قَالَ : قُلْتُ لأَنَسٍ : أَرَأَيْتُمْ مَعْشَرَ
الأَنْصَارِ أَهَذَا الاِسْمُ كُنْتُمْ تُسَمَّوْنَ بِهِ ، أَمْ سَمَّاكُمُ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ؟ قَالَ
: بَلْ سَمَّانَا اللَّهُ بِهِ.
15- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}.
11168- أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ
بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ : أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، وَكَانَ
قَائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمِيَ ، قَالَ : سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ
، يُحَدِّثُ حَدِيثَهُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ قَالَ : فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ عَلَى
الْحَالِ الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ مِنَّا ، قَدْ ضَاقَتْ عَلَيَّ نَفْسِي ،
وَضَاقَتْ عَلَيَّ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ، سَمِعْتُ صَارِخًا أَوْفَى عَلَى
أَعْلَى جَبَلٍ بِأَعْلَى صَوْتٍ : يَا كَعْبُ بْنَ مَالِكٍ أَبْشِرْ ، قَالَ :
فَخَرَرْتُ سَاجِدًا ، وَعَرَفْتُ أَنْ قَدْ جَاءَ فَرَجٌ ، وَآذَنَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَوْبَةِ اللهِ عَلَيْنَا حِينَ صَلَّى صَلاَةَ
الْفَجْرِ ، فَدَهَمَ النَّاسُ يُبَشِّرُونَا ، وَذَهَبَ قِبَلَ صَاحِبِيَّ
مُبَشِّرُونَ ، وَرَكَضَ رَجُلٌ إِلَيَّ فَرَسًا ، وَسَعَى سَاعٍ مِنْ أَسْلَمَ
فَأَوْفَى عَلَى جَبَلٍ فَكَانَ الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنَ الْفَرَسِ ، فَلَمَّا
جَاءَنِي الَّذِي سَمِعْتُ صَوْتَهُ بَشَّرَنِي نَزَعْتُ ثَوْبَيَّ فَكَسَوْتُهُ
إِيَّاهُمَا بِشَارَةً ، وَاللَّهِ مَا أَمْلِكُ غَيْرَهُمَا ، وَاسْتَعَرْتُ
ثَوْبَيْنِ فَلَبِسْتُهُمَا ، وَانْطَلَقْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَتَلَقَّانِي النَّاسُ فَوْجًا فَوْجًا يُهَنِّئُونِي
بِالتَّوْبَةِ ، يَقُولُونَ : لِتَهْنِئْكَ تَوْبَةُ اللهِ عَلَيْكَ , قَالَ
كَعْبٌ : حَتَّى دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ جَالِسًا حَوْلَهُ النَّاسُ ، فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ
اللهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّأَنِي ، وَوَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ
رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ غَيْرُهُ ، وَلاَ أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ.
قَالَ كَعْبٌ : فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ
السُّرُورِ : أَبْشِرْ بِخَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ
فَقُلْتُ : مِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، أَوْ مِنْ عِنْدِ اللهِ ؟ قَالَ :
لاَ ، بَلْ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ ، وَكُنَّا
نَعْرِفُ ذَلِكَ مِنْهُ ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللهِ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى وَإِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ
فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ : فَإِنِّي أُمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ ،
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِنَّمَا أَنْجَانِي
بِالصِّدْقِ ، وَإِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَلاَّ أُحَدِّثَ إِلاَّ صِدْقًا مَا
بَقِيتُ ، فَوَاللَّهِ مَا أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَبْلاَهُ اللَّهُ فِي
صِدْقِ الْحَدِيثِ مُنْذُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ مِمَّا أَبْلاَنِي ، وَمَا تَعْلَمُونَ مُنْذُ
ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذِبًا ،
وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيمَا بَقِيَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ
الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ} تَلاَ إِلَى {الصَّادِقِينَ} ،
فَوَاللَّهِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنْ نِعْمَةٍ قَطُّ بَعْدَ أَنْ
هَدَانِي لِلإِسْلاَمِ بِأَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ أَلاَّ أَكُونَ كَذَبْتُهُ فَأَهْلِكَ
كَمَا هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوهُ ، حَتَّى أَنْزَلَ الْوَحْيُ بِشَرِّ مَا قَالَ
لأَحَدٍ : {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ
لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ} إِلَى {الْفَاسِقِينَ} ، قَالَ كَعْبٌ : وَكُنَّا تَخَلَّفْنَا
أَيُّهَا الثَّلاَثَةُ عَنْ أَمْرِ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَبِلَ مِنْهُمْ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ حَلَفُوا لَهُ ، فَبَايَعَهُمْ
وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ ، وَأَرْجَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَمْرَنَا حَتَّى قَضَى اللَّهُ فِيهِ ، فَلِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} وَلَيْسَ الَّذِي ذَكَرَ
اللَّهُ تَخَلُّفَنَا عَنِ الْغَزْوِ ، وَإِنَّمَا هُوَ تَخْلِيفُهُ إِيَّانَا ،
وَإِرْجَاؤُهُ أَمْرُنَا عَمَّنْ حَلَفَ لَهُ وَاعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَقَبِلَ
مِنْهُ مُخْتَصَرٌ.
سُورَةُ يُونُسَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11169- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، وَعَمْرُو
بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ ، وَهُوَ ابْنُ
الْوَلِيدِ ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ
جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ ضَرَبَ مَثَلاً صِرَاطًا
مُسْتَقِيمًا عَلَى كَتِفَيِ الصِّرَاطِ سُورَانِ لَهُمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ ،
وَعَلَى الأَبْوَابِ سُورٌ وَدَاعٍ يَدْعُو عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ ، وَدَاعٍ
يَدْعُو مِنْ فَوْقِهِ ، {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي
مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فَالأَبْوَابُ الَّتِي عَلَى كَتِفَيِ
الصِّرَاطِ حُدُودُ اللهِ ، لاَ يَقَعُ أَحَدٌ فِي حُدُودِ اللهِ حَتَّى يَكْشِفَ
سِتْرَ اللهِ ، وَالَّذِي يَدْعُو مِنْ فَوْقِهِ وَاعِظُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا
الْحُسْنَى}.
11170- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،
أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ
صُهَيْبٍ ، قَالَ : قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هَذِهِ الآيَةَ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} قَالَ : إِذَا
دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ، نَادَى مُنَادٍ
: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ رَبِّكَمْ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ
يُنْجِزَكُمُوهُ ، قَالُوا : أَلَمْ يُبَيِّضْ وُجُوهَنَا ، وَيُثَقِّلْ
مَوَازِينَنَا ، وَيُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ ، وَيُجِرْنَا مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ :
فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ، فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمُ
اللَّهُ شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ النَّظَرِ إِلَيْهِ ، وَلاَ أَقَرَّ
لأَعْيُنِهِمْ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ
لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.
11171- أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابَقٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ ، وَأَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ ، حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ ، عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ :
سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَوْلِيَاءُ اللهِ
؟ قَالَ : الَّذِينَ إِذَا رُءُوا ذُكِرَ اللَّهُ.
11172- أَخْبَرَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَعُمَارَةُ بْنُ
الْقَعْقَاعِ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنَ الْعِبَادِ
عِبَادًا يَغْبِطُهُمُ الأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ قِيلَ : مَنْ هُمْ يَا
رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللهِ عَلَى غَيْرِ أَمْوَالٍ
وَلاَ أَنْسَابٍ ، وُجُوهُهُمْ نُورٌ ، يَعْنِي عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ ، لاَ يَخَافُونَ
إِنْ خَافَ النَّاسُ ، وَلاَ يَحْزَنُونَ إِنْ حَزِنَ النَّاسُ ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ
الآيَةَ {أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ
يَحْزَنُونَ}.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي
إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ} .
11173- أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا
هُشَيْمٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْمَدِينَةَ وَجَدَ الْيَهُودَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، فَسُئِلُوا عَنْ ذَلِكَ
فَقَالُوا : هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي أَظْهَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَبَنِي
إِسْرَائِيلَ عَلَى فِرْعَوْنَ ، وَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى
مِنْكُمْ ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ
الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ}.
11174- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَعَنْ عَدِيِّ
بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَفَعَهُ أَحَدُهُمَا
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَدُسُّ فِي
فَمِ فِرْعَوْنَ الطِّينَ مَخَافَةَ أَنْ يَقُولَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.
سُورَةُ هُودٍ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى
الْمَاءِ}.
11175- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ
رَاشِدٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبُو الزِّنَادِ ، مِمَّا حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجُ ،
مِمَّا ذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ بِهِ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَمِينُ اللهِ مَلأَى ، لاَ تَغِيضُهَا
نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَقَالَ : أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ
خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يُنْفِقْ مَا فِي يَمِينِهِ ،
وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، وَبِيَدِهِ الأُخْرَى الْمِيزَانُ يَخْفِضُ
وَيَرْفَعُ.
11176- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا خَالِدُ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ،
قَالَ : أَنْبَأَنِي جَامِعُ بْنُ شَدَّادٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ ، عَنِ
ابْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَانَ اللَّهُ
وَلاَ شَيْءَ غَيْرُهُ ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، فَكَتَبَ فِي
الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ ، ثُمَّ خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ
الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ}.
11177- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي ، أَوْ يَهُودِيٌّ ،
أَوْ نَصْرَانِيٌّ ، ثُمَّ لاَ يُؤْمِنُ بِي إِلاَّ دَخَلَ النَّارَ.
11178- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ
، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ : سَمِعْتُ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي النَّجْوَى ، قَالَ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : يَدْنُو الْمُؤْمِنُ مِنْ رَبِّهِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ ، ثُمَّ يُقَرِّرُهُ بِذُنُوبِهِ
: هَلْ تَعْرِفُ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّ أَعْرِفُ ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ بِهِ مَا شَاءَ اللَّهُ
قَالَ : وَإِنِّي سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا ، وَأَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ
، ثُمَّ يُعْطَى صَحِيفَةَ حَسَنَاتِهِ ، وَأَمَّا الْكُفَّارُ فَيُنَادِي
رَبُّهُمْ عَلَى رُءُوسِ الأَشْهَادِ : {هَؤُلاَءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى
رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ
لَكَ بِهِ عِلْمٌ}.
11179- أَخْبَرَنَا أَبُو الأَشْعَثِ ، حَدَّثَنَا
خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
أَنَسٍ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
يَجْتَمِعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ : لَوِ
اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا فَأَرَاحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا ، فَيَأْتُونَ
آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَيَقُولُونَ : أَنْتَ أَبُو النَّاسِ ، خَلَقَكَ اللَّهُ
بِيَدِهِ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ ، فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ ،
فَيَقُولُ : لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَيُذْكَرُ لَهُمْ وَيَشْكُو إِلَيْهِمْ ذَنْبَهُ
الَّذِي أَصَابَ ، فَيَسْتَحْيِي اللَّهَ مِنْ ذَلِكَ ، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا ،
فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولِ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ
فَيُنَادُونَهُ فَيَقُولُ : لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَيَذْكُرُ
سُؤَالَهُ رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ ، وَيَسْتَحْيِي مِنْ ذَلِكَ ،
وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ خَلِيلَ الرَّحْمَنِ ، فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ :
لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى عَبْدًا كَلَّمَ اللَّهُ ،
وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ ، فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ : لَسْتُ هُنَاكُمْ ،
وَيَذْكُرُ قَتْلَهُ النَّفْسَ بِغَيْرِ النَّفْسِ ، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى
عَبْدَ اللهِ وَرَسُولُهُ ، وَكَلِمَةُ اللهِ وَرُوحُهُ ، فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ
: لَسْتُ
هُنَاكَ ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى
جَمِيعِ أَنْبِيَاءِ اللهِ ، عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ
ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، قَالَ
: فَيَأْتُونَنِي فَأَنْطَلِقُ.
قَالَ سَعِيدٌ : فَذَكَرَ هَذَا الْحَرْفَ عَنِ
الْحَسَنِ فَأَمْشِي بَيْنَ سِمَاطَيْنِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ.
ثُمَّ عَادَ إِلَى حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ :
فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيَأْذَنُ لِي ، فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ
سَاجِدًا فَ يَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ، ثُمَّ يُقَالُ :
ارْفَعْ يَا مُحَمَّدُ ، قُلْ تُسْمَعْ ، سَلْ تُعْطَهْ ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ ،
فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ، ثُمَّ أَشْفَعُ
فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ، ثُمَّ أَعُودُ الثَّانِيَةَ ،
فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا ، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي
، ثُمَّ يُقَالُ : ارْفَعْ يَا مُحَمَّدُ ، قُلْ تُسْمَعْ ، سَلْ تُعْطَهْ ،
فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ ، ثُمَّ أَشْفَعُ
فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ، ثُمَّ أَعُودُ الثَّالِثَةَ ،
فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي وَقَعْتُ لَهُ سَاجِدًا ، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ
، ثُمَّ يُقَالُ لِي : ارْفَعْ يَا مُحَمَّدُ ، قُلْ تُسْمَعْ ، سَلْ تُعْطَهْ ،
اشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُهُ بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِيهِ
، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا فَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ ، ثُمَّ أَعُودُ
الرَّابِعَةَ فَأَقُولُ : يَا رَبِّ مَا بَقِيَ إِلاَّ مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ.
قَالَ : وَيَقُولُ قَتَادَةُ عَلَى أَثَرِ هَذَا
الْحَدِيثِ : حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنَ الإِيمَانِ مِثْقَالُ شَعِيرَةٍ مِنْ خَيْرٍ ،
وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَانَ فِي
قَلْبِهِ مِثْقَالُ بُرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ ، وَيَخْرُجُ مِنَ النَّارِ مَنْ كَانَ
فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {مُنِيبٌ}.
11180- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَقِيَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ وَرَجُلٌ يَقْرَأُ ، وَآخَرُ يَدْعُو
، قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ اللَّيْلَةَ الْمُقْبِلَةَ فَلَقِيتُهُ فَأَخَذَ بِيَدِي ، وَقَدْ
أَضَاءَ الْمَسْجِدُ ، فَسَمِعْنَا صَوْتًا فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
أَتُرَاهُ مُرَائِيًا ؟ قَالَ : لاَ ، بَلْ مُؤْمِنٌ مُنِيبٌ ، بَلْ مُؤْمِنٌ
مُنِيبٌ.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ
إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ}.
11181- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ
، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ
حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ ، أَوْ يُمْهِلْهُ ، ثُمَّ قَرَأَ {وَكَذَلِكَ أَخْذُ
رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ}.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ}.
11182- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ فِطْرٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ زَيْدِ
بْنِ وَهْبٍ ، وَحَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ : إِنَّ خَلْقَ ابْنِ آدَمَ
يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ لأَرْبَعِينَ ، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ
، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَبْعَثُ إِلَيْهِ مَلَكًا
فَيَكْتُبُ أَرْبَعًا : أَجَلَهُ ، وَعَمَلَهُ ، وَرِزْقَهُ ، وَشَقِيًّا أَمْ
سَعِيدًا.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ
النَّهَارِ}.
11183- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، وَأَخْبَرَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، عَنْ يَزِيدَ ، وَهُوَ ابْنُ زُرَيْعٍ ، وَبِشْرٍ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ
مَسْعُودٍ : أَنَّ رَجُلاً أَصَابَ مِنِ امْرَأَةٍ قُبْلَةً ، فَأَتَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ عَنْ كَفَّارَتِهَا ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ
اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} ، قَالَ : يَا رَسُولَ
اللهِ ، أَلِي هَذِهِ ؟ قَالَ : بَلْ هِيَ لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِي.
11184- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ
نُعَيْمٍ ، أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ شَرِيكٍ ،
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَوْهَبٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي
الْيُسْرِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : أَتَتْهُ امْرَأَةٌ وَزَوْجُهَا قَدْ بَعَثَهُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثٍ فَقَالَتْ لَهُ :
بِعْنِي بِدِرْهَمٍ تَمْرًا ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهَا وَأَعْجَبَتْنِي : إِنَّ فِي
الْبَيْتِ تَمْرًا أَطْيَبُ مِنْ هَذَا ، فَانْطَلَقَ بِهَا فَغَمَزَهَا وَقَبَّلَهَا
، فَفَزِعَ ثُمَّ خَرَجَ فَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ : هَلَكْتُ ، قَالَ : مَا شَأْنُكَ ؟
فَقَصَّ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَقَالَ لَهُ : هَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ؟ قَالَ :
نَعَمْ ، تُبْ وَلاَ تَعُدْ ، وَلاَ تُخْبِرَنَّ أَحَدًا ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى
أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصَّ عَلَيْهِ فَقَالَ :
خَلَّفْتَ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللهِ بِهَذَا ؟ وَظَنَنْتُ
أَنِّي مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ لِي أَبَدًا ،
وَأَطْرَقَ عَنِّي نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى
نَزَلَتْ عَلَيْهِ {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ
اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى
لِلذَّاكِرِينَ} فَأَرْسَلَ إِلَيَّ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَرَأَهُنَّ عَلَيَّ.
سُورَةُ يُوسُفَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ
وَإِخْوَتِهِ}.
11185- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ الْمُثَنَّى ، عَنْ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ، حَدَّثَنِي
سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَنْ أَكْرَمُ النَّاسِ ؟ قَالَ : أَتْقَاهُمْ
قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ ، قَالَ : يُوسُفُ نَبِيُّ اللهِ ابْنُ نَبِيِّ
اللهِ ابْنِ نَبِيِّ اللهِ ابْنِ خَلِيلِ اللهِ قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا
نَسْأَلُكَ ، قَالَ : فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي ، فَإِنَّ
خِيَارَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلاَمِ إِذَا فَقِهُوا.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : خَالَفَهُ مُحَمَّدُ
بْنُ بِشْرٍ.
11186- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ، عَنْ سَعِيدٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، مِثْلَهُ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ
الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.
11187- أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ
سَيْفٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ
صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ،
وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ ، وَعُبَيْدُ اللهِ
بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا فَبَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ ،
قَالَ : وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي طَائِفَةً مِنْ حَدِيثِهَا ، وَبَعْضُهُمْ كَانَ
أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ ، وَأَثْبَتَ لَهُ اقْتِصَاصًا ، وَقَدْ
وَعَيْتُ عَنْ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي عَنْ
عَائِشَةَ ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضًا ، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ
أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ ، قَالَتْ : دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ ، فَتَشَهَّدَ حِينَ جَلَسَ ثُمَّ
قَالَ : أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا
وَكَذَا ، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ
بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا
اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لأَبِي :
أَجِبْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا قَالَ ، فَقَالَ :
وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ لِأُمِّي : أَجِيبِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِيمَا قَالَ ، قَالَتْ
: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقُلْتُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ لاَ أَقْرَأُ
مِنَ الْقُرْآنِ كَثِيرًا : إِنِّي وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ لَقَدْ سَمِعْتُمْ
هَذَا الْحَدِيثَ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ بِهِ ،
فَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ : إِنِّي بَرِيئَةٌ لاَ تُصَدِّقُونِي ، وَلَئِنِ
اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ ،
لَتُصَدُّقُنَّنِي ، فَوَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي مَثَلاً وَلاَ لَكُمْ إِلاَّ
أَبَا يُوسُفَ حِينَ قَالَ : {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا
تَصِفُونَ} فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجْلِسَهُ
حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ
عُصْبَةٌ مِنْكُمُ} الْعَشْرَ آيَاتٍ كُلَّهَا مُخْتَصَرٌ.
11188- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ،
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ مَالِكٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ قَالَتْ عَائِشَةُ :
يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ
النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ ، فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ، قَالَ :
مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ
لِحَفْصَةَ : قُولِي لَهُ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ
يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ ، فَأْمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ ، فَفَعَلَتْ
حَفْصَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّكُنَّ
لأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ
قَالَتْ حَفْصَةُ : مَا كُنْتُ لِأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ}.
11189- أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ
، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ
أَسْمَاءَ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ : أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ
، وَأَبَا عُبَيْدٍ أَخْبَرَاهُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : رَحِمَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ ، نَحْنُ
أَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْهُ ، قَالَ : {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى
قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} وَقَالَ :
يَرْحَمُ اللَّهُ لُوطًا ، كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ، وَلَوْ لَبِثْتُ
فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفَ ، ثُمَّ جَاءَنِي الدَّاعِي لأَجَبْتُهُ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ
فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}.
11190- أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى ، أَخْبَرَنَا
الْفَضْلُ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ
بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا
لَبِثَ يُوسُفُ ، ثُمَّ جَاءَنِي الدَّاعِي لأَجَبْتُهُ إِذْ {جَاءَهُ
الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ
اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ}.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ
الرُّسُلُ}.
11191- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ أَبِي
مُلَيْكَةَ ، أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا خَالَفَتْ ذَلِكَ
وَأَبَتْهُ ، قَالَتْ : مَا وَعَدَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَكُونُ حَتَّى مَاتَ ، وَإِنَّهُ
لَمْ تَزَلِ الْبَلاَيَا بِالرُّسُلِ حَتَّى ظَنُّوا أَنَّ مَنْ مَعَهُمْ مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ قَدْ كَذَبُوهُمْ ، قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ فِي حَدِيثِ
عُرْوَةَ : وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقْرَؤُهَا ( ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا )
مُثَقَّلَةً.
11192- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ
الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} قَالَ : ذَهَبَ هَاهُنَا ،
وَأَشَارَ إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ : وَتَلاَ ابْنُ
عَبَّاسٍ {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ
اللهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ} قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ :
فَذَكَرْتُ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : مَعَاذَ
اللهِ ، وَاللَّهِ مَا حَدَّثَ اللَّهُ تَعَالَى رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ شَيْئًا إِلاَّ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَكُونُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ ،
وَلَكِنْ نَزَلَ بِالأَنْبِيَاءِ الْبَلاَءُ حَتَّى خَافُوا أَنْ يَكُونَ مَنْ
مَعَهُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ كَذَّبُوهُمْ ، وَكَانَتْ تَقْرَأُ {كُذِّبُوا}
مُثْقَلَةً.
11193- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَرَأَ {حَتَّى
إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} ، خَفِيفَةً ،
قَالَ : إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِنْ إِيمَانِ قَوْمِهِمْ ، وَظَنَّ
قَوْمُهُمْ أَنَّ الرُّسُلَ كَذَبُوهُمْ.
سُورَةُ الرَّعْدِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى}.
11194- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ ، وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ ، لاَ يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ
الأَرْحَامُ أَحَدٌ إِلاَّ اللَّهُ ، وَلاَ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلاَّ اللَّهُ
، وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ إِلاَّ اللَّهُ ، وَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ
بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ، وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ أَحَدٌ إِلاَّ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ
فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ}.
11195- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي
سَارَةَ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : بَعَثَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّةً رَجُلاً إِلَى رَجُلٍ مِنْ
فَرَاعِنَةِ الْعَرَبِ : أَنِ ادْعُهُ لِي ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهُ
أَعْتَى مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : اذْهَبْ إِلَيْهِ فَادْعُهُ قَالَ : فَأَتَاهُ
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَدْعُوكَ ، قَالَ :
أَرَسُولُ اللهِ ؟ وَمَا اللَّهُ ؟ أَمِنْ ذَهَبٍ هُوَ ؟ أَمْ مِنْ فِضَّةٍ هُوَ ؟
أَمِنْ نُحَاسٍ هُوَ ؟ فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ أَخْبَرْتُكَ أَنَّهُ أَعْتَى مِنْ ذَلِكَ ، وَأَخْبَرَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ ، قَالَ : فَارْجِعْ
إِلَيْهِ فَادْعُهُ فَرَجَعَ فَأَعَادَ عَلَيْهِ الْمَقَالَةَ الأُولَى ، فَرَدَّ
عَلَيْهِ مِثْلَ الْجَوَابِ ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ
: ارْجِعْ إِلَيْهِ فَادْعُهُ فَرَجَعَ إِلَيْهِ ،
فَبَيْنَمَا هُمَا يَتَرَاجَعَانِ الْكَلاَمَ بَيْنَهُمَا إِذْ بَعَثَ اللَّهُ
سَحَابَةً حِيَالَ رَأْسِهِ ، فَرَعَدَتْ وَوَقَعَتْ مِنْهَا صَاعِقَةٌ فَذَهَبَتْ
بِقَحْفِ رَأْسِهِ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ
فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ
الْمِحَالِ}.
سُورَةُ إِبْرَاهِيمَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11196- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي
أُنَيْسَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : قَامَ مُوسَى يَوْمًا فِي قَوْمِهِ فَذَكَّرَهُمْ بِأَيَّامِ
اللهِ ، وَأَيَّامُ اللهِ نَعْمَاؤُهُ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ
طَيِّبَةٍ}.
11197- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، أَخْبَرَنَا
إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ
شَجَرَةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا ، وَإِنَّهَا مِثْلُ الْمُؤْمِنِ ، فَحَدِّثُونِي
مَا هِيَ ؟ قَالَ عَبْدُ اللهِ : فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي ،
وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ ، فَاسْتَحْيَيْتُ ، فَقَالُوا :
حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : هِيَ النَّخْلَةُ.
11198- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا
النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ شُعَيْبِ
بْنِ الْحُبْحَابِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِنَاعٍ مِنْ بُسْرٍ ، فَقَالَ : وَمَثَلُ كَلِمَةً
طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ قَالَ : هِيَ النَّخْلَةُ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ
يَتَجَرَّعُهُ}.
11199- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ ،
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ
: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ} قَالَ : يُقَرَّبُ إِلَيْهِ فَيَتَكَرَّهُهُ ،
فَإِذَا أُدْنِيَ مِنْهُ شُوِيَ وَجْهُهُ ، وَوَقَعَتْ فَرْوَةُ رَأْسِهِ ،
فَإِذَا شَرِبَهُ قَطَّعَ أَمْعَاءَهُ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ دُبُرِهِ ، يَقُولُ
اللَّهُ تَعَالَى : {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} ، وَيَقُولُ
اللَّهُ تَعَالَى : {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ
بِئْسَ الشَّرَابُ}.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يُثَبِّتُ اللَّهَ الَّذِينَ آمَنُوا
بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}.
11200- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةٌ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ،
عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} قَالَ : نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ
، يُقَالُ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : رَبِّيَ اللَّهُ ، وَنَبِيِّي
مُحَمَّدٌ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.
11201- أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ
دِينَارٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ
سَالِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
قَالَ : الْمُخَاطَبَةِ فِي الْقَبْرِ : مَنْ رَبُّكَ ؟ وَمَا دِينُكَ ؟ وَمَنْ
نَبِيُّكَ ؟ وَفِي الآخِرَةِ مِثْلُ ذَلِكَ.
11202- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
خَيْثَمَةَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} قَالَ : نَزَلَتْ فِي
عَذَابِ الْقَبْرِ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ
الْبَوَارِ}.
11203- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ
، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، سَمِعَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَسَأَلَهُ
ابْنُ الْكَوَّاءِ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ {الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ
كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا} قَالَ : هُمْ كُفَّارُ
قُرَيْشٍ يَوْمَ بَدْرٍ.
11204- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ
كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} قَالَ : هُمْ أَهْلُ مَكَّةَ
قَالَ سُفْيَانُ : يَعْنِي كُفَّارَهُمْ.
11205- أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ بَكْرَ بْنَ
سَوَادَةَ ، حَدَّثَهُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ تَلاَ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى فِي إِبْرَاهِيمَ : {رَبِّ إِنَّهُنَّ
أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ}
الآيَةَ ، وَقَالَ عِيسَى : {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ
فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ} فَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي وَبَكَى
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ اللَّهُ : يَا جِبْرِيلُ ، اذْهَبْ
إِلَى مُحَمَّدٍ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ ، فَاسْأَلْهُ مَا يُبْكِيهِ ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ
فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا
قَالَ وَهُوَ أَعْلَمُ ، فَقَالَ اللَّهُ : يَا جِبْرِيلُ ، اذْهَبْ إِلَى
مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُ : إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ ، وَلاَ نَسُوؤكَ.
11206- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَمَّا مَرَّ بِالْحِجْرِ قَالَ : لاَ تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا
أَنْفُسَهُمْ إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا
أَصَابَهُمْ وَتَقَنَّعَ بِرِدَائِهِ وَهُوَ عَلَى الرَّحْلِ.
سُورَةُ الْحِجْرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11207- أَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ
: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ الصَّيْرَفِيُّ وَهُوَ بَسَّامٌ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ صُهَيْبٍ الْفَقِيرِ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ جَابِرٍ فَذَكَرَ الْخَوَارِجَ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ نَاسًا
مِنْ أُمَّتِي يُعَذَّبُونَ بِذُنُوبِهِمْ ، فَيَكُونُونَ فِي النَّارِ مَا شَاءَ
اللَّهُ أَنْ يَكُونُوا ، ثُمَّ يُعَيِّرُهُمْ أَهْلُ الشِّرْكِ فَيَقُولُونَ
لَهُمْ : مَا نَرَى مَا كُنْتُمْ تُخَالِفُونَا فِيهِ مِنْ تَصْدِيقِكُمْ
وَإِيْمَانِكُمْ نَفَعَكُمْ ، لِمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُرِيَ أَهْلَ الشِّرْكِ
مِنَ الْحَسْرَةِ ، فَمَا يَبْقَى مُوَحِدٌ إِلاَّ أَخْرَجَهُ اللَّهُ ثُمَّ تَلاَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ {رُبَمَا يَوَدُّ
الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِلاَّ مِنَ اسْتَرَقَ
السَّمْعَ}.
11208- أَخْبَرَنِي كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ : أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي رَجُلٌ ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ : بَيْنَمَا هُمْ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُمِيَ بِنَجْمٍ ، فَاسْتَنَارَ ، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رُمِيَ بِمِثْلِ هَذَا ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ
: وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ ، وَمَاتَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِنَّهَا لاَ تُرْمَى
لِمَوْتِ أَحَدٍ ، وَلاَ لَحَيَاةِ أَحَدٍ ، وَلَكِنَّ رَبَّنَا تَبَارَكَ
وَتَعَالَى إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ، ثُمَّ سَبَّحَ
أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ
هَذِهِ السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ
الْعَرْشِ : مَاذَا قَالَ رَبُّكَمْ ؟ فَيُخْبِرُونَهُمْ ، فَيَسْتَخْبِرُ أَهْلُ
السَّمَاءِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ هَذِهِ السَّمَاءَ
الدُّنْيَا ، فَيَخْطِفُ الْجِنُّ السَّمْعَ ، فَيَقْذِفُونَهُ إِلَى
أَوْلِيَائِهِمْ ، فَيَرْمُونَ فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ ، فَهُوَ حَقٌّ
وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فِيهِ وَيَزِيدُونَ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ
مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ}.
11209- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا نُوحٌ ، وَهُوَ ابْنُ قَيْسٍ ، عَنِ ابْنِ مَالِكٍ يَعْنِي عَمْرًا ،
عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَتِ امْرَأَةٌ تُصَلِّي
خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسْنَاءُ مِنْ أَحْسَنِ
النَّاسِ ، قَالَ : وَكَانَ بَعْضُ الْقَوْمِ يَتَقَدَّمُ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ لِئَلاَّ
يَرَاهَا ، وَيَسْتَأْخِرُ بَعْضُهُمْ حَتَّى يَكُونَ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخِّرِ ،
فَإِذَا رَكَعَ ، وَذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا ، نَظَرَ مِنْ تَحْتِ إِبْطَيْهِ ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ
عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ}.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ
الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ}.
11210- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ : أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ
عُمَرَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لأَصْحَابِ الْحِجْرِ : لاَ تَدْخُلُوا عَلَى هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ الْمُعَذَّبِينَ
إِلاَّ أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا بَاكِينَ فَلاَ
تَدْخُلُوا عَلَيْهِمْ ، أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا
مِنَ الْمَثَانِي}.
11211- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى ،
قَالَ : مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي
الْمَسْجِدِ ، فَدَعَانِي فَلَمْ آتِهِ ، قَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي ؟
قُلْتُ : إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي ، قَالَ : أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا
دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} قَالَ : أَلاَ أُعَلِّمُكَ أَفْضَلَ سُورَةٍ فِي
الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ ؟ فَلَمَّا ذَهَبَ يَخْرُجُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ
، قَالَ : فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ
الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ.
11212- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، أَخْبَرَنَا
شَرِيكٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} قَالَ :
الْبَقَرَةُ ، وَآلُ عِمْرَانَ ، وَالنِّسَاءُ ، وَالأَعْرَافُ ، وَالأَنْعَامُ ، وَالْمَائِدَةُ
قَالَ شَرِيكٌ : السَّبْعُ الطُّوَلِ.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى
يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}.
11213- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ بَعْجَةَ بْنِ بَدْرٍ
الْجُهَنِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : خَيْرُ مَا عَاشَ النَّاسُ لَهُ رَجُلٌ يُمْسِكُ بِعِنَانِ
فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أَوْ فَزْعَةً طَارَ عَلَى
مَتْنِ فَرَسِهِ فَالْتَمَسَ الْمَوْتَ فِي مَظَانِّهِ ، أَوْ رَجُلٌ فِي شُعْبَةٍ
مِنْ هَذِهِ الشِّعَابِ ، أَوْ فِي بَطْنِ وَادٍ مِنْ هَذِهِ الأَوْدِيَةِ ، فِي
غُنَيْمَةٍ لَهُ ، يُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَيَعْبُدُ
اللَّهَ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ ، لَيْسَ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ فِي خَيْرٍ.
سُورَةُ النَّحْلِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11214- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ وَكِيعِ
بْنِ عُدُسٍ ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَثَلُ الْمُؤْمِنِ مَثَلُ النِّحْلَةِ
، لاَ تَأْكُلُ إِلاَّ طَيِّبًا ، وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ طَيِّبًا.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا
بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ}.
11215- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ ،
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ رَبِيعٍ ،
عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ
يَوْمُ أُحُدٍ أُصِيبَ مِنَ الأَنْصَارِ أَرْبَعَةٌ وَسِتُّونَ رَجُلاً ، وَمِنَ الْمُهَاجِرِينَ
سِتَّةٌ ، مِنْهُمْ حَمْزَةُ ، فَمَثَّلُوا بِهِ ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ : لَئِنْ
أَصَبْنَا مِنْهُمْ يَوْمًا مِثْلَ هَذَا لَنُرْبِيَنَّ عَلَيْهِمْ ، فَلَمَّا
أَنْ كَانَ يَوْمُ فَتْحِ مَكَّةَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {وَإِنْ
عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ
لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} ، فَقَالَ رَجُلٌ :
لاَ قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : كُفُّوا عَنِ الْقَوْمِ غَيْرَ أَرْبَعَةٍ.
سُورَةُ الإِسْرَاءِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11216- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَاصِمٌ ، عَنْ
زِرٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً
مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى} ، قَالَ : لَمْ يُصَلِّ
فِيهِ ، وَلَوْ صَلَّى فِيهِ لَكُتِبَ عَلَيْكُمْ ، كَمَا كُتِبَ عَلَيْكُمُ
الصَّلاَةُ فِي الْكَعْبَةِ.
11217- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : كُنْتُ
أَقْرَأُ عَلَى أَبِي الْقُرْآنَ فِي السِّكَّةِ ، فَإِذَا قَرَأْتُ السَّجْدَةَ
سَجَدَ ، قُلْتُ لَهُ : يَا أَبَتِ ، تَسْجُدُ فِي الطَّرِيقِ ؟ قَالَ : إِنِّي
سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَنْ أَوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ فَقَالَ : الْمَسْجِدُ
الْحَرَامُ قُلْتُ : ثُمَّ أَيْ ؟ قَالَ : الْمَسْجِدُ الأَقْصَى قُلْتُ : كَمْ بَيْنَهُمَا
؟ قَالَ : أَرْبَعُونَ عَامًا ، وَالأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ ، فَحَيْثُمَا
أَدْرَكْتَ صَلاَةً فَصَلِّ.
11218- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ عُقَيْلٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
، عَنْ جَابِرٍ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
لَمَّا كَذَّبَتْنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ ، فَجَلَّى اللَّهُ لِي بَيْتَ
الْمَقْدِسِ فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ.
11219- أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ
سَيْفٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا هِلاَلٌ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : أُسْرِيَ
بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، ثُمَّ
جَاءَ مِنْ لَيْلَتِهِ فَحَدَّثَهُمْ بِمَسِيرِهِ وَبِعَلاَمَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ
وَبِعِيرِهِمْ ، فَقَالَ نَاسٌ : نَحْنُ لاَ نُصَدِّقُ مُحَمَّدًا ، فَارْتَدُّوا
كُفَّارًا ، فَضَرَبَ اللَّهُ أَعْنَاقَهُمْ مَعَ أَبِي جَهْلٍ.
11220- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا
حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ وَهُو الْمَاجِشُونُ ،
عَنِ ابْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي
الْحِجْرِ ، وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَاي ، فَسَأَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ
مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ آتِهَا ، فَكُرِبْتُ كَرْبًا مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ
قَطُّ ، فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَمَا سَأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ
إِلاَّ أَتَيْتُهُمْ بِهِ.
11221- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
فِي حَدِيثِهِ ، عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَوْفًا ،
عَنْ زُرَارَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ
بِمَكَّةَ قَالَ : قَطَعْتُ بِأَمْرِي وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ
قَالَ : فَقَعَدْتُ مُعْتَزِلاً حَزِينًا ، فَمَرَّ بِي عَدُوُّ اللهِ أَبُو
جَهْلٍ فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ : هَلْ
كَانَ مِنْ شَيْءٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : مَا هُوَ ؟ قَالَ : إِنِّي أُسْرِيَ
بِي اللَّيْلَةَ قَالَ : إِلَى أَيْنَ ؟ قَالَ : إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ :
ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ.
قَالَ : فَلَمْ يُرِهِ أَنَّهُ يُكَذِّبُهُ مَخَافَةَ
أَنْ يَجْحَدَ الْحَدِيثَ إِنْ دَعَا لَهُ قَوْمَهُ ، قَالَ : إِنْ دَعَوْتُ
إِلَيْكَ قَوْمَكَ أَتُحَدِّثُهُمْ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ أَبُو جَهْلٍ : مَعْشَرَ
بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ ، هَلُمَّ ، فَتَنَفَّضَتِ الْمَجَالِسُ ، فَجَاءُوا
حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا ، قَالَ : حَدِّثْ قَوْمَكَ مَا حَدَّثْتَنِي ، قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي أُسْرِيَ بِي
اللَّيْلَةَ قَالُوا : إِلَى أَيْنَ ؟ قَالَ : إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَالَ :
قَالُوا : ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ؟ قَالَ : نَعَمْ فَمِنْ بَيْنِ
مُصَدَّقٍ ، وَمِنْ بَيْنِ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُسْتَعْجِبًا
لِلْكَذِبِ ، قَالَ : وَفِي الْقَوْمِ مَنْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ ،
وَرَأَى الْمَسْجِدَ ، قَالَ : قَالُوا : هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ
؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ لَهُمْ ، فَمَا
زِلْتُ أَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ قَالَ : فَجِيءَ
بِالْمَسْجِدِ حَتَّى وُضِعَ قَالَ : فَنَعَتُّ الْمَسْجِدَ وَأَنَا أَنْظُرُ
إِلَيْهِ قَالَ : وَقَدْ كَانَ مَعَ هَذَا حَدِيثٌ فَنَسِيتُهُ أَيْضًا ، قَالَ
الْقَوْمُ : أَمَّا النَّعْتُ فَقَدْ أَصَابَ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ
نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا}.
11222- أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَيَّانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبُو زُرْعَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
قَالَ : أُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا بِلَحْمٍ
، فَرُفِعَ إِلَيْهِ الذِّرَاعُ ، وَكَانَتْ تُعْجِبُهُ ، فَنَهَسَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ
: أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، هَلْ تَدْرُونَ لِمَ ذَاكَ ؟
يَجْمَعُ اللَّهُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، يُسْمِعُهُمُ
الدَّاعِيَ ، وَيُنْفِذُهُمُ الْبَصَرَ ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ فَيَبْلُغُ النَّاسَ
مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لاَ يُطِيقُونَ وَلاَ يَحْمِلُونَ.
فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ : أَلاَ تَرَوْنَ
مَا أَنْتُمْ فِيهِ ؟ أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ ؟ أَلاَ تَنْظُرُونَ
مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ :
أَبُوكُمْ آدَمُ ، فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ : يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُو
الْبَشَرِ ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، وَأَمَرَ
الْمَلاَئِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلاَ تَرَى
مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ آدَمُ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ ؟ إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ
مِثْلَهُ ، وَلاَ يَغْضَبُ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ
الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ ، نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ،
اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ.
فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ : يَا نُوحُ ، أَنْتَ
أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ ، وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا ،
فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلاَ تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلاَ تَرَى مَا
قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ نُوحٌ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ
غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنَّهُ
كَانَ لِي دَعْوَةٌ عَلَى قَوْمِي ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا
إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ.
فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ : يَا
إِبْرَاهِيمُ ، أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ ،
فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلاَ
تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ : إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ
الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ،
نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى
مُوسَى
فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ : يَا مُوسَى ، أَنْتَ
فَضَّلَكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَكَلاَمِهِ عَلَى النَّاسِ ، اشْفَعْ لَنَا
إِلَى رَبِّكَ ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ
بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ لَهُمْ مُوسَى : إِنَّ رَبِّي غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا
لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَإِنِّي
قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُؤْمَرْ بِقَتْلِهَا ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي ،
اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى.
فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ : يَا عِيسَى أَنْتَ رُوحُ
اللهِ ، وَكَلِمَةٌ مِنْهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ،
وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلاَ تَرَى
مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلاَ تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَيَقُولُ عِيسَى : إِنَّ
رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ
بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي
نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
فَيَأْتُونَ فَيَقُولُونَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتَ
رَسُولُ اللهِ خَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ ، غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ مَا
تَقَدَّمَ مِنْهُ وَمَا تَأَخَّرَ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلاَ تَرَى
مَا نَحْنُ فِيهِ ؟ أَلاَ تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا ؟ فَأَقُومُ فَآتِي
تَحْتَ الْعَرْشِ ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي ، وَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ ، وَيُلْهِمُنِي
مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى
أَحَدٍ قَبْلِي ، فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ ، ارْفَعْ رَأْسَكَ ، سَلْ تُعْطَهْ ،
اشْفَعْ تُشَفَّعْ ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ : رَبِّ أُمَّتِي ، أُمَّتِي
يَا رَبِّ ، أُمَّتِي يَا رَبِّ ، فَيُقَالُ : يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ
أُمَّتِكَ مَنْ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَابِ الأَيْمَنِ ، وَهُمْ
شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الأَبْوَابِ ، وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ ، مَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ
مَكَّةَ وَهَجَرَ أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ
زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ ، فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلاَ
تَحْوِيلاً}.
11223- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي
مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : كَانَ نَفَرٌ مِنَ الإِنْسِ يَعْبُدُونَ
الْجِنِّ ، فَأَسْلَمَ الْجِنُّ وَثَبَتَ الإِنْسُ عَلَى عِبَادَتِهِمْ ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ}.
11224- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ إِدْرِيسَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ ، {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ
الْوَسِيلَةَ} قَالَ : كَانَ قَوْمٌ مِنَ الإِنْسِ يَعْبُدُونَ قَوْمًا مِنَ
الْجِنِّ فَأَسْلَمُوا ، وَبَقِيَ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَهُمْ عَلَى
عِبَادَتِهِمْ ، فَقَالَ : {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ}.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ
يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ}.
11225- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : أَنْبَأَنِي سُلَيْمَانُ :
عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، فِي قَوْلِهِ : {أُولَئِكَ
الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} قَالَ : كَانَ
نَاسٌ مِنَ الإِنْسِ يَعْبُدُونَ نَاسًا مِنَ الْجِنِّ فَأَسْلَمَ الْجِنُّ
وَتَمَسَّكَ هَؤُلاَءِ بِدِينِهِمْ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ
بِالآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ}.
11226- أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ جَعْفَرِ
بْنِ إِيَاسٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ
يَجْعَلَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا ، وَأَنْ يُنَحِّيَ عَنْهُمُ الْجِبَالَ
فَيَزْدَرِعُوا ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنْ شِئْتَ آتَيْنَاهُمْ مَا
سَأَلُوا ، فَإِنْ كَفَرُوا أُهْلِكُوا كَمَا أُهْلِكَ مَنْ قَبْلَهُمْ ، وَإِنْ شِئْتَ
نَسْتَأْنِي بِهِمْ لَعَلَّنَا نَنْتِجُ مِنْهُمْ فَقَالَ : بَلْ أَسْتَأْنِي
بِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ
بِالآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ
مُبْصِرَةً}.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا
الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ}.
11227- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ
أَبِي الضُّحَى ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي
أَرَيْنَاكَ} قَالَ : حِينَ أُسْرِيَ بِهِ ، قَالَ : {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي
الْقُرْآنِ} قَالَ : هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ.
11228- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، سَمِعَ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} قَالَ :
هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ ، {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ} قَالَ :
رُؤْيَا عَيْنٍ رَآهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ
أُسْرِيَ بِهِ.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ
مَشْهُودًا}.
11229- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَسْبَاطِ بْنِ
مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
قَوْلِهِ : {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} قَالَ
: يَشْهَدُهُ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةُ النَّهَارِ.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ
مَقَامًا مَحْمُودًا}.
11230- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، سَمِعَهُ
يَقُولُ : سَمِعْتُ صِلَةَ بْنَ زُفَرَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ ، يَقُولُ
: يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَلاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ ، فَأَوَّلُ مَدْعُوٍّ مُحَمَّدٌ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ،
وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، وَالْمَهْدِيُّ مَنْ
هَدَيْتَ ، وَعَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَبِكَ وَإِلَيْكَ ، وَلاَ مَلْجَأَ
وَلاَ مَنْجَى مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ فَهَذَا
قَوْلُهُ : {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}.
11231- أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْعَبَّاسِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَكِّيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ
عُمَرَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا ، كُلُّ أُمَّةٍ
تَتْبَعُ نَبِيَّهَا ، يَقُولُونَ : أَيْ فُلاَنُ اشْفَعْ لَنَا حَتَّى تَنْتَهِيَ
الشَّفَاعَةُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَلِكَ
يَوْمُ يَبْعَثُهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ.
11232- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ
كُهَيْلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الزَّعْرَاءِ ، قَالَ عَبْدُ اللهِ : أَوَّلُ
شَافِعٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رُوحُ الْقُدُسِ ، ثُمَّ إِبْرَاهِيمَ ثُمَّ يَقُومُ نَبِيُّكُمْ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَابِعًا ، فَلاَ يَشْفَعُ أَحَدٌ بِمِثْلِ
شَفَاعَتِهِ ، وَهُوَ وَعْدُهُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وَعَدَهُ.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ
الْبَاطِلُ}.
11233- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي
مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَحَوْلَ الْبَيْتِ ثَلاَثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ صَنَمًا
، فَجَعَلَ يَطْعَنُ بِعُودٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ : {جَاءَ الْحَقَّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ
إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} وَ {جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ
وَمَا يُعِيدُ}.
11234- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ،
قَالَ : وَحَدَّثَنِي سَلاَمُ بْنُ مِسْكِينِ بْنِ رَبِيعَةَ النَّمَرِيُّ ، عَنْ
ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ :
وَفَدْنَا إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وَمَعَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ،
وَذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَدْعُو كَثِيرًا إِلَى
رَحْلِهِ ، فَقُلْتُ لأَهْلِي : اجْعَلُوا لَنَا طَعَامًا ، فَفَعَلُوا ،
فَلَقِيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ بِالْعَشِيِّ فَقُلْتُ : الدَّعْوَةُ عِنْدِي
اللَّيْلَةَ ، فَقَالَ : لَقَدْ سَبَقْتَنِي إِلَيْهَا ، فَقُلْتُ : أَجَلْ ،
قَالَ : فَجَاءَنَا فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، أَلاَ أُعْلِمُكُمْ بِحَدِيثٍ
مِنْ حَدِيثِكُمْ ؟ قَالَ : لَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَكَّةَ اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ عَلَى إِحْدَى الْمُجَنِّبَتَيْنِ ، وَخَالِدَ بْنَ
الْوَلِيدِ عَلَى الأُخْرَى ، قَالَ
: فَبَصُرَ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي كَبْكَبَةٍ فَهَتَفَ بِي ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ،
قَالَ : اهْتِفْ لِي بِالأَنْصَارِ فَهَتَفْتُ بِهِمْ ، فَطَافُوا بِرَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّهُمْ كَانُوا عَلَى مِيعَادٍ ، قَالَ :
يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، إِنَّ قُرَيْشًا قَدْ جَمَعُوا لَنَا ، فَإِذَا
لَقِيتُمُوهُمْ فَاحْصُدُوهُمْ حَصْدًا ، حَتَّى تُوَافُونِي بِالصَّفَا ،
الصَّفَا مِيعَادُكُمْ
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَمَا لَقِينَا مِنْهُمْ
أَحَدًا إِلاَّ فَعَلْنَا بِهِ كَذَا وَكَذَا ، وَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ :
يَا رَسُولَ اللهِ ، أَبَحْتَ خَضْرَاءَ قُرَيْشٍ ، لاَ قُرَيْشَ بَعْدَ الْيَوْمِ
، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ
فَهُوَ آمِنٌ ، وَمَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ ، وَمَنْ
أَلْقَى السِّلاَحَ فَهُوَ آمِنٌ ، وَلَجَأَتْ صَنَادِيدُ قُرَيْشٍ وَعُظَمَاؤُهَا
إِلَى الْكَعْبَةِ ، يَعْنِي دَخَلُوا فِيهَا قَالَ : فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى طَافَ بِالْبَيْتِ ، فَجَعَلَ يَمُرُّ بِتِلْكَ
الأَصْنَامِ فَيَطْعَنُهَا بِسِيَةِ الْقَوْسِ وَيَقُولُ : {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ
إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}
حَتَّى إِذَا فَرَغَ وَصَلَّى جَاءَ فَأَخَذَ
بِعَضَادَتَيِ الْبَابِ ثُمَّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، مَا تَقُولُونَ ؟
قَالُوا : نَقُولُ : ابْنُ أَخٍ ، وَابْنُ عَمٍّ رَحِيمٌ كَرِيمٌ ، ثُمَّ عَادَ
عَلَيْهِمُ الْقَوْلَ قَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ ، قَالَ : فَإِنِّي أَقُولُ كَمَا
قَالَ أَخِي يُوسُفُ : {لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ
وَهُو أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} فَخَرَجُوا فَبَايَعُوهُ عَلَى الإِسْلاَمِ ثُمَّ
أَتَى الصَّفَا لِمِيعَادِ الأَنْصَارِ ، فَقَامَ عَلَى الصَّفَا عَلَى مَكَانٍ
يَرَى الْبَيْتَ مِنْهُ ، فَحَمِدَ اللَّهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَذَكَرَ
نَصَرَهُ إِيَّاهُ ، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ ، وَهُمْ أَسْفَلُ مِنْهُ : أَمَّا
الرَّجُلُ فَقَدْ أَدْرَكَتْهُ رَأْفَةٌ لِقَرَابَتِهِ ، وَرَغْبَتُهُ فِي
عَشِيرَتِهِ ، فَجَاءَهُ الْوَحْيُ بِذَلِكَ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَكَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَهُ الْوَحْيُ لَمْ
يَسْتَطِعْ أَحَدٌ مِنَّا يَرْفَعُ طَرْفَهُ إِلَيْهِ حَتَّى يَنْقَضِيَ الْوَحْيُ
عَنْهُ ، فَلَمَّا قُضِيَ الْوَحْيُ قَالَ : هِيهِ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ ، قُلْتُمْ
: أَمَّا الرَّجُلُ فَأَدْرَكْتُهُ رَأْفَةٌ بِقَرَابَتِهِ وَرَغْبَةٌ فِي
عَشِيرَتِهِ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَرَسُولُ اللهِ ، لَقَدْ هَاجَرْتُ إِلَى اللهِ ،
ثُمَّ إِلَيْكُمُ ، الْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ ، وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ قَالَ
أَبُو هُرَيْرَةَ : فَرَأَيْتُ الشِّيُوخَ يَبْكُونَ ، حَتَّى بَلَّ الدُّمُوعُ
لِحَاهُمْ ، ثُمَّ قَالُوا : مَعْذِرَةً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ، وَاللَّهِ مَا قُلْنَا
إِلاَّ ضَنًّا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ ، قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ صَدَقَكُمْ
وَرَسُولُهُ ، وَقَبِلَ قَوْلَكُمْ.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ}.
11235- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ ، أَخْبَرَنَا
عِيسَى ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ ، قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي حَرْثٍ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَسِيبٍ ، فَمَرَّ بِنَفَرٍ
مِنَ الْيَهُودِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَوْ سَأَلْتُمُوهُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ
: لاَ تَسْأَلُوهُ فَيُسْمِعُكُمْ مَا تَكْرَهُونَ ، فَقَامُوا إِلَيْهِ فَقَالُوا
: يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، حَدِّثْنَا عَنِ الرُّوحِ ، فَقَامَ سَاعَةً وَرَفَعَ
رَأْسَهُ ، فَعَرَفْنَا أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ ، حَتَّى صَعِدَ الْوَحْيُ ثُمَّ
قَالَ : {الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ
قَلِيلاً}.
10- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ}.
11236- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسمَاعِيلَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ ، عِنْ شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ ،
عَنْ أَبِي قَزَعَةَ سُوَيْدِ بْنِ حُجَيْرٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ،
عَنْ أَبِيهِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ رِجَالاً وَرُكْبَانًا وَتُجَرُّونَ
عَلَى وُجُوهِكُمْ.
11- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ}.
11237- أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرِ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ
تُخَافِتْ بِهَا} قَالَ : نَزَلَتْ وَرَسُولُ اللهِ مُخْتَفٍ بِمَكَّةَ ، فَكَانَ
إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقِرَاءَةِ ، فَإِذَا سَمِعَ
الْمُشْرِكُونَ سَبُّوا الْقُرْآنَ ، وَمَنْ أَنْزَلَهُ ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ ،
فَقَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {وَلاَ تَجْهَرْ
بِصَلاَتِكَ} أَيْ بِقِرَاءَتِكَ فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ فَيَسُبُّوا
الْقُرْآنَ ، {وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا} أَصْحَابَكَ فَلاَ يَسْمَعُونَ ، {وَابْتَغِ
بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً}.
11238- أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدَةُ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَأَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ يُوسُفَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
أَبِي ، عَنْ عَائِشَةَ ، فِي قَوْلِهِ جَلَّ وَعَزَّ : {وَلاَ تَجْهَرْ
بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا}
: نَزَلَتْ فِي الدُّعَاءِ.
سُورَةُ الْكَهْفِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ
إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}.
11239- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حَدَّثَنَا ابْنُ دَاوُدَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ ،
عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ : لأَطُوفَنَّ
اللَّيْلَةَ عَلَى مِائَةِ امْرَأَةٍ ، فَتَأْتِي كُلُّ امْرَأَةٍ بِرَجُلٍ
يَضْرِبُ بِالسَّيْفِ ، وَلَمْ يَقُلْ : إِنَّ شَاءَ اللَّهُ ، فَطَافَ
عَلَيْهِنَّ ، فَجَاءَتْ وَاحِدَةٌ بِنِصْفِ وَلَدٍ ، وَلَوْ قَالَ سُلَيْمَانُ :
إِنَّ شَاءَ اللَّهُ لَكَانَ مَا قَالَ.
2- قَوْلُهُ جَلَّ وَعَزَّ : {لاَ قُوَّةَ إِلاَّ
بِاللَّهِ}.
11240- أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ الْمَكِّيُّ ،
حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي
لَيْلَى ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ : يَا أَبَا ذَرٍّ أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ
الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : تَقُولُ : لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ
بِاللَّهِ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ
نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا}.
11241- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي
مُلَيْكَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ : أَنَّ عَائِشَةَ ،
قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تُحْشَرُونَ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً قَالَتْ عَائِشَةُ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ ، الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ؟ قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ
يُهِمَّهُمْ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ
شَيْءٍ جَدَلاً}.
11242- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ عُقَيْلٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
حُسَيْنٍ : أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ ، حَدَّثَهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ
، فَقَالَ : أَلاَ تُصَلُّونَ ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّمَا أَنْفُسُنَا
بِيَدِ اللهِ ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهَا بَعْثَهَا ، فَانْصَرَفَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُدْبِرٌ يَضْرِبُ فَخِذَهُ
وَيَقُولُ : {وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً}.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ
أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلَغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ}.
11243- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُسْتَمِرِّ ،
حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ ،
عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَامَ مُوسَى خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ
، فَأَبْلَغَ فِي الْخُطْبَةِ ، فَعَرَضَ فِي نَفْسِهِ أَنَّ أَحَدًا لَمْ يُؤْتَ
مِنَ الْعِلْمِ مَا أُوتِيَ ، وَعَلِمَ اللَّهُ الَّذِي حَدَّثَ نَفْسَهُ مِنْ
ذَلِكَ ، قَالَ لَهُ : يَا مُوسَى ، إِنَّ مِنْ عِبَادِي مِنْ آتَيْتُهُ مِنَ
الْعِلْمِ مَا لَمْ أُوتِكَ ، قَالَ
: أَيْ رَبِّ ، مِنْ عِبَادِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ
: فَادْلُلْنِي عَلَى هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي آتَيْتَهُ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ تُؤْتِنِي
حَتَّى أَتَعَلَّمَ مِنْهُ ، قَالَ : يَدْلُكُ عَلَيْهِ بَعْضُ زَادِكَ ، قَالَ
لِفَتَاهُ يُوشَعَ : {لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلَغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ
أَمْضِيَ حُقُبًا} وَكَانَ مِمَّا تَزَوَّدَ حُوتٌ مُمَلَّحٌ فِي زِنْبِيلٍ ،
وَكَانَا يُصِيبَانِ مِنْهُ عِنْدَ الْعِشَاءِ وَالْغَدَاةِ ، فَلَمَّا انْتَهَيَا
إِلَى الصَّخْرَةِ عِنْدَ سَاحِلِ الْبَحْرِ ، وَضَعَ فَتَاهُ الْمِكْتَلَ عَلَى
سَاحِلِ الْبَحْرِ ، فَأَصَابَ الْحُوتُ ثَرَى الْبَحْرِ ، فَتَحَرَّكَ فِي
الْمِكْتَلِ فَقَلَبَ الْمِكْتَلَ وَانْسَرَبَ فِي الْبَحْرِ ، فَلَمَّا جَاوَزَا حَضَرَ
الْغَدَاةُ ، قَالَ : {آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا
نَصَبًا} ذَكَرَ الْفَتَى قَالَ : {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ
فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ
أَذْكُرَهُ ، وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا} فَذَكَرَ مُوسَى
عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا كَانَ عُهِدَ إِلَيْهِ : أَنَّهُ يَدْلُكُ عَلَيْهِ
بَعْضُ زَادِكَ ، فَقَالَ : {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ} هَذِهِ حَاجَتُنَا ،
{فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا حَتَّى انْتَهَيَا
إِلَى الصَّخْرَةِ الَّتِي فَعَلَ فِيهَا الْحُوتُ مَا فَعَلَ ، وَأَبْصَرَ مُوسَى
عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَثَرَ الْحُوتِ
فَأَخَذَا إِثْرَ الْحُوتِ يَمْشِيَانِ عَلَى الْمَاءِ
حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ ، {فَوَجَدَا عَبْدًا
مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدَنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا
عِلْمًا قَالَ لَهُ مُوسَى : هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا
عُلِّمْتَ رُشْدًا قَالَ : إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ
عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} إِلَى قَوْلِهِ : {حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ
مِنْهُ ذِكْرًا} أَيْ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحْدِثُ لَكَ ذَلِكَ ، {فَانْطَلَقَا حَتَّى
إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا} إِلَى قَوْلِهِ : {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا
غُلاَمًا} عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ غِلْمَانٌ يَلْعَبُونَ ، فَعَهِدَ إِلَى
أَصْبَحِهِمْ فَقَتَلَهُ ، {قَالَ
: أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ
جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا قَالَ : أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ
مَعِيَ صَبْرًا} قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : فَاسْتَحْيَى عِنْدَ ذَلِكَ نَبِيُّ اللهِ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : {إِنْ سَأَلْتُكَ ، عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ
تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا
أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا
فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} قَرَأَ إِلَى
{سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا أَمَّا
السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ
أَعِيْبَهَا} قَرَأَ إِلَى {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}
وَفِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ : يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا {فَأَرَدْتُ أَنْ
أَعِيْبَهَا} حَتَّى لاَ يَأْخُذَهَا الْمَلِكُ ، فَإِذَا جَاوَزُوا الْمَلِكَ
رَقَعُوهَا وَانْتَفِعُوا بِهَا ، وَبَقِيَتْ لَهُمْ ، {وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ
مُؤْمِنَينِ} قَرَأَ إِلَى {ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} فَجَاءَ
طَائِرٌ فَجَعَلَ يَغْمِسُ مِنْقَارَهُ فِي الْبَحْرِ ، فَقَالَ : تَدْرِي مَا يَقُولُ
هَذَا الطَّائِرُ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ : فَإِنَّ هَذَا يَقُولُ : مَا عِلْمُكُمَا
الَّذِي تَعْلَمَانِ فِي عِلْمِ اللهِ إِلاَّ مِثْلُ مَا أَنْقُصُ بِمِنْقَارِي
مِنْ جَمِيعِ هَذَا الْبَحْرِ.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ
لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا}.
11244- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَقَبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قِيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ نَوْفًا
يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ الَّذِي ذَهَبَ يَلْتَمِسُ الْعِلْمَ لَيْسَ
بِمُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ، قَالَ : أَسَمِعْتَهُ يَا سَعِيدُ ؟ قَالَ : نَعَمْ
، قَالَ : كَذَبَ نَوْفٌ ، حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّهُ بَيْنَا
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي قَوْمِهِ يُذَكِّرُهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ ،
وَأَيَّامُ اللهِ نَعْمَاؤُهُ وَبَلاَؤُهُ ، قَالَ : مَا أَعْلَمُ فِي الأَرْضِ
رَجُلاً خَيْرًا مِنِّي ، وَأَعْلَمَ مِنِّي قَالَ : فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ :
إِنِّي أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ مِنْ هُوَ أَوْ : عِنْدَ مَنْ هُوَ ؟ إِنَّ فِي
الأَرْضِ رَجُلاً هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ ، قَالَ : يَا رَبِّ فَدُلَّنِي عَلَيْهِ ،
فَقِيلَ لَهُ : تَزَوَّدْ حُوتًا مَالِحًا ، فَإِنَّهُ حَيْثُ تَفْقِدُ الْحُوتَ
قَالَ : فَانْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ ،
فَعُمِّيَ فَانْطَلَقَ وَتَرَكَ فَتَاهُ ، فَاضْطَرَبَ الْحُوتُ فِي الْمَاءِ ،
فَجَعَلَ لاَ يَلْتَمِمُ عَلَيْهِ إِلاَّ صَارَ مِثْلَ الْكُوَّةِ قَالَ : فَقَالَ
فَتَاهُ : أَلاَ أَلْحَقُ بِنَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأُخْبِرُهُ ؟ قَالَ : فَنَسِيَ ، فَلَمَّا تَجَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ {آتِنَا
غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} قَالَ : وَلَمْ
يُصِبْهُمْ نَصَبٌ حَتَّى تَجَاوَزَا قَالَ : فَتَذَكِّرَ فَقَالَ : {أَرَأَيْتَ
إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ
إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا قَالَ
ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا} فَأُرَاهُ
مَكَانَ الْحُوتِ ، فَقَالَ : هَاهُنَا وُصِفَ لِي ، قَالَ : فَذَهَبَ يَلْتَمِسُ فَإِذَا هُوَ
بِالْخَضِرِ مُسَجًّى ثَوْبًا مُسْتَلْقِيًا عَلَى الْقَفَا ، فَقَالَ :
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ، فَكَشَفَ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ ، فَقَالَ :
وَعَلَيْكُمُ السَّلاَمُ ، مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا مُوسَى ، قَالَ : وَمَنْ
مُوسَى ؟ قَالَ : مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ، قَالَ : مَا جَاءَ بِكَ ؟ قَالَ :
جِئْتُ لِتُعَلِّمَنِي {مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ
صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا} شَيْءٌ أُمِرْتُ
أَنْ أَفْعَلَهُ ، إِذَا رَأَيْتَنِي لَمْ تَصْبِرْ {قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ
اللَّهُ صَابِرًا وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا.
قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْنِي عَنْ
شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا
فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا} قَالَ : انْتَحَى عَلَيْهَا ، قَالَ لَهُ مُوسَى
عَلَيْهِ السَّلاَمُ : {أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا
إِمْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قَالَ لاَ
تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا فَانْطَلَقَا
حَتَّى إِذَا لَقِيَا} غِلْمَانًا يَلْعَبُونَ ، قَالَ : فَانْطَلَقَ إِلَى
أَحَدِهِمْ بَادِيَ الرَّأْيِ فَقَتَلَهُ ، قَالَ : فَذُعِرَ عِنْدَهَا مُوسَى
ذَعْرَةً مُنْكَرَةً {قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ
جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: عِنْدَ هَذَا الْمَكَانِ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْنَا وَعَلَى مُوسَى لَوْلاَ
عَجَّلَ لَرَأَى الْعَجَبَ ، وَلَكِنَّهُ أَخَذَتْهُ مِنْ صَاحِبِهِ ذَمَامَةٌ قَالَ
: {قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ
مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} وَلَوْ صَبَرَ لَرَأَى الْعَجَبَ ، قَالَ : وَكَانَ إِذَا
ذَكَرَ أَحَدًا مِنَ الأَنْبِيَاءِ بَدَأَ بِنَفْسِهِ : رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْنَا
وَعَلَى أَخِي هَذَا ، رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْنَا ، قَالَ : {فَانْطَلَقَا حَتَّى
إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ} لِئَامًا فَطَافَا فِي الْمَجَالِسِ فَـ
{اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا
جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ
عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ
مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ
يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، فَإِذَا جَاءَ الَّذِي
يَتَخَيَّرُهَا وَجَدَهَا مُنْخَرِقَةً فَيُجَاوِزُهَا وَأَصْلَحُوهَا بِخَشَبَةٍ
، وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَطُبِعَ يَوْمَ طُبِعَ كَافِرًا ، كَانَ أَبَوَاهُ قَدْ
عَطَفَا عَلَيْهِ ، فَلَوْ أَنَّهُ أَدْرَكَ أَرْهَقَهُمَا {طُغْيَانًا وَكُفْرًا
فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ
رُحْمًا وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ} الآيَةَ.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا
إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ ، وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ
أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا}.
11245- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، فِي
حَدِيثِهِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قُلْتُ لاِبْنِ
عَبَّاسٍ : إِنَّ نَوْفًا الْبَكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ
لَيْسَ بِمُوسَى الْخَضِرِ ، قَالَ : كَذَبَ عَدُوُّ اللهِ ، حَدَّثَنَا أُبَيُّ
بْنُ كَعْبٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
قَامَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقِيلَ لَهُ :
أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ ؟ قَالَ : أَنَا ، قَالَ : فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ
إِذْ لَمْ يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : بَلْ عَبْدٌ
مِنْ عِبَادِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ ، قَالَ : أَيْ رَبِّ ،
فَكَيْفَ السَّبِيلُ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : تَأْخُذُ حُوتًا فِي مِكْتَلٍ فَحَيْثُمَا
فَقَدْتَ الْحُوتَ فَاتْبَعْهُ ، فَخَرَجَ مُوسَى وَمَعَهُ فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ
نُونٍ وَمَعَهُمَا الْحُوتُ ، حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى صَخْرَةٍ فَنَزَلاَ
عِنْدَهَا ، فَوَضَعَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَأْسَهُ فَنَامَ ، قَالَ
سُفْيَانُ فِي غَيْرِ حَدِيثِ عَمْرٍو : وَفِي أَصْلِ الصَّخْرَةِ عَيْنٌ يُقَالُ
لَهَا الْحَيَاةُ ، لاَ يُصِيبُ شَيْءٌ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا إِلاَّ حَيِيَ ،
فَأَصَابَ الْحُوتُ مِنْ مَاءِ تِلْكَ الْعَيْنِ ، فَتَحَرَّكَ وَانْسَلَّ مِنَ
الْمِكْتَلِ فَدَخَلَ الْبَحْرَ ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ مُوسَى قَالَ لِفَتَاهُ : {آتِنَا
غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} قَالَ : فَلَمْ يَجِدِ
النَّصَبَ حَتَّى جَاوَزَ مَا أُمِرَ بِهِ ، فَقَالَ لَهُ فَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ
نُونٍ : {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ
وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي
الْبَحْرِ} قَالَ لَهُ مُوسَى : {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى
آثَارِهِمَا قَصَصًا} فَرَجَعَا يَقُصَّانِ آثَارَهُمَا وَجَدَا سَرَبًا فِي
الْبَحْرِ كَالطَّاقِ مَمَرَّ الْحُوتِ ، فَكَانَ لَهُمَا عَجَبًا وَلِلْحُوتِ سَرَبًا
، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الصَّخْرَةِ إِذَا هُمَا بِرَجُلٍ مُسَجًّى بِثَوْبٍ
، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، قَالَ : وَأَنَّى بِأَرْضِكَ
السَّلاَمُ ؟
قَالَ : أَنَا مُوسَى ، قَالَ : مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ قَالَ :
نَعَمْ ، قَالَ : {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ
رُشْدًا} قَالَ لَهُ الْخَضِرُ : يَا مُوسَى إِنَّكَ عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ
اللهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ ، وَأَنَا عَلَى عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللهِ عَلَّمَنِيهِ
اللَّهُ لاَ تَعْلَمُهُ ، قَالَ : بَلْ أَتَّبِعُكَ ، قَالَ : {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلاَ
تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا فَانْطَلَقَا}
يَمْشِيَانِ عَلَى السَّاحِلِ فَمَرَّتْ بِهِمْ سَفِينَةٌ فَعُرِفَ الْخَضِرُ
فَحَمَلُوهُمْ فِي السَّفِينَةِ ، فَرَكِبَا فَوَقَعَ عُصْفُورٌ عَلَى حَرْفِ
السَّفِينَةِ فَغَمَسَ مِنْقَارَهُ فِي الْبَحْرِ ، فَقَالَ الْخَضِرُ : يَا
مُوسَى ، مَا عِلْمِي وَعِلْمُكَ وَعِلْمُ الْخَلاَئِقِ فِي عِلْمِ اللهِ إِلاَّ
مِقْدَارُ مَا غَمَسَ هَذَا الْعُصْفُورِ مِنْقَارَهُ ، قَالَ : فَلَمْ يَفْجَأْ
مُوسَى إِذْ عَمَدَ الْخَضِرُ إِلَى قُدَّامِ السَّفِينَةِ فَخَرَقَ السَّفِينَةَ
، فَقَالَ مُوسَى : قَوْمٌ حَمَلُونَا بِغَيْرِ نَوْلٍ عَمَدْتَ إِلَى سَفِينَتِهِمْ
فَخَرَقْتَهَا {لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا قَالَ :
أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي
بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا فَانْطَلَقَا} فَإِذَا
هُمَا بِغُلاَمٍ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ ، فَأَخَذَ الْخَضِرُ رَأْسَهُ
فَقَطَعَهُ ، قَالَ لَهُ مُوسَى
: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ
جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ
صَبْرًا قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ
مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ
اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا} فَمَرَّ الْخَضِرُ
بِجِدَارٍ {يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} قَالَ لَهُ مُوسَى : إِنَّا
دَخَلْنَا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَلَمْ يُطْعِمُونَا ، وَلَمْ يُضَيِّفُونَا {لَوْ
شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ
سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} قَالَ : وَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى صَبَرَ
حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا وَكَانَ ابْنُ الْعَبَّاسِ يَقْرَؤُهَا
: وَكَانَ
أَمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا ، وَأَمَّا الْغُلاَمُ
فَكَانَ كَافِرًا.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا
قَصَصًا}.
11246- أَخْبَرَنِي عِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، قَالَ :
أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ تَمَارَى هُوَ وَالْحُرُّ بْنُ قَيْسِ بْنِ حِصْنٍ
الْفَزَارِيُّ فِي صَاحِبِ مُوسَى ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هُوَ خَضِرٌ ، فَمَرَّ
بِهِمَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ فَدَعَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ :
إِنِّي تَمَارَيْتُ وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى الَّذِي سَأَلَ
السَّبِيلَ إِلَى لِقَائِهِ ، هَلْ سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ شَيْئًا ؟ قَالَ : أَيْ نَعَمْ ، سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : بَيْنَا مُوسَى فِي مَلَأٍ
مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا
أَعْلَمَ مِنْكَ ؟ فَقَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ : لاَ ، فَأَوْحَى اللَّهُ
إِلَى مُوسَى : بَلَى عَبْدُنَا خَضِرٌ ، فَسَأَلَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ السَّبِيلَ
إِلَى لُقِيِّهِ ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً ، وَقِيلَ : إِذَا
فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ ، فَكَانَ مُوسَى عَلَيْهِ
السَّلاَمُ يَتْبَعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ ، قَالَ فَتَى مُوسَى لِمُوسَى
: {أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا
أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ
السَّلاَمُ : {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا
فَوَجَدَا} خَضِرًا فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا مَا قَصَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا}.
11247- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
مَيْمُونٍ ، حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ
: {فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا} قَالَ : كَانُوا أَهْلَ قَرْيَةٍ لِئَامًا.
10- قَوْلُهُ تَعَالَى {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ
بَعْدَهَا}.
11248- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ ، عَنْ
حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ،
قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ أَحَدًا
فَدَعَا لَهُ بَدَأَ بِنَفْسِهِ ، فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ : رَحْمَةُ اللهِ
عَلَيْنَا وَعَلَى مُوسَى ، لَوْ لَبِثَ مَعَ صَاحِبِهِ لأَبْصَرَ الْعَجَبَ العاجب
، وَلَكِنَّهُ قَالَ : {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي
قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي} عُذْرًا.
11- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ
أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا}.
11249- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، سَمِعَتْهُ يَقُولُ : عَنْ عُرْوَةَ ،
عَنْ زَيْنَبَ ، عَنْ حَبِيبَةَ ، عَنْ أُمِّهَا أُمِّ حَبِيبَةَ ، عَنْ زَيْنَبِ
بِنْتِ جَحْشٍ ، قَالَتْ : انْتَبَهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنْ نَوْمٍ مُحْمَرًّا وَجْهُهُ وَهُو يَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ، فُتِحَ
الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذَا وَعَقَدَ سَبْعِينَ
وَعَشَرَةً سَوَاءً ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا
الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ.
12- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ}.
11250- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَسْلَمَ
الْعِجْلِيِّ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ،
قَالَ : قَالَ أَعْرَابِيٌّ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا الصُّورُ ؟ قَالَ : قَرْنٌ يُنْفَخُ
فِيهِ.
13- قَوْلُهُ تَعَالَى : {هَلْ نُنَبِّئُكُمْ
بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً}.
11251- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ أَبِي عَنْ هَذِهِ
الآيَةِ {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً} أَهُمُ الْحَرُورِيَّةُ
؟ قَالَ : لاَ هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ ، أَمَّا الْيَهُودُ فَكَفَرُوا بِمُحَمَّدٍ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَمَّا النَّصَارَى فَكَفَرُوا
بِالْجَنَّةِ قَالُوا : لَيْسَ فِيهَا طَعَامٌ وَلاَ شَرَابٌ ، وَلَكِنَّ الْحَرُورِيَّةَ
الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ
أَنْ يُوَصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ} إِلَى الْفَاسِقِينَ . قَالَ يَزِيدُ : هَكَذَا
حَفِظْتُ ، كَانَ سَعْدٌ يُسَمِّيهِمُ الْفَاسِقِينَ.
14- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا
لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي}.
11252- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَتْ قُرَيْشٌ لِلْيَهُودِ :
أَعْطُونَا شَيْئًا نَسْأَلُ بِهِ هَذَا الرَّجُلَ ، فَقَالُوا : سَلُوهُ عَنِ
الرُّوحِ ، فَسَأَلُوهُ فَنَزَلَتْ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ
مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} قَالُوا : أُوتِينَا
عِلْمًا كَثِيرًا ، أُوتِينَا التَّوْرَاةَ ، وَمَنْ أُوتِيَ التَّوْرَاةَ فَقَدْ
أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ
مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ}.
سُورَةُ مَرْيَمَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أُخْتَ هَارُونَ} مريم.
11253- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ
أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ سِمَاكٍ
، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، قَالَ :
كُنْتُ بِأَرْضِ نَجْرَانَ ، فَسَأَلُونِي فَقَالُوا : أَرَأَيْتُمْ شَيْئًا
تَقْرَءُونَهُ {يَا أُخْتَ هَارُونَ} مريم وَبَيْنَ مُوسَى وَعِيسَى مَا قَدْ
عَلِمْتُمْ مِنَ السِّنِينَ ؟ قَالَ : فَلَمْ أَدْرِ مَا أُجِيبُهُمْ بِهِ ، فَلَمَّا
قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرْتُ ذَلِكَ
لَهُ ، فَقَالَ : أَلاَ أَخْبَرْتَهُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُسَمَّوْنَ
بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ
الْحَسْرَةِ} مريم.
11254- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ
النَّارِ النَّارَ ، وَأُدْخِلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، يُجَاءُ
بِالْمَوْتِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ ، فَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا أَهْلَ
الْجَنَّةِ ، تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ قَالَ : فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ ،
وَكُلٌّ قَدْ رَأَوْهُ ، فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، هَذَا الْمَوْتُ ، ثُمَّ
يُنَادِي : يَا أَهْلَ النَّارِ ، تَعْرِفُونَ هَذَا ؟ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ
، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَأَوْهُ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، هَذَا الْمَوْتُ ،
فَيُؤْخَذُ فَيُذْبَحُ ، ثُمَّ يُنَادِي : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، خُلُودٌ وَلاَ
مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ ، خُلُودٌ وَلاَ مَوْتَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ :
{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ}
مريم قَالَ : أَهْلُ الدُّنْيَا فِي غَفْلَةٍ.
11255- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مُحَمَّدٍ
، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الآيَةِ
{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ} مريم قَالَ : يُنَادِي : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ،
فَيَشْرَئِبُّونَ فَيَنْظُرُونَ ، وَيُنَادِي : يَا أَهْلَ النَّارِ ،
فَيَشْرَئِبُّونَ فَيَنْظُرُونَ ، فَيُقَالُ : هَلْ تَعْرِفُونَ الْمَوْتَ ؟
فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، فَيُجَاءُ بِالْمَوْتِ فِي صُورَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ ،
فَيُقَالُ : هَذَا الْمَوْتُ ، فَيُقَدَّمُ فَيُذْبَحُ ، قَالَ : يَا أَهْلَ
الْجَنَّةِ ، خُلُودٌ وَلاَ مَوْتَ ، وَيُقَالُ : يَا أَهْلَ النَّارِ ، خُلُودٌ
لاَ مَوْتَ قَالَ ثُمَّ قَرَأَ {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ}
مريم.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} مريم.
11256- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ فَضَالَةَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ جُنْدُبٍ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَقِيَ آدَمُ مُوسَى ، فَقَالَ مُوسَى : يَا آدَمُ ،
أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلاَئِكَتَهُ ،
وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، قَالَ آدَمُ : يَا مُوسَى
، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاَتِهِ ، وَآتَاكَ التَّوْرَاةَ ،
وَكَلَّمَكَ وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا ، فَأَنَا أَقْدَمُ أَمِ الذِّكْرُ ؟ قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ، فَحَجَّ
آدَمُ مُوسَى.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ
رَبِّكَ} مريم.
11257- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبِي ، وَأَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ حَجَّاجِ
بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ مُحَمَّدٌ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجِبْرِيلَ : مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا أَكْثَرَ
مِمَّا تَزُورُنَا ؟ فَنَزَلَتْ {وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ} مريم
قَالَ مُحَمَّدٌ : الآيَةَ.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ
وَارِدُهَا} مريم.
11258- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
يَزِيدَ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا
أَحَدٌ يَمُوتُ لَهُ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَيَلِجُ النَّارَ إِلاَّ تَحِلَّةَ
الْقَسَمِ.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا
جِثِيًّا} مريم.
11259- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
حَجَّاجٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، وَأَخْبَرَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، قال : قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : أَخْبَرَنِي أَبُو
الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا ، يَقُولُ : أَخْبَرَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ
، أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عِنْدَ
حَفْصَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : لاَ يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ
أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ ، الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا قَالَتْ : بَلَى
يَا رَسُولَ اللهِ ، فَانْتَهَرَهَا ، قَالَتْ حَفْصَةُ : {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ
وَارِدُهَا} مريم قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَقَدْ
قَالَ اللَّهُ {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقُوا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا
جِثِيًّا} مريم.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ
بِآيَاتِنَا} مريم.
11260- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ
، عَنْ خَبَّابٍ ، قَالَ : كُنْتُ رَجُلاً قَيْنًا ، وَكَانَ لِي عَلَى الْعَاصِي بْنِ
وَائِلٍ دَيْنٌ ، فَأَتَيْتُهُ أَتَقَاضَاهُ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لاَ أَقْضِيكَ حَتَّى
تَكْفُرَ بِمُحَمَّدٍ ، فَقُلْتُ : لاَ وَاللَّهِ ، لاَ أَكْفُرُ بِمُحَمَّدٍ
حَتَّى تَمُوتَ ثُمَّ تُبْعَثَ ، قَالَ : فَإِنِّي إِذَا مُتُّ ، ثُمَّ بُعِثْتُ
جِئْتَنِي وَلِي ثَمَّ مَالٌ وَوَلَدٌ فَأُعْطِيكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا} مريم إِلَى قَوْلِهِ
{وَيَأْتِينَا فَرَدَّا} مريم.
11261- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ
أَبِي مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ أَحَدَ أَصْبَرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ
اللهِ ، إِنَّهُ يُشْرَكُ بِهِ ، وَيُجْعَلُ لَهُ نِدٌّ ، وَهُوَ يُعَافِيهِمْ ، وَيَرْزُقُهُمْ
، وَيَدْفَعُ عَنْهُمْ.
سُورَةُ طه.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11262- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، عَنْ
خَالِدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ حَزْنٍ ، قَالَ :
افْتَخَرَ أَهْلُ الإِبِلِ وَالشَّاةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بُعِثَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ ، وَبُعِثَ
دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَهُوَ رَاعِي غَنَمٍ ، وَبُعِثْتُ أَنَا أَرْعَى
غَنَمًا لأَهْلِي بِأَجْيَادَ.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ : يَعْنِي
ابْنَ عَدِيٍّ ، قَالَ : شُعْبَةُ ، قَالَ : قُلْتُ لأَبِي إِسْحَاقَ : نَصْرُ
بْنُ حَزْنٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ :
نَعَمْ.
1- قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا}.
حَدِيثُ الْفُتُونِ.
11263- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا أَصْبَغُ بْنُ زَيْدٍ ،
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، أني سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لِمُوسَى
عَلَيْهِ السَّلاَمُ : {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا} ، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْفُتُونِ
مَا هُوَ ؟ قَالَ : اسْتَأْنِفِ النَّهَارَ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ ، فَإِنَّ لَهَا حَدِيثًا
طَوِيلاً ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ لأَنْتَجِزَ مِنْهُ
مَا وَعَدَنِي مِنْ حَدِيثِ الْفُتُونِ ، فَقَالَ : تَذَاكَرَ فِرْعَوْنُ وَجُلَسَاؤُهُ
مَا كَانَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَ إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنْ يجْعَلَ فِي ذُرِّيَّتِهِ أَنْبِيَاءَ وَمُلُوكًا ، فَقَالَ
بَعْضُهُمْ : إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَنْتَظِرُونَ ذَلِكَ مَا يَشُكُّونَ فِيهِ
، وَكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ ، فَلَمَّا
هَلَكَ قَالُوا : لَيْسَ هَكَذَا كَانَ وَعْدُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ،
فَقَالَ فِرْعَوْنُ : فَكَيْفَ تَرَوْنَ ؟ فَائْتَمَرُوا وَأَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ
عَلَى أَنْ يَبْعَثَ رِجَالاً مَعَهُمُ الشِّفَارُ يَطُوفُونَ فِي بَنِي
إِسْرَائِيلَ فَلاَ يَجِدُونَ مَوْلُودًا ذَكَرًا إِلاَّ ذَبَحُوهُ ، فَفَعَلُوا
ذَلِكَ ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّ الْكِبَارَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَمُوتُونَ
بِآجَالِهِمْ ، وَالصَّغَارَ يُذْبَحُونَ قَالُوا : تُوشِكُونَ أَنْ تُفْنُوا
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَتَصِيرُوا أَنْ تُبَاشِرُوا مِنَ الأَعْمَالِ وَالْخِدْمَةِ
الَّذِي كَانُوا يَكْفُونَكُمْ ، فَاقْتُلُوا عَامًا كُلَّ مَوْلُودٍ ذَكَرٍ ،
فَيَقِلُّ نَبَاتُهُمْ ، وَدَعَوْا عَامًا فَلاَ تَقْتُلُوا مِنْهُمْ أَحَدًا ،
فَيَنْشَأُ الصِّغَارُ مَكَانَ مَنْ يَمُوتُ مِنَ الْكِبَارِ ، فَإِنَّهُمْ لَنْ
يَكْثُرُوا بِمَنْ تَسْتَحْيُونَ مِنْهُمْ فَتَخَافُوا مُكَاثَرَتَهُمْ إِيَّاكُمْ
، وَلَنْ يَفْنَوْا بِمَنْ تَقْتُلُونَ وَتَحْتَاجُونَ إِلَيْهِمْ ، فَأَجْمَعُوا
أَمْرَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، فَحَمَلَتْ أُمُّ مُوسَى بِهَارُونَ فِي الْعَامِ
الَّذِي لاَ يُذْبَحُ فِيهِ الْغِلْمَانُ ، فَوَلَدْتُهُ عَلاَنِيَةً آمِنَةً
فَلَمَّا كَانَ مِنْ قَابِلٍ حَمَلَتْ بِمُوسَى ،
فَوَقَعَ فِي قَلْبِهَا الْهَمُّ وَالْحَزَنُ ، وَذَلِكَ مِنَ الْفُتُونِ يَا
ابْنَ جُبَيْرٍ ، مَا دَخَلَ عَلَيْهِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ مِمَّا يُرَادُ بِهِ ،
فَأَوْحَى اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ إِلَيْهَا أَنْ {لاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي
إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} فَأَمَرَهَا إِذَا وَلَدَتْ
أَنْ تَجْعَلَهُ فِي تَابُوتٍ وَتُلْقِيَهُ فِي الْيَمِّ ، فَلَمَّا وَلَدَتْ
فَعَلَتْ ذَلِكَ ، فَلَمَّا تَوَارَى عَنْهَا ابْنُهَا أَتَاهَا الشَّيْطَانُ ،
فَقَالَتْ فِي نَفْسِهَا : مَا فَعَلْتُ بِابْنِي ، لَوْ ذُبِحَ عِنْدِي
فَوَارَيْتُهُ وَكَفَّنْتُهُ كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أُلْقِيَهُ إِلَى
دَوَابِّ الْبَحْرِ وَحِيْتَانِهِ ، فَانْتَهَى الْمَاءُ بِهِ حَتَّى أَوْفَى بِهِ
عِنْدَ فُرْضَةِ مُسْتَقَى جَوَارِي امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ ، فَلَمَّا رَأَيْنَهُ
أَخَذْنَهُ فَهَمَمْنَ أَنْ يَفْتَحْنَ التَّابُوتَ ، فَقَالَ بَعْضُهُنَّ : إِنَّ
فِي هَذَا مَالاً ، وَإِنَّا إِنْ فَتَحْنَاهُ لَمْ تُصَدِّقْنَا امْرَأَةُ
الْمَلِكِ بِمَا وَجَدْنَا فِيهِ ، فَحَمَلْنَهُ كَهَيْئَتِهِ لَمْ يُخْرِجْنَ
مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى دَفَعْنَهُ إِلَيْهَا ، فَلَمَّا فَتَحَتْهُ رَأَتْ فِيهِ غُلاَمًا
، فَأُلْقِيَ عَلَيْهَا مِنْهُ مَحَبَّةٌ لَمْ يُلْقَ مِنْهَا عَلَى أَحَدٍ قَطُّ
{وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا} مِنْ ذِكْرِ كُلِّ شَيْءٍ إِلاَّ مِنْ
ذِكْرِ مُوسَى ، فَلَمَّا سَمِعَ الذَّبَّاحُونَ بِأَمْرِهِ أَقْبَلُوا
بِشِفَارِهِمْ إِلَى امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ لِيَذْبَحُوهُ ، وَذَلِكَ مِنَ
الْفُتُونِ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ ، فَقَالَتْ لَهُمْ : أَقِرُّوهُ ، فَإِنَّ هَذَا
الْوَاحِدَ لاَ يَزِيدُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، حَتَّى آتِيَ فِرْعَوْنَ
فَأَسْتَوْهِبَهُ مِنْهُ ، فَإِنْ وَهَبَهُ لِي كُنْتُمْ قَدْ أَحْسَنْتُمْ
وَأَجْمَلْتُمْ ، وَإِنْ أَمَرَ بِذَبْحِهِ لَمْ أَلُمْكُمْ ، فَأَتَتْ فِرْعَوْنَ
فَقَالَتْ : {قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ} فَقَالَ فِرْعَوْنُ : يَكُونُ لَكِ ، فَأَمَّا
لِي فَلاَ حَاجَةَ لِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ لَوْ أَقَرَّ فِرْعَوْنُ أَنْ يَكُونَ لَهُ قُرَّةَ
عَيْنٍ كَمَا أَقَرَّتِ امْرَأَتُهُ لَهَدَاهُ اللَّهُ كَمَا هَدَاهَا ، وَلَكِنَّ
اللَّهَ حَرَمَهُ ذَلِكَ فَأَرْسَلَتْ إِلَى مَنْ حَوْلَهَا إِلَى كُلِّ امْرَأَةٍ
لَهَا لَبَنٌ تَخْتَارُ لَهُ ظِئْرًا ، فَجَعَلَ كُلَّمَا أَخَذَتْهُ امْرَأَةٌ
مِنْهُنَّ لِتُرْضِعَهُ لَمْ يُقْبِلْ عَلَى ثَدْيِهَا ، حَتَّى أَشْفَقَتِ
امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ أَنْ يَمْتَنِعَ مِنَ اللَّبَنِ فَيَمُوتَ ، فَأَحْزَنَهَا
ذَلِكَ ، فَأَمَرَتْ بِهِ فَأُخْرِجَ إِلَى السُّوقِ وَمَجْمَعِ النَّاسِ تَرْجُو أَنْ
تَجِدَ لَهُ ظِئْرًا تَأْخُذُهُ مِنْهَا ، فَلَمْ يَقْبَلْ ، فَأَصْبَحَتْ أُمُّ
مُوسَى وَالِهًا ، فَقَالَتْ لِأُخْتِهِ : قُصِّي أَثَرَهُ وَاطْلُبِيهِ ، هَلْ
تَسْمَعِينَ لَهُ ذِكْرًا ، أَحَيٌّ ابْنِي أَمْ أُكْلَتَهُ الدَّوَابُّ ،
وَنَسِيَتْ مَا كَانَ اللَّهُ وَعَدَهَا فِيهِ
فَبَصُرَتْ بِهِ أُخْتُهُ عَنْ جُنُبٍ ، وَالْجُنُبُ :
أَنْ يَسْمُوَ بَصَرُ الإِنْسَانِ إِلَى الشَّيْءِ الْبَعِيدِ وَهُوَ إِلَى نَاحِيَةٍ
لاَ يَشْعُرُ بِهِ ، فَقَالَتْ مِنَ الْفَرَحِ حِينَ أَعْيَاهُمُ الظُّئُورَاتُ :
أَنَا {أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ
نَاصِحُونَ} فَأَخَذُوهَا فَقَالُوا : مَا يُدْرِيكَ مَا نُصْحُهُمْ ؟ هَلْ
تَعْرِفُونَهُ ؟ حَتَّى شَكُّوا فِي ذَلِكَ ، وَذَلِكَ مِنَ الْفُتُونِ يَا ابْنَ
جُبَيْرٍ ، فَقَالَتْ : نَصِيْحَتُهُمْ لَهُ ، وَشَفَقَتُهُمْ عَلَيْهِ ،
رَغْبَتُهُمْ فِي صِهْرِ الْمَلِكِ وَرَجَاءُ مَنْفَعَةِ الْمَلِكِ ،
فَأَرْسَلُوهَا فَانْطَلَقَتْ إِلَى أُمِّهَا فَأَخْبَرَتْهَا الْخَبَرَ ،
فَجَاءَتْ أُمُّهُ ، فَلَمَّا وَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا ثَوَى إِلَى ثَدْيِهَا
فَمَصَّهُ حَتَّى امْتَلأَ جَنْبَاهُ رِيًّا ، وَانْطَلَقَ الْبُشَرَاءُ إِلَى
امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ يُبَشِّرُونَهَا أَنْ قَدْ وَجَدْنَا لاِبْنِكِ ظِئْرًا ،
فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهَا فَأَتَتْ بِهَا وَبِهِ ، فَلَمَّا رَأَتْ مَا يَصْنَعُ
قَالَتْ : امْكُثِي تُرْضِعِي ابْنِي هَذَا ، فَإِنِّي لَمْ أُحِبَّ شَيْئًا حُبَّهُ
قَطُّ ، قَالَتْ أُمُّ مُوسَى : لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَدَعَ بَيْتِي وَوَلَدِي
فَيَضِيعَ ، فَإِنْ طَابَتْ نَفْسُكِ أَنْ تُعْطِينِيهِ فَأَذْهَبَ بِهِ إِلَى
بَيْتِي فَيَكُونَ مَعِي ، لاَ آلُوهُ خَيْرًا فَعَلْتُ ، فَإِنِّي غَيْرُ
تَارِكَةٍ بَيْتِي وَوَلَدِي ، وَذَكَرَتْ أُمُّ مُوسَى مَا كَانَ اللَّهُ وَعَدَهُ
، فَتَعَاسَرَتْ عَلَى امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ ، وَأَيْقَنَتْ أَنَّ اللَّهَ
مُنْجِزٌ مَوْعُودَهُ ، فَرَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا مِنْ يَوْمِهَا ، فَأَنْبَتَهُ
اللَّهُ نَبَاتًا حَسَنًا ، وَحُفِظَ لِمَا قَدْ قَضَى فِيهِ ، فَلَمْ يَزَلْ
بَنُو إِسْرَائِيلَ وَهُمْ فِي نَاحِيَةِ الْقَرْيَةِ مُمْتَنِعِينَ مِنَ السُّخْرَةِ
وَالظُّلْمِ مَا كَانَ فِيهِمْ ، فَلَمَّا تَرَعْرَعَ قَالَتِ امْرَأَةُ
فِرْعَوْنَ لِأُمِّ مُوسَى : أَزِيْرِينِي ابْنِي ، فَوَعَدَتْهَا يَوْمًا
تُزِيرُهَا إِيَّاهُ فِيهِ ، وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ لِخَازِنِهَا
وَقَهَارِمَتِهَا : لاَ يَبْقَيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلاَّ اسْتَقْبَلَ ابْنِي
الْيَوْمَ بِهَدِيَّةٍ وَكَرَامَةٍ ، لأَرَى ذَلِكَ فِيهِ ، وَأَنَا بَاعِثَةٌ
أَمِينًا يُحْصِي كُلَّ مَا يَصْنَعُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ ، فَلَمْ تَزَلِ
الْهَدَايَا وَالْكَرَامَةُ وَالنِّحَلُ تَسْتَقْبِلُهُ مِنْ حِينِ خَرَجَ مِنْ
بَيْتِ أُمِّهِ إِلَى أَنْ دَخَلَ عَلَى امْرَأَةِ فِرْعَوْنَ ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا
نَحَلَتْهُ وَأَكْرَمَتْهُ ، وَفَرِحَتْ بِهِ ، وَنَحَلَتْ أُمَّهُ بِحُسْنِ
أَثَرِهَا عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَتْ : لَآتِيَنَّ فِرْعَوْنَ فَلَيَنْحَلَنَّهُ
وَلَيُكْرِمَنَّهُ ، فَلَمَّا دَخَلَتْ بِهِ عَلَيْهِ جَعَلَهُ فِي حِجْرِهِ ،
فَتَنَاوَلَ مُوسَى لِحْيَةَ فِرْعَوْنَ فَمَدَّهَا إِلَى الأَرْضِ
قَالَ الْغُوَاةُ مِنْ أَعْدَاءِ اللهِ لِفِرْعَوْنَ :
أَلاَ تَرَى مَا وَعَدَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ نَبِيَّهُ ، إِنَّهُ زَعَمَ أَنْ
يَرُبَّكَ وَيَعْلُوكَ وَيَصْرَعَكَ ؟ فَأَرْسَلَ إِلَى الذَّبَّاحِينَ
لِيَذْبَحُوهُ ، وَذَلِكَ مِنَ الْفُتُونِ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ ، بَعْدَ كُلِّ
بَلاَءٍ ابْتُلِيَ بِهِ وَأُرِيدَ بِهِ فُتُونًا ، فَجَاءَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ
تَسْعَى إِلَى فِرْعَوْنَ فَقَالَتْ : مَا بَدَا لَكَ فِي هَذَا الْغُلاَمِ
الَّذِي وَهَبْتَهُ لِي ؟ فَقَالَ
: أَلاَ تَرَيْنَهُ ، إِنَّهُ يَزْعُمُ سَيَصْرَعُنِي
وَيَعْلُونِي ، قَالَتِ : اجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَمْرًا يُعْرَفُ فِيهِ الْحَقُّ ،
ائْتِ بِجَمْرَتَيْنِ وَلُؤْلُؤَتَيْنِ فَقَرِّبْهُنَّ إِلَيْهِ ، فَإِنْ بَطَشَ بِاللُّؤْلُؤِ
وَاجْتَنَبَ الْجَمْرَتَيْنِ عَرَفْتَ أَنَّهُ يَعْقِلُ ، وَإِنْ تَنَاوَلَ
الْجَمْرَتَيْنِ ، وَلَمْ يُرِدِ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ عَلِمْتَ أَنَّ أَحَدًا لاَ
يُؤْثِرُ الْجَمْرَتَيْنِ عَلَى اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَهُوَ يَعْقِلُ ، فَقَرَّبَ
ذَلِكَ إِلَيْهِ فَتَنَاوَلَ الْجَمْرَتَيْنِ ، فَنَزَعُوهُمَا مِنْهُ مَخَافَةَ
أَنْ يَحْرِقَا يَدَيْهِ ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : أَلاَ تَرَى ؟ فَصَرَفَهُ اللَّهُ
عَنْهُ بَعْدَ مَا كَانَ قَدْ هَمَّ بِهِ ، وَكَانَ اللَّهُ بَالِغًا فِيهِ
أَمْرَهُ ، فَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَكَانَ مِنَ الرِّجَالِ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ
مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَخْلُصُ إِلَى أَحَدٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَعَهُ
بِظُلْمٍ وَلاَ سُخْرَةٍ ، امْتَنَعُوا كُلَّ الاِمْتِنَاعِ ، فَبَيْنَمَا مُوسَى
عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَمْشِي فِي نَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ إِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ
يَقْتَتِلاَنِ ، أَحَدُهُمَا فِرْعَوْنِيٌّ وَالآخَرُ إِسْرَائِيلِيٌّ ،
فَاسْتَغَاثَهُ الإِسْرَائِيلِيُّ عَلَى الْفِرْعَوْنِيِّ ، فَغَضِبَ مُوسَى
عَلَيْهِ السَّلاَمُ غَضَبًا شَدِيدًا ، لأَنَّهُ تَنَاوَلَهُ وَهُوَ يَعْلَمُ مَنْزِلَهُ
مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَحِفْظَهُ لَهُمْ ، لاَ يَعْلَمُ النَّاسُ إِلاَّ
أَنَّمَا ذَلِكَ مِنَ الرَّضَاعِ إِلاَّ أُمُّ مُوسَى ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ
اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَطْلَعَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ مِنْ ذَلِكَ عَلَى مَا
لَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ غَيْرَهُ ، وَوَكَزَ مُوسَى الْفِرْعَوْنِيَّ فَقَتَلَهُ ،
وَلَيْسَ يَرَاهُمَا أَحَدٌ إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ والإِسْرَائِيلِيُّ ،
فَقَالَ مُوسَى حِينَ قَتَلَ الرَّجُلَ : {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ
عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ} ثُمَّ قَالَ : {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ
لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ
خَائِفًا يَتَرَقَّبُ الأَخْبَارَ ، فَأُتِيَ فِرْعَوْنُ فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ
بَنِي إِسْرَائِيلَ قَتَلُوا رَجُلاً مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ، فَخُذْ لَنَا
بِحَقِّكَ ، وَلاَ تُرَخِّصْ لَهُمْ ، فَقَالَ : ابْغُونِي قَاتِلَهُ مَنْ شَهِدَ
عَلَيْهِ ، فَإِنَّ الْمَلِكَ وَإِنْ كَانَ صَفْوُهُ مَعَ قَوْمِهِ لاَ
يَسْتَقِيمُ لَهُ أَنْ يُقِيدَ بِغَيْرِ بَيِّنَةٍ وَلاَ ثَبْتٍ ، فَاطْلُبُوا لِي
عِلْمَ ذَلِكَ آخُذْ لَكُمْ بِحَقِّكُمْ
فَبَيْنَمَا هُمْ يَطُوفُونَ لاَ يَجِدُونَ ثَبْتًا
إِذَا مُوسَى مِنَ الْغَدِ قَدْ رَأَى ذَلِكَ الإِسْرَائِيلِيَّ يُقَاتِلُ رَجُلاً
مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ آخَرَ ، فَاسْتَغَاثَهُ الإِسْرَائِيلِيُّ عَلَى
الْفِرْعَوْنِيِّ ، فَصَادَفَ مُوسَى قَدْ نَدِمَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ ،
وَكَرِهَ الَّذِي رَأَى ، فَغَضِبَ الإِسْرَائِيلِيُّ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ
يَبْطِشَ بِالْفِرْعَوْنِيِّ ، فَقَالَ لِلإِسْرَائِيلِيِّ لِمَا فَعَلَ أَمْسِ
وَالْيَوْمَ : إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ، فَنَظَرَ الإِسْرَائِيلِيُّ إِلَى
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، بَعْدَمَا قَالَ لَهُ مَا قَالَ ، فَإِذْ هُوَ
غَضْبَانُ كَغَضَبِهِ بِالأَمْسِ الَّذِي قَتَلَ فِيهِ الْفِرْعَوْنِيَّ فَخَافَ
أَنْ يَكُونَ بَعْدَمَا قَالَ لَهُ
: إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ أَنْ يَكُونَ إِيَّاهُ
أَرَادَ ، وَلَمْ يَكُنْ أَرَادَهُ وَإِنَّمَا أَرَادَ الْفِرْعَوْنِيَّ ، فَخَافَ
الإِسْرَائِيلِيُّ وَقَالَ : يَا مُوسَى ، أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا
قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ ، وَإِنَّمَا قَالَ لَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ
إِيَّاهُ أَرَادَ مُوسَى لِيَقْتُلَهُ ، فَتَتَارَكَا وَانْطَلَقَ الْفِرْعَوْنِيُّ
فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا سَمِعَ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّ مِنَ الْخَبَرِ حِينَ يَقُولُ
: أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ ، فَأَرْسَلَ
فِرْعَوْنُ الذَّبَّاحِينَ لِيَقْتُلُوا مُوسَى ، فَأَخَذَ رُسُلُ فِرْعَوْنَ
الطَّرِيقَ الأَعْظَمَ يَمْشُونَ عَلَى هَيْئَتِهِمْ يَطْلُبُونَ مُوسَى ، وَهُمْ
لاَ يَخَافُونَ أَنْ يَفُوتَهُمْ ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ شِيعَةِ مُوسَى مِنْ
أَقْصَى الْمَدِينَةِ ، فَاخْتَصَرَ طَرِيقًا حَتَّى سَبَقَهُمْ إِلَى مُوسَى ، فَأَخْبَرَهُ
الْخَبَرَ ، وَذَلِكَ مِنَ الْفُتُونِ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ ، فَخَرَجَ مُوسَى
مُتَوَجِّهًا نَحْوَ مَدْيَنَ لَمْ يَلْقَ بَلاَءً قَبْلَ ذَلِكَ ، وَلَيْسَ لَهُ
عِلْمٌ إِلاَّ حُسْنُ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ تَعَالَى ، فَإِنَّهُ قَالَ : {عَسَى
رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ
وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ ، وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ
امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ} يَعْنِي بِذَلِكَ حَابِسَتَيْنِ عَنْهُمَا ، فَقَالَ
لَهُمَا : مَا خَطْبُكُمَا مُعْتَزِلَتَيْنِ لاَ تَسْقِيَانِ مَعَ النَّاسِ ؟
فَقَالَتَا : لَيْسَ لَنَا قُوَّةٌ نُزَاحِمُ الْقَوْمَ ، وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ
فُضُولَ حِيَاضِهِمْ ، فَسَقَى لَهُمَا ، فَجَعَلَ يَغْتَرِفُ فِي الدَّلْوِ مَاءً
كَثِيرًا ، حَتَّى كَانَ أَوَّلَ الرِّعَاءِ ، وَانْصَرَفَتَا بِغَنَمِهِمَا إِلَى
أَبِيهِمَا ، وَانْصَرَفَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَاسْتَظَلَّ بِشَجَرَةٍ
وَقَالَ : {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}
وَاسْتَنْكَرَ أَبُوهُمَا سُرْعَةَ صُدُورِهِمَا بِغَنَمِهِمَا حُفَّلاً بِطَانًا
، فَقَالَ : إِنَّ لَكُمَا الْيَوْمَ لَشَأْنًا ، فَأَخْبَرَتَاهُ بِمَا صَنَعَ
مُوسَى ، فَأَمَرَ إِحْدَاهُمَا أَنْ تَدْعُوَهُ
فَأَتَتْ مُوسَى فَدَعَتْهُ ، فَلَمَّا كَلَّمَهُ ،
قَالَ : لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ، لَيْسَ لِفِرْعَوْنَ
وَلاَ لِقَوْمِهِ عَلَيْنَا سُلْطَانٌ ، وَلَسْنَا فِي مَمْلَكَتِهِ ، فَقَالَتْ
إِحْدَاهُمَا : يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ، إِنَّ خَيْرَ مِنَ اسْتَأْجَرْتَ
الْقَوِيُّ الأَمِينُ ، فَاحْتَمَلَتْهُ الْغَيْرَةُ عَلَى أَنْ قَالَ لَهَا : مَا
يُدْرِيكِ مَا قُوَّتُهُ وَمَا أَمَانَتُهُ ؟ قَالَتْ : أَمَّا قُوَّتُهُ ، فَمَا
رَأَيْتُ مِنْهُ فِي الدَّلْوِ حِينَ سَقَى لَنَا لَمْ أَرَ رَجُلاً قَطُّ أَقْوَى
فِي ذَلِكَ السَّقْيِ مِنْهُ ، وَأَمَّا الأَمَانَةُ ، فَإِنَّهُ نَظَرَ إِلَيَّ
حِينَ أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ ، وَشَخَصْتُ لَهُ ، فَلَمَّا عَلِمَ أَنِّي امْرَأَةٌ
صَوَّبَ رَأْسَهُ فَلَمْ يَرْفَعْهُ حَتَّى بَلَّغْتُهُ رِسَالَتَكَ ، ثُمَّ قَالَ
لِي : امْشِي خَلْفِي ، وَانْعَتِي لِيَ الطَّرِيقَ ، فَلَمْ يَفْعَلْ هَذَا
الأَمْرَ إِلاَّ وَهُوَ أَمِينٌ ، فَسُرِّيَ عَنْ أَبِيهِا وَصَدَّقَهَا ، وَظَنَّ
بِهِ الَّذِي قَالَتْ ، فَقَالَ لَهُ : هَلْ لَكَ {أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى
ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ
عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ
شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} فَفَعَلَ ، فَكَانَتْ عَلَى نَبِيِّ اللهِ مُوسَى
ثَمَانِي سِنِينَ وَاجِبَةً وَكَانَتْ سَنَتَانِ عِدَةً مِنْهُ ، فَقَضَى اللَّهُ
عَنْهُ عِدَتَهُ فَأَتَمَّهَا عَشْرًا ، قَالَ سَعِيدٌ : فَلَقِيَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
النَّصْرَانِيَّةِ مِنْ عُلَمَائِهِمْ ، قَالَ : هَلْ تَدْرِي أَيُّ الأَجَلَيْنِ
قَضَى مُوسَى ؟ قُلْتُ : لاَ ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ لاَ أَدْرِي ، فَلَقِيتُ ابْنَ
عَبَّاسٍ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ ثَمَانِيًا
كَانَتْ عَلَى نَبِيِّ اللهِ وَاجِبَةً ، لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَنْقُصَ مِنْهَا شَيْئًا ، وَتَعْلَمُ أَنَّ
اللَّهَ كَانَ قَاضِيًا عَنْ مُوسَى عِدَتَهُ الَّتِي وَعَدَهُ فَإِنَّهُ قَضَى عَشْرَ
سِنِينَ ، فَلَقِيتُ النَّصْرَانِيَّ فَأَخْبَرْتُهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ : الَّذِي
سَأَلْتَهُ فَأَخْبَرَكَ أَعْلَمُ مِنْكَ بِذَلِكَ ، قُلْتُ : أَجَلْ وَأَوْلَى ،
فَلَمَّا سَارَ مُوسَى بِأَهْلِهِ كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ وَالْعَصَا وَيَدِهِ
مَا قَصَّ اللَّهُ عَلَيْكَ فِي الْقُرْآنِ ، فَشَكَا إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ مَا
يَتَخَوَّفُ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ فِي الْقَتِيلِ ، وَعُقْدَةِ لِسَانِهِ ،
فَإِنَّهُ كَانَ فِي لِسَانِهِ عُقْدَةٌ تَمْنَعُهُ مِنْ كَثِيرِ الْكَلاَمِ ،
وَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُعِينَهُ بِأَخِيهِ هَارُونَ ، يَكُونُ لَهُ رِدْءًا ، وَيَتَكَلَّمُ
عَنْهُ بِكَثِيرٍ مِمَّا لاَ يُفْصِحُ بِهِ لِسَانُهُ ، فَآتَاهُ اللَّهُ سُؤْلَهُ
وَحَلَّ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِهِ ، وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى هَارُونَ وَأَمَرَهُ
أَنْ يَلْقَاهُ
فَانْدَفَعَ مُوسَى بِعَصَاهُ حَتَّى لَقِيَ هَارُونَ
عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَانْطَلَقَا جَمِيعًا إِلَى فِرْعَوْنَ فَأَقَامَا عَلَى
بَابِهِ حِينًا لاَ يُؤْذَنُ لَهُمَا ، ثُمَّ أُذِنَ لَهُمَا بَعْدَ حِجَابٍ
شَدِيدٍ ، فَقَالاَ : إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ ، قَالَ : فَمَنْ رَبُّكَمَا ؟
فَأَخْبَرَاهُ بِالَّذِي قَصَّ اللَّهُ عَلَيْكَ فِي الْقُرْآنِ ، قَالَ : فَمَا تُرِيدَانِ
؟ وَذَكَّرَهُ الْقَتِيلَ فَاعْتَذَرَ بِمَا قَدْ سَمِعْتَ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ
تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَتُرْسِلَ مَعِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَأَبَى عَلَيْهِ وَقَالَ
: ائْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ، فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ
حَيَّةٌ عَظِيمَةٌ فَاغِرَةٌ فَاهَا مُسْرِعَةٌ إِلَى فِرْعَوْنَ ، فَلَمَّا
رَآهَا فِرْعَوْنُ قَاصِدَةً إِلَيْهِ خَافَهَا ، فَاقْتَحَمَ عَنْ سَرِيرِهِ وَاسْتَغَاثَ
بِمُوسَى أَنْ يَكُفَّهَا عَنْهُ ، فَفَعَلَ ثُمَّ أَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ جَيْبِهِ
فَرَآهَا بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ ، يَعْنِي مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ ، ثُمَّ
رَدَّهَا فَعَادَتْ إِلَى لَوْنِهَا الأَوَّلِ ، فَاسْتَشَارَ الْمَلأَ حَوْلَهُ
فِيمَا رَأَى ، فَقَالُوا لَهُ : هَذَانِ سَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ
يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ
الْمُثْلَى ، يَعْنِي مُلْكَهُمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ وَالْعَيْشِ ، فَأَبَوْا
عَلَى مُوسَى أَنْ يُعْطُوهُ شَيْئًا مِمَّا طَلَبَ وَقَالُوا لَهُ : اجْمَعْ لَهُمَا
السَّحَرَةَ ، فَإِنَّهُمْ بِأَرْضِكَ كَثِيرٌ حَتَّى يَغْلِبَ سِحْرُكَ
سِحْرَهُمَا ، فَأَرْسَلَ فِي الْمَدَائِنِ فَحُشِرَ لَهُ كُلُّ سَاحِرٍ
مُتَعَالِمٍ ، فَلَمَّا أَتَوْا فِرْعَوْنَ قَالُوا : بِمَ يَعْمَلُ هَذَا
السَّاحِرُ ؟ قَالُوا : يَعْمَلُ بِالْحَيَّاتِ ، قَالُوا : فَلاَ وَاللَّهِ مَا
أَحَدٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ بِالسِّحْرِ بِالْحَيَّاتِ وَالْحِبَالِ
وَالْعِصِيِّ الَّذِي نَعْمَلُ ، وَمَا أَجْرُنَا إِنْ نَحْنُ غَلَبْنَا ؟ قَالَ
لَهُمْ : أَنْتُمْ أَقَارِبِي وَخَاصَّتِي ، وَأَنَا صَانِعٌ إِلَيْكُمْ كُلَّ شَيْءٍ
أَحْبَبْتُمْ ، فَتَوَاعَدُوا يَوْمَ الزِّينَةِ ، وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى
، قَالَ سَعِيدٌ : فَحَدَّثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ يَوْمَ الزِّينَةِ الْيَوْمُ
الَّذِي أَظْهَرَ اللَّهُ فِيهِ مُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَالسَّحَرَةِ ، هُوَ
يَوْمُ عَاشُورَاءَ ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ قَالَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ : انْطَلِقُوا فَلْنَحْضُرْ هَذَا الأَمْرَ ، لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ
السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ ، يَعْنُونَ مُوسَى وَهَارُونَ
اسْتِهْزَاءً بِهِمَا
فَقَالُوا يَا مُوسَى ، لِقُدْرَتِهِمْ بِسِحْرِهِمْ ،
إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ ، قَالَ : بَلْ أَلْقُوا
، {فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا
لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ} فَرَأَى مُوسَى مِنْ سِحْرِهِمْ مَا أَوْجَسَ فِي
نَفْسِهِ خِيفَةً ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ، فَلَمَّا
أَلْقَاهَا صَارَتْ ثُعْبَانًا عَظِيمًا فَاغِرَةً فَاهَا ، فَجَعَلَتِ الْعَصَا
تَلَبَّسُ بِالْحِبَالِ حَتَّى صَارَتْ جُرَزًا عَلَى الثُّعْبَانِ تَدْخُلُ فِيهِ
، حَتَّى مَا أَبْقَتْ عَصًا وَلاَ حَبْلاً إِلاَّ ابْتَلَعَتْهُ ، فَلَمَّا
عَرَفَ السَّحَرَةُ ذَلِكَ قَالُوا : لَوْ كَانَ هَذَا سِحْرًا لَمْ يَبْلُغْ مِنْ
سِحْرِنَا كُلَّ هَذَا ، وَلَكِنَّهُ أَمْرٌ مِنَ اللهِ ، آمَنَّا بِاللَّهِ
وَبِمَا جَاءَ بِهِ مُوسَى ، وَنَتُوبُ إِلَى اللهِ مِمَّا كُنَّا عَلَيْهِ ، فَكَسَرَ
اللَّهُ ظَهْرَ فِرْعَوْنَ فِي ذَلِكَ الْمَوْطِنِ وَأَتْبَاعِهِ ، وَظَهَرَ
الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا
صَاغِرِينَ} وَامْرَأَةُ فِرْعَوْنَ بَارِزَةٌ تَدْعُو اللَّهَ بِالنَّصْرِ
لِمُوسَى عَلَى فِرْعَوْنَ وَأَشْيَاعِهِ ، فَمَنْ رَآهَا مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ
ظَنَّ أَنَّهَا إِنَّمَا ابْتُذِلَتْ لِلْشَفَقَةِ عَلَى فِرْعَوْنَ وَأَشْيَاعِهِ
، وَإِنَّمَا كَانَ حُزْنُهَا وَهَمُّهَا لِمُوسَى ، فَلَمَّا طَالَ مُكْثُ مُوسَى
بِمَوَاعِدِ فِرْعَوْنَ الْكَاذِبَةِ ، كُلَّمَا جَاءَهُ بِآيَةٍ وَعَدَهُ
عِنْدَهَا أَنْ يُرْسِلَ مَعَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَإِذَا مَضَتْ أَخْلَفَ مَوْعِدَهُ
وَقَالَ : هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يَصْنَعَ غَيْرَ هَذَا ؟ فَأَرْسَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى قَوْمِهِ {الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقَمَّلَ
وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاَتٍ} كُلُّ ذَلِكَ يَشْكُو إِلَى مُوسَى
وَيَطْلُبُ إِلَيْهِ أَنْ يَكُفَّهَا عَنْهُ ، وَيُوَافِقُهُ عَلَى أَنْ يُرْسِلَ
مَعَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَإِذَا كَفَّ ذَلِكَ عَنْهُ أَخْلَفَ مَوْعِدَهُ
وَنَكْثَ عَهْدَهُ ، حَتَّى أُمِرَ مُوسَى بِالْخُرُوجِ بِقَوْمِهِ ، فَخَرَجَ
بِهِمْ لَيْلاً ، فَلَمَّا أَصْبَحَ فِرْعَوْنُ فَرَأَى أَنَّهُمْ قَدْ مَضَوْا
أَرْسَلَ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ، فَتَبِعَهُ بِجُنُودٍ عَظِيمَةٍ كَثِيرَةٍ
، وَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى الْبَحْرِ : إِذَا ضَرْبَكَ عَبْدِي مُوسَى
بِعَصَاهُ فَانْفَرِقْ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِرْقَةً حَتَّى يُجَاوِزَ مُوسَى
وَمَنْ مَعَهُ ، ثُمَّ الْتَقِ عَلَى مَنْ بَقِيَ بَعْدُ مِنْ فِرْعَوْنَ
وَأَشْيَاعِهِ ، فَنَسِيَ مُوسَى أَنْ يَضْرِبَ الْبَحْرَ بِالْعَصَا ، فَانْتَهَى
إِلَى الْبَحْرِ وَلَهُ قَصَيفٌ مَخَافَةَ أَنْ يَضْرِبَهُ مُوسَى بِعَصَاهُ وَهُو
غَافِلٌ فَيَصِيرَ عَاصِيًا لِلَّهِ
فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ تَقَارَبَا ، قَالَ
قَوْمُ مُوسَى : إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ، افْعَلْ مَا أَمَرَكَ بِهِ رَبُّكَ ،
فَإِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ ، وَلَمْ تَكْذِبْ ، قَالَ : وَعَدَنِي رَبِّي إِذَا
أَتَيْتُ الْبَحْرَ انْفَرَقَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ فِرْقَةً حَتَّى أُجَاوِزَهُ ، ثُمَّ
ذَكَرَ بَعْدَ ذَلِكَ الْعَصَا ، فَضَرَبَ الْبَحْرَ بِعَصَاهُ حِينَ دَنَا
أَوَائِلُ جُنْدِ فِرْعَوْنَ مِنْ أَوَاخِرِ جُنْدِ مُوسَى ، فَانْفَرَقَ
الْبَحْرُ كَمَا أَمَرَهُ رَبُّهُ ، وَكَمَا وُعِدَ مُوسَى ، فَلَمَّا أَنْ جَازَ
مُوسَى وَأَصْحَابُهُ كُلُّهُمُ الْبَحْرَ ، وَدَخَلَ فِرْعَوْنُ وَأَصْحَابُهُ ،
الْتَقَى عَلَيْهِمُ الْبَحْرُ كَمَا أُمِرَ ، فَلَمَّا جَاوَزَ مُوسَى الْبَحْرَ
قَالَ أَصْحَابُهُ : إِنَّا نَخَافُ أَلاَّ يَكُونَ فِرْعَوْنُ غَرِقَ ، وَلاَ
نُؤْمِنُ بِهَلاَكِهِ ، فَدَعَا رَبَّهُ فَأَخْرَجَهُ لَهُ بِبَدَنِهِ حَتَّى
اسْتَيْقَنُوا هَلاَكَهُ ، ثُمَّ مَرُّوا بَعْدَ ذَلِكَ {عَلَى قَوْمٍ يَعْكِفُونَ
عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ
آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ إِنَّ هَؤُلاَءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ
وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} قَدْ رَأَيْتُمْ مِنَ الْعِبَرِ ، وَسَمِعْتُمْ
مَا يَكْفِيكُمْ ، وَمَضَى فَأَنْزَلَهُمْ مُوسَى مَنْزِلاً وَقَالَ لَهُمْ :
أَطِيعُوا هَارُونَ فَإِنِّي قَدِ اسْتَخْلَفْتُهُ عَلَيْكُمْ ، فَإِنِّي ذَاهِبٌ
إِلَى رَبِّي ، وَأَجَّلَهُمْ ثَلاَثِينَ يَوْمًا أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ فِيهَا
، فَلَمَّا أَتَى رَبَّهُ أَرَادَ أَنْ يُكَلِّمَهُ فِي ثَلاَثِينَ يَوْمًا ،
وَقَدْ صَامَهُنَّ لَيْلَهُنَّ وَنَهَارَهُنَّ ، وَكَرِهَ أَنْ يُكَلِّمَ رَبَّهُ
وَرِيحُ فِيهِ رِيحُ فَمِ الصَّائِمِ ، فَتَنَاوَلَ مُوسَى مِنْ نَبَاتِ الأَرْضِ
شَيْئًا فَمَضَغَهُ ، فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ حِينَ أَتَاهُ : لِمَ أَفْطَرْتَ ؟ وَهُو
أَعْلَمُ بِالَّذِي كَانَ ، قَالَ : يَا رَبِّ ، إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُكَلِّمَكَ
إِلاَّ وَفَمِي طَيِّبُ الرِّيحِ ، قَالَ : أَوَمَا عَلِمْتَ يَا مُوسَى أَنَّ
رِيحَ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ؟ ارْجِعْ فَصُمْ عَشْرًا
ثُمَّ ائْتِنِي ، فَفَعَلَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا أَمَرَهُ بِهِ ،
فَلَمَّا رَأَى قَوْمُ مُوسَى أَنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِمْ فِي الأَجَلِ
سَاءَهُمْ ذَلِكَ ، وَكَانَ هَارُونُ قَدْ خَطَبَهُمْ وَقَالَ : إِنَّكُمْ
خَرَجْتُمْ مِنْ مِصْرَ وَلِقَوْمِ فِرْعَوْنَ عِنْدَكُمْ عَوَارِي وَوَدَائِعُ ،
وَلَكُمْ فِيهِمْ مِثْلُ ذَلِكَ ، وَأَنَا أَرَى أَنْ تَحْتَسِبُوا مَا لَكُمْ
عِنْدَهُمْ ، وَلاَ أُحِلُّ لَكُمْ وَدِيعَةً اسْتُودِعْتُمُوهَا وَلاَ عَارِيَةً
، وَلَسْنَا بِرَادِّينَ إِلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ ، وَلاَ مُمْسِكِيهِ لأَنْفُسِنَا
فَحَفَرَ حَفِيرًا وَأَمَرَ كُلَّ قَوْمٍ عِنْدَهُمْ
مِنْ ذَلِكَ مِنْ مَتَاعٍ أَوْ حِلْيَةٍ أَنْ يَقْذِفُوهُ فِي ذَلِكَ الْحَفِيرِ ،
ثُمَّ أَوَقَدَ عَلَيْهِ النَّارَ فَأَخْرَجَهُ ، فَقَالَ : لاَ يَكُونُ لَنَا وَلاَ لَهُمْ ،
وَكَانَ السَّامِرِيُّ مِنْ قَوْمٍ يَعْبُدُونَ الْبَقَرَ جِيرَانٍ لِبَنِي
إِسْرَائِيلَ ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَاحْتَمَلَ مَعَ مُوسَى
وَبَنِي إِسْرَائِيلَ حِينَ احْتَمَلُوا ، فَقُضِيَ لَهُ أَنْ رَأَى أَثَرًا
فَأَخَذَ مِنْهُ قَبْضَةً ، فَمَرَّ بِهَارُونَ ، فَقَالَ لَهُ هَارُونُ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ : يَا سَامِرِيِّ ، أَلاَ تُلْقِي مَا فِي يَدِكَ ؟ وَهُوَ قَابِضٌ
عَلَيْهِ لاَ يَرَاهُ أَحَدٌ طُوَالَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : هَذِهِ قَبْضَةٌ مِنْ
أَثَرِ الرَّسُولِ الَّذِي جَاوَزَ بِكَمُ الْبَحْرَ ، فَلاَ أُلْقِيهَا بِشَيْءٍ إِلاَّ
أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ إِذَا أَلْقِيْتُ أَنْ يَكُونَ مَا أُرِيدُ ، فَأَلْقَاهَا
وَدَعَا لَهُ هَارُونُ ، فَقَالَ : أُرِيدُ أَنْ تَكُونَ عِجْلاً ، فَاجْتَمَعَ
مَا كَانَ فِي الْحُفْرَةِ مِنْ مَتَاعٍ أَوْ حِلْيَةٍ أَوْ نُحَاسٍ أَوْ حَدِيدٍ
، فَصَارَ عِجْلاً أَجْوَفَ لَيْسَ فِيهِ رَوْحٌ لَهُ خُوَارٌ ، قَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ : لاَ وَاللَّهِ ، مَا كَانَ لَهُ صَوْتٌ قَطُّ ، إِنَّمَا كَانَتِ
الرِّيحُ تَدْخُلُ مِنْ دُبُرِهِ وَتَخْرُجُ مِنْ فِيهِ ، فَكَانَ ذَلِكَ
الصَّوْتُ مِنْ ذَلِكَ ، فَتَفَرَّقَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِرَقًا ، فَقَالَتْ
فِرْقَةٌ : يَا سَامِرِيُّ ، مَا هَذَا وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ ؟ قَالَ : هَذَا
رَبُّكُمْ ، وَلَكِنَّ مُوسَى أَضَلَّ الطَّرِيقَ ، فَقَالَتْ فِرْقَةٌ : لاَ نُكَذِّبُ
بِهَذَا حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ، فَإِنْ كَانَ رَبَّنَا لَمْ نَكُنْ
ضَيَّعْنَاهُ وَعَجَزْنَا فِيهِ حِينَ رَأَيْنَا ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ رَبَّنَا
فَإِنَّا نَتَّبِعُ قَوْلَ مُوسَى ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : هَذَا عَمَلُ
الشَّيْطَانِ ، وَلَيْسَ بِرَبِّنَا ، وَلَنْ نُؤْمِنَ بِهِ وَلاَ نُصَدِّقُ ،
وَأُشْرِبَ فِرْقَةٌ فِي قُلُوبِهِمُ الصِّدْقَ بِمَا قَالَ السَّامِرِيُّ فِي
الْعِجْلِ ، وَأَعْلَنُوا التَّكْذِيبَ بِهِ ، فَقَالَ لَهُمْ هَارُونُ : يَا
قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ ، وَإِنَّ رَبَّكَمُ الرَّحْمَنُ ، هَكَذَا
قَالُوا : فَمَا بَالُ مُوسَى وَعَدَنَا ثَلاَثِينَ يَوْمًا ثُمَّ أَخْلَفَنَا ؟ هَذِهِ
أَرْبَعُونَ قَدْ مَضَتْ ، فَقَالَ سُفَهَاؤُهُمْ : أَخْطَأَ رَبَّهُ ، فَهُوَ
يَطْلُبُهُ وَيَتْبَعُهُ ، فَلَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ،
وَقَالَ لَهُ مَا قَالَ ، أَخْبَرَهُ بِمَا لَقِيَ قَوْمُهُ مِنْ بَعْدِهِ ،
فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا ، قَالَ لَهُمْ مَا سَمِعْتُمْ
فِي الْقُرْآنِ ، وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ ، وَأَلْقَى
الأَلْوَاحَ مِنَ الْغَضَبِ ، ثُمَّ إِنَّهُ عَذَرَ أَخَاهُ بِعُذْرِهِ لَهُ
فَانْصَرَفَ إِلَى السَّامِرِيِّ فَقَالَ لَهُ : مَا
حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ : قَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ
، وَفَطِنْتُ إِلَيْهَا ، وَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ ، فَقَذَفْتُهَا {وَكَذَلِكَ
سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ
لاَ مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي
ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ
نَسْفًا} وَلَوْ كَانَ إِلَهًا لَمْ نَخْلُصُ إِلَى ذَلِكَ مِنْهُ ، فَاسْتَيْقَنَ
بَنُو إِسْرَائِيلَ بِالْفِتْنَةِ وَاغْتُبِطَ الَّذِينَ كَانَ رَأْيُهُمْ فِيهِ
مِثْلَ رَأْيِ هَارُونَ ، فَقَالُوا لِجَمَاعَتِهِمْ : يَا مُوسَى ، سَلْ لَنَا
رَبَّكَ أَنْ يَفْتَحَ لَنَا بَابَ تَوْبَةٍ نَصْنَعُهَا ، فَيُكَفِّرُ عَنَّا مَا
عَمِلْنَا ، فَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِذَلِكَ ، لاَ
يَأْلُوا الْخَيْرَ ، خِيَارَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمَنْ لَمْ يُشْرِكْ فِي الْعِجْلِ
، فَانْطَلَقَ بِهِمْ يَسْأَلُ لَهُمُ التَّوْبَةَ ، فَرَجَفَتْ بِهِمُ الأَرْضُ ،
وَاسْتَحْيَا نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَوْمِهِ
وَمِنْ وَفْدِهِ حِينَ فُعِلَ بِهِمْ مَا فُعِلَ ، فَقَالَ : {لَوْ شِئْتَ
أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ
مِنَّا} وَفِيهِمْ مَنْ كَانَ اللَّهُ اطَّلَعَ مِنْهُ عَلَى مَا أُشْرِبَ
قَلْبُهُ مِنْ حُبِّ الْعِجْلِ وَإِيمَانٍ بِهِ ، فَلِذَلِكَ رَجَفَتْ بِهِمُ
الأَرْضُ ، فَقَالَ : {رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ
يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا
عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ} فَقَالَ : يَا رَبِّ ، سَأَلْتُكَ
التَّوْبَةَ لِقَوْمِي فَقُلْتَ : إِنَّ رَحْمَتِي كَتَبْتُهَا لِقَوْمٍ غَيْرِ
قَوْمِي ، فَلَيْتَكَ أَخَّرْتَنِي حَتَّى تُخْرِجَنِي فِي أُمَّةِ ذَلِكَ
الرَّجُلِ الْمَرْحُومَةِ ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ تَوْبَتَهُمْ أَنْ يَقْتُلَ
كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ كُلَّ مَنْ لَقِيَ مِنْ وَالِدٍ وَوَلَدٍ ، فَيَقْتُلُهُ
بِالسَّيْفِ لاَ يُبَالِي مَنْ قَتَلَ فِي ذَلِكَ الْمَوْطِنِ ، وَيَأْتِي
أُولَئِكَ الَّذِينَ كَانَ خَفِيَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَاطَّلَعَ اللَّهُ
مِنْ ذُنُوبِهِمْ فَاعْتَرَفُوا بِهَا ، وَفَعَلُوا مَا أُمِرُوا ، وَغَفَرَ اللَّهُ
لِلْقَاتِلِ وَالْمَقْتُولِ ، ثُمَّ سَارَ بِهِمْ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مُتَوَجِّهًا نَحْوَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ ، وَأَخَذَ الأَلْوَاحَ
بَعْدَمَا سَكَتَ عَنْهُ الْغَضَبُ ، فَأَمَرَهُمْ بِالَّذِي أُمِرَ بِهِ أَنْ
يُبَلِّغَهُمْ مِنَ الْوَظَائِفِ ، فَثَقُلَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَأَبَوْا أَنْ
يُقِرُّوا بِهَا ، فَنَتَقَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَبَلَ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ ،
وَدَنَا مِنْهُمْ حَتَّى خَافُوا أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِمْ ، فَأَخَذُوا الْكِتَابَ
بِأَيْمَانِهِمْ وَهُمْ مُصْطَفُّونَ يَنْظُرُونَ إِلَى الْجَبَلِ وَالْكِتَابُ
بِأَيْدِيهِمْ ، وَهُوَ مِنْ وَرَاءِ الْجَبَلِ مَخَافَةَ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِمْ
ثُمَّ مَضَوْا حَتَّى أَتَوُا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ ،
فَوَجَدُوا مَدِينَةً فِيهَا قَوْمٌ جَبَّارُونَ ، خَلْقُهُمْ خَلْقٌ مُنْكَرٌ ،
وَذَكَرَ مِنْ ثِمَارِهِمْ أَمْرًا عَجِيبًا مِنْ عِظَمِهَا ، فَقَالُوا : يَا
مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِمْ ، وَلاَ نَدْخُلُهَا
مَا دَامُوا فِيهَا ، فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ ، قَالَ
رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ ، قِيلَ لَيَزِيدَ : هَكَذَا قَرَأَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ،
مِنَ الْجَبَّارِينَ : آمَنَا بِمُوسَى وَخَرَجَا إِلَيْهِ فَقَالُوا : نَحْنُ
أَعْلَمُ بِقَوْمِنَا ، إِنْ كُنْتُمْ إِنَّمَا تَخَافُونَ مِنْ مَا رَأَيْتُمْ
مِنْ أَجْسَامِهِمْ وَعَدَدِهِمْ فَإِنَّهُمْ لاَ قُلُوبَ لَهُمْ ، وَلاَ مَنَعَةَ
عِنْدَهُمْ ، فَادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ ، فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ
فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ، وَيَقُولُ أُنَاسٌ : إِنَّهُمَا مِنْ قَوْمِ مُوسَى ،
فَقَالَ الَّذِينَ يَخَافُونَ بَنُو إِسْرَائِيلَ : {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ
نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ
إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} فَأَغْضَبُوا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَدَعَا
عَلَيْهِمْ وَسَمَّاهُمْ فَاسِقِينَ ، وَلَمْ يَدَعُ عَلَيْهِمْ قَبْلَ ذَلِكَ ،
لِمَا رَأَى مِنْهُمْ مِنَ الْمَعْصِيَةِ وَإِسَاءَتِهِمْ ، حَتَّى كَانَ
يَوْمَئِذٍ فَاسْتَجَابَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ ، وَسَمَّاهُمْ كَمَا سَمَّاهُمْ
مُوسَى : فَاسِقِينَ ، فَحَرَّمَهَا عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيْهُونَ
فِي الأَرْضِ ، يُصْبِحُونَ كُلَّ يَوْمٍ فَيَسِيرُونَ لَيْسَ لَهُمْ قَرَارٌ ،
ثُمَّ ظَلَّلَ عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ فِي التِّيهِ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمُ
الْمَنَّ وَالسَّلْوَى ، وَجَعَلَ لَهُمْ ثِيَابًا لاَ تَبْلَى وَلاَ تَتَّسِخْ ، وَجَعَلَ
بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ حَجَرًا مُرَبَّعًا ، وَأَمَرَ مُوسَى فَضَرَبَهُ بِعَصَاهُ
فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ، فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ ثَلاَثَةُ
أَعْيُنٍ ، وَأَعْلَمَ كُلَّ سِبْطٍ عَيْنَهُمُ الَّتِي يَشْرَبُونَ مِنْهَا ،
فَلاَ يَرْتَحِلُونَ مِنْ مَنْقَلَةٍ إِلاَّ وَجَدُوا ذَلِكَ الْحَجَرَ
بِالْمَكَانِ الَّذِي كَانَ فِيهِ بِالأَمْسِ ، رَفَعَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذَا
الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَصَدَّقَ
ذَلِكَ عِنْدِي أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَ هَذَا الْحَدِيثَ
فَأَنْكَرَ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ الْفِرْعَوْنِيُّ الَّذِي أَفْشَى عَلَى مُوسَى
أَمْرَ الْقَتِيلِ الَّذِي قَتَلَ ، فَقَالَ : كَيْفَ يُفْشِي عَلَيْهِ وَلَمْ
يَكُنْ عَلِمَ بِهِ وَلاَ ظَهَرَ عَلَيْهِ إِلاَّ الإِسْرَائِيلِيُّ الَّذِي حَضَرَ
ذَلِكَ ؟ فَغَضِبَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَأَخَذَ بِيَدِ مُعَاوِيَةَ فَانْطَلَقَ بِهِ
إِلَى سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ الزُّهْرِيِّ فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا إِسْحَاقَ ،
هَلْ تَذْكُرُ يَوْمًا حُدِّثْنَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَنْ قَتِيلِ مُوسَى الَّذِي قَتَلَ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ؟
آلإِسْرَائِيلِيُّ أَفْشَى عَلَيْهِ أَمِ الْفِرْعَوْنِيُّ ؟ قَالَ : أَنَّمَا
أَفْشَى عَلَيْهِ الْفِرْعَوْنِيُّ ، مَا سَمِعَ مِنَ الإِسْرَائِيلِيِّ شَهِدَ عَلَى
ذَلِكَ وَحَضَرَهُ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّهُ مِنْ يَأْتِ رَبَّهُ
مُجْرِمًا ، فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى}.
11264- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ : أَنَّ أَبَا نَضْرَةَ ، حَدَّثَهُمْ
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : يُجْمَعُ النَّاسُ عِنْدَ جَسْرِ جَهَنَّمَ ، وَإِنَّ عَلَيْهِ
حَسَكًا وَكَلاَلِيبَ ، وَيَمُرُّ النَّاسُ ، قَالَ : فَيَمُرُّ مِنْهُمْ مِثْلُ
الْبَرْقِ ، وَبَعْضُهُمْ مِثْلُ الْفَرَسِ الْمُضَمَّرِ ، وَبَعْضُهُمْ يَسْعَى ،
وَبَعْضُهُمْ يَمْشِي ، وَبَعْضُهُمْ يَزْحَفُ ، وَالْكَلاَلِيبُ تَخْطَفُهُمْ ،
وَالْمَلاَئِكَةُ بِجَنْبَتَيْهِ
: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ ، وَالْكَلاَلِيبُ
تَخْطَفُهُمْ ، قَالَ : فَأَمَّا أَهْلُهَا الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا فَلاَ يَمُوتُونَ
وَلاَ يَحْيَوْنَ ، وَأَمَّا أُنَاسٌ يُؤْخَذُونَ بِذَنُوبٍ وَخَطَايَا يَحْتَرِقُونَ
فَيَكُونُونَ فَحْمًا ، فَيُؤْخَذُونَ ضِبَارَاتٍ ضِبَارَاتٍ ، فَيُقْذَفُونَ
عَلَى نَهْرٍ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي
حَمِيلِ السَّيْلِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
هَلْ رَأَيْتُمُ الصَّبْغَاءَ ؟ بَعْدُ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {الْمَنَّ وَالسَّلْوَى}.
11265- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ أَكْمُؤٌ ، فَقَالَ : هَذَا مِنَ الْمَنِّ ، وَمَاؤُهُ
شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ
الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}.
11266- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ الْحَنَفِيُّ الْيَمَامِيُّ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : حَاجَّ آدَمُ مُوسَى ، فَقَالَ لَهُ : يَا آدَمُ ، أَنْتَ
الَّذِي أَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الْجَنَّةِ وَأَشْقَيْتَهُمْ ، قَالَ آدَمُ :
يَا مُوسَى ، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلاَمِهِ ،
أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ ، أَوْ قَدَّرَهُ عَلَيَّ ،
قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}.
11267- أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ
أَبِي خَالِدٍ يَذْكُرُ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَالَ : إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكَمْ
كَمَا تَرَوْنَ هَذَا ، لاَ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ
أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا
فَافْعَلُوا , ثُمَّ قَرَأَ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ
وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}.
سُورَةُ الأَنْبِيَاءِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11268- أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُهُ : {وَهُمْ فِي
غَفْلَةٍ} قَالَ : فِي الدُّنْيَا.
11269- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا
هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ}
, قَالَ : فِي الدُّنْيَا.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ
يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ}.
11270- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا عَمِّي ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ أَبِي سَلَمَةَ
، أَخْبَرَتْ ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ زَيْنَبَ
بِنْتِ جَحْشٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ
عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ ,
مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
مِثْلُ هَذِهِ , قَالَ : وَحَلَّقَ بِأُصْبُعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا ،
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ :
نَعَمْ ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ.
11271- أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا سَهْلُ
بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنِ
ابْنِ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ لَهُمْ
نِسَاءٌ يُجَامِعُونَ مَا شَاءُوا ، وَشَجَرٌ يُلَقِّحُونَ مَا شَاءُوا ، فَلاَ
يَمُوتُ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِلاَّ تَرَكَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَلْفًا فَصَاعِدًا.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ
كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتِبِ}.
11272- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
نُوحٌ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِي
الْجَوْزَاءِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : السِّجِلُّ كَاتِبُ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
11273- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
نُوحٌ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ
كَطَيِّ السِّجِلِّ} قَالَ : السِّجِلُّ هُوَ الرَّجُلُ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ
نُعِيدُهُ}.
11274- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَخْبَرَنَا
الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ ،
يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَوْعِظَةٍ فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ
إِلَى رَبِّكُمْ شُعْثًا غُرْلاً , ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {كَمَا بَدَأْنَا
أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ , وَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى مِنَ
الْخَلاَئِقِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وَإِنَّهُ يُؤْتَى أُنَاسٌ مِنْ
أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ، فَأَقُولُ : رَبِّ أَصْحَابِي ،
فَيَقُولُ : إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ مِثْلَ مَا
قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ : {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ
لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} , فَيُقَالُ : إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا
مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمُ الْقَهْقَرَى مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ.
11275- أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سَلْمَانَ ، حَدَّثَنَا
شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ
أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُكَذِّبَنِي ،
وَشَتَمَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي أَنْ يَشْتِمَنِي ، أَمَّا
تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ
: لاَ أُعِيدُهُ كَمَا بَدَأْتُهُ ، وَلَيْسَ آخِرُ الْخَلْقِ
بِأَعَزَّ عَلَيَّ مِنْ أَوَّلِهِ ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ : اتَّخَذَ
اللَّهُ وَلَدًا ، وَأَنَا اللَّهُ أَحَدٌ الصَّمَدُ ، لَمْ أَلِدْ ، وَلَمْ
أُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لِي كُفْوًا أَحَدٌ.
سُورَةُ الْحَجِّ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى
وَمَا هُمْ بِسُكَارَى}.
11276- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ،
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِآدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : يَا آدَمُ ،
قُمْ فَابْعَثْ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثَ النَّارِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، وَمَا
بَعْثُ النَّارِ ؟ فَيَقُولُ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ
وَتِسْعِينَ وَيَبْقَى وَاحِدٌ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ ، وَتَضَعُ
كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ، {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى
وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ}
, فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِهِ , فَقَالُوا : يَا
رَسُولَ اللهِ ، مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ
وَيَبْقَى وَاحِدٌ ، فَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ ؟ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ ثُمَّ
خَرَجَ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ : مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفٌ وَمِنْكُمْ وَاحِدٌ
، وَأَبْشِرُوا فَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبْعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ,
فَكَبَّرُوا وَحَمِدُوا اللَّهَ ، قَالَ : إِنِّي لأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ
أَهْلِ الْجَنَّةِ , فَكَبَّرُوا وَحَمِدُوا اللَّهَ ، فَقَالَ : إِنِّي لأَرْجُو
اللَّهَ أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ , فَكَبَّرُوا وَحَمِدُوا
اللَّهَ ، قَالَ : مَا أَنْتُمْ فِي الأُمَمِ إِلاَّ كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ
فِي الثَّوْرِ الأَسْوَدِ ، أَوْ كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ فِي الثَّوْرِ
الأَبْيَضِ.
11277- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ،
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ ، فَتَفَاوَتَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ فِي السَّيْرِ ،
فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَهُ بِهَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ
عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ
كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى
وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ}
, فَلَمَّا سَمِعَ بِذَلِكَ أَصْحَابُهُ عَرَفُوا
أَنَّهُ قَوْلٌ يَقُولُهُ ، فَقَالَ : هَلْ تَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ ذَاكُمْ ؟
قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ذَلِكَ يَوْمٌ يُنَادِي اللهِ
فِيهِ : يَا آدَمُ ابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ ، وَمَا
بَعْثُ النَّارِ ؟ فَيَقُولُ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُ مِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ
فِي النَّارِ وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ , فَأَبْلَسَ الْقَوْمُ حَتَّى مَا
أَوْضَحُوا بِضَاحِكَةٍ ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الَّذِي بِأَصْحَابِهِ , قَالَ : اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا ، فَوَالَّذِي
نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّكُمْ لَمَعَ خَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ
شَيْءٍ إِلاَّ كَثَّرَتَاهُ : يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَمَنْ مَاتَ مِنْ بَنِي
آدَمَ وَبَنِي إِبْلِيسَ , قَالَ
: فَسُرِّيَ عَنِ الْقَوْمِ بَعْضُ الَّذِي يَجِدُونَ ،
فَقَالَ : اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا
أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلاَّ كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ ، أَوْ
كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا
فِي رَبِّهِمْ}.
11278- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ ،
عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ
يُقْسِمُ : لَقَدْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي
رَبِّهِمْ} فِي عَلِيٍّ وَحَمْزَةَ وَعُبَيْدِ بْنِ الْحَارِثِ وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ
وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ ، اخْتَصَمُوا يَوْمَ
بَدْرٍ.
خَالَفَهُ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ.
11279- أَخْبَرَنَا هِلاَلُ بْنُ بِشْرٍ ، حَدَّثَنَا
يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي
مِجْلَزٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : فِينَا نَزَلَتْ
هَذِهِ الآيَةُ ، فِي مُبَارَزَتِنَا يَوْمَ بَدْرٍ {هَذَانِ خَصْمَانِ
اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ}.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}.
11280- أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ ،
حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا
خَلِيفَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ، يُحَدِّثُ يَخْطُبُ
, فَقَالَ : لاَ تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ لَبِسَهُ فِي
الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ , وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ : إِنَّهُ
مَنْ لَبِسَهُ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}.
11281- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ ثَابِتٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ
الزُّبَيْرِ ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَخْطُبُ , يَقُولُ : قَالَ مُحَمَّدٌ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ
يَلْبَسْهُ فِي الآخِرَةِ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ
بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا}.
11282- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ سَلاَمٍ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
قَالَ : خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ ،
قَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَخْرَجُوا نَبِيَّهُمْ ، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ ، لَنَهْلِكَنَّ ، فَنَزَلَتْ {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ
بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} , فَعَرَفْتُ
أَنَّهُ سَيَكُونُ قِتَالٌ , قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَهِيَ أَوَّلُ آيَةٍ
نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ.
11283- أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ أَبِي رِزْمَةَ ، حَدَّثَنَا سَلْمُويَهْ أَبُو صَالِحٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللهِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : فَكَانَ أَوَّلَ آيَةٍ نَزَلَتْ فِي الْقِتَالِ
كَمَا أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ ، عَنْ عَائِشَةَ : {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ
بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} إِلَى قَوْلِهِ
{إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}
ثُمَّ أَذِنَ بِالْقِتَالِ فِي آيٍ كَثِيرٍ مِنَ
الْقُرْآنِ.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ
الْعَتِيقِ}.
11284- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : خَيْرُ مَا رُكِبَتْ
إِلَيْهِ الرَّوَاحِلُ مَسْجِدِي هَذَا ، وَالْبَيْتُ الْعَتِيقُ.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ
كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}.
11285- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ
الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِخَمْسِ مِائَةِ عَامٍ ، وَهُوَ مِقْدَارُ
نِصْفِ يَوْمٍ.
11286- أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ شُعَيْبٍ ، أَنْبَأَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلاَمٍ ، أَنَّ أَخَاهُ زَيْدَ
بْنَ سَلاَمٍ أَخْبَرَهُ ، عَنْ أَبِي سَلاَمٍ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ قَالَ :
أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ الأَشْعَرِيُّ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ
جُثَا جَهَنَّمَ , قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى ؟
قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى ، فَادْعُوا بِدَعْوَى اللهِ الَّتِي
سَمَّاكُمُ اللَّهُ بِهَا الْمُسْلِمِينَ ، الْمُؤْمِنِينَ ، عِبَادَ اللهِ.
سُورَةُ الْمُؤْمِنُونَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11287- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ بَابَنُوسَ
، قَالَ : قُلْنَا لِعَائِشَةَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، كَيْفَ كَانَ خُلُقُ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَتْ : كَانَ خُلُقُ
رَسُولِ اللهِ الْقُرْآنُ ، فَقَرَأَتْ {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} المؤمنون حَتَّى
انْتَهَتْ {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ} المؤمنون ,
قَالَتْ : هَكَذَا كَانَ خُلُقُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
11288- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى ، أَنَّهُ سَمِعَ
سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : إِنَّمَا كُرِهَ
السَّمَرُ حِينَ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ}
المؤمنون , فَقَالَ : مُسْتَكْبِرِينَ بِالْبَيْتِ يَقُولُونَ : نَحْنُ أَهْلُهُ ،
{سَامِرًا} المؤمنون قَالَ : كَانُوا يَتَكَبَّرُونَ وَيَسْمُرُونَ فِيهِ وَلاَ يَعْمُرُونَهُ
، وَيَهْجُرُونَهُ.
11289- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقَيْلٍ ،
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، أَخْبَرَنَا أَبِي ، أَنْبَأَنِي يَزِيدُ
، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : جَاءَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ،
أَنْشُدُكَ اللَّهَ وَالرَّحِمَ ، فَقَدْ أَكَلْنَا الْعِلْهِزَ ، يَعْنِي
الْوَبَرَ وَالدَّمَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ
بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} المؤمنون.
11290- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ، حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ
عِيسَى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ
عُقْبَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ
{بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ لاَ تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا
لاَ تُنْصَرُونَ} المؤمنون , قَالَ : هُمْ أَهْلُ بَدْرٍ.
قَالَ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الإِمَامِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ،
بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {اخْسَئُوا فِيهَا}.
11291- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، قَالَ : لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ , أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : اجْمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنَ الْيَهُودِ , فَجُمِعُوا لَهُ
، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي
سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقُونِي فِيهِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ
يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَنْ أَبُوكُمْ ؟ قَالُوا
: فُلاَنٌ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَذَبْتُمْ ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلاَنٌ , قَالُوا : صَدَقْتَ
وَبَرَرْتَ ، قَالَ : هَلْ أَنْتُمْ صَادِقُونِي عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ
عَنْهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، وَإِنْ كَذَبْنَا عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَ فِي
أَبِينَا ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ أَهْلُ النَّارِ ؟ فَقَالُوا : نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا ، ثُمَّ
تَخْلُفُونَنَا فِيهَا ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : اخْسَئُوا فِيهَا ، وَاللَّهِ لاَ نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا
وَسَاقَ الْحَدِيثَ.
سُورَةُ النُّورِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي
فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ}.
11292- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَزِيدِ بْنِ خَالِدٍ ، أَنَّهُمَا
قَالاَ : إِنَّ رَجُلاً مِنَ الأَعْرَابِ أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنْشُدُكَ إِلاَّ قَضَيْتَ لِي
بِكَتَابِ اللهِ ، فَقَالَ الْخَصْمُ الآخَرُ ، وَهُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ : نَعَمْ ،
وَاقْضِ بَيْنَنَا بِكَتَابِ اللهِ , وَائْذَنْ لِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ , فَقَالَ : إِنَّ ابْنِي كَانَ
عَسِيفًا عَلَى هَذَا ، فَزَنَى بِامْرَأَتِهِ ، وَإِنِّي أُخْبِرْتُ أَنَّ عَلَى
ابْنِي الرَّجْمُ ، فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمِائَةِ شَاةٍ وَبِوَلِيدَةٍ ،
فَسَأَلْتُ أَهْلَ الْعِلْمِ , فَأَخْبَرُونِي أَنَّ عَلَى ابْنِي جَلْدَ مِائَةٍ
وَتَغْرِيبَ عَامٍ ، وَأَنَّ عَلَى امْرَأَةِ هَذَا الرَّجْمَ ، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ,
لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكَتَابِ اللهِ ، الْوَلِيدَةُ وَالْغَنَمُ رَدٌّ ،
وَعَلَى ابْنِكَ جَلْدُ مِائَةٍ وَتَغْرِيبُ عَامٍ ، اغْدُ يَا أُنَيْسُ إِلَى امْرَأَةِ
هَذَا فَارْجُمْهَا , فَغَدَا عَلَيْهَا , فَاعْتَرَفَتْ فَأَمَرَ بِهَا
فَرُجِمَتْ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ
أَزْوَاجَهَمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ}.
11293- أَخْبَرَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
سَوَّارٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ
بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ
ابْنَ عُمَرَ , فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، الْمُتَلاَعِنَيْنِ يُفَرَّقُ
بَيْنَهُمَا ؟ فَقَالَ : سُبْحَانَ اللهِ ، إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ
فُلاَنٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، الرَّجُلُ يَرَى امْرَأَتَهُ عَلَى
الْفَاحِشَةِ ، فَإِنْ تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ ، وَإِنْ سَكَتَ
سَكَتَ عَنْ أَمْرٍ عَظِيمٍ ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَاءَهُ بَعْدَ ذَلِكَ , فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
الأَمْرُ الَّذِي سَأَلْتُكَ عَنْهُ ابْتُلِيتُ بِهِ ؟ قَالَ : فَإِنَّ اللَّهَ
قَالَ : {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ
أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ} , حَتَّى
قَرَأَ الآيَاتِ كُلَّهَا ، فَذَكَّرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , وَأَخْبَرَهُ أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ
الآخِرَةِ ، فَقَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، إِنَّهُ لِلْحَقُّ ، ثُمَّ
دَعَا الْمَرْأَةَ فَذَكَّرَهَا اللَّهَ , وَأَخْبَرَهَا أَنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا
أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ ، فَقَالَتْ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ,
مَا كَانَ هَذَا ، فَقَالَ لِلرَّجُلِ : تَشْهَدُ {أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ
إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ
كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} , ثُمَّ شَهِدَتِ الْمَرْأَةُ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ
بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ، وَالْخَامِسَةُ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا
إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ، ثُمَّ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا.
11294- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ
: سَأَلْنَا ابْنَ عُمَرَ : أَيُفَرَّقُ بَيْنَ
الْمُتَلاَعِنَيْنِ ؟ قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ ، نَعَمْ ، أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَرَأَيْتَ أَحَدُنَا يَرَى
امْرَأَتَهُ عَلَى فَاحِشَةٍ ، كَيْفَ يَصْنَعُ ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ فَلَمْ يُجِبْهُ
، ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ : إِنِّي قَدِ ابْتُلِيتُ بِهِ يَا رَسُولَ اللهِ ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَاتِ مِنْ سُورَةِ النُّورِ ، وَدَعَا رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَ ، فَشَهِدَ أَرْبَعَ
شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ، وَالْخَامِسَةُ أَنَّ
لَعْنَةَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ، ثُمَّ ثَنَّى
بِالْمَرْأَةِ فَشَهِدَتْ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ
الْكَاذِبِينَ ، وَالْخَامِسَةُ أَنَّ غَضَبَ اللهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ
الصَّادِقِينَ ، ثُمَّ فَرَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَيْنَهُمَا.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنْكِحُهَا
إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ}.
11295- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : كَانَتِ
امْرَأَةٌ يُقَالُ لَهَا أُمُّ مَهْزُولٍ ، وَكَانَتْ بِجِيَادٍ وَكَانَتْ
تُسَافِحُ ، فَأَرَادَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْ يَتَزَوَّجَهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنْكِحُهَا إِلاَّ
زَانٍ أَوْ مُشْرِكٍ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا
بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ}.
11296- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ
بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَهُ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ،
وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ ، وَعُبَيْدُ اللهِ
بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ مَا قَالُوا
فَبَرَّأَهَا اللَّهُ ، وَكُلُّهُمْ حَدَّثَنِي بِطَائِفَةٍ مِنْ حَدِيثِهَا ،
وَبَعْضُهُمْ كَانَ أَوْعَى لِحَدِيثِهَا مِنْ بَعْضٍ وَأَثْبَتَ لَهُ اقْتِصَاصًا
، وَقَدْ وَعَيْتُ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْحَدِيثَ الَّذِي حَدَّثَنِي
بِهِ ، وَبَعْضُ حَدِيثِهِمْ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا ، زَعَمُوا أَنَّ
عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : كَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ
بَيْنَ نِسَائِهِ ، فَأَيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ ، قَالَتْ
عَائِشَةُ : فَأَقْرَعَ بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا ، فَخَرَجَ فِيهَا
سَهْمِي ، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَعْدَمَا أُنْزِلَ الْحِجَابُ ، فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي وَأَنْزِلُ فِيهِ
، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنْ غَزْوَتِهِ تِلْكَ وَقَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ ، أَذَّنَ
لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ ، فَلَمَّا
قَضَيْتُ شَأْنِي أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ ، فَلَمَسْتُ صَدْرِي فَإِذَا عِقْدٌ
مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي فَحَبَسَنِي
ابْتِغَاؤُهُ ، وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ لِي ,
وَحَمَلُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُهُ ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ
أَنِّي فِيهِ ، وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يُهَبِّلْهُنَّ
وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ ، إِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَتَيْنِ مِنَ
الطَّعَامِ ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَفَعُوهُ
وَرَحَلُوهُ ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ
وَسَارُوا ، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ
وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلاَ مُجِيبٌ ، فَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ
, وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ سَيَفْقِدُونِي فَيَرْجِعُونَ ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ
فِيُ مَنْزِلِي إِذْ غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ حَتَّى أَصْبَحْتُ ، وَكَانَ
صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ ، فَأَدْلَجَ فَأَصْبَحَ
عِنْدَ مَنْزِلِي ، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمًا ، فَأَتَانِي فَعَرَفَنِي حِينَ
رَآنِي ، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيْنَا الْحِجَابُ
فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي ، فَخَمَّرْتُ
وَجْهِي بِجِلْبَابِي ، وَاللَّهِ مَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً ، وَلاَ سَمِعْتُ
مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ حِينَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ ، فَوَطِئَ
عَلَى يَدِهَا فَرَكِبْتُهَا ، وَانْطَلَقَ يَقُودُ بِي الرَّاحِلَةَ حَتَّى
أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا مُوغِرِينَ فِي نَحْوِ الظَّهِيرَةِ ،
فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ فِي شَأْنِي ، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ عَبْدُ
اللهِ بْنُ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولٍ ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَاشْتَكَيْتُ
شَهْرًا ، وَالنَّاسُ يُفِيضُونَ فِي قَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ ، وَلاَ أَشْعُرُ
بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ ، وَهُو يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي , أَنِّي لاَ أَعْرِفُ مِنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى حِينَ
أَشْتَكِي ، إِنَّمَا يَدْخُلُ عَلَيَّ فَيُسَلِّمُ فَيَقُولُ : كَيْفَ تِيكُمْ
, فَذَلِكَ الَّذِي يَرِيبُنِي وَلاَ أَشْعُرُ بِالشَّرِّ ، حَتَّى خَرَجْتُ
بَعْدَمَا نَقَهْتُ ، فَخَرَجَتْ مَعِي أُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ ،
وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا ، وَلاَ نَخْرُجُ إِلاَّ لَيْلاً إِلَى لَيْلٍ ، وَذَلِكَ
قَبْلَ أَنْ تُتَّخَذَ الْكُنُفُ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا ، وَأَمْرُنَا أَمْرُ
الْعَرَبِ الأُوَلِ فِي التَّبَرُّزِ ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ
نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَمُّ مِسْطَحٍ وَهِيَ
بِنْتُ أَبِي رُهْمِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ ، وَأُمُّهَا
بِنْتُ صَخْرِ بْنِ عَامِرٍ خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وَابْنُهَا مِسْطَحُ
بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ الْمُطَّلِبِ ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَابْنَةُ
أَبِي رُهْمٍ قِبَلَ بَيْتِي حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا ، فَعَثَرَتْ أُمُّ
مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا ، فَقَالَتْ : تَعِسَ مِسْطَحٌ ، فَقُلْتُ لَهَا : بِئْسَ
مَا قُلْتِ ، تَسُبِّينَ رَجُلاً قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ؟ فَقَالَتْ : يَا هَنْتَاهُ
، أَلَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ ؟ قُلْتُ : وَمَا قَالَ ؟ فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ
أَهْلِ الإِفْكِ ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا إِلَى مَرَضِي ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى
بَيْتِي وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَالَ :
كَيْفَ تِيكُمْ , قُلْتُ : أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ ؟ قَالَ : نَعَمْ
، وَأَنَا أُرِيدُ حِينَئِذٍ أَنْ أَتَيَقَّنَ الْخَبَرَ مِنْ عِنْدِهِمَا ،
فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجِئْتُ
لأَبَوَيَّ , فَقُلْتُ لِأُمِّي : أَيْ هَنْتَاهُ ، مَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ ؟
قَالَتْ : أَيْ بُنَيَّةُ ، هَوِّنِي عَلَيْكِ ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ
امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا لَهَا ضَرَائِرُ إِلاَّ
كَثَّرْنَ عَلَيْهَا ، فَقُلْتُ
: سُبْحَانَ اللهِ ، أَوَقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ
بِهَذَا ، وَبَلَغَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَتْ :
نَعَمْ ، فَبَكَيْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لاَ يَرْقَأُ لِي
دَمْعٌ ، وَلاَ أَكْتَحِلُ بِنَوْمٍ ، حَتَّى ظَنَّ أَبَوَايَ أَنَّ الْبُكَاءَ
سَيَفْلِقُ كَبِدِي
فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ
يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ ، فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَى
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالَّذِي يَعْلَمُ مِنْ
بَرَاءَةِ أَهْلِهِ ، وَالَّذِي فِي نَفْسِهِ مِنَ الْوُدِّ ، فَقَالَ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، أَهْلُكَ وَلاَ نَعْلَمُ إِلاَّ خَيْرًا ، وَأَمَّا عَلِيُّ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ النِّسَاءَ
، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ ، وَإِنْ تَسْأَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ ،
يَعْنِي بَرِيرَةَ ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَرِيرَةَ
, فَقَالَ : هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يُرِيبُكِ مِنْ عَائِشَةَ ؟ قَالَتْ
بَرِيرَةُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا
أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا حَدِيثَةُ السِّنِّ ، تَنَامُ عَنْ
عَجِينِ أَهْلِهَا , فَتَأْتِي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى
عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ,
ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَمَنْ يُعْذِرُنِي
مِمَّنْ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي ؟ يَعْنِي عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيِّ
ابْنِ سَلُولٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ أَيْضًا : يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، مِنْ
يُعْذِرُنِي مِمَّنْ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِي ؟ ، يَعْنِي عَبْدَ اللهِ
بْنَ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولٍ ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلاَّ خَيْرًا
، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلاَّ مَعِي , فَقَامَ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ
الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ : أُعْذِرُكَ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنْ كَانَ مِنَ
الأَوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ
أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَهُوَ
سَيِّدُ الْخَزْرَجِ ، وَكَانَ رَجُلاً صَالِحًا وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ
الْحَمِيَّةُ , فَقَالَ : أَيْ سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ ، لَعَمْرُ اللهِ لاَ تَقْتُلُهُ ،
وَلاَ تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ ، فَقَامَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ ، ، وَهُوَ ابْنُ
عَمِّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ , فَقَالَ لِسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ : كَذَبْتَ ،
لَعَمْرُ اللهِ لَنَقْتُلَنَّهُ ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ
، فَثَارَ الْحَيَّانِ : الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ ، حَتَّى هَمُّوا أَنْ
يَقْتَتِلُوا ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى
الْمِنْبَرِ ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا ، ثُمَّ أَتَانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي بَيْتِ أَبَوَيَّ ، فَبَيْنَا هُوَ جَالِسٌ
وَأَنَا أَبْكِي ، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {الَّذِينَ يَرْمُونَ
الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ}.
11297- أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ ، عَنْ
ثَوْرِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اجْتَنِبُوا السَّبْعَ
الْمُوبِقَاتِ , قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا هِيَ ؟ قَالَ : الشِّرْكُ
بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ
، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ
الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا
مِنْ أَبْصَارِهِمْ}.
11298- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَلاَءِ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ،
قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا ظُهْرًا
، فَوَجَدَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ فِي مَجَالِسِهِمْ عَلَى أَبْوَابِ الدُّورِ ، فَقَالَ
: مَا هَذِهِ الْمَجَالِسُ ؟ إِيَّاكُمْ وَهَذِهِ الصُّعُدَاتِ تَجْلِسُونَ فِيهَا
, قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، نَجْلِسُ عَلَى غَيْرِ مَا بَأْسٍ نَغْتَمُّ فِي
الْبُيُوتِ فَنَبْرُزُ فَنَتَحَدَّثُ ، قَالَ : فَأَعْطُوا الْمَجَالِسَ حَقَّهَا ,
قَالُوا : وَمَا حَقُّهَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : غَضُّ الْبَصَرِ ، وَحُسْنُ
الْكَلاَمِ ، وَرَدُّ السَّلاَمِ ، وَإِرْشَادُ الضَّالِّ.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ
عَلَى جُيُوبِهِنَّ}.
11299- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ،
أَخْبَرَنَا حِبَّانُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
نَافِعٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ مُسْلِمٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ صَفِيَّةَ
بِنْتِ شَيْبَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَلْيَضْرِبْنَ
بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} قَالَتْ : أَخَذْنَ النِّسَاءُ أُزُرَهُنَّ
فَشَقَقْنَهَا مِنْ نَحْوِ الْحَوَاشِي فَاخْتَمَرْنَ بِهَا.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ}.
11300- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ
قَيْسٍ عَنْ طَاوُوسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّي قَالَ : اللَّهُمَّ
أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ ، أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ ، أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ
فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ ، أَنْتَ الْحَقُّ ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ ،
وَوَعْدُكَ الْحَقُّ ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ
، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ ، وَبِكَ
خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَأَخَّرْتُ ،
وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، أَنْتَ إِلَهِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ
عَلَى الْبِغَاءِ}.
11301- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو
الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا ، يَقُولُ : جَاءَتْ مُسَيْكَةُ ، أَمَةٌ
لِبَعْضِ الأَنْصَارِ ، فَقَالَتْ : إِنَّ سَيِّدِي يُكْرِهُنِي عَلَى الْبِغَاءِ
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى
الْبِغَاءِ}.
سُورَةُ الْفُرْقَانِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11302- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ،
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ ،
قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ
حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا
أَقْرَأُهَا عَلَيْهِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا
، فَكِدْتُ أَعْجَلُ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ ، ثُمَّ
لَبَبْتُهُ بِرِدَائِهِ ، فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ
سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْرَأْ , فَقَرَأَ الْقِرَاءَةَ
الَّتِي سَمِعْتُهُ يَقْرَأُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : هَكَذَا أُنْزِلَتْ , ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْرَأْ , فَقَرَأْتُ ، فَقَالَ : هَكَذَا أُنْزِلَتْ ، إِنَّ
هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى
وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ}.
11303- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ شَيْبَانَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
أَنَسٍ ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ يُحْشَرُ النَّاسُ
عَلَى وُجُوهِهِمْ ؟ قَالَ : إِنَّ الَّذِي أَمْشَاهُمْ عَلَى أَقْدَامِهِمْ قَادِرٌ
أَنْ يُمْشِيَهُمْ عَلَى وُجُوهِهِمْ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً}.
11304- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، فِي
حَدِيثِهِ ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ
الذَّنْبِ أَكْبَرُ ؟ قَالَ : أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ ,
قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ ,
قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ , قَالَ عَبْدُ
اللهِ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ
اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ
بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا}.
11305- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ ، وَسُلَيْمَانُ ،
عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قُلْتُ
: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ
نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ , قُلْتُ : ثُمَّ أَيُّ ؟ قَالَ : ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ
مِنْ أَجْلِ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ , قُلْتُ : ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : ثُمَّ أَنْ
تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ.
11306- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
حَجَّاجٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي
بَزَّةَ ، أَنَّهُ سَأَلَ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ : هَلْ لِمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا
مُتَعَمِّدًا مِنْ تَوْبَةٍ ؟ قَالَ : لاَ ، فَقَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ {وَالَّذِينَ
لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي
حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ} , قَالَ سَعِيدٌ : قَرَأْتُهَا عَلَى ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ : هَذِهِ مَكِّيَّةٌ ، نَسَخَتْهَا آيَةٌ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ.
11307- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، قَالَ : أَمَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ أَنْ أَسْأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ
عَنْ هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ
جَهَنَّمُ} , فَقَالَ : لَمْ يَنْسَخْهَا شَيْءٌ ، وَعَنْ هَذِهِ الآيَةِ
{وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ
الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ} , قَالَ : نَزَلَتْ فِي أَهْلِ
الشِّرْكِ.
11308- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : أُنْزِلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً إِلَى السَّمَاءِ
الدُّنْيَا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، ثُمَّ أُنْزِلَ بَعْدَ ذَلِكَ فِي عِشْرِينَ
سَنَةً ، قَالَ : {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ
وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} ، وَقَرَأَ
{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ
تَنْزِيلاً}.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ
الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ}.
11309- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَسَافٍ ، عَنْ سَلَمَةَ
بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
حَجَّةِ الْوَدَاعِ : أَلاَ إِنَّمَا هِيَ أَرْبَعٌ ، فَمَا أَنَا بِأَشَحَّ
عَلَيْهِنَّ مِنِّي مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَلاَّ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلاَ تَقْتُلُوا
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ، قَالَ حَمْزَةُ : يَعْنِي
وَلاَ تَزْنُوا ، وَلاَ تَسْرِقُوا.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا}.
11310- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا عَمْرُو يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ
، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ
، قَالَ : مَضَى اللِّزَامُ وَالْبَطْشُ يَوْمَ بَدْرٍ ، وَمَضَى الدُّخَانُ
وَالْقَمَرُ وَالرُّومُ.
سُورَةُ الشُّعَرَاءِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ
يُبْعَثُونَ}.
11311- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ إِبْرَاهِيمَ رَأَى أَبَاهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ الْغَبَرَةُ وَالْقَتَرَةُ ، فَقَالَ لَهُ : قَدْ نَهَيْتُكَ
عَنْ هَذَا فَعَصَيْتَنِي ، قَالَ : لَكِنَّنِي الْيَوْمَ لاَ أَعْصِيكَ وَاحِدَةً
، قَالَ : أَيْ رَبِّ ، وَعَدْتَنِي أَلاَّ {تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} فَإِنْ
أَخْزَيْتَ أَبَاهُ فَقَدْ أَخْزَيْتَ الأَبْعَدَ ، قَالَ : يَا إِبْرَاهِيمُ
إِنِّي حَرَّمْتُهَا عَلَى الْكَافِرِينَ ، فَأُخِذَ مِنْهُ , فَقَالَ : يَا
إِبْرَاهِيمُ أَيْنَ أَبُوكَ ؟ قَالَ : أَنْتَ أَخَذْتَهُ مِنِّي ، قَالَ :
انْظُرْ أَسْفَلَ مِنْهُ ، فَنَظَرَ فَإِذَا ذِيخٌ يَتَمَرَّغُ فِي نَتَنِهِ ،
فَأُخِذَ بِقَوَائِمِهِ , فَأُلْقِيَ فِي النَّارِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ
الأَقْرَبِينَ}.
11312- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، قَالَتْ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ
الأَقْرَبِينَ} , قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا
فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ ، يَا صَفِيَّةُ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، يَا
بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، إِنِّي لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا ،
سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ.
11313- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ
طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} , دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قُرَيْشًا فَاجْتَمَعُوا ، فَعَمَّ وَخَصَّ ، فَقَالَ : يَا بَنِي
كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ ، يَا بَنِي مُرَّةَ بْنِ كَعْبٍ ، وَيَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ
، وَيَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، وَيَا بَنِي هَاشِمٍ ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ
مِنَ النَّارِ ، وَيَا فَاطِمَةُ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ ، إِنِّي لاَ
أَمْلِكُ لَكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا ، غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلاَلِهَا.
11314- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ حَبِيبٍ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا فَقَالَ
: وَاصَبَاحَاهُ.
11315- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ ، وَالْمُعْتَمِرُ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ ،
وَزُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالاَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} انْتَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى رَضْمَةٍ مِنْ جَبَلٍ ، فَعَلاَ أَعْلاَهَا حَجَرًا , ثُمَّ قَالَ
: يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ ، إِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ ، إِنَّمَا مَثَلِي
وَمَثَلُكُمْ ، كَمَثَلِ رَجُلٍ رَأَى الْعَدُوَّ فَذَهَبَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ ,
فَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقُوهُ إِلَى أَهْلِهِ ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ : يَا صَبَاحَاهُ.
سُورَةُ النَّمْلِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ
عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ}.
11316- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ
أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ فُرَاتٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ
أَسِيدٍ ، قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ فِي ظِلِّ غَرْفَةٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرْنَا السَّاعَةَ , فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا
، فَأَشْرَفَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ
غُرْفَتِهِ فَقَالَ : عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ؟ أَوْ عَمَّ يَتَحَدَّثُونَ ؟ قُلْنَا
: ذِكْرُ السَّاعَةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ السَّاعَةَ لَنْ تَكُونَ ، أَوْ لَنْ تَقُومَ حَتَّى يَكُونَ قَبْلَهَا
عَشْرُ آيَاتٍ : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ ،
وَخُرُوجُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَالدَّجَّالُ ، وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ،
وَالدُّخَانُ ، وَثَلاَثَةُ خُسُوفٍ : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ ، وَخَسْفٌ
بِالْمَغْرِبِ ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ
مِنْ قَعْرَةِ عَدَنٍ فَتَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَيَوْمَ يُنْفُخُ فِي الصُّورِ}.
11317- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنِ التَّمِيمِيِّ ، عَنْ أَسْلَمَ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ
شَغَافٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصُّورِ ، فَقَالَ : قَرْنٌ يُنْفَخُ
فِيهِ.
سُورَةُ الْقَصَصِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11318- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، أَخْبَرَنَا
عِيسَى ، وَهُوَ ابْنُ يُونُسَ ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
{وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا} , قَالَ : نُودِيَ : أَنْ يَا أُمَّةَ
مُحَمَّدٍ , أَعْطَيْتُكُمْ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُونِي ، وَأَجَبْتُكُمْ قَبْلَ
أَنْ تَدْعُونِي.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ
أَحْبَبْتَ}.
11319- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ يَعْنِي ابْنَ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا
طَالِبٍ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ ، فَقَالَ : أَيْ عَمِّ ،
قُلْ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ ,
فَقَالَ لَهُ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ : يَا أَبَا
طَالِبٍ ، أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؟ فَلَمْ يَزَالاَ
يُكَلِّمَانِهِ , حَتَّى قَالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ : عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْكَ , فَنَزَلَتْ {مَا كَانَ
لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} ،
وَنَزَلَتْ {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}.
11320- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ،
عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ رَافِعٍ ، أَنَّهُ قَالَ لاِبْنِ عُمَرَ : أَفِي أَبِي
طَالِبٍ نَزَلَتْ {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} ؟ قَالَ : نَعَمْ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ
نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا}.
11321- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي
مُلَيْكَةَ ، قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَلَمْ
يَسْمَعْهُ مِنْهُ ، أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ الَّذِي قَالَ :
{إِنْ نَتَّبِعَ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا}.
====
ج26. كتاب : السنن الكبرى-أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب
بن علي النسائي
11322- أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الْعُصْفُرِيُّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ
إِلَى مَعَادٍ} , قَالَ : إِلَى مَكَّةَ.
سُورَةُ الْعَنْكَبُوتِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11323- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ
التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ ، فَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لأَهْلِ الإِسْلاَمِ
، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ ،
وَلاَ تُكَذِّبُوهُمْ ، وَلَكِنْ قُولُوا : {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ
إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ
لَهُ مُسْلِمُونَ}.
سُورَةُ الرُّومِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11324- أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ
يَحْيَى ، عَنْ فِطْرٍ ، قَالَ
: أَخْبَرَنِي مُسْلِمٌ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ ، يَقُولُ : قَدْ مَضَيْنَ : الْبَطْشَةُ ، وَاللِّزَامُ ،
وَالرُّومُ ، وَالدُّخَانُ ، وَالْقَمَرُ.
11325- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ ،
أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سُفْيَانَ ،
عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {الم غُلِبَتِ الرُّومُ} قَالَ : غَلَبَتْ ،
وَغُلِبَتْ ، كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ فَارِسُ عَلَى الرُّومِ
، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ تَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ
لأَنَّهُمْ أَهْلُ كِتَابٍ ، فَذَكَرُوا لأَبِي بَكْرٍ ، فَذَكَرَ أَبُو بَكْرٍ
لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا إِنَّهُمْ سَيَغْلِبُونَ , فَذَكَرَهُ أَبُو
بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالُوا : اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ أَجَلاً
، فَإِنْ ظَهَرْنَا كَانَ لَنَا كَذَا وَكَذَا ، وَإِنْ ظَهَرْتُمْ كَانَ لَكُمْ
كَذَا وَكَذَا ، فَجَعَلَ أَجْلَ خَمْسِ سِنِينَ.
سُورَةُ لُقْمَانَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ
الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
11326- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ ، أَخْبَرَنَا
عِيسَى ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتِ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا} إِيمَانَهُمْ
بِظُلْمٍ , شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَأَيُّنَا لاَ
يَظْلِمُ نَفْسَهُ ؟ قَالَ : لَيْسَ ذَلِكَ ، إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ ، أَلَمْ
تَسْمَعُوا إِلَى مَا قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ {يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ
بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ أَنْكَرَ الأَصْوَاتِ
لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.
11327- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ،
فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا
بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَإِنَّهَا رَأَتْ شَيْطَانًا.
سُورَةُ السَّجْدَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11328- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ
: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ
الْحَدَّادُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَخْضَرُ بْنُ عَجْلاَنَ ، عَنِ ابْنِ
جُرَيْجِ الْمَكِّيِّ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِي قَالَ : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، إِنَّ
اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَوْمَ السَّابِعِ ، وَخَلَقَ
التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَالْجِبَالَ يَوْمَ الأَحَدِ ، وَالشَّجَرَ
يَوْمَ الاِثْنَيْنِ ، وَالتِّقْنَ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ ، وَالنُّورَ يَوْمَ
الأَرْبِعَاءِ ، وَالدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ ، وَآدَمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنَ النَّهَارِ بَعْدَ الْعَصْرِ ، وَخَلَقَ أَدِيمَ الأَرْضِ
أَحْمَرَهَا وَأَسْوَدَهَا ، وَطَيِّبَهَا وَخَبِيثَهَا ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ
جَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ آدَمَ الطِّيِّبَ وَالْخَبِيثَ.
11329- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو
بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي
صَلاَةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الم تَنْزِيلُ ، وَهَلْ أَتَى ، اللَّفْظُ
لِعَمْرٍو.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ
الْمَضَاجِعِ} ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى
: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ
قُرَّةِ أَعْيُنٍ}.
11330- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي
وَائِلٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَصْبَحْتُ قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ ، فَقُلْتُ
: يَا نَبِيَّ اللهِ ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ ،
وَيُبْعِدُنِي عَنِ النَّارِ ، قَالَ : لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ ، وَإِنَّهُ
لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، تُقِيمُ الصَّلاَةَ ،
وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ , ثُمَّ قَالَ
: أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ
تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ
مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ , ثُمَّ تَلاَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} حَتَّى
{يَعْمَلُونَ} ثُمَّ قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ
وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : رَأْسُ
الأَمْرِ الإِسْلاَمُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ
, ثُمَّ قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمِلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا
رَسُولَ اللهِ ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ : كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا , قُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللهِ ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ قَالَ :
ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ
، أَوْ قَالَ : عَلَى مَنَاخِرِهِمْ ، إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ؟.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ
الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
11331- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ،
عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، وَأَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ
مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ} قَالَ : سِنُونَ
أَصَابَتْهُمُ.
سُورَةُ الأَحْزَابِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْفَرَجِ سَهْلُ بْنُ
بِشْرِ بْنِ أَحْمَدَ الإِسْفِرَايِينِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُنِيرٍ ، إِجَازَةً ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَكَرِيَّا
النَّيْسَابُورِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أبو عبد الرحمن
أحمد بن شعيب بن علي النسائي ، قرئ عليه وأنا أسمع ، قال :
11332- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : مَا كُنَّا نَدْعُو زَيْدَ بْنَ
حَارِثَةَ إِلاَّ زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، حَتَّى نَزَلَتْ فِي الْقُرْآنِ {ادْعُوهُمْ
لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ} .
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} .
11333- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ
عُقْبَةَ ، عَنْ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عُمَرَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : مَا كُنَّا نَدْعُوهُ إِلاَّ زَيْدَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَتَّى
نَزَلَتِ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}
.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ
فَوْقِكُمْ}.
11334- أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ
عَبْدَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ
فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ
الْحَنَاجِرَ} قَالَتْ : ذَلِكَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَثْرِبَ} .
11335- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
مَالِكٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الْحُبَابِ سَعِيدَ
بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرَى ، يَقُولُونَ
: يَثْرِبُ ، وَهِيَ الْمَدِينَةُ تَنْفِي النَّاسَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ
الْحَدِيدِ.
11336- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
يَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ ، أَعَزَّ جُنْدَهُ ، وَنَصَرَ
عَبْدَهُ ، وَغَلَبَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ ، فَلاَ شَيْءَ بَعْدَهُ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا
اللَّهَ عَلَيْهِ} .
11337- أَخْبَرَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ أَيُّوبَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ ، عَنْ خَارِجَةَ ، أَنَّ أَبَاهُ
، قَالَ : فَقَدْتُ آيَةً مِنْ سُورَةِ الأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ ، كُنْتُ
أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا ,
فَوَجَدْتُهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ
صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} , فَأَلْحَقْتُهَا فِي سُورَتِهَا فِي
الْمُصْحَفِ.
11338- أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الْهَيْثَمِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قال : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،
وَسُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ،
قَالَ : غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ ، الَّذِي سُمِّيتُ بِهِ ، وَلَمْ
يَشْهَدْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرًا ، فَقَالَ
: أَوَّلُ مَشْهَدٍ شَهِدَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، غِبْتُ
عَنْهُ ، أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ مَشْهَدًا بَعْدَهُ مَعَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَرَيَنَّ مَا أَصْنَعُ ،
فَهَابَ أَنْ يَقُولَ غَيْرَهَا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ ،
شَهِدَ أُحُدًا ، قَالَ : فَلَقِيَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، فَقَالَ : مَهْيَمْ ،
فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا عَمْرٍو ، إِنِّي أَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ
، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ، فَوُجِدَ بِهِ بِضْعَةٌ وَثَمَانُونَ مِنْ رَمْيَةٍ
وَطَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ ، قَالَتْ أُخْتُهُ : فَمَا عَرَفْتُ أَخِي إِلاَّ
بِبَنَانِهِ ، وَكَانَ حَسَنَ الْبَنَانِ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} إِلَى قَوْلِهِ : {تَبْدِيلاً}
، فَكُنَّا نَرَى أَنَّهَا نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَصْحَابِهِ.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} .
11339- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ
أَنَسٍ أَنَّ عَمَّهُ ، غَابَ عَنْ قِتَالِ ، أَهْلِ بَدْرٍ ، فَلَمَّا كَانَ
يَوْمُ أُحُدٍ وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ , قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ
إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ ، يَعْنِي أَصْحَابَهُ ، وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ
مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلاَءِ ، يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ ، فَلَقِيَهُ سَعْدٌ دُونَ
أُحُدٍ ، قَالَ سَعْدٌ : فَلَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَفْعَلَ فِعْلَهُ ، قَالَ :
فَوُجِدَ فِيهِ ثَمَانُونَ طَعْنَةً ، مِنْ بَيْنِ طَعْنَةٍ بِرُمْحٍ ، وَضَرْبَةٍ
بِسَيْفٍ ، وَرَمْيَةٍ بِسَهْمٍ ، قَالَ : فَكُنَّا نَقُولُ فِيهِ وَفِي
أَصْحَابِهِ : {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا
بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} .
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ
وَالْمُسْلِمَاتِ} .
11340- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا
سُوَيْدٌ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ :
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، مَا لِي
أَسْمَعُ الرِّجَالَ يُذْكَرُونَ فِي الْقُرْآنِ وَالنِّسَاءُ لاَ يُذْكَرْنَ ؟ فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ} .
11341- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ ،
حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَةَ أَبُو هِشَامٍ الْمَخْزُومِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَيْبَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ ،
زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ : قُلْتُ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا لَنَا لاَ نُذْكَرُ فِي
الْقُرْآنِ كَمَا يُذْكَرُ الرِّجَالُ ؟ قَالَتْ : فَلَمْ يَرُعْنِي ذَاتَ يَوْمٍ
ظُهْرًا إِلاَّ نِدَاؤُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ ، قَالَتْ : وَأَنَا أُسَرِّحُ
رَأْسِي ، فَلَفَفْتُ شَعْرِي , ثُمَّ خَرَجْتُ إِلَى حُجْرَةِ بَيْتِي ،
فَجَعَلْتُ سَمْعِي عِنْدَ الْجَرِيدِ , فَإِذَا هُوَ يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ :
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ
وَالْمُسْلِمَاتِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً
وَأَجْرًا عَظِيمًا} .
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ
كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} .
11342- أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ، عَنْ شَيْبَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ الأَقْمَرِ ، عَنِ الأَغَرِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ
قَالاَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنِ
اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ
جَمِيعًا ، كُتِبَا لَيْلَتَهُمَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا
اللَّهُ مُبْدِيهِ} .
11343- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : جَاءَ زَيْدٌ
يَشْكُو امْرَأَتَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَمَرَهُ أَنْ يُمْسِكَهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَتُخْفِي فِي
نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ}
.
11344- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ
: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ
، أَنَّ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : يَا أَبَا عَائِشَةَ , ثَلاَثٌ مَنْ قَالَ
بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ ، قَالَ :
وَكُنْتُ مُتَّكِئًا فَجَلَسْتُ
, فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْظِرِينِي
وَلاَ تَعْجَلِينِي ، أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَمَا هُوَ عَلَى
الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} ، قَالَتْ : إِنَّمَا
هُوَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، رَآهُ مَرَّةً عَلَى خَلْقِهِ وَصُورَتِهِ الَّتِي
خُلِقَ عَلَيْهَا ، وَرَآهُ مَرَّةً أُخْرَى حِينَ هَبَطَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى
الأَرْضِ سَادًّا , عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، قَالَتْ :
أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَأَلَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
هَذِهِ الآيَةِ , فَقَالَ : هُوَ جِبْرِيلُ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا يَكُونُ
فِي غَدٍ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ ، وَاللَّهُ يَقُولُ : {قُلْ
لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ
أَيَّانَ يَبْعَثُونَ} ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا كَتَمَ شَيْئًا مِمَّا
أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ وَاللَّهُ
يَقُولُ : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ
وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ
النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} ، قَالَتْ : لَوْ
كَانَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا مِمَّا
أُنْزِلَ عَلَيْهِ لَكَتَمَ هَذِهِ الآيَةَ {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ
اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ
وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ
أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} .
11345- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، عَنِ
ابْنِ أَبِي عَدِيٍّ ، وَعَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ
مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، نَحْوَهُ
, وَقَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
دَاوُدُ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ ... فَذَكَرَ
نَحْوَهُ.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا
وَطَرًا} .
11346- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ ، أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ
أَنَسٍ ، قَالَ : لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّةُ زَيْنَبَ , قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْدٍ : اذْكُرْهَا عَلَيَّ , قَالَ زَيْدٌ : فَانْطَلَقْتُ
فَقُلْتُ : يَا زَيْنَبُ أَبْشِرِي ، أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُكِ ، فَقَالَتْ : مَا أَنَا بِصَانِعَةٍ شَيْئًا
حَتَّى أُؤَامِرَ رَبِّي ، فَقَامَتْ إِلَى مَسْجِدِهَا وَنَزَلَ الْقُرْآنُ ،
وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا
بِغَيْرِ إِذْنٍ.
11347- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا الْمُلاَئِيُّ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَنَسًا ، يَقُولُ : كَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْكَحَنِي مِنَ السَّمَاءِ
، وَفِيهَا نَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ ، خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ قُعُودٌ ، ثُمَّ رَجَعَ وَهُمْ قَعُودٌ فِي الْبَيْتِ ،
حَتَّى رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ
يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} .
10- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ
وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ}
.
11348- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ
سَعْدٍ ، قَالَ : أَنَا فِي الْقَوْمِ ، إِذْ قَالَتِ امْرَأَةٌ : إِنِّي قَدْ
وَهَبْتُ لَكَ نَفْسِي يَا رَسُولَ اللهِ ، فَرَّ فِيَّ رَأْيَكَ يَا رَسُولَ
اللهِ ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : زَوِّجْنِيهَا ، قَالَ : اذْهَبْ فَاطْلُبْ وَلَوْ
خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ , فَذَهَبَ وَلَمْ يَجِئْ بِشَيْءٍ وَلاَ بِخَاتَمٍ مِنْ
حَدِيدٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَعَكَ مِنْ
سُوَرِ الْقُرْآنِ شَيْءٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَزَوَّجَهُ بِمَا مَعَهُ
مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ.
11349- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
مَرْحُومٌ الْعَطَّارُ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ امْرَأَةً
أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعْرِضُ نَفْسَهَا ,
فَقَالَ : لَيْسَ لِي فِي النِّسَاءِ حَاجَةٌ , فَقَالَتِ ابْنَةٌ لأَنَسٍ : مَا
كَانَ أَصْلَبَ وَجْهَهَا ، قَالَ أَنَسٌ : كَانَتْ خَيْرًا مِنْكِ ، رَغِبَتْ فِي
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ.
11- قَوْلُهُ تَعَالَى : {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ
مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} .
11350- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللاَّتِي وَهَبْنَ أَنْفُسَهُنَّ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَقُولُ : أَوَتَهَبُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا ؟
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ
مَنْ تَشَاءُ} , قُلْتُ : وَاللَّهِ مَا أَرَى رَبَّكَ إِلاَّ يُسَارِعُ لَكَ فِي
هَوَاكَ.
12- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ
مِنْ بَعْدُ} .
11351- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
أَخْبَرَنَا أَبُو هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ
جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ،
قَالَتْ : مَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى
أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ مِنَ النِّسَاءِ مَا شَاءَ.
13- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} .
11352- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ
أَنَسٍ ، قَالَ : لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ زَيْنَبَ أَهْدَتْ إِلَيْهِ أُمُّ سُلَيْمٍ حَيْسًا فِي تَوْرٍ مِنْ
حِجَارَةٍ ، قَالَ أَنَسٌ : قَالَ لِي : اذْهَبْ فَادْعُ مَنْ لَقِيتَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ
, فَدَعَوْتُ لَهُ مَنْ لَقِيتُ ، فَجَعَلُوا يَدْخُلُونَ فَيَأْكُلُونَ
وَيَخْرُجُونَ ، وَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ
فِي الطَّعَامِ فَدَعَا فِيهِ ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ ، وَلَمْ
أَدَعْ أَحَدًا لَقِيتُهُ إِلاَّ دَعَوْتُهُ ، فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا ،
وَخَرَجُوا وَبَقِيَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ، فَأَطَالُوا عَلَيْهِ الْحَدِيثَ ،
فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَحْيِي أَنْ يَقُولَ
لَهُمْ شَيْئًا ، فَخَرَجَ وَتَرَكَهُمْ فِي الْبَيْتِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ
أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} .
11353- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ
نُعَيْمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سُوَيْدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ،
عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ بَيَانِ بْنِ بِشْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
، يَقُولُ فِي هَذِهِ الآيَةِ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا
بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} قَالَ : بَنَى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ نِسَائِهِ ، فَصَنَعُوا طَعَامًا ،
فَأَرْسَلُوا فَدَعَوت رِجَالاً فَأَكَلُوا ، ثُمَّ قَامَ فَخَرَجَ ، فَأَتَى
بَيْتَ عَائِشَةَ وَتَبِعْتُهُ ، فَدَخَلَ فَوَجَدَ فِي بَيْتِهَا رَجُلَيْنِ ،
فَلَمَّا رَآهُمَا رَجَعَ وَلَمْ يُكَلِّمْهُمَا ، فَقَامَا فَخَرَجَا ،
وَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا
بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ} .
11354- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا
خَالِدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، أَنَّ أَنَسًا ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، يَدْخُلُ عَلَيْكَ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ ، فَلَوْ
حَجَبْتَ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آيَةَ
الْحِجَابِ.
11355- أَخْبَرَنِي زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مِسْعَرٍ
، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ :
كُنْتُ آكُلُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْسًا فِي
قَعْبٍ ، فَمَرَّ عُمَرُ فَدَعَاهُ فَأَكَلَ , فَأَصَابَتْ إِصْبُعُهُ إِصْبُعِي ،
فَقَالَ : حَسِّ ، لَوْ أُطَاعُ فِيَكُنَّ مَا رَأَتْكُنَّ عَيْنٌ ، فَنَزَلَ الْحِجَابُ.
11356- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، قَالَ
: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مِجْلَزٍ ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : لَمَّا تَزَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ دَعَا الْقَوْمَ فَطَعِمُوا ، ثُمَّ
جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ ، قَالَ
: فَأَخَذَ كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلْقِيَامِ فَلَمْ
يَقُومُوا ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَامَ مَنْ قَامَ مِنَ الْقَوْمِ ، وَقَعَدَ
ثَلاَثَةٌ ، قَالَ : وَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ لَيَدْخُلَ
، فَإِذَا الْقَوْمُ جُلُوسٌ ، ثُمَّ إِنَّهُمْ قَامُوا فَانْطَلَقُوا ، فَجِئْتُ
فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُمْ قَدِ
انْطَلَقُوا ، فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ ، فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ ، فَأَلْقَى
الْحِجَابَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ
إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} إِلَى {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ
اللهِ عَظِيمًا} .
14- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ
مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} .
11357- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَهْمَانَ ، قَالَ
: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ : {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا
فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} قَالَ : نَزَلَتْ فِي زَيْنَبَ بِنْتِ
جَحْشٍ.
11358- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : مَثَلِي وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بُنْيَانًا فَأَحْسَنَهُ
وَأَجْمَلَهُ , إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهُ ،
فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ ، وَيَقُولُونَ لَهُ :
هَلاَّ وَضَعْتَ هَذِهِ اللَّبِنَةَ ، فَأَنَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ ، وَأَنَا
خَاتَمُ النَّبِيِّينَ.
15- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ
يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ} .
11359- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ مَالِكٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي نُعَيْمٌ
الْمُجْمِرُ ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ ، أَخْبَرَهُ ، عَنْ
أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ ، أَنَّهُ قَالَ : أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ ، فَقَالَ لَهُ بَشِيرُ
بْنُ سَعْدٍ : أَمَرَنَا اللَّهُ أَنْ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ ، فَكَيْفَ نُصَلِّي
عَلَيْكَ ؟ فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى
تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ ، ثُمَّ قَالَ : قُولُوا : اللَّهُمَّ صَلِّ
عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ
، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ
إِبْرَاهِيمَ , فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، وَالسَّلاَمُ كَمَا
قَدْ عَلِمْتُمْ.
16- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} .
11360- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا رَوْحٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ خِلاَسٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كَانَ
مُوسَى حَيِيًّا سِتِّيرًا ، لاَ يُرِي مِنْ جِلْدِهِ شَيْئًا اسْتِحْيَاءً ، فَآذَاهُ
بَعْضُ بَنِي إِسْرَائِيلَ , فَقَالُوا : مَا يَسْتَتِرُ هَذَا السِّتْرَ إِلاَّ
مِنْ شَيْءٍ بِجِلْدِهِ ، إِمَّا بَرَصٌ وَإِمَّا أُدْرَةٌ ، أَوْ آفَةٌ ،
فَدَخَلَ لِيَغْتَسِلَ , وَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى الْحَجَرِ ، فَعَدَا الْحَجَرُ
بِثِيَابِهِ ، فَخَرَجَ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِهِ ، فَرَآهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ
أَحْسَنَ النَّاسِ خَلْقًا ، وَأَبْرَأَهُ مِمَّا يَقُولُونَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ
عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا
مُوسَى} .
11361- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا النَّضْرُ ، عَنْ عَوْفٍ ، بِهَذَا الإِسْنَادِ مِثْلَهُ.
سُورَةُ سَبَأَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ
لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}.
11362- أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ
: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي , ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ
عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا ، فَجَعَلَ يُنَادِي : يَا بَنِي فِهْرٍ ، يَا بَنِي
عَدِيٍّ ، يَا بَنِي فُلاَنٍ , لِبُطُونِ قُرَيْشٍ ، حَتَّى اجْتَمَعُوا ،
فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولاً
يَنْظُرُ ، وَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ قَدِ اجْتَمَعُوا ، فَقَالَ :
أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ
عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ
إِلاَّ صِدْقًا ، قَالَ : فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ
, قَالَ أَبُو لَهَبٍ : تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا ؟ فَنَزَلَتْ
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ}.
11363- أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ
سُوَيْدٍ ، عَنْ زُهَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ،
قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَأَشْرَفَ النَّاسُ عَلَى وَادٍ ,
فَجَهَرُوا بِالتَّكْبِيرِ وَالتَّهْلِيلِ : اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ،
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَرَفَعَ عَاصِمٌ صَوْتَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، ارْبَعُوا عَلَى
أَنْفُسِكُمْ ، إِنَّ الَّذِي تَدَعُونَ لَيْسَ بِأَصَمَّ ، إِنَّهُ سَمِيعٌ
قَرِيبٌ ، إِنَّهُ مَعَكُمْ , أَعَادَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، قَالَ أَبُو مُوسَى :
فَسَمِعَنِي أَقُولُ وَأَنَا خَلْفَهُ : لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ
بِاللَّهِ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ ، أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى
كَلِمَةٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟ قُلْتُ : بَلَى ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي ،
قَالَ : لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ
الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ}.
11364- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ وَحَوْلَ الْكَعْبَةِ سِتُّونَ وَثَلاَثُمِائَةِ نَصُبٍ ،
فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ ، وَجَعَلَ يَقُولُ : {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ
الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} وَ {جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ
الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ}.
سُورَةُ فَاطِرٍ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مَعْمَرٍ
وَلاَ يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ}.
11365- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ
الْوَزِيرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ وَهْبٍ ، يَقُولُ :
حَدَّثَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ سَرَّهُ
أَنْ يُبْسَطَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ أَوْ يُنْسَأَ فِي أَجَلِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.
سُورَةُ يس.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالشَّمْسُ تَجْرِي
لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}.
11366- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : كُنْتُ
مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ مَغْرِبِ
الشَّمْسِ , فَقَالَ : أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : تَذْهَبُ حَتَّى تَنْتَهِيَ تَحْتَ الْعَرْشِ
عِنْدَ رَبِّهَا ، ثُمَّ تَسْتَأْذِنُ فَيُؤْذَنُ لَهَا ، وَيُوشِكُ أَنْ
تَسْتَأْذِنَ فَلاَ يُؤْذَنَ لَهَا ، وَتَسْتَشْفِعُ وَتَطْلُبُ ، فَإِذَا قَالَ
ذَلِكَ , قِيلَ : اطْلُعِي مِنْ مَكَانِكِ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {وَالشَّمْسُ
تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى
أَفْوَاهِهِمْ}.
11367- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا شِبْلٌ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا قَزْعَةَ ، يُحَدِّثُ عَمْرَو بْنَ دِينَارٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ
، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي حَلَفْتُ بِعَدَدِ أَصَابِعِي أَلاَّ
أَتَّبِعَكَ وَلاَ أَتَّبِعَ دِيْنَكَ ، فَأَنْشُدُكَ اللَّهَ مَا الَّذِي
بَعَثَكَ اللَّهُ بِهِ ؟ قَالَ
: الإِسْلاَمُ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِي
الزَّكَاةَ ، أَخَوَانِ نَصِيرَانِ ، لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ أَحَدٍ تَوْبَةً أَشْرَكَ
بِاللَّهِ بَعْدَ إِسْلاَمِهِ , قَالَ : فَمَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ
؟ قَالَ : تُطْعِمُهَا إِذَا طَعِمْتَ ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ ، وَلاَ
تَضْرُبِ الْوَجْهَ وَلاَ تُقَبِّحْهُ ، وَلاَ تَهْجُرْ إِلاَّ فِي الْبَيْتِ ,
وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الشَّامِ
, فَقَالَ : هَاهُنَا إِلَى هَاهُنَا تُحْشَرُونَ ،
رُكْبَانًا ، وَمُشَاةً ، وَعَلَى وُجُوهِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، عَلَى
أَفْوَاهِكُمُ الْفِدَامُ ، تُوفُونَ سَبْعِينَ أُمَّةً ، أَنْتُمْ آخِرُهَا وَأَكْرَمُهُمْ
عَلَى اللهِ ، وَإِنَّ أَوَّلَ مَا يُعْرِبُ عَلَى أَحَدِكُمْ فَخِذُهُ.
سُورَةُ الصَّافَّاتِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11368- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ ، قَالَ
: أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِالتَّخْفِيفِ وَيَؤُمُّنَا بِالصَّافَّاتِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي
النُّجُومِ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ}.
11369- أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا آدَمُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شَيْبَانُ أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَجْمَعُ
اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ : لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى
رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا ، فَيَنْطَلِقُونَ حَتَّى
يَأْتُوا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ , فَيَقُولُونَ : يَا آدَمُ ، أَنْتَ أَبُو
النَّاسِ ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ ، وَأَسْجَدَ
لَكَ مَلاَئِكَتَهُ ، وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ ، فَاشْفَعْ لَنَا
عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا ، فَيَقُولُ : إِنِّي
لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ مِنْ أَكَلِ
الشَّجَرَةِ ، وَلَكِنِ ائْتُوا نُوحًا عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ
رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ ، فَيَأْتُونَ نُوحًا , فَيَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ
هُنَاكُمْ ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ مِنْ سُؤَالِهِ رَبَّهُ مَا
لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ ، وَلَكِنِ ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
خَلِيلُ الرَّحْمَنِ ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ , فَيَقُولُ : إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ
، وَيَذْكُرُ كَذِبَاتِهِ الثَّلاَثَ , قَوْلَهُ : إِنِّي سَقِيمٌ ، وَقَوْلَهُ :
بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا ، وَقَوْلَهُ لِسَارَةَ حِينَ أَتَى عَلَى
الْجَبَّارِ : أَخْبِرِي أَنِّي أَخُوكِ ، فَإِنِّي سَأُخْبِرُ أَنَا أَنَّكِ
أُخْتِي ، فَإِنَّا أَخَوَانِ فِي كِتَابِ اللهِ ، لَيْسَ فِي الأَرْضِ مُؤْمِنٌ
وَلاَ مُؤْمِنَةٌ غَيْرُنَا ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ
الَّذِي كَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ التَّوْرَاةَ
فَيَأْتُونَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ , فَيَقُولُ :
إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ مِنْ قَتْلِ
الرَّجُلِ ، وَلَكِنِ ائْتُوا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَبْدَ اللهِ
وَرَسُولَهُ مِنْ كَلِمَةِ اللهِ وَرُوحِهِ , فَيَأْتُونَ عِيسَى , فَيَقُولُ :
إِنِّي لَسْتُ هُنَاكُمْ ، وَلَكِنِ ائْتُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، عَبْدًا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا
تَأَخَّرَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَيَأْتُونِي
, فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ ، فَإِذَا رَأَيْتُ رَبِّي
وَقَعْتُ سَاجِدًا ، فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدَعَنِي ، ثُمَّ
يَقُولُ لِي : ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُحَمَّدُ ، قُلْ تُسْمَعْ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ
، وَسَلْ تُعْطَهْ ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي وَأَحْمَدُ رَبِّي بِحَمْدِ
يُعَلُّمُنِيهِ ، ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا ، فَأُخْرِجُهُ مِنَ
النَّارِ وَأُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ، ثُمَّ أَعُودُ إِلَى رَبِّي الثَّانِيَةَ ،
فَأَخِرُّ سَاجِدًا ، فَيَقُولُ لِي مِثْلَ ذَلِكَ ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَيَحُدُّ
لِي حَدًّا ، فَأُخْرِجُهُ مِنَ النَّارِ وَأُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ ، ثُمَّ أَعُودُ
إِلَى رَبِّي الثَّالِثَةَ ، فَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا , فَيَقُولُ : لِي مِثْلَ
ذَلِكَ ، فَأَرْفَعُ رَأْسِي ، فَيَجْعَلُ لِي حَدًّا فَأُخْرِجُهُ مِنَ النَّارِ
، ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ، مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلاَّ
مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ ، فَيَقُولُ : أَيْ وَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ , قَالَ
قَتَادَةُ : وَهُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ}.
11370- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ ،
عَنْ تَمِيمٍ الطَّائِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : خَرَجَ
إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَلاَ تَصُفُّونَ
كَمَا تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ،
وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ؟ قَالَ : يُتِمُّونَ الصَّفَّ
الْمُقَدَّمَ ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ.
11371- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى خَيْبَرَ ، فَصَلَّيْنَا عِنْدَهَا
الْغَدَاةَ ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وَرَكِبَ أَبُو طَلْحَةَ ، وَأنا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ ، فَأَجْرَى رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي زُقَاقٍ خَيْبَرَ ، فَانْكَشَفَ
فَخِذُهُ حَتَّى إِنِّي لأَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ فَخِذِهِ ، فَأَتَى خَيْبَرَ , فَقَالَ
: إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ ,
قَالَ : وَخَرَجُوا إِلَى أَعْمَالِهِمْ فَقَالُوا : مُحَمَّدٌ ، قَالَ عَبْدُ
الْعَزِيزِ : قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَالْخَمِيسُ قَالَ : فَأَصَبْنَاهَا
عَنْوَةً ، قَالَ : فَجَمَعَ السَّبْيَ ، فَجَاءَ دِحْيَةُ , فَقَالَ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، أَعْطِنِي جَارِيَةً مِنَ السَّبْيِ ، فَقَالَ : اذْهَبْ فَخُذْ
جَارِيَةً فَأَخَذَ صَفِيَّةَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، يَأْخُذُ صَفِيَّةَ
؟ مَا تَصْلُحُ إِلاَّ لَكَ ، فَقَالَ : ادْعُهْ , فَجَاءَ ، فَلَمَّا نَظَرَ
إِلَيْهَا , قَالَ : خُذْ غَيْرَهَا , فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوَّجَهَا ، قِيلَ : يَا
أَبَا حَمْزَةَ ، مَا أَصْدَقَهَا ؟ قَالَ : أَصْدَقَهَا نَفْسَهَا.
سُورَةُ ص.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11372- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
عُمَارَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَرِضَ
أَبُو طَالِبٍ , فَأَتَتْهُ قُرَيْشٌ , وَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَعُودُهُ ، وَعِنْدَ رَأْسِهِ مَقْعَدُ رَجُلٍ ، فَجَاءَ أَبُو جَهْلٍ
فَقَعَدَ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَلاَ تَرَى إِلَى ابْنِ أَخِيكَ يَقَعُ فِي
آلِهَتِنَا ؟ قَالَ : ابْنَ أَخِي ، مَا لِقَوْمِكَ يَشْكُونَكَ ؟ قَالَ :
أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ ، وَتُؤَدِّي
إِلَيْهِمُ الْعَجَمُ الْجِزْيَةَ
, قَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ , فَقَالُوا : أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا ؟ فَنَزَلَتْ ص ،
فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ {عُجَابٌ}.
11373- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَبِيبٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ , ،
قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبَّادٌ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
نَحْوَهُ.
11374- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ فِي ص ، وَقَالَ : سَجَدَهَا دَاوُدُ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ تَوْبَةً ، وَنَسْجُدُهَا شُكْرًا.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَ
يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي}.
11375- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
عَيَّاشٍ ، عَنْ حُصَينٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي ، فَأَتَاهُ
الشَّيْطَانُ فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ فَخَنَقَهُ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لِسَانِهِ عَلَى يَدِي ، وَلَوْلاَ
دَعْوَةُ أَخِي سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ , لأَصْبَحَ مُوثَقًا حَتَّى
يَرَاهُ النَّاسُ.
11376- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، عَنْ
مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ انْفَلَتَ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ
صَلاَتِي ، فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ ، فَأَخَذْتُهُ فَأَرَدْتُ أَنْ
أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تَنْظُرُونَ
إِلَيْهِ ، فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، وَقَوْلَهُ :
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} , فَرَدَدْتُهُ
خَاسِئًا.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {جَنَّاتِ عَدْنٍ}.
11377- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ
، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : مَا بَيْنَ
الْقَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رِدَاءُ الْكِبْرِ
عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ
أَزْوَاجٌ}.
11378- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَادِ بْنِ
الأَسْوَدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
ذِئْبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : إِنَّ الْمَيِّتَ تَحْضُرُهُ الْمَلاَئِكَةُ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلَ الصَّالِحَ
, قَالَ : اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ ، كَانَتْ فِي جَسَدٍ
طَيِّبٍ ، اخْرُجِي حَمِيدَةً ، وَأَبْشِرِي بِرَوحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ
غَضْبَانَ ، فَيَقُولُونَ ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى
السَّمَاءِ ، فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا ، فَيُقَالُ : مَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ :
فُلاَنٌ ، فَيُقَالُ : مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ ، كَانَتْ فِي
الْجَسَدِ الطِّيبِ ، ادْخُلِي حَمِيدَةً ، وَأَبْشِرِي بِرَوحٍ وَرَيْحَانٍ
وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ ، فَيُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى
السَّمَاءِ السَّابِعَةِ , وَإِذَا كَانَ الرَّجُلَ السُّوءَ , قِيلَ : اخْرُجِي
أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ، اخْرُجِي
ذَمِيمَةً ، وَأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ ، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ
، فَيُقَالُ ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ،
فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا , فَيُقَالُ : مَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ : فُلاَنٌ ، فَيُقَالُ
: لاَ مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ،
اخْرُجِي ذَمِيمَةً ، فَلَنْ تُفْتَحَ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ
طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي}.
11379- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ
، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى ، فَقَالَ :
يَا آدَمُ , أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ
رُوحِهِ ، أَغْوَيْتَ النَّاسَ
, وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ آدَمُ :
وَأَنْتَ مُوسَى الَّذِي , اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلاَمِهِ , تَلُومُنِي عَلَى
عَمَلٍ عَمِلْتُهُ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ
؟ قَالَ : فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى.
سُورَةُ الزُّمَرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11380- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ
مُسَاوِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ مَرْوَانَ أَبِي لُبَابَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ مَا يُرِيدُ أَنْ يُفْطِرَ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى
نَقُولَ مَا يُرِيدُ أَنْ يَصُومَ ، وَكَانَ يَقْرَأُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ بِبَنِي
إِسْرَائِيلَ ، وَالزُّمَرَ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا}.
11381- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَبْدِ الرَّحِيمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى
الْحُمَيْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ
سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ
، يَقُولُ : لَيْسَ أَحَدٌ أَصْبِرَ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ ، يَدْعُونَ
لَهُ نِدًّا , ثُمَّ هُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيُعَافِيهِمْ.
قَالَ الأَعْمَشُ : فَقُلْتُ لَهُ : مِمَّنْ سَمِعْتَهُ
يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ؟ قَالَ : حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ
السَّلَمِيُّ عِنْدَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّمَا يُوفَّى الصَّابِرُونَ
أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
11382- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ
أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : مَنْ أَذْهَبْتُ كَرِيمَتَيْهِ ، فَاحْتَسَبَ وَصَبَرَ
لَمْ أَجْعَلْ لَهُ ثَوَابًا دُونَ الْجَنَّةِ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}.
11383- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، عَنْ
جَعْفَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : نَزَلَتْ
هَذِهِ الآيَةُ , وَمَا نَعْلَمُ فِي أَيِّ شَيْءٍ نَزَلَتْ {ثُمَّ إِنَّكُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} قُلْنَا : مَنْ نُخَاصِمُ ، لَيْسَ
بَيْنَنَا وَبَيْنَ أَهْلِ الْكِتَابِ خُصُومَةٌ ؟ حَتَّى وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ ،
قَالَ ابْنُ عُمَرَ : هَذَا الَّذِي وَعَدَنَا رَبُّنَا أَنْ نَخْتَصِمَ فِيهِ.
4- قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {اللَّهُ يَتَوَفَّى
الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا}.
11384- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَامِلٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ حُصَينِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَنَحْنُ فِي سَفَرٍ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، قُلْنَا : يَا
رَسُولَ اللهِ ، لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا ؟ قَالَ : إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا ،
فَمَنْ يُوقِظُنَا لِلصَّلاَةِ , فَقَالَ بِلاَلٌ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، فَعَرَّسَ
الْقَوْمُ فَاضْطَجَعُوا , وَاسْتَنَدَ بِلاَلٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ ، فَغَلَبَتْهُ
عَيْنَاهُ ، فَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ ،
فَقَالَ : يَا بِلاَلُ ، أَيْنَ مَا قُلْتَ ؟ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَالَّذِي
بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُلْقِيَتْ عَلَيَّ نَوْمَةٌ مَثَلُهَا ، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ
حِينَ شَاءَ ، وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ , ثُمَّ أَمَرَهُمْ
فَانْتَشَرُوا لِحَاجَتِهِمْ ، فَتَوَضَّئُوا وَقَدِ ارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ ،
فَصَلَّى بِهِمُ الْفَجْرَ.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ
أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}.
11385- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يَعْلَى ، عَنْ
سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ قَدْ فَتَكُوا فَأَكْثَرُوا
، ثُمَّ أَتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالُوا :
إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو إِلَيْهِ لَحَسَنٌ ، لَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ
لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً ، فَنَزَلَتْ {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ
إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ} ، وَنَزَلَتْ {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ
أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ}.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ
قَدْرِهِ}.
11386- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عُبَيْدَةَ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : جَاءَ حَبْرٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، إِذَا كَانَ يَوْمُ
الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ , وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ ،
وَالْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالشَّجَرَ عَلَى إِصْبَعٍ ،
وَالْخَلاَئِقَ كُلَّهَا عَلَى إِصْبَعٍ ، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ وَيَقُولُ : أَنَا
الْمَلِكُ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ تَعَجُّبًا لِمَا قَالَ ، وَتَصْدِيقًا لَهُ ،
ثُمَّ قَرَأَ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
11387- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ
: حَدَّثَنَا يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
مَنْصُورٌ ، وَسُلَيْمَانُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ ، أَنْ يَهُودِيًّا ، جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ عَلَى
إِصْبُعٍ ، وَالأَرَضِينَ عَلَى إِصْبُعٍ ، وَالْجِبَالَ وَالْخَلاَئِقَ عَلَى
إِصْبُعٍ ، قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ وَقَالَ : {وَمَا
قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}.
قَالَ يَحْيَى : وَزَادَ فِيهِ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ،
عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ :
فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعَجُّبًا
وَتَصْدِيقًا.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : خَالَفَهُ عِيسَى بْنُ
يُونُسَ ، رَوَاهُ عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ.
11388- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنْ
أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ
: إِنَّ اللَّهَ يَحْمِلُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبُعٍ ، وَيَحْمِلُ الأَرَضِينَ
عَلَى إِصْبُعٍ ، وَيَحْمِلُ الْمَاءَ وَالثَّرَى عَلَى إِصْبُعٍ ، وَيَحْمِلُ الشَّجَرَ
عَلَى إِصْبُعٍ ، وَيَحْمِلُ الْخَلاَئِقَ كُلَّهَا عَلَى إِصْبُعٍ ، ثُمَّ
يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
11389- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ
أَبِي عَمْرَةَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : حَدَّثَتْنِي
عَائِشَةُ ، أَنَّهَا سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} , قُلْتُ : فَأَيْنَ النَّاسُ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ
: عَلَى جَسْرٍ جَهَنَّمَ.
11390- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ صَالِحٍ أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُلُّ أَهْلِ
الْجَنَّةِ يَقُولُ : لَوْلاَ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي فَيَكُونُ لَهُمْ شُكْرًا ،
وَكُلُّ أَهْلِ النَّارِ يَقُولُ
: لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي ، فَيَكُونُ عَلَيْهِمْ
حَسْرَةً.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ
بِيَمِينِهِ}.
11391- أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّ أَبَا
هُرَيْرَةَ كَانَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : يَقْبِضُ اللَّهَ الأَرَضِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ
بِيَمِينِهِ , ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ ، أَيْنُ مُلُوكُ الأَرْضِ.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ
مَنْ فِي السَّمَوَاتِ}.
11392- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، وَأَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ
سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ
التَّيْمِيِّ ، عَنْ أَسْلَمَ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : سَأَلَ أَعْرَابِيٌّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَا الصُّورُ ؟ قَالَ سُوَيْدٌ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : مَا الصُّورُ ؟ قَالَ : قَرْنٌ يُنْفَخُ
فِيهِ.
10- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَصَعِقَ مَنْ فِي
السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ}.
11393- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ ،
عَنْ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تُخَيِّرُونِي
عَلَى مُوسَى ، فَإِنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ
أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ ، فَإِذَا مُوسَى بَاطِشٌ بِجَانِبِ الْعَرْشِ ، فَلاَ
أَدْرِي أَصُعِقَ فَأَفَاقَ قَبْلِي ، أَمْ كَانَ مِمَّنِ اسْتَثْنَى اللَّهُ.
11- قَوْلُهُ تَعَالَى : {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى}.
11394- أَخْبَرَنَا مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ شَبَابَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ
الْعَزِيزِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لاَ
تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللهِ ، فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ ,
فَيُصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ
، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ مَرَّةً أُخْرَى فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ ، فَإِذَا
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ آخِذٌ بِالْعَرْشِ ، فَلاَ أَدْرِي أَحُوسِبَ
بِصَعْقَتِهِ يَومَ الطُّورِ ، أَوْ بُعِثَ قَبْلِي ، وَلاَ أَقُولُ : إِنَّ
أَحَدًا أَفْضَلَ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى.
11395- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ , قَالُوا : يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، أَرْبَعُونَ
يَوْمًا ؟ قَالَ : أَبَيْتُ ، قَالُوا : أَرْبَعُونَ شَهْرًا ؟ قَالَ : أَبَيْتُ ،
قَالُوا : أَرْبَعُونَ سَنَةً ؟ قَالَ : أَبَيْتُ ، قَالَ : ثُمَّ يَنْزِلُ
اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً , فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ , قَالَ
: وَلَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلاَّ يَبْلَى إِلاَّ عَظْمٌ وَاحِدٌ وَهُوَ
عَجْبُ الذَّنَبِ , قَالَ : وَفِيهِ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
11396- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حِبَّانُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ أَفْلَحَ بْنِ سَعِيدٍ ،
قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَافِعٍ ، يَذْكُرُ ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ ،
قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى
الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , قَالَتْ : وَهِيَ
تَمْتَشِطُ ، فَلَفَّتْ رَأْسَهَا وَقَامَتْ مِنْ وَرَاءِ حُجْرَتِهَا ،
فَسَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : يَا
أَيُّهَا النَّاسُ ، بَيْنَا أَنَا عَلَى الْحَوْضِ إِذْ مُرَّ بِكُمْ زُمَرًا ،
تَذْهَبُ بِكُمُ الطُّرُقُ ، فَأُنَادِيكُمْ : أَلاَ هَلُمَّ إِلَى الطَّرِيقِ ، فَيُنَادِي
مُنَادٍ مِنْ وَرَائِي : إِنَّهُمْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ : أَلاَ سُحْقًا
أَلاَ سُحْقًا.
سُورَةُ غَافِرٍ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11397- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ ،
يُحَدِّثُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَقُولُ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَلَّمَ يَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَحْدَهُ
لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
، لاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ ، أَهْلُ النِّعْمَةِ وَالْفَضْلِ وَالثَّنَاءِ
الْحَسَنِ ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ.
11398- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ
عَبْدَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي ، أَنَّهُ
سُئِلَ : مَا أَشَدُّ شَيْءٍ رَأَيْتَ قُرَيْشًا بَلَغُوا مِنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : مَرَّ بِهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ , فَقَالُوا لَهُ
: أَنْتَ الَّذِي تَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا ؟ قَالَ :
أَنَا , فَقَامُوا إِلَيْهِ فَأَخَذُوهُ بِمَجَامِعِ ثِيَابِهِ ، قَالَ :
فَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحْتَضِنَهُ مِنْ وَرَائِهِ يَصْرُخُ ، وَإِنَّ
عَيْنَيْهِ تَنْضَحَانِ , وَهُوَ يَقُولُ : {أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ
رَبِّيَ اللَّهُ} الآيَةَ.
11399- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَلاَ إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ
عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ
النَّارِ ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
11400- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ ذَرٍّ ،
وَأَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ ذَرٍّ ، عَنْ يُسَيْعٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} قَالَ : الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ
, ثُمَّ قَرَأَ {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ
عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} اللَّفْظُ لِهَنَّادٍ.
سُورَةُ فُصِّلَتْ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى
السَّمَاءِ} .
11401- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
مَالِكٍ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ أُسَامَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عُمَرَ
بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ , فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ
، إِنَّ جَارِيَةً لِي كَانَتْ تَرْعَى غَنَمًا لِي ، فَجِئْتُهَا وَفَقَدْتُ
شَاةً مِنَ الْغَنَمِ ، فَسَأَلْتُهَا , فَقَالَتْ : أَكَلَهَا الذِّئْبُ ، فَأَسِفْتُ
عَلَيْهَا ، وَكُنْتُ مِنْ بَنِي آدَمَ ، فَلَطَمْتُ وَجْهَهَا وَعَلَيَّ رَقَبَةٌ
، أَفَأُعْتِقُهَا ؟ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَيْنَ اللَّهُ ؟ قَالَتْ : فِي السَّمَاءِ ، قَالَ : فَمَنْ أَنَا ؟
قَالَتْ : أَنْتَ رَسُولُ اللهِ ، قَالَ : فَأَعْتِقْهَا.
11402- أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، عَنِ
ابْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ ،
أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَلِيًّا الأَسَدِيَّ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ
عُمَرَ أَعْلَمَهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلاَثًا وَقَالَ :
{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا
إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا
هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ
عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا ، وَ اطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ
الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي
أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ ، وَسُوءِ
الْمُنْقَلَبِ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ.
11403- أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ الْمَكِّيُّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا فُضَيْلٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نُصِرْتُ بِالصَّبَا ، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ
أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ}.
11404- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ
، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ
، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : اجْتَمَعَ ثَقَفِيَّانِ وَقُرَشِيٌّ
عِنْدَ الْبَيْتِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : أَتَرَى اللَّهَ يَعْلَمُ مَا نَقُولُ
؟ قَالَ بَعْضُهُمْ : إِذَا أَخْفَيْنَا لَمْ يَعْلَمْ ، وَإِذَا جَهَرْنَا عَلِمَ
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ} ، وَاللَّفْظُ لاِبْنِ مَنْصُورٍ.
11405- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ بَهْزِ بْنِ
حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ : {يَشْهَدُ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ
وَلاَ جُلُودُكُمْ} , قَالَ : إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ مُفْدَمًا عَلَى أَفْوَاهِكِمْ
بِالْفِدَامِ ، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يُبِينُ عَلَى أَحَدِكِمْ فَخِذُهُ وَكَفُّهُ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا
اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}.
11406- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ ،
عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَرَأَ {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}
قَالَ : قَدْ قَالَهَا النَّاسُ ثُمَّ كَفَرُوا ، فَمَنْ مَاتَ عَلَيْهَا فَهُوَ مِنْ
أَهْلِ الاِسْتِقَامَةِ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ
وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ}.
11407- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ , لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ
وَلاَ لِحَيَاتِهِ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُخَوِّفُ بِهِمَا عِبَادَهُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : خَالَفَهُ قَتَادَةُ.
11408- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ،
عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لاَ
يَنْخَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ ، وَلَكِنَّهُمَا خَلِيقَتَانِ
مِنْ خَلْقِهِ ، يُحْدِثُ اللَّهُ فِي خَلْقِهِ مَا يَشَاءُ مُخْتَصَرٌ.
سُورَةُ الشُّورَى.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ
وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}.
11409- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا بَكْرٌ ، وَاللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ شُفَيٍّ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : هَذَا كِتَابٌ كَتَبَهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ
، فِيهِ تَسْمِيَةُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَتَسْمِيَةُ آبَائِهِمْ ، ثُمَّ أُجْمِلَ
عَلَى آخِرِهِمْ ، فَلاَ يُزَادُ فِيهِمْ وَلاَ يُنْقَصُ ، وَهَذَا كِتَابٌ
كَتَبَهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، فِيهِ تَسْمِيَةُ أَهْلِ النَّارِ وَتَسْمِيَةُ
آبَائِهِمْ ، ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ ، فَلاَ يُزَادُ فِيهِمْ وَلاَ
يُنْقَصُ , قَالُوا : فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : إِنَّ
عَامِلَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ الْجَنَّةِ ، وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ
عَمَلٍ ، وَإِنَّ عَامِلَ النَّارِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ النَّارِ ، وَإِنَّ عَمِلَ
أَيَّ عَمَلٍ ، فَرَغَ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ , قَالَ : {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ
وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ
أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.
11410- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ طَاوُوسًا ، يَقُولُ :
سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ
أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : قُرْبَى آلِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : عَجِلْتَ ،
إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ
بُطُونِ قُرَيْشٍ إِلاَّ وَلَهُ فِيهِمْ قَرَابَةٌ . فَقَالَ : إِلاَّ أَنْ
تَصِلُوا مَا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ مِنَ الْقَرَابَةِ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ
التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}.
11411- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكِمْ قَدْ
أَضَلَّ رَاحِلَتَهُ فِي أَرْضٍ مَهْلَكَةٍ يَخَافُ أَنْ يَقْتُلَهُ الْجُوعُ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ
ظُلْمِهِ}.
11412- أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنِ الْبَهِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ،
قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : مَا عَلِمْتُ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَيَّ زَيْنَبُ
بِغَيْرِ إِذْنٍ وَهِيَ غَضْبَى ، ثُمَّ قَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : حَسْبُكَ إِذَا قَلَبَتْ لَكَ ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ ذُرِيِّعَتَيْهَا
، ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَيَّ ، فَأَعْرَضْتُ عَنْهَا ، حَتَّى قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دُونَكِ فَانْتَصِرِي , فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهَا
, حَتَّى رَأَيْتُهَا قَدْ يَبِسَ رِيقُهَا فِي فِيهَا ، فَلَمْ تَرُدُّ عَلَيَّ
شَيْئًا ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ
وَجْهُهُ.
سُورَةُ الزُّخْرُفِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11413- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
حَكِيمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الطَّائِفِيِّ ، قَالَ :
سَأَلْنَا ابْنُ عَبَّاسٍ , قُلْنَا : مَا هَذَانِ الرَّجُلاَنِ اللَّذَانِ قَالَ الْمُشْرِكُونَ
فِيهِمَا مَا قَالُوا حِينَ نَفِسَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , مَا آتَاهُ اللَّهُ عَلَى النَّاسِ ؟ قَالَ : أَمَّا عَنْ أَهْلِ
هَذِهِ الْقَرْيَةِ لِلْطَائِفِ فَجَدُّ الْمُخْتَارِ : مَسْعُودُ بْنُ عَمْرٍو ،
وَأَمَّا عَنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَجَبَّارٌ مِنْ جَبَابِرَةِ قُرَيْشٍ ، وَلَمْ
يُسَمِّهِ لَنَا.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ
الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ}.
11414- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ : عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ
عُقْبَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ
إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : أَتَزْعُمُ
أَنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ ؟ قَالَ : إِي وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَيُعْطَى قُوَّةَ مِائَةِ رَجُلٍ فِي الأَكْلِ
وَالشَّرْبِ وَالْجِمَاعِ وَالشَّهْوَةِ , فَقَالَ الرَّجُلُ : فَإِنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ
تَكُونُ لَهُ الْحَاجَةُ ، وَلَيْسَ فِي الْجَنَّةِ أَذًى ؟ فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : حَاجَةُ أَحَدِهِمْ رَشْحٌ يَفِيضُ مِنْ جِلْدِهِ ، فَإِذَا
بَطْنُهُ قَدْ ضَمُرَ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ}.
11415- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ
يَعْلَى ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ}.
وَقَالَ إِسْحَاقُ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
11416- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنِ ابْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي
عَنْ مَسْرَايَ ، فَسَأَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ
أُثْبِتْهَا ، فَكُرِبْتُ كَرْبًا مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ ، فَرَفَعَهُ
اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَمَا سَأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ
أَتَيْتُهُمْ بِهِ ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ ،
وَإِذَا مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي ، فَإِذَا
رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ ، وَإِذَا عِيسَى قَائِمٌ
يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ ،
وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ قَائِمٌ يُصَلِّي أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكَمْ ، يَعْنِي
نَفْسَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَحَانَتِ الصَّلاَةُ
فَأَمَمْتُهُمْ ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلاَةِ , قَالَ لِي قَائِلٌ : يَا
مُحَمَّدُ ، هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَالْتَفَتَ
إِلَيَّ فَبَدَأَنِي بِالسَّلاَمِ.
سُورَةُ الدُّخَانِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ
بِدُخَانٍ مُبِينٍ}.
11417- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ
، قَالَ عَبْدُ اللهِ : إِنَّ قُرَيْشًا لَمَّا اسْتَعْصَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , دَعَا عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ ،
فَأَصَابَهُمْ قَحْطٌ وَجَهْدٌ حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ ، وَجَعَلَ ، يَعْنِي
الرَّجُلَ ، يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا كَهَيْئَةِ
الدُّخَانِ مِنَ الْجَهْدِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَوْمَ تَأْتِي
السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، فَأُتِيَ
رَسُولُ اللهِ فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، اسْتَسْقِ اللَّهَ لَهُمْ ، فَإِنَّهُمْ
قَدْ هَلَكُوا ، فَاسْتَسْقَى اللَّهَ فَسُقُوا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى {إِنَّا كَاشِفُو
الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ} , فَعَادُوا إِلَى حَالَتِهِمُ الَّتِي
كَانُوا عَلَيْهَا حِينَ أَصَابَتْهُمُ الرَّفَاهِيَةُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
تَعَالَى {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ} , قَالَ
: يَوْمَ بَدْرٍ.
11418- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ , ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا فُرَاتٌ الْقَزَّازُ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ
، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ ، قَالَ : اطَّلَعَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ السَّاعَةَ ، فَقَالَ : إِنَّ
السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرٌ : الدُّخَانُ ، وَالدَّجَّالُ ،
وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَالدَّابَّةُ ، وَثَلاَثَةُ خُسُوفٍ :
خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ
الْعَرَبِ ، وَنُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَفَتْحُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ،
وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ تَسُوقُ النَّاسَ إِلَى الْمَحْشَرِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ
قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ}.
11419- أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، وَسُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، أَنَّ عَبْدَ
اللهِ ، قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا
اسْتَعْصَتْ عَلَيْهِ قُرَيْشٌ قَالَ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي بِسَبْعٍ كَسَبْعِ
يُوسُفَ , فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ فَحَصَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، فَأَكَلُوا الْجُلُودَ
وَالْمَيْتَةَ ، وَقَالَ الآخَرُ : الْجُلُودَ وَالْعَظْمَ ، فَجَعَلَ يَخْرُجُ
مِنَ الأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ ، فَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ : إِنَّ
قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا ، فَادْعُ اللَّهَ لَهُمْ ، فَقَالَ : إِنْ تَعُودُوا
نَعُدْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ
هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
قَالَ عَبْدُ اللهِ : فَهَلْ يُكْشَفُ عَذَابُ الآخِرَةِ
؟ ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ : إِنَّ الدُّخَانَ قَدْ مَضَى.
11420- أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو النُّعْمَانِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِلاَلٌ ،
عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَقَالَ أَبُو جَهْلٍ : أَيُخَوِّفُنَا مُحَمَّدٌ
بِشَجَرَةِ الزَّقُّومِ ، هَاتُوا تَمْرًا وَزُبْدًا فَتَزَقَّمُوا.
سُورَةُ الْجَاثِيَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11421- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا ابْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ
جَعْفَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي هَذِهِ
الآيَةِ {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} , قَالَ : كَانَ أَحَدُهُمْ
يَعْبُدُ الْحَجَرَ ، فَإِذَا رَأَى مَا هُوَ أَحْسَنُ مِنْهُ رَمَى بِهِ وَعَبْدَ
الآخَرَ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ
حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ}.
11422- أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ بَيَانٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ،
قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ :
يَسُبُّ ابْنُ آدَمَ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ ، بِيَدِي اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ.
11423- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ
، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لاَ
تَسُبُّوا الدَّهْرَ ، فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ ، قَالَ اللَّهُ :
يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ ، بِيَدِي
الْخَيْرُ ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى
كِتَابِهَا}.
11424- أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ
النَّاسُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ
الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ , وَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ
لَيْلَةَ الْبَدْرِ ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : فَكَذَلِكَ تَرَوْنَهُ , قَالَ :
يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , فَيَقُولُ : مَنْ كَانَ يَعْبُدُ
شَيْئًا فَلْيَتْبَعْهُ ، فَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ ،
وَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ ، وَيَتْبَعُ مَنْ يَعْبُدُ
الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ ، وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ بِمُنَافِقِيهَا ، فَيَأْتِيهِمُ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ , فَيَقُولُ :
أَنَا رَبُّكُمْ ، فَيَقُولُونَ : أَنْتَ رَبُّنَا فَيَتْبَعُونَهُ ، فَيُضْرَبُ
الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ
مَنْ يُجِيزُ ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ إِلاَّ الرُّسُلُ ، وَدَعْوَةُ الرُّسُلِ
يَوْمَئِذٍ : اللَّهُمَّ سَلَّمْ سَلِّمْ ، وَفِي جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ كَشَوْكِ السَّعْدَانِ
، هَلْ رَأَيْتُمُ السَّعْدَانَ ؟ فَإِنَّهُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ , غَيْرَ
أَنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا قَدْرُ عِظَمِهَا إِلاَّ اللَّهُ ، فَتَخْطَفُ النَّاسَ
بِأَعْمَالِهِمْ ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُخْرِجَ
بِرَحْمَتِهِ مِنَ النَّارِ مَنْ شَاءَ ، أَمَرَ الْمَلاَئِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا
مَنْ كَانَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا , مِمَّنْ يَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ ، مِمَّنْ أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يَرْحَمَهُ ،
فَيَعْرِفُونَهُمْ فِي النَّارِ بِآثَارِ السُّجُودِ ، فَيُخْرِجُونَهُمْ بِآثَارِ
السُّجُودِ ، حَرَّمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى النَّارَ عَلَى ابْنِ آدَمَ
أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ ، فَيُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النَّارِ وَقَدِ امْتَحَشُوا
، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ , فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ
الْحَبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ مُخْتَصَرٌ.
سُورَةُ الأَحْقَافِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11425- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، يَعْنِي ابْنَ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ عَبْدُ اللهِ بْنُ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ
اللهِ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مُرْنِي
بِأَمْرٍ فِي الإِسْلاَمِ لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَكَ بَعْدَكَ ، قَالَ
: قُلْ : آمَنْتُ بِاللَّهِ ، ثُمَّ اسْتَقِمْ , قَالَ : فَمَا أَتَّقِي ؟ فَأَشَارَ إِلَى
لِسَانِهِ.
11426- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، مِثْلَهُ.
1- قَوْلُهُ : {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ
لَكُمَا}.
11427- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ
، قَالَ : لَمَّا بَايَعَ مُعَاوِيَةُ لاِبْنِهِ ، قَالَ مَرْوَانُ : سُنَّةُ أَبِي بَكْرٍ
وَعُمَرَ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ : سُنَّةُ هِرَقْلَ
وَقَيْصَرَ ، فَقَالَ مَرْوَانُ : هَذَا الَّذِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ
{وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} الآيَةَ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ
عَائِشَةَ فَقَالَتْ : كَذَبَ وَاللَّهِ ، مَا هُوَ بِهِ ، وَإِنْ شِئْتُ أَنْ
أُسَمِّيَ الَّذِي أُنْزِلَتْ فِيهِ لَسَمَّيْتُهُ ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ أَبَا مَرْوَانَ ، وَمَرْوَانُ فِي
صُلْبِهِ ، فَمَرْوَانُ فضَضٌ مِنْ لَعْنَةِ اللهِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا
مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا}.
11428- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ
أَيُّوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى رِيحًا قَامَ ،
وَقَعَدَ ، وَأَقْبَلَ ، وَأَدْبَرَ ، قَالَتْ : فَقُلْتُ لَهُ ، فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ
، مَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ قَوْمٌ : {فَلَمَّا رَأَوْهُ
عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ
هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} , قَالَ : فَيَرَى
قَطَرَاتٍ ، فَيَسْكُنُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
سُورَةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ}.
11429- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ
، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنْ
عِتْبَانَ ، فَلَقِيتُ عِتْبَانَ فَحَدَّثَنِي بِهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَيْسَ أَحَدٌ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ فَتَأْكُلُهُ النَّارُ ، أَوْ تَطْعَمُهُ النَّارُ ، قَالَ أَنَسٌ
: فَأَعْجَبَنِي هَذَا فَقُلْتُ لاِبْنِي : اكْتُبْهُ.
11430- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللهِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ
، قَالَ : سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَنْ يُوَافِيَ عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَهُوَ يَقُولُ :
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاَّ
حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}.
11431- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنِ
ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنِّي
لأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ}.
11432- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبِ بْنِ عَرَبِيٍّ
، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ ،
قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ
فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَدُرْتُ خَلْفَهُ هَكَذَا ، فَعَرَفَ الَّذِي أُرِيدُ
، فَأَلْقَى الرِّدَاءَ عَنْ ظَهْرِهِ ، فَرَأَيْتُ مَوْضِعَ الْخَاتَمِ عَلَى
نُغْضِ كَتِفِهِ مِثْلَ الْجُمْعِ حَوْلَهُ خِيلاَنٌ , كَأَنَّهَا الثَّآلِيلُ ، فَجِئْتُ
حَتَّى اسْتَقْبَلْتُهُ , فَقُلْتُ لَهُ : غَفَرَ اللَّهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ
، قَالَ : وَلَكَ ، قَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : أَسْتَغْفَرَ لَكَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَلَكُمْ ، ثُمَّ تَلاَ
{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ
تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}.
11433- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ
نُعَيْمٍ ، أَخْبَرَنَا حِبَّانُ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ
بْنِ أَبِي الْمُزَرَّدِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَمِّي أَبَا الْحُبَابِ سَعِيدَ بْنَ
يَسَارٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ الْخَلْقَ ,
حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ قَامَتِ الرَّحِمُ , فَقَالَتْ : هَذَا مَكَانُ
الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ ، قَالَ : أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ
وَصَلَكِ ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ قَالَتْ : بَلَى يَا رَبِّ ، قَالَ :
فَهُوَ لَكِ , قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا
فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ
فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}.
سُورَةُ الْفَتْحِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11434- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسٍ ، {إِنَّا
فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} ، قَالَ : الْحُدَيْبِيَةُ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا
مُبِينًا}.
11435- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا قُرَادٌ وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَزْوَانَ
أَبُو نُوحٍ ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ عُمَرَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي سَفَرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ , فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ ،
فَقُلْتُ لِنَفْسِي : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، فَرَكِبْتُ
رَاحِلَتِي , فَتَقَدَّمْتُ مَخَافَةَ أَنْ يَكُونَ نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ ، فَإِذَا
أَنَا بِمُنَادٍ يُنَادِي : يَا عُمَرُ ، فَرَجَعْتُ وَأَنَا أَظُنُّ أَنَّهُ
نَزَلَ فِيَّ شَيْءٌ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
نَزَلَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ سُورَةٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا
فِيهَا {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ
مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}.
11436- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّ أَبَا
يُونُسَ ، مَوْلَى عَائِشَةَ أَخْبَرَهُ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَجُلاً ، جَاءَ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَفْتِيهِ وَهِيَ تَسْمَعُ
مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، تُدْرِكُنِي الصَّلاَةُ
وَأَنَا جُنُبٌ فَأَصُومُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : وَأنا تُدْرِكُنِي الصَّلاَةُ وَأَنَا جُنُبٌ فَأَصُومُ , قَالَ :
لَسْتَ مِثْلَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ غَفَرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ
مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ، قَالَ
: وَاللَّهِ لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ
، وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّقِي.
11437- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ ،
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى حَتَّى انْتَفَخَتْ
قَدَمَاهُ ، فَقِيلَ : أَتَتَكَلَّفُ هَذَا ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ قَالَ : أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا
شَكُورًا ؟.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لَيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}.
11438- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، وَأَبُو
الأَشْعَثِ ، عَنْ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ
، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ}
مَرْجِعَهُ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ وَهُمْ مُخَالِطُهُمُ الْحُزْنُ وَالْكَآبَةُ ،
وَقَدْ نُحِرَ الْهَدْيُ بِالْحُدَيْبِيَةِ , فَقَالَ : لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ
أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا , قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ
عَلِمْنَا مَا يَفْعَلُ بِكَ ، فَمَا يَفْعَلُ بِنَا ؟ فَنَزَلَتْ {لَيُدْخِلَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتَهَا الأَنْهَارُ}
إِلَى قَوْلِهِ {فَوْزًا عَظِيمًا} , اللَّفْظُ لِعَمْرٍو.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ}.
11439- أَخْبَرَنَا هِلاَلُ بْنُ الْعَلاَءِ ،
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو
إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ فِي
دَارِهِ سُورَةَ الْكَهْفِ , وَإِلَى جَانِبِهِ حِصَانٌ مَرْبُوطٌ حَتَّى
تَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو وَتَدْنُو حَتَّى جَعَلَ الْفَرَسُ
يَفِرُّ مِنْهَا ، قَالَ الرَّجُلُ : فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَذَكَرَ لَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ
لِلْقُرْآنِ.
11440- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سِيَاهٍ ،
عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ أَبَا وَائِلٍ أَسْأَلُهُ
عَنْ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ عَلِيٌّ بِالنَّهْرَوَانِ ، فِيمَ اسْتَجَابُوا
لَهُ ، وَفِيمَ فَارَقُوهُ ، وَفِيمَ اسْتَحَلَّ قَتْلَهُمْ ، فَقَالَ : كُنَّا
بِصِفِّينَ ، فَلَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ بِأَهْلِ الشَّامِ , قَالَ عَمْرُو
بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ : أَرْسِلْ إِلَى عَلِيٍّ الْمُصْحَفَ , فَادْعُهُ
إِلَى كِتَابِ اللهِ ، فَإِنَّهُ لَنْ يَأْبَى عَلَيْكَ ، فَجَاءَ بِهِ رَجُلٌ ,
فَقَالَ : بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللهِ لِيَحْكُمَ
بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} ، فَقَالَ
عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : أَنَا أَوْلَى بِذَلِكَ ، بَيْنَنَا كِتَابُ اللهِ
، فَجَاءَتْهُ الْخَوَارِجُ , وَنَحْنُ نَدْعُوهُمْ يَوْمَئِذٍ الْقُرَّاءَ ، وَسُيُوفُهُمْ
عَلَى عَوَاتِقِهِمْ ، فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا نَنْتَظِرُ
بِهَؤُلاَءِ الْقَوْمِ الَّذِينَ عَلَى التَّلِّ ، أَلاَ نَمْشِي إِلَيْهِمْ
بِسُيُوفِنَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ؟ فَتَكَلَّمَ
سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ , فَقَالَ
: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ ،
فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ ، يَعْنِي الصُّلْحَ الَّذِي كَانَ
بَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ
، وَلَوْ نَرَى قِتَالاً لَقَاتَلْنَا
فَجَاءَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ
عَلَى الْبَاطِلِ ؟ أَلَيْسَ قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلاَهُمْ فِي
النَّارِ ؟ قَالَ : بَلَى , قَالَ
: فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا ,
وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ؟ قَالَ : يَا ابْنَ
الْخَطَّابِ ، إِنِّي رَسُولُ اللهِ ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي أَبَدًا , قَالَ :
فَرَجَعَ وَهُوَ مُتَغَيِّظٌ , فَلَمْ يَصْبِرْ حَتَّى أَتَى أَبَا بَكْرٍ
رَحِمَهُ اللَّهُ , فَقَالَ : أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ ؟
أَلَيْسَ قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلاَهُمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : بَلَى ،
قَالَ : فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ وَنَرْجِعُ , وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ
بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ؟ قَالَ : يَا ابْنَ الْخَطَّابِ ، إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا ،
فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَقْرَأَهَا إِيَّاهُ ، قَالَ :
يَا رَسُولَ اللهِ ، وَفَتْحٌ هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ.
5- وَقَوْلُهُ تَعَالَى : {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ
كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ}.
11441- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ ، عَنْ أَبِي زَبْرٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْعَلاَءِ بْنِ زَبْرٍ ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ
، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ : {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ
كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ} , وَلَوْ حُمِيتُمْ
كَمَا حَمَوْا لَفَسَدَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ
فَأَغْلَظَ لَهُ ، قَالَ : إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَدْخُلُ عَلَى
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَيُعَلُّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ
اللَّهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ عِنْدَكَ عِلْمٌ وَقُرْآنٌ ،
فَاقْرَأْ وَعَلِّمْ مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ
الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ}.
11442- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ،
حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، وَحُصَيْنٍ ،
عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، قَالَ : سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ
: كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَ الشَّجَرَةِ ؟ قَالَ : أَلْفًا وَخَمْسَمِائَةٍ.
11443- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرًا ، يَقُولُ :
كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعُمِائَةٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرُ أَهْلِ الأَرْضِ.
11444- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ
بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ.
11445- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
، قَالَ : كُنَّا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ أَلْفًا وَأَرْبَعَمِائَةٍ ، فَبَايَعْنَاهُ
وَعُمَرُ آخِذٌ بِيَدِهِ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، وَهِيَ سَمُرَةٌ ، وَقَدْ
بَايَعْنَاهُ عَلَى أَلاَّ نَفِرَّ ، وَلَمْ نُبَايِعْهُ عَلَى الْمَوْتِ.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ
أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ}.
11446- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ
نَاسًا ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ هَبَطُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جَبَلِ التَّنْعِيمِ عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ ، فَأَخَذَهُمْ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَفَا عَنْهُمْ ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ
وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} الآيَةَ.
11447- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقَيْلٍ ،
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ ثَابِتٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيُّ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ
الَّتِي قَالَ اللَّهُ ، وَكَأَنِّي بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِ تِلْكَ الشَّجَرَةِ
عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَفَعْتُهُ
عَنْ ظَهْرِهِ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو بَيْنَ
يَدَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اكْتُبْ :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَأَخَذَ سُهَيْلٌ يَدَهُ ، فَقَالَ : مَا
نَعْرِفُ الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ ، اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ ،
فَقَالَ : اكْتُبْ بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ ، هَذَا مَا صَالِحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ
رَسُولُ اللهِ أَهْلَ مَكَّةَ , فَأَمْسَكَ بِيَدِهِ فَقَالَ : فَقَدْ ظَلَمْنَاكَ
إِنْ كُنْتَ رَسُولاً ، اكْتُبْ فِي قَضِيَّتِنَا مَا نَعْرِفُ ، فَقَالَ : اكْتُبْ : هَذَا
مَا صَالِحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ،
وَأَنَا رَسُولُ اللهِ , قَالَ : فَكَتَبَ ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ
خَرَجَ عَلَيْنَا ثَلاَثُونَ شَابًّا عَلَيْهِمُ السِّلاَحُ ، فَثَارُوا فِي
وُجُوهِنَا ، فَدَعَا عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَأَخَذَ اللَّهُ بِأَبْصَارِهِمْ ، فَقُمْنَا إِلَيْهِمْ فَأَخَذْنَاهُمْ ،
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ جِئْتُمْ
فِي عَهْدِ أَحَدٍ ، أَوْ هَلْ جَعَلَ لَكُمْ أَحَدٌ أَمَانًا ؟ فَقَالُوا : لاَ ، فَخَلَّى
سَبِيلَهُمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ
أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} إِلَى {بَصِيرًا}.
8- بَابُ : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ}.
11448- أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ ،
حَدَّثَنَا بِشْرُ يَعْنِي ابْنَ الْمُفَضَّلِ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ،
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : أَرَادَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ
يَكْتُبَ إِلَى الرُّومِ , فَقَالُوا : إِنَّهُمْ لاَ يَقْرَءُونَ كِتَابًا إِلاَّ
مَخْتُومًا ، فَاتَّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضَّةٍ ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِهِ
فِي يَدِهِ ، وَنَقَشَ فِيهِ : {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ}.
سُورَةُ الْحُجُرَاتِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ}.
11449- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ هُوَ ابْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ ثَابِتٍ ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا
لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ
لاَ تَشْعُرُونَ} , قَالَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ : أَنَا وَاللَّهِ الَّذِي كُنْتُ
أَرْفَعُ صَوْتِي عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ قَدْ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيَّ ، قَالَ : فَحَزِنَ
وَاصْفَرَّ ، فَفَقَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَ
عَنْهُ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ , إِنَّهُ يَقُولُ : وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ
أَكُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ , لأَنِّي كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي عِنْدَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , قَالَ :
فَكُنَّا نَرَاهُ يَمْشِي بَيْنَ أَظْهُرِنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ
مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}.
11450- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي
مُلَيْكَةَ ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ ، أَنَّهُ قَدِمَ
الرُّكَبُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ , عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَمِّرِ الْقَعْقَاعَ بْنَ مَعْبَدٍ
، وَقَالَ عُمَرُ : بَلْ أَمِّرِ الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ ، فَتَمَارَيَا حَتَّى
ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا ، فَنَزَلَتْ فِي ذَلِكَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ} حَتَّى انْقَضَتِ الآيَةُ {وَلَوْ
أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ}.
11451- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، قَالَ : أَبِي أَخْبَرَنَا ، قَالَ : أَخْبَرَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، {إِنَّ
الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} , فَقَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ ،
وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ ، فَقَالَ : ذَاكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلاَ تَنَابَزُوا
بِالأَلْقَابِ}.
11452- أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ ،
حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ أَبُو جَبِيرَةَ
بْنُ الضَّحَّاكِ : فِينَا نَزَلَتِ الآيَةُ ، قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَمَا مِنَّا رَجُلٌ إِلاَّ لَهُ
اسْمَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ ، كَانَ إِذَا دَعَا الرَّجُلَ بِالاِسْمِ , قُلْنَا :
يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهُ يَغْضَبُ مِنْ هَذَا ، فَأُنْزِلَتْ {وَلاَ تَنَابَزُوا
بِالأَلْقَابِ} الآيَةُ كُلُّهَا.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا
قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا}.
11453- أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
مَعْمَرٍ(1) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
أَنَّ سَعْدًا ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَعْطَيْتَ فُلاَنًا وَفُلاَنًا ،
وَمَنَعْتَ فُلاَنًا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، قَالَ : مُسْلِمٌ , قَالَ : أَعْطَيْتَ فُلاَنًا
، قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً ، كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ : مُسْلِمٌ.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ
بَعْضًا}.
11454- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا
الْغِيبَةُ , قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا
يَكْرَهُ , قِيلَ : أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : إِنْ كَانَ
فِيهِ مَا تَقُولُ , فَقَدِ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ
بَهَتَّهُ.
_____حاشية_____
(1) في النسخة الخطية "من السنن الكبرى" ,
والمطبوع : "المُعْتَمِر بن سُلَيْمَان , حدَّثنا عَبْد الرَّزَّاق , عن
مَعْمَر" ، وقوله : "عن عَبْد الرَّزَّاق" لم يَرِد في "تحفة
الأشراف" وظن البعض أنه سقط من "التحفة" وليس كذلك , ففي ترجمة مُعْتَمِر
بن سُلَيْمَان في "تهذيب الكمال" ذَكَرَ المِزِّي أنه روى عن عَبْد
الرَّزَّاق , وَلَمْ يرمز له برمز النَّسَائِي (س) , وروى عن مَعْمَر , ورمز له برمز
مُسْلم والنَّسَائِي (م س) , وكذلك فعل في ترجمة عَبْد الرَّزَّاق , إذ ذَكَرَ في
الرواة عنه : مُعْتَمِر بن سُلَيْمَان
, ، وَلَمْ
يرمز له بشيءٍ , واللهُ أعلم.
ولعل قائلاً يقول : فلماذا لم تعتمدوا النسخة الخطية ,
وأثبتم "عن عَبْد الرَّزَّاق" ؟.
قلنا :
النسخ الخطية التي عُثِرَ عليها حتى السَّاعة , للسنن
الكبرى , نسخ حديثه لاَ تقف أمام النسخ العتيقة التي وقعت للمِزِّي في عصره , وقد
عرفنا ذلك , بفضل اللهِ , من خلال التتبع لما وقع في هذه النسخ , والعمل في هذا الشأن.
ومما يؤكد عدم ورود "عَبْد الرَّزَّاق" في
إسناد النَّسَائِي , قول ابن عساكر عَقِب رواية النَّسَائِي , في رواية المُعْتَمِر
, عن مَعْمَر : سقط منه "عَبْد الرَّزَّاق" . "تحفة الأشراف"
فقد سقط من رواية النَّسَائِي , ووجب علينا في هذه الحالة أن نثبته كما ورد.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ
أَسْلَمُوا}.
11455- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ
السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَخْبَرَنَا
سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ رَجُلٍ
، مِنْ ثَقِيفٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ أَبُو عَوْنٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَدِمَ وَفْدُ بَنِي أَسَدٍ عَلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَتَكَلَّمُوا , فَقَالُوا : قَاتَلَتْكَ مُضَرُ ,
وَلَسْنَا بَأَقَلِّهِمْ عَدَدًا ، وَلاَ أَكَلَّهُمْ شَوْكَةً ، وَصَلْنَا
رَحِمَكَ ، فَقَالَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا :
تَكَلَّمُوا هَكَذَا ، قَالُوا : لاَ ، قَالَ : إِنَّ فِقْهَ هَؤُلاَءِ قَلِيلٌ ،
وَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.
قَالَ عَطَاءٌ فِي حَدِيثِهِ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ
وَعَزَّ {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا} الآيَةَ.
سُورَةُ ق.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11456- أَخْبَرَنَا عِمْرَانُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي الرِّجَالِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ أُمِّ
هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ ، قَالَتْ : مَا أَخَذْتُ {ق
وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَانَ يُصَلِّي بِهَا الصُّبْحَ.
11457- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ،
قَالَ : سَمِعْتُ عَمِّي ، يَقُولُ : صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ، فَقَرَأَ فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ
{وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} , قَالَ شُعْبَةُ : فَلَقِيتُهُ فِي السُّوقِ فِي
الزِّحَامِ , فَقَالَ : ق.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ
هَلِ امْتَلأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ}.
11458- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ
أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ ،
فَقَالَتِ الْجَنَّةُ : يَا رَبِّ ، مَا لِي لاَ يَدْخُلُنِي إِلاَّ فُقَرَاءُ النَّاسِ
وَمَسَاكِينُهُمْ وَسُقَّاطُهُمْ ، وَقَالَتِ النَّارُ : يَا رَبِّ ، مَا لِي لاَ
يَدْخُلُنِي إِلاَّ الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ ، فَقَالَ لِلنَّارِ :
أَنْتَ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ : أَنْتَ
رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ مِلْؤُهَا ،
فَأَمَّا أَهْلُ الْجَنَّةِ , فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا مَا
شَاءَ ، وَأَهْلُ النَّارِ فَيُلْقَوْنَ فِيهَا فَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ؟ حَتَّى
يَضَعَ قَدَمَهُ فِيهَا ، فَهُنَاكَ تَمْتَلِئُ وَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى
بَعْضٍ ، وَتَقُولُ : قَطُّ قَطُّ قَطُّ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}.
11459- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عُمَارَةَ ، وَهُوَ
ابْنُ رُؤَيْبَةَ , ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : مَنْ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا لَمْ يَلِجِ
النَّارَ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ
: نَعَمْ ، سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ ، وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
11460- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
عُثْمَانَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ قَيْسٍ ، عَنْ جَرِيرٍ ، قَالَ : كُنَّا
عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَعَلْنَا نَنْظُرُ
إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَمَا إِنَّكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَى رَبِّكَمْ كَمَا تَنْظُرُونَ إِلَى
الْقَمَرِ ، لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ
تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَتَيْنِ : صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، وَصَلاَةٍ
قَبْلَ غُرُوبِهَا , وَتَلاَ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ}.
سُورَةُ الذَّارِيَاتِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11461- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
سَلْمِ بْنِ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْبَرِيدِ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ , فَنَسْمَعُ مِنْهُ الآيَةَ بَعْدَ
الآيَةِ مِنْ سُورَةِ لُقْمَانَ , وَالذَّارِيَاتِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ}.
11462- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ مَسْعُودِ
بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي نُصِرْتُ بِالصَّبَا ،
وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ.
11463- أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ نَصْرٍ ،
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ،
قَالَ : أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أَنَا
الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ.
سُورَةُ الطُّورِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11464- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ
عُرْوَةَ ، عَنْ زَيْنَبَ ابْنَةِ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ،
أَنَّهَا قَدِمَتْ مَكَّةَ وَهِيَ مَرِيضَةٌ ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : طُوفِي مِنْ وَرَاءِ الْمُصَلِّينَ
وَأَنْتَ رَاكِبَةٌ , قَالَتْ : فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَهُوَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ يَقْرَأُ بِالطُّورِ.
11465- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
مَالِكٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، وَالْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأنا
أَسْمَعُ ، عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي
الْمَغْرِبِ بِالطُّورِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}.
11466- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا عَفَّانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ذَكَرَ الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ
عَلَيْهِ السَّلاَمُ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ، وَإِذَا
هُوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ ، إِذَا خَرَجُوا مِنْهُ
لاَ يَعُودُونَ إِلَيْهِ أَبَدًا.
سُورَةُ النَّجْمِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11467- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مَسْعُودٍ ، فِي قَوْلِهِ {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} ، قَالَ : رَأَى جِبْرِيلَ
عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي حُلَّةٍ مِنْ رَفْرَفٍ قَدْ مَلأَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ.
11468- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ
: كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ , فَقَالَتْ : يَا أَبَا
عَائِشَةَ ، ثَلاَثٌ مَنْ تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى
اللهِ الْفِرْيَةَ : مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ أَعْظَمَ
عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ ، قَالَ : وَكُنْتُ مُتَّكِئًا فَجَلَسْتُ , فَقُلْتُ : يَا أُمَّ
الْمُؤْمِنِينَ ، أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ {وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ} ،
{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} ؟ فَقَالَتْ : إِنِّي أَوَّلُ مَنْ سَأَلَ عَنْ
هَذِهِ الآيَةِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ :
إِنَّمَا ذَلِكَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، لَمْ أَرَهُ فِي صُورَتِهِ
الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا إِلاَّ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ ، رَأَيْتُهُ
مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا , عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالأَرْضِ , ثُمَّ قَالَتْ : أَوَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى : {لاَ تُدْرِكْهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ
وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ؟ أَوَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى قَوْلِ اللهِ : {وَمَا كَانَ
لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ
يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} ؟ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ
مُحَمَّدًا كَتَمَ شَيْئًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ
الْفِرْيَةَ ، وَاللَّهُ يَقُولُ : {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ
إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا يَكُونُ فِي غَدٍ ,
فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللهِ الْفِرْيَةَ ، وَاللَّهُ يَقُولُ : {قُلْ لاَ يَعْلَمُ
مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ}.
1- ذِكْرُ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى.
11469- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ
، فِي قَوْلِهِ : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : هُوَ نَهْرٌ فِي الْجَنَّةِ , حَافَّتَاهُ قِبَابٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ ،
فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، مَا هَذَا ؟ قَالَ : هُوَ الْكَوْثَرُ , الَّذِي
أَعْطَاكَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، وَرُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى
، مُنْتَهَاهَا فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ
أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}.
11470- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ ،
قَالَ : سَأَلْتُ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ قَوْلِهِ : {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ
أَوْ أَدْنَى} ، فَقَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَهُ سِتُّمِائَةِ
جُنَاحٍ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا
رَأَى}.
11471- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْعَلاَءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ
، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَينٍ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي
قَوْلِهِ : {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} قَالَ : رَآهُ بِقَلْبِهِ ، وَقَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ : {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} , قَالَ : رَآهُ
بِقَلْبِهِ مَرَّتَيْنِ.
11472- أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
شَرِيكٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِقَلْبِهِ ، وَلَمْ يَرَهُ بِبَصَرِهِ.
11473- أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ
أَبَانٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ،
يَقُولُ : إِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
11474- أَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ،
عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى}
, قَالَ : عَبْدُهُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
11475- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ
، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : أَتَعْجَبُونَ أَنْ تَكُونَ الْخُلَّةُ
لِإِبْرَاهِيمَ ، وَالْكَلاَمُ لِمُوسَى ، وَالرُّؤْيَةُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً
أُخْرَى}.
11476- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ ، فِي قَوْلِهِ : {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} إِلَى قَوْلِهِ : {لَقَدْ رَأَى
مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} , قَالَ : رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
قَدْ سَدَّ الأُفُقَ لَمْ يَرَهُ إِلاَّ فِي هَذَيْنِ الْمَكَانَيْنِ.
11477- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
حِبَّانُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، فِي
قَوْلِهِ : {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} , قَالَ : أَبْصَرَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيلَ عَلَى رَفْرَفٍ قَدْ مَلأَ مَا بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، وَلَمْ يُبْصِرْ رَبَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
11478- أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرِّ
بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} , قَالَ : رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عِنْدَ
السِّدْرَةِ لَهُ سِتُّمِائَةِ جِنَاحٍ
, يَتَنَاثَرُ مِنْهَا تَهَاوِيلُ الدُّرِّ.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ
رَبِّهِ الْكُبْرَى}.
11479- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ
، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، فِي قَوْلِهِ : {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ
الْكُبْرَى} , قَالَ : رَأَى رَفْرَفًا
, فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : أَخْضَرَ قَدْ سَدَّ
الأُفُقَ.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِلاَّ اللَّمَمَ}.
11480- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ ابْنِ
طَاوُوسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَا رَأَيْتُ شَيْئًا
أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَتَبَ عَلَى ابْنِ
آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا ، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ ، فَزِنَا
الْيَدَيْنِ الْبَطْشُ ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى
وَتَشْتَهِي ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ وَيُكَذِّبُهُ.
7- قَوْلُهُ تَعَالَى : {أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ
وَالْعُزَّى}.
11481- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَكَّارٍ ، وَعَبْدُ
الْحَمِيدِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
يُونُسُ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي
وَقَّاصٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَلَفْتُ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى ، فَقَالَ لِي
أَصْحَابِي : بِئْسَ مَا قُلْتَ ، قُلْتَ هُجْرًا ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ , فَقَالَ : قُلْ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، وَهُوَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَانْفُثْ عَنْ شِمَالِكَ ثَلاَثًا ، وَتَعَوَّذْ
بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، ثُمَّ لاَ تَعُدْ.
11482- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، قَالَ
: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ
حَلَفَ مِنْكُمْ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ بِاللاَّتِ وَالْعُزَّى , فَلْيَقُلْ : لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ.
11483- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُنْذِرِ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ ، عَنْ
أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : لَمَّا فَتْحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَكَّةَ بَعَثَ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى نَخْلَةٍ ، وَكَانَتْ
بِهَا الْعُزَّى ، فَأَتَاهَا خَالِدٌ
, وَكَانَتْ عَلَى ثَلاَثِ سَمُرَاتٍ ، فَقَطَعَ
السَّمُرَاتِ ، وَهَدَمَ الْبَيْتَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا ، ثُمَّ أَتَى
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : ارْجِعْ
فَإِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا , فَرَجَعَ خَالِدٌ ، فَلَمَّا بَصُرَتْ بِهِ السَّدَنَةُ
وَهُمْ حَجَبَتُهَا ، أَمْعَنُوا فِي الْجَبَلِ , وَهُمْ يَقُولُونَ : يَا عُزَّى
يَا عُزَّى ، فَأَتَاهَا خَالِدٌ , فَإِذَا امْرَأَةٌ عُرْيَانَةٌ , نَاشِرَةٌ
شَعْرَهَا , تَحْتَفِنُ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهَا ، فَعَمَّمَهَا بِالسَّيْفِ
حَتَّى قَتَلَهَا ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ , فَقَالَ : تِلْكَ الْعُزَّى.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ
الأُخْرَى}.
11484- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ
بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
عُرْوَةَ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ قَوْلِ اللهِ ، عَزَّ وَجَلَّ :
{فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} , فَوَاللَّهِ مَا عَلَى أَحَدٍ
جُنَاحٌ أَلاَّ يَطَّوَّفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : بِئْسَ مَا قُلْتَ
يَا ابْنَ أُخْتِي ، إِنَّ هَذِهِ الآيَةَ لَوْ كَانَتْ كَمَا أَوَّلْتَهَا ,
كَانَتْ : لاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَلاَّ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ، وَلَكِنَّهَا
أُنْزِلَتْ فِي أَنَّ الأَنْصَارَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمُوا , كَانُوا يُهِلُّونَ
لِمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَ عِنْدَ الْمُشَلَّلِ ،
وَكَانَ مَنْ أَهَلَّ لَهَا يَتَحَرَّجُ أَنْ يَطَّوَّفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ
، فَلَمَّا سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ
أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ
اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ
يَطَّوَّفَ بِهِمَا} , ثُمَّ قَدْ سَنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الطَّوَافَ بِهِمَا ، فَلَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَتْرُكَ الطَّوَافَ بِهِمَا.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَاسْجُدُوا لِلَّهِ
وَاعْبُدُوا}.
11485- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ النَّجْمَ , فَسَجَدَ بِهِمْ.
سُورَةُ الْقَمَرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11486- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
مَالِكٍ ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ،
أَنَّ عُمَرَ سَأَلَ أَبَا وَاقِدٍ اللَّيْثِيَّ : مَا كَانَ يَقْرَأُ بِهِ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الأَضْحَى وَالْفِطْرِ ؟
قَالَ : كَانَ يَقْرَأُ بِق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ، وَاقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ
الْقَمَرُ.
11487- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يُونُسُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ ،
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ ، قَالَ
: سَأَلَنِي عُمَرُ عَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي صَلاَةِ الْعِيدَيْنِ
, فَقُلْتُ : {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ
الْقَمَرُ} وَ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}.
11488- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
عَنْ خَالِدٍ ، وَهُوَ ابْنُ الْحَارِثِ , ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ،
قَالَ : انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
شِقَّتَيْنِ ، شِقَّةٌ فَوْقَ الْجَبَلِ ، وَشِقَّةٌ سَتَرَهَا الْجَبَلُ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ.
11489- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي
مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِقَّتَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اشْهَدُوا.
11490- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
عَنْ مُحَمَّدٍ ، وَهُوَ ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، وَأَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةً ، فَانْشَقَّ الْقَمَرُ بِمَكَّةَ
مَرَّتَيْنِ {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} ,
يَقُولُ : ذَاهِبٌ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ
لِلذَّكَرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}.
11491- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ ،
عَنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَرَأَ {فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ
رِيحًا صَرْصَرًا}.
11492- أَخْبَرَنَا أَبُو صَالِحٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
فُضَيْلٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : نُصِرْتُ بِالصَّبَا ، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ.
4- قَوْلُهُ تَعَالَى : {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ
وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}.
11493- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ يَوْمَ بَدْرٍ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ
، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تَعْبُدْ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ , فَأَخَذَ أَبُو
بَكْرٍ بِيَدِهِ , وَقَالَ : حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَدْ أَلْحَحْتَ
عَلَى رَبِّكَ ، وَهُوَ فِي الدِّرْعِ ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ : {سَيُهْزَمُ
الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ
أَدْهَى وَأَمَرُّ}.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}.
11494- أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ
مَاهَكَ ، قَالَ : إِنِّي لَعِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ , إِذْ
جَاءَهَا عِرَاقِيٌّ , فَقَالَ : أَيْ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَرِينِي مُصْحَفَكِ
، قَالَتْ : لِمَ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ أُؤَلِّفَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ، فَإِنَّا
نَقْرَأُهُ عِنْدَنَا غَيْرَ مُؤَلَّفٍ ، قَالَتْ : وَيْحَكَ ، وَمَا يَضُرُّكَ
أَيَّهُ قَرَأْتَ قَبْلُ ، إِنَّمَا نَزَلَتْ أَوَّلَ مَا نَزَلَ سُورَةٌ مِنَ
الْمُفَصَّلِ , فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، حَتَّى إِذَا ثَابَ
النَّاسُ لِلإِسْلاَمِ , نَزَلَ الْحَلاَلُ وَالْحَرَامُ ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلُ
شَيْءٍ : لاَ تَشْرَبُوا الْخَمْرَ ، قَالُوا : لاَ نَدَعُ شُرْبَ الْخَمْرِ ،
وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلُ شَيْءٍ :
لاَ تَزْنُوا ، لَقَالُوا : لاَ نَدَعُ الزِّنَا ،
وَإِنَّهُ أُنْزِلَتْ {وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} بِمَكَّةَ ، وَإِنِّي
جَارِيَةٌ أَلْعَبُ ، عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَا
نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ إِلاَّ وَأَنَا عِنْدَهُ ، قَالَ : فَأَخْرَجْتُ إِلَيْهِ
الْمُصْحَفَ , فَأَمْلَتْ عَلَيْهِ السُّوَرَ.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى
وُجُوهِهِمْ}.
11495- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
قَالَ : حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
تَفَرَّقَ النَّاسُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ لَهُ نَاتِلٌ : أَيُّهَا الشَّيْخُ
، حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ ، قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : أَوَّلُ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ ثَلاَثَةٌ : رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ
نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا ، قَالَ :
فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ : قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى
اسْتُشْهِدْتُ ، قَالَ : كَذَبْتَ ، وَلَكِنْ قَاتَلْتَ لأَنْ يُقَالَ : فُلاَنٌ
جَرِيءٌ ، قَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ , حَتَّى
أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ
، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا ، قَالَ : فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ :
تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ وَعَلَّمْتُهُ ، وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ ، قَالَ :
كَذَبْتَ ، وَلَكِنْ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ : عَالِمٌ ، وَقَرَأْتَ
الْقُرْآنَ لِيُقَالَ : قَارِئٌ ، فَقَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى
وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ
مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ
فَعَرَفَهَا ، قَالَ : مَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ : مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ
تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ فِيهَا إِلاَّ أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ ، قَالَ : كَذَبْتَ ،
وَلَكِنْ فَعَلْتَ لِيُقَالَ : جَوَادٌ ، فَقَدْ قِيلَ ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ
فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ.
سُورَةُ الرَّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11496- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَرْمَلَةَ ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُقَصُّ عَلَى الْمِنْبَرِ , يَقُولُ : {وَلِمَنْ خَافَ
مَقَامَ رَبِّهِ جُنَّتَانِ} , فَقُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ
اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثَّانِيَةَ :
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جُنَّتَانِ} , فَقُلْتُ الثَّانِيَةَ : وَإِنْ
زَنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الثَّالِثَةِ : {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ
جُنَّتَانِ} , فَقُلْتُ الثَّالِثَةَ : وَإِنْ زِنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا
رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ.
11497- أَخْبَرَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَهَا :
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جُنَّتَانِ} , فَقُلْتُ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ
سَرَقَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جُنَّتَانِ} , قَالَ : قُلْتُ
: وَإِنْ زِنَى وَإِنْ سَرَقَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ
جُنَّتَانِ} ، وَإِنْ زِنَى وَإِنْ سَرَقَ ، وَرَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ ,
فَلاَ أَزَالُ أَقْرَؤُهَا كَذَلِكَ حَتَّى أَلْقَاهُ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي
الْخِيَامِ}.
11498- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ
الْجَوْنِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِي
الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {ذِي الْجِلاَلِ وَالإِكْرَامِ}.
11499- أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ
يَحْيَى , ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ
عَامِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : أَلِظُوا بِذِي الْجِلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
سُورَةُ الْوَاقِعَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}.
11500- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
إِنَّ فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ
النُّجُومِ}.
11501- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ ، عَنْ
حُصَينٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : نَزَلَ الْقُرْآنُ
جَمِيعًا فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، ثُمَّ فُصِّلَ
فَنَزَلَ فِي السِّنِينَ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ
النُّجُومِ}.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ}.
11502- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ هِلاَلٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمَانَ ، عَنْ هَارُونَ الأَعْوَرِ ، عَنْ
بُدَيْلٍ هُوَ ابْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقْرَأُ : {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ}.
سُورَةُ الْحَدِيدِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11503- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَطَاءِ
بْنِ السَّائِبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
كَانَتْ مُلُوكٌ بَعْدَ عِيسَى ، بَدَّلُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ ، فَكَانَ مِنْهُمْ
مُؤْمِنُونَ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ ، فَقِيلَ لِمُلُوكِهِمْ :
مَا نَجِدُ شَتْمًا أَشَدَّ مِنْ شَتْمِ يَشْتِمُونَنَا هَؤُلاَءِ ، إِنَّهُمْ
يَقْرَءُونَ {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْكَافِرُونَ} هَؤُلاَءِ الآيَاتِ , مَعَ مَا يَعِيبُونَّا بِهِ مِنْ أَعْمَالِنَا
فِي قِرَاءَتِهِمْ ، فَادْعُهُمْ فَلْيَقْرَءُوا كَمَا نَقْرَأُ ، وَلْيُؤْمِنُوا
كَمَا آمَنَّا ، فَدَعَاهُمْ فَجَمَعَهُمْ فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلَ أَوْ
يَتْرُكُوا قِرَاءَةَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ، إِلاَّ مَا بَدَّلُوا مِنْهَا
، فَقَالُوا : مَا تُرِيدُونَ إِلَى ذَلِكَ ، دَعَوْنَا ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ
مِنْهُمْ : ابْنُوا لَنَا أُسْطُوَانَةً ثُمَّ ارْفَعُونَا إِلَيْهَا ، ثُمَّ
أَعْطُونَا شَيْئًا نَرْفَعُ بِهِ طَعَامَنَا وَشَرَابَنَا ، فَلاَ نَرِدُ
عَلَيْكُمْ ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : دَعُونَا نَسِيحُ فِي الأَرْضِ , وَنَهِيمُ
وَنَشْرَبُ كَمَا يَشْرَبُ الْوَحْشُ ، فَإِنْ قَدَرْتُمْ عَلَيْنَا فِي
أَرْضِكُمْ فَاقْتُلُونَا ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : ابْنُوا لَنَا دُورًا فِي
الْفَيَافِي ، وَنَحْتَفِرُ الآبَارَ ,
وَنَحْرُثُ الْبُقُولَ ، فَلاَ نَرِدُ عَلَيْكُمْ ،
وَلاَ نَمُرُّ بِكُمْ ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْقَبَائِلِ إِلاَّ وَلَهُ حَمِيمٌ
فِيهِمْ ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَرَهْبَانِيَّةً
ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ
فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا}
، وَالآخِرُونَ
قَالُوا : نَتَعَبَّدُ كَمَا تَعَبَّدَ فُلاَنٌ ، وَنَسِيحُ كَمَا سَاحَ فُلاَنٌ ،
وَنَتَّخِذُ دُورًا كَمَا اتَّخَذَ فُلاَنٌ ، وَهُمْ عَلَى شِرْكِهِمْ ، لاَ
عِلْمَ لَهُمْ بِإِيمَانِ الَّذِينَ اقْتَدَوْا بِهِ ، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ إِلاَّ الْقَلِيلُ ،
انْحَطَّ رَجُلٌ مِنْ صَوْمَعَتِهِ ، وَجَاءَ سَائِحٌ مِنْ سِيَاحَتِهِ ،
وَصَاحِبُ الدَّيْرِ مِنْ دَيْرِهِ ، فَأَمَنُوا بِهِ وَصَدَّقُوهُ ، فَقَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} , أَجْرَيْنِ بِإِيمَانِهِمْ
بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَتَصْدِيقِهِمْ بِالتَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ ،
وَبِإِيمَانِهِمْ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وَتَصْدِيقِهِمْ ، قَالَ : {وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ} ,
الْقُرْآنُ وَاتِّبَاعُهُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
: {لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} , الَّذِينَ يَتَشَبَّهُونَ بِكُمْ
{أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ
اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ
آمَنُوا}.
11504- أَخْبَرَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ
أَبِيهِ ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ : مَا كَانَ بَيْنَ إِسْلاَمِنَا
وَبَيْنَ أَنْ عَاتَبَنَا اللَّهُ بِهَذِهِ الآيَةِ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا
أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ} إِلاَّ أَرْبَعُ سِنِينَ.
2- السُّورُ.
11505- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ، عَنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، وَأَهْلُ النَّارِ النَّارَ ، أُتِيَ
بِالْمَوْتِ مُلَبَّبًا فَيُوقَفُ عَلَى السُّورِ الَّذِي بَيْنَ أَهْلِ
الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ ، فَيُذْبَحُ ذَبْحًا عَلَى السُّورِ ، ثُمَّ
يُقَالُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، خُلُودٌ لاَ مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ ،
خُلُودٌ لاَ مَوْتَ مُخْتَصَرٌ.
سُورَةُ الْمُجَادَلَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11506- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ
عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ
سَمْعُهُ الأَصْوَاتَ ، لَقَدْ جَاءَتْ خَوْلَةُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو زَوْجَهَا ، فَكَانَ يَخْفَى عَلَيَّ كَلاَمُهَا ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي
تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ
تَحَاوُرَكُمَا} الآيَةَ.
1- قَوْلُهُ : {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ
يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ}.
11507- أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ
مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : دَخَلَ يَهُودِيٌّ عَلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : السَّامُ عَلَيْكَ ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَعَلَيْكَ , فَقَالَتْ عَائِشَةُ
: وَعَلَيْكَ السَّامُ وَغَضَبُ اللهِ ، قَالَ : فَخَرَجَ الْيَهُودِيُّ ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ لاَ
يُحِبُّ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ
, قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَمَّا تَدْرِي مَا
قَالَ ؟ قَالَ : وَمَا قَالَ ؟ قَالَتْ : قَالَ : السَّامُ عَلَيْكَ , فَهُوَ
قَوْلِهِ : {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} ،
قَالَ : فَخَرَجَ الْيَهُودِيُّ وَهُوَ يَقُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ ، , فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا
اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَونَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
11508- أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ ، أَنَّ رَهْطًا مِنَ الْيَهُودِ دَخَلُوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالُوا : السَّامُ عَلَيْكَ ، قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: عَلَيْكُمْ , قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : بَلْ
عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ
كُلِّهِ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلَمْ تَسْمَعْ
مَا قَالُوا ؟ قَالَ : قُلْتُ : عَلَيْكُمْ.
سُورَةُ الْحَشْرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ}.
11509- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَّقَ نَخْلَ بَنِي النَّضِيرِ وَقَطَعَ ،
وَهِيَ الْبُوَيْرَةُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ
لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ
وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}.
2- قَوْلُهُ : {وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}.
11510- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
عَفَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَبِيبُ
بْنُ أَبِي عَمْرَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي
قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً
عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} , قَالَ :
اسْتَنْزَلُوهُمْ مِنْ حُصُونِهِمْ ، وَأُمِرُوا بِقِطْعِ النَّخْلِ ، فَحَاكَ فِي
صُدُورِهِمْ ، فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ : قَدْ قَطَعْنَا بَعْضًا وَتَرَكْنَا بَعْضًا
، فَلَنَسْأَلَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ لَنَا
فِيمَا قَطَعْنَا مِنْ أَجْرٍ ؟ وَهَلْ عَلَيْنَا فِيمَا تَرَكْنَا مِنْ وِزْرٍ ؟
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ
تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً}.
قَالَ : كَانَ عَفَّانُ حَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ ،
عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، عَنْ حَبِيبٍ ، ثُمَّ رَجَعَ فَحَدَّثَنَاهُ عَنْ حَفْصٍ.
3- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى
رَسُولِهِ}.
11511- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ
مُحَمَّدٍ ، وَهُوَ ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ : سَأُخْبِرُكُمْ
بِهَذَا الْفَيْءِ ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَصَّ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ لَمْ يُعْطِهِ غَيْرَهُ ، فَقَالَ : {وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ
عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ}
, فَكَانَتْ هَذِهِ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّةً ،
فَوَاللَّهِ مَا اخْتَارَهَا دُونَكُمْ ، وَلاَ اسْتَأْثَرَ بِهَا عَلَيْكُمْ ،
وَلَقَدْ قَسَمَهَا عَلَيْكُمْ حَتَّى بَقِيَ مِنْهَا هَذَا الْمَالُ ، فَكَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْفِقُ مِنْهُ عَلَى أَهْلِهِ سَنَتَهُمْ
، ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِيَ فِي مَالِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مُخْتَصَرٌ.
11512- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ، وَيَحْيَى
بْنُ مُوسَى ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو
، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ ، عَنْ عُمَرَ
بْنِ الْخَطَّابِ ، كَانَتْ أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ
عَلَى رَسُولِهِ مِمَّا لَمْ يُوجِفْ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلاَ
رِكَابٍ ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنْفِقُ
مِنْهَا عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَةٍ ، وَمَا بَقِيَ جَعَلَهُ فِي السِّلاَحِ وَالْكُرَاعِ
عُدَّةً فِي سَبِيلِ اللهِ.
4- ذِي الْقُرْبَى.
11513- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ ، قَالَ : كَتَبَ نَجْدَةُ إِلَى
ابْنِ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنْ أَشْيَاءَ ، فَشَهِدْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ حِينَ قَرَأَ
كِتَابَهُ ، وَحِينَ كَتَبَ إِلَيْهِ : إِنَّكَ سَأَلْتَ عَنْ سَهْمِ ذِي
الْقُرْبَى الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ ، مَنْ هُمْ ؟ وَإِنَّا كُنَّا نَرَى أَنَّ
قَرَابَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُمْ نَحْنُ ، فَأَبَى
ذَلِكَ عَلَيْنَا قَوْمُنَا.
5- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ}.
11514- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ
، وَالْحَنْتَمِ ، وَالنَّقِيرِ ، وَالْمُزَفَّتِ ، ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.
6- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا}.
11515- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ ،
قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُهَلْهِلٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : لَعَنَ اللَّهُ
الْوَاشِمَاتِ ، وَالْمَوْشُومَاتِ ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ
، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ ، فَبَلَغَتِ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ
لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ , فَأَتَتْهُ فَقَالَتْ : بَلَغَنِي أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ
وَكَيْتَ ؟ قَالَ : أَلاَ أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ فِي كِتَابِ اللهِ ، قَالَتْ : لَقَدْ قَرَأْتُ مَا
بَيْنَ لَوْحَيِ الْمُصْحَفِ ، فَمَا وَجَدْتُهُ ؟ قَالَ : لَئِنْ كُنْتِ
قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ ، أَمَا وَجَدْتِ {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ ، وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ؟ قَالَتْ : بَلَى ، وَإِنِّي أَظُنُّ
أَهْلَكَ يَفْعَلُونَ بَعْضَ ذَلِكَ ، فَقَالَ : ادْخُلِي فَانْظُرِي ، فَدَخَلَتْ
ثُمَّ خَرَجَتْ ، قَالَتْ : مَا رَأَيْتُ شَيْئًا ، قَالَ : لَوْ فَعَلَتْهُ لَمْ
تُجَامِعْنَا.
7- الْمُهَاجِرُونَ.
11516- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ
حُسَيْنٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ
، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَأَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، لأَنَّهُمْ هَجَرُوا
الْمُشْرِكِينَ ، وَكَانَ مِنَ الأَنْصَارِ مُهَاجِرُونَ ، لأَنَّ الْمَدِينَةَ
كَانَتْ دَارَ شِرْكٍ ، فَجَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ.
8- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا
الدَّارَ وَالإِيمَانَ}.
11517- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُصَينُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
قَالَ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ ، يَقُولُ : أَوْصَى عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ فَقَالَ : أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي بِتَقْوَى اللهِ ،
وَأُوصِيهِ بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ
دِيَارِهِمْ} الآيَةَ ، أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ هِجْرَتَهُمْ ، وَيَعْرِفَ لَهُمْ فَضْلَهُمْ
، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ
قَبْلِهِمْ} الآيَةَ ، أَنْ يَعْرِفَ لَهُمْ فَضْلَهُمْ ، وَأَنْ يَقْبَلَ مِنْ
مُحْسِنِهِمْ ، وَيَتَجَاوَزَ عَنْ مُسِيئِهِمْ ، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ ذِمَّةِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنْ يُوَفِيَ لَهُمْ بَعَهْدِهِمْ
، وَأَلاَّ يَحْمِلَ عَلَيْهِمْ فَوْقَ طَاقَتِهِمْ ، وَأَنْ يُقَاتِلَ
عَدُوَّهُمْ مِنْ وَرَائِهِمْ.
9- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى
أَنْفُسِهِمْ}.
11518- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ
وَكِيعٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلاً ، مِنَ الأَنْصَارِ بَاتَ بِهِ ضَيْفٌ ، فَلَمْ يَكُنْ
عِنْدَهُ إِلاَّ قُوتُ صِبْيَانِهِ ، فَقَالَ لاِمْرَأَتِهِ : نَوِّمِي
الصِّبْيَةَ وَأَطْفِئِي السِّرَاجَ ، وَقَرِّبِي لِلضَّيْفِ مَا عِنْدَكِ ،
فَنَزَلَتْ {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.
10- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ}.
11519- أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا حُسَيْنٌ يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ الْجُعْفِيِّ ، عَنْ فُضَيْلٍ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ
، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ الأَقْمَرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اتَّقُوا الظُّلْمَ ، فَإِنَّهُ
الظُّلُمَاتُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَاتَّقُوا الْفُحْشَ ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ
يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ ، وَإِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ
مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، أَمَرَهُمْ بِالظُّلْمِ فَظَلَمُوا ، وَأَمَرَهُمْ
بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا ، وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا.
11520- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
، قَالَ : كُنَّا نَتَشَهَّدُ فِي الصَّلاَةِ , فَنَقُولُ : السَّلاَمُ عَلَى
اللهِ قَبْلَ عِبَادِهِ ، السَّلاَمُ عَلَى جِبْرِيلَ ، السَّلاَمُ عَلَى
مِيكَائِيلَ ، نُعَدِّدُ الْمَلاَئِكَةَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ ، فَإِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ
فِي الصَّلاَةِ فَلْيَقُلِ : التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ
، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ،
السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ،
فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ أَحَدُكُمُ :
السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ
الصَّالِحِينَ ، أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ.
سُورَةُ الْمُمْتَحِنَةَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي
وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}.
11521- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَفِظْتُهُ عَنْ عَمْرٍو ، وَأَخْبَرَنَا عُبَيْدُ
اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي
رَافِعٍ أَنَّ عَلِيًّا أَخْبَرَهُ , قَالَ : بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَا وَالْمِقْدَادُ وَالزُّبَيْرُ , فَقَالَ :
انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً مَعَهَا
كِتَابٌ ، فَخُذُوا مِنْهَا , فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَةَ ، فَإِذَا نَحْنُ
بِالظَّعِينَةِ ، فَقُلْنَا : أَخْرِجِي الْكِتَابَ ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا
، فَإِذَا فِيهِ : مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ إِلَى نَاسٍ مِنْ أَهْلِ
مَكَّةَ , يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَأَتَيْنَا بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
فَقَالَ : مَا هَذَا يَا حَاطِبُ ؟ فَقَالَ : لاَ تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ
اللهِ ، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا بِقُرَيْشٍ ، وَلَمْ أَكُنْ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ ، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ لَهُمْ بِهَا قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا
قَرَابَتَهُمْ ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ أَنْ أَتَقَرَّبَ
إِلَيْهِمْ بِيَدٍ يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي ، وَمَا فَعَلْتُهُ كُفْرًا وَلاَ
ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي ، وَلاَ رِضًى بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلاَمِ ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ صَدَقَكُمْ , فَقَالَ عُمَرُ :
يَا رَسُولَ اللهِ ، دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ يَعْنِي هَذَا ، فَقَالَ : يَا
عُمَرُ ، مَا يُدْرِيكَ ، لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ :
اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ وَاللَّفْظُ لِعُبَيْدِ اللهِ.
وَزَادَ مُحَمَّدٌ فِي حَدِيثِهِ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ {لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} السُّورَةَ
كُلَّهَا.
2- قَوْلُهُ : {إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ
مُهَاجِرَاتٍ}.
11522- أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، قَالَ : ابْنُ
شِهَابٍ قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عَائِشَةَ ،
زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : كَانَ الْمُؤْمِنَاتُ
إِذَا هَاجَرْنَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُمْتَحَنَّ بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا
جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ} الآيَةَ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : فَمَنْ أَقَرَّ بِهَذَا
مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ فَقَدْ أَقَرَّ بِالْمِحْنَةِ ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَقْرَرْنَ بِذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِنَّ , قَالَ
لَهُنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : انْطَلِقْنَ ، فَقَدْ
بَايَعْتُكُنَّ , وَلاَ وَاللَّهِ ، مَا مَسَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً قَطُّ ، غَيْرَ أَنَّهُ يُبَايِعُهُنَّ بِالْكَلاَمِ
، قَالَتْ عَائِشَةُ : وَاللَّهِ مَا أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى النِّسَاءِ قَطُّ ، إِلاَّ بِمَا أَمَرَهُ اللَّهُ ، وَكَانَ
يَقُولُ إِذَا أَخَذَ عَلَيْهِنَّ , قَالَ : قَدْ بَايَعْتُكُنَّ ، كَلاَمًا.
11523- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ حَفْصَةَ ، عَنْ أُمِّ
عَطِيَّةَ ، قَالَتْ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ
يُبَايِعْنَكَ} إِلَى قَوْلِهِ : {وَلاَ يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} , قَالَتْ :
كَانَ مِنْهُ النِّيَاحَةُ ، فَقُلْتُ : إِلاَّ آلَ فُلاَنٍ ، فَإِنَّهُمْ قَدْ
كَانُوا أَسْعَدُونِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَلاَ بُدَّ لِي مِنْ أَنْ
أُسْعِدَهُمْ ، قَالَ : إِلاَّ آلَ فُلاَنٍ.
3- قَوْلُهُ : {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ
يُبَايِعْنَكَ}.
11524- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ
، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَجْلِسٍ , فَقَالَ : تُبَايِعُونِي عَلَى أَنْ لاَ
تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلاَ تَسْرِقُوا ، وَلاَ تَزْنُوا , قَرَأَ
عَلَيْهِمُ الآيَةَ ، فَمَنْ وَفَّى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ ، وَمَنْ
أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَهُوَ إِلَى اللهِ ، إِنْ
شَاءَ عَذَّبَهُ ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ.
11525- الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ
وَأنا أَسْمَعُ : عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ ، قَالَتْ : أَتَيْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسْوَةٍ نُبَايِعُهُ عَلَى
الإِسْلاَمِ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلُمَّ نُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لاَ
نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا ، وَلاَ نَسْرِقَ ، وَلاَ نَزْنِيَ ، وَلاَ نَأْتِي
بِبُهْتَانٍ نَفْتَرِيهِ بَيْنَ أَيْدِينَا وَأَرْجُلِنَا ، وَلاَ نَعْصِيَكَ فِي
مَعْرُوفٍ ، فَقَالَ : فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ , فَقُلْنَا : اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنَّا بِأَنْفُسِنَا ، هَلُمَّ نُبَايِعُكَ يَا
رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنِّي لاَ أُصَافِحُ النِّسَاءَ ، إِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِي
لاِمْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ ، أَوْ مِثْلُ قَوْلِي لاِمْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ.
سُورَةُ الصَّفِّ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ : {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولِ يَأْتِي مِنْ
بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}.
11526- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ مَعْنِ
بْنِ عِيسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ ، أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَحْمَدُ ،
وَأنا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ ، وَأنا الْمَاحِي
الَّذِي يَمْحُو اللَّهُ بِيَ الْكُفْرَ ، وَأنا الْعَاقِبُ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ}.
11527- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى السَّمَاءِ ، خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُمْ
فِي بَيْتٍ ، اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً ، وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً , فَقَالَ :
أَيُّكُمْ يُلْقَى شَبَهِي عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مَكَانِي فَيَكُونُ مَعِي فِي
دَرَجَتِي ؟ فَقَامَ شَابٌّ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا , فَقَالَ : أَنَا ، فَقَالَ : اجْلِسْ ، ثُمَّ
أَعَادَ عَلَيْهِمْ ، فَقَامَ الشَّابُّ , فَقَالَ : أَنَا ، فَقَالَ : اجْلِسْ ،
ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمُ الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ الشَّابُّ : أَنَا ، فَقَالَ
عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ : نَعَمْ أَنْتَ ، فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَهُ عِيسَى
عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، ثُمَّ رُفِعَ عِيسَى مِنْ رَوْزَنَةٍ كَانَ فِي الْبَيْتِ
إِلَى السَّمَاءِ ، وَجَاءَ الطَّلَبُ مِنَ الْيَهُودِ ، فَأَخَذُوا الشَّابَّ
لِلشَّبِهِ فَقَتَلُوهُ ، ثُمَّ صَلَبُوهُ ، فَتَفَرَّقُوا ثَلاَثَ فِرَقٍ
فَقَالَتْ فِرْقَةٌ : كَانَ فِينَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
مَا شَاءَ ثُمَّ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ ، وَهَؤُلاَءِ الْيَعْقُوبِيَّةُ ،
وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : كَانَ فِينَا ابْنُ اللهِ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ رَفَعَهُ
اللَّهُ إِلَيْهِ ، وَهَؤُلاَءِ النَّسْطُورِيَّةُ ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : كَانَ
فِينَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ رَفَعَهُ ، فَهَؤُلاَءِ الْمُسْلِمُونَ
، فَتَظَاهَرَتِ الْكَافِرَتَانِ عَلَى الْمُسْلِمَةِ فَقَتَلُوهَا ، فَلَمْ
يَزَلِ الإِسْلاَمُ طَامِسًا , حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ
مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ} , يَعْنِي الطَّائِفَةَ الَّتِي
كَفَرَتْ فِي زَمَانِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وَالطَّائِفَةُ الَّتِي
آمَنَتْ فِي زَمَانِ عِيسَى {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ} بِإِظْهَارِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَهُمْ عَلَى دِينِ الْكُفَّارِ
{فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.
سُورَةُ الْجُمُعَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا
يَلْحَقُوا بِهِمْ}.
11528- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ ، عَنْ ثَوْرٍ ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذْ نَزَلَتْ سُورَةُ الْجُمُعَةِ ، فَلَمَّا قَرَأَ {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا
بِهِمْ} , قَالَ : مَنْ هَؤُلاَءِ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَأَلَهُ مَرَّةً أَوْ
مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، قَالَ : وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ ، فَوَضَعَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ
: لَوْ كَانَ الإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلاَءِ.
2- قَوْلُهُ : {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا
انْفَضُّوا إِلَيْهَا}.
11529- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
حُصَينٌ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ،
قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
الْجُمُعَةِ ، فَمَرَّتْ عِيرٌ تَحْمِلُ الطَّعَامَ ، فَخَرَجَ النَّاسُ إِلَى
اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً ، فَنَزَلَتْ آيَةُ {الْجُمُعَةِ}.
سُورَةُ الْمُنَافِقُونَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11530- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَبِي لَيْلَى ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ : لَمَّا قَالَ عَبْدُ اللهِ
بْنُ أُبَيٍّ مَا قَالَ : جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَخْبَرْتُهُ ، فَحَلَفَ أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ :
تَأْتِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْكَذِبِ ؟ حَتَّى
جَلَسْتُ فِي الْبَيْتِ مَخَافَةَ إِذَا رَآنِي النَّاسُ أَنْ يَقُولُوا :
كَذَبْتَ ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الآيَةَ {إِذَا جَاءَكَ
الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولِ اللهِ} الآيَةَ.
11531- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ،
عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قِيلَ
لَهُ : الْمُنَافِقُونَ الْيَوْمَ أَكْثَرُ أَمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : بَلْ هُمُ الْيَوْمَ أَكْثَرُ ؛ لأَنَّهُ
كَانَ يَوْمَئِذٍ يَسْتَسِرُّونَهُ وَالْيَوْمَ يَسْتَعْلِنُونَهُ.
11532- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ
، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ ، عَنِ
الأَسْوَدِ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا فِي حَلْقَةٍ فِيهَا عَبْدُ اللهِ ، فَجَاءَ
حُذَيْفَةُ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا ، فَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : لَقَدْ أَنْزَلَ
اللَّهُ النِّفَاقَ عَلَى قَوْمٍ ، كَانُوا خَيْرًا مِنْكُمْ ، قَالَ الأَسْوَدُ :
سُبْحَانَ اللهِ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ , يَقُولُ : {إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} , فَتَبَسَّمَ عَبْدُ
اللهِ ، وَانْطَلَقَ حُذَيْفَةُ , حَتَّى جَلَسَ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ،
وَقَامَ عَبْدُ اللهِ وَتَفَرَّقَ أَصْحَابُهُ ، قَالَ : فَرَمَانِي بِالْحَصَا فَأَتَيْتُهُ
، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : عَجِبْتُ مِنْ ضَحِكِهِ , وَقَدْ عَرفَ مَا قُلْتُ ،
أَجَلْ قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ النِّفَاقَ عَلَى قَوْمٍ خَيْرٍ
مِنْكُمْ ، ثُمَّ تَابُوا فَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ.
1- قَوْلُهُ : {الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنْفِقُوا
عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا}.
11533- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ
، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ : {لَئِنْ
رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} ,
فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ ،
فَحَلَفَ عَبْدُ اللهِ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ شَيْئًا ، وَلاَمَنِي قَوْمِي
وَقَالُوا : مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا ؟ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ
: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَنْزَلَ عُذْرَكَ ,
فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ
رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} , حَتَّى بَلَغَ {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ
لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ}.
2- قَوْلُهُ : {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ
لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ}.
11534- أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ , ، قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ
، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، أَنَّهُ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ ، يَقُولُ
: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ
أَصَابَ النَّاسَ فِيهِ شِدَّةٌ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ وَأَنَا
أَسْمَعُهُ لأَصْحَابِهِ : {لاَ تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ
حَتَّى يَنْفَضُّوا} مِنْ حَوْلِهِ ، وَقَالَ : {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ
لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} , قَالَ : فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ ذَلِكَ ، فَأَرْسَلَ إِلَى
عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ فَسَأَلَهُ ، فَاجْتَهَدَ يَمِينَهُ مَا فَعَلَ ,
قَالُوا : كَذَبَ زَيْدٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِمَّا قَالُوا شِدَّةٌ ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ تَصْدِيقِي فِي {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} قَالَ : وَدَعَاهُمُ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَسْتَغْفِرَ لَهُمْ , فَلَوَّوْا رُءُوسَهُمْ.
11535- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ عَمْرٍو ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرًا ، يَقُولُ : كُنَّا مَعَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ ، فَكَسَعَ رَجُلٌ
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ : يَا
لَلْمُهَاجِرِينَ ، وَقَالَ الأَنْصَارِيُّ : يَا لَلأَنْصَارِ ، فَسَمِعَهَا
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : مَا بَالَ دَعْوَى
الْجَاهِلِيَّةِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ
الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ , فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ
اللهِ بْنَ أُبَيِّ ابْنِ سَلُولٍ , فَقَالَ : فَعَلُوهَا ؟ {لَئِنْ رَجَعْنَا
إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} , فَقَالَ عُمَرُ : دَعْنِي أَضْرِبْ
عُنُقَ هَذَا ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ
يَتَحَدَّثَنَّ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ.
سُورَةُ التَّغَابُنِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11536- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ :
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنِ فُضَيْلِ بْنِ
أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نِيَارٍ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ
، قَالَتْ : خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ
بَدْرٍ ، فَلَمَّا كَانَ بِحَرَّةِ الْوَبَرَةِ أَدْرَكَهُ رَجُلٌ قَدْ كَانَ
يُذْكَرُ مِنْهُ جُرْأَةٌ وَنَجْدَةٌ ، فَفَرِحَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَأَوْهُ ، فَلَمَّا أَدْرَكَهُ , قَالَ : يَا
مُحَمَّدُ ، جِئْتُ لأَتَّبِعَكَ وَأُصِيبَ مَعَكَ ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ :
فَارْجِعْ ، فَلَنْ نَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ , ثُمَّ مَضَى , حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالشَّجَرَةِ
أَدْرَكَهُ ، فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةٍ ، قَالَ :
لاَ ، قَالَ : فَارْجِعْ فَلَنْ أَسْتَعِينَ بِمُشْرِكٍ , فَرَجَعَ ، ثُمَّ
أَدْرَكَهُ بِالْبَيْدَاءِ , فَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَ أَوَّلَ مَرَّةً ، فَقَالَ
لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَانْطَلِقْ.
سُورَةُ الطَّلاَقِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11537- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ حَجَّاجٍ ،
قَالَ : قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّ ابْنَ
عُمَرَ ، قَالَ : قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا
أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ فِي قُبُلِ عِدَّتِهِنَّ.
11538- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَاصِحٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
، أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَثِيرٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ،
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ} فِي قُبُلِ
عِدَّتِهِنَّ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ
يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}.
11539- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، قَالَ : سَمِعْتُ كَهْمَسًا ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي
السَّلِيلِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : جَعَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَتْلُو هَذِهِ الآيَةَ {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}
حَتَّى خَتَمَ الآيَةَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا ذَرٍّ ، لَوْ أَنَّ النَّاسَ
كُلَّهُمْ أَخَذُوا بِهَا لَكَفَتْهُمْ.
2- قَوْلُهُ : {وَأُولاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ
يَضَعْنَ حَمَلَهُنَّ}.
11540- أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ
سَيْفٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ،
وَمَسْرُوقٍ ، وَعُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ سُورَةَ النِّسَاءِ
الْقُصْرَى نَزَلَتْ بَعْدَ الْبَقَرَةِ.
11541- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ، قَالَ :
الْقُصْرَى نَزَلَتْ بَعْدَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ {وَأُولاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ
أَنْ يَضَعْنَ حَمَلَهُنَّ}.
11542- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
بَزِيعٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ وَهُو
الصَّوَّافُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قِيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ فِي امْرَأَةٍ وَضَعَتْ
بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِعِشْرِينَ لَيْلَةً : أَيَصْلُحُ لَهَا أَنْ
تَتَزَوَّجَ ؟ قَالَ : لاَ إِلاَّ آخِرَ الأَجَلَيْنِ ، قَالَ : قُلْتُ : قَالَ
اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {وَأُولاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ
يَضَعْنَ حَمَلَهُنَّ} , قَالَ : إِنَّمَا ذَلِكَ فِي الطَّلاَقِ ، قَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ : أَنَا مَعَ ابْنُ أَخِي ، يَعْنِي أَبَا سَلَمَةَ ، فَأَرْسَلَ
غُلاَمَهُ كُرَيْبًا , فَقَالَ : ائْتِ أُمَّ سَلَمَةَ فَسَلْهَا : هَلْ كَانَ
هَذَا سُنَّةً مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَجَاءَهُ
, فَقَالَ : قَالَتْ : نَعَمْ ، سُبَيْعَةُ الأَسْلَمِيَّةُ وَضَعَتْ بَعْدَ
وَفَاةِ زَوْجِهَا بِعِشْرِينَ لَيْلَةً فَأَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تَزَوَّجَ ، وَكَانَ أَبُو السَّنَابِلِ فِيمَنْ
خَطَبَهَا.
سُورَةُ التَّحْرِيمِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ
تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}.
11543- أَنْبَأَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُونُسَ بْنِ
مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ
، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ
لَهُ أَمَةٌ يَطَؤُهَا ، فَلَمْ تَزَلْ بِهِ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ حَتَّى حَرَّمَهَا
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا
أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ ... } , إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
11544- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
حَجَّاجٌ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ
عُمَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَائِشَةَ ، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزْعُمُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ يَمْكُثُ عِنْدَ زَيْنَبَ وَيُشْرَبُ عِنْدَهَا عَسَلاً ، فَتَوَاصَيْتُ
وَحَفْصَةُ , أَيَّتُنَا مَا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَيْهَا فَلْتَقُلْ : إِنِّي أَجِدُ مِنْكَ رِيحَ مَغَافِيرَ ، فَدَخَلَ عَلَى إِحْدَاهُمَا
, فَقَالَتْ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً عِنْدَ زَيْنَبَ ,
وَقَالَ لِي : لَنْ أَعُودَ لَهُ , فَنَزَلَتْ {لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ
اللَّهُ لَكَ} ، {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ} ،
{وَإِذْ
أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} , لِقَوْلِهِ : بَلْ شَرِبْتُ عَسَلاً
، كُلُّهُ فِي حَدِيثِ عَطَاءٍ.
11545- أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ
بْنِ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : أَتَاهُ رَجُلٌ , فَقَالَ : إِنِّي جَعَلْتُ
امْرَأَتِي عَلَيَّ حَرَامًا ؟ قَالَ : كَذَبْتَ ، لَيْسَتْ عَلَيْكَ بِحَرَامٍ ،
ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ
اللَّهُ لَكَ} , عَلَيْكَ أَغْلَظُ الْكَفَّارَاتِ : عِتْقُ رَقَبَةٍ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللهِ
فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}.
11546- أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ ،
قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ مَالِكٌ : حَدَّثَنِي أَبُو
النَّضْرِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ سَأَلَ
عُمَرَ عَنِ اللَّتَيْنِ تَظَاهَرَتَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
, فَقَالَ : عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ.
3- قَوْلُهُ : {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ
يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ}.
11547- أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
هُشَيْمٍ ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : اجْتَمَعَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ نِسَاؤُهُ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : {عَسَى رَبُّهُ إِنْ
طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} فَنَزَلَتْ مِثْلَ ذَلِكَ.
سُورَةُ الْمُلْكِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}.
11548- أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ
: قُلْتُ لأَبِي أُسَامَةَ : أَحَدَّثَكُمْ شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
عَبَّاسٍ الْجُشَمِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ سُورَةً فِي الْقُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً
شَفَعَتْ لِصَاحِبِهَا حَتَّى غُفِرَ لَهُ , {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ
الْمُلْكُ} ؟ فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ ، وَقَالَ : نَعَمْ.
سُورَةُ الْقَلَمِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11549- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ
وَكِيعٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا ، يُحَدِّثُ عَنْ
طَاوُوسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ , فَقَالَ : إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا
يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ ، أَمَّا هَذَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ ،
وَأَمَّا هَذَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ , ثُمَّ دَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ ,
فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ ، فَغَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا ، وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا
، ثُمَّ قَالَ : لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا.
11550- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا
بِشْرُ يَعْنِي ابْنُ الْمُفَضَّلِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَمَّامٍ ، أَنَّ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}.
11551- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ
حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ ، كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ
، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ ، وَقَالَ : أَهْلُ النَّارِ كُلُّ جَوَّاظٍ
عُتُلٍّ مُسْتَكْبِرٍ.
11552- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي حُصَينٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}
, قَالَ : رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ كَانَتْ لَهُ زَنَمَةٌ مِثْلُ زَنَمَةِ الشَّاةِ.
سُورَةُ الْحَاقَّةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ : {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ
صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ}.
11553- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
بِشْرٍ ، وَهُوَ ابْنُ الْمُفَضَّلِ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ , قَالَ : نُصِرْتُ بِالصَّبَا ، وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ.
2- قَوْلُهُ : {فَأَمَّا مِنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ
بِيَمِينِهِ}.
11554- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الأَسْوَدِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ،
عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ : وَأَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ
بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
, قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ هَلَكَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ
يَقُولُ : مَنْ , وَقَالَ يُوسُفُ
: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} , قَالَ : ذَلِكَ الْعَرْضُ.
11555- أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ،
حَدَّثَنَا يُونُسُ ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي
مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَنْ حُوسِبَ يَوْمَئِذٍ عُذِّبَ , قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
حِسَابًا يَسِيرًا ؟ قَالَ : ذَلِكَ الْعَرْضُ ، وَمَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ
يَهْلِكُ.
سُورَةُ الْمَعَارِجِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11556- أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ
بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : {سَأَلَ سَائِلٌ
بِعَذَابٍ وَاقِعٍ} , قَالَ : النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ
خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}.
11557- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سُهَيْلٌ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا مِنْ رَجُلٍ لاَ يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ
إِلاَّ جُعِلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا مِنْ نَارٍ ، فَيُكْوَى بِهَا جَبْهَتُهُ
وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}
حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ.
2- قَوْلُهُ : {إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا}.
11558- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ
وَكِيعٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا عَبْثَرٌ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنِ
الْمُسَيَّبِ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرْفَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ
: دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَنَحْنُ حِلَقٌ
مُتَفَرِّقُونَ , فَقَالَ : مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ ؟ اللَّفْظُ لِهَنَّادِ.
سُورَةُ الْجِنِّ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11559- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا ، ثُمَّ ذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا : أَخْبَرَنَا
دَاوُدُ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، قَالَ : قُلْنَا لِعَبْدِ اللهِ :
هَلْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْكُمْ أَحَدٌ
لَيْلَةَ الْجِنِّ ؟ قَالَ : لَمْ يَصْحَبْهُ مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ أَنَا ،
بِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ ، إِنَّا افْتَقَدْنَاهُ , فَقُلْنَا : اسْتُطِيرَ أَوِ
اغْتِيلَ ، فَتَفَرَّقْنَا فِي الشِّعَابِ وَالأَوْدِيَةِ نَطْلُبُهُ ،
فَلَقِيتُهُ مُقْبِلاً مِنْ نَحْوِ حِرَاءَ ، فَقُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي ، بِتْنَا بِشَرِّ
لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ ، فَقَالَ : إِنَّهُ أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ
فَأَجَبْتُهُمْ أُقْرِئُهُمُ الْقُرْآنَ , وَأَرَانِي آثَارَهَمْ وَآثَارَ
نِيرَانِهِمْ.
11560- أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ
سَيْفٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ،
وَأَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ، وَقَدْ حِيلَ
بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ
الشُّهُبُ ، فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا : حِيلَ
بَيْنَنَا وَبَيْنَ السَّمَاءِ ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ ، فَقَالَ :
مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلاَّ شَيْءٌ حَدَثَ ،
فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي
حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ؟ فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ
مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا ، يَبْتَغُونَ مَا هَذَا الَّذِي حَالَ
بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ النَّفَرِ
الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُو بِنَخْلَةَ عَامِدًا إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ، وَهُو يُصَلِّي
بِأَصْحَابِهِ صَلاَةَ الْفَجْرِ ، فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ
، وَقَالُوا : هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ
السَّمَاءِ ، فَهُنَاكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ ، فَقَالُوا : يَا
قَوْمَنَا : {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ
فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}
وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ ، اللَّفْظُ لِعَمْرٍو.
11561- أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ سُلَيْمَانُ بْنُ
سَيْفٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَا قَرَأَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْجِنِّ وَلاَ رَآهُمْ.
11562- أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ
اللهِ ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَتِ الْجِنُّ تَصْعَدُ إِلَى
السَّمَاءِ يَسْتَمِعُونَ الْوَحْيَ ، فَإِذَا سَمِعُوا الْكَلِمَةَ زَادُوا
فِيهَا تِسْعًا ، فَأَمَّا الْكَلِمَةُ فَتَكُونُ حَقًّا ، وَأَمَّا مَا زَادُوا
فَيَكُونُ بَاطِلاً ، فَلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مُنِعُوا مَقَاعِدَهُمْ ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِإِبْلِيسَ وَلَمْ تَكُنِ
النُّجُومُ يُرْمَى بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِيسُ : مَا هَذَا
إِلاَّ لأَمْرٍ حَدَثَ فِي الأَرْضِ ، فَبَعَثَ جُنُودَهُ ، فَوَجَدُوا رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا يُصَلِّي ، فَأَتَوْهُ
فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : هَذَا الْحَدَثُ الَّذِي حَدَثَ فِي الأَرْضِ.
سُورَةُ الْمُزَّمِّلِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11563- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ،
حَدَّثَنَا خَالِدُ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، حَدَّثَنَا
قَتَادَةُ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ ، قَالَ :
انْطَلَقْنَا إِلَى عَائِشَةَ ، فَاسْتَأْذَنَّا عَلَيْهَا ، فَدَخَلْنَا قُلْتُ : أَنْبِئِينِي
عَنْ قِيَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ :
أَلَسْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ السُّورَةَ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ؟ قُلْتُ : بَلَى
، قَالَتْ : فَإِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ الْقِيَامَ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ
، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ حَوْلاً ،
حَتَّى انْتَفَخَتْ أَقْدَامُهُمْ ، وَأَمْسَكَ اللَّهُ خَاتِمَتَهَا اثْنَيْ
عَشْرَ شَهْرًا ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التَّخْفِيفَ فِي آخِرِ
هَذِهِ السُّورَةِ ، فَصَارَ قِيَامُ اللَّيْلِ تَطَوُّعًا بَعْدَ فَرِيضَةٍ مُخْتَصَرٌ.
11564- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، وَقَالَ
عَلَى أَثَرِهِ : عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا كَانَتْ
إِذَا عَرَكَتْ ، قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ ، ثُمَّ ذَكَرَ قُتَيْبَةُ كَلِمَةً مَعْنَاهَا ،
اتَّزِرِي عَلَى وَسَطِكِ ، وَكَانَ يُبَاشِرُهَا مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ
اللَّهُ حَتَّى يَقُومَ لَصَلاَتِهِ ، وَقَلَّ مَا كَانَ يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ
لَمَّا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ : {قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً}.
11565- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ النُّعْمَانِ
بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ عُرْوَةَ بْنِ
مَسْعُودٍ ، وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : قَالَ رَسُولُ اللهِ : يَخْرُجُ
الدَّجَّالُ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ ، فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ ،
ثُمَّ يَلْبَثُ النَّاسُ بَعْدَهُ تِسْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ
عَدَاوَةٌ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رِيحًا بَارِدَةً مِنْ قِبَلِ
الشَّامِ ، فَلاَ تُبْقِي أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ
إِلاَّ قَبْضَتْهُ ، حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ كَانَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ
دَخَلَتْ عَلَيْهِمْ ، قَالَ : سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَيَبْقَى
شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ ، وَأَحْلاَمِ السِّبَاعِ ، لاَ
يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا ، وَلاَ يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ
الشَّيْطَانُ فَيَأْمُرُهُمْ بِالأَوْثَانِ فَيَعْبُدُونَهَا ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ
دَارَّةٌ أَرْزَاقُهُمْ ، حَسَنَةٌ عِيْشَتُهُمْ ، ثُمَّ يُنْفُخُ فِي الصُّورِ
فَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ إِلاَّ صُعِقَ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ ، أَوْ يُنْزِلُ
اللَّهُ ، مَطَرًا ، فَتُنْبُتُ مِنْهُ أَجْسَادُ النَّاسِ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ
أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ، ثُمَّ يُقَالُ : يَا أَيُّهَا
النَّاسُ ، هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكَمْ {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} ، ثُمَّ قَالَ : أَخْرِجُوا بَعْثَ أَهْلِ النَّارِ
، فَيُقَالُ : كَمْ ؟ فَيُقَالُ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ
وَتِسْعُونَ ، فَيَوْمَئِذٍ يُبْعَثُ {الْوِلْدَانُ شِيبًا} وَيَوْمَئِذٍ
{يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ}.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ : حَدَّثَنِي شُعْبَةُ
بِهَذَا الْحَدِيثِ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ وَعَرَضْتُهُ عَلَيْهِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى
وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}.
11566- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمَّارٍ ، عَنِ الْمُعَافَى ، وَهُوَ ابْنُ عِمْرَانَ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي
حَزْمٍ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي قَوْلِهِ : {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ
الْمَغْفِرَةِ} ، قَالَ : يَقُولُ رَبُّكَمْ : أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى أَنْ
يُجْعَلَ مَعِي إِلَهٌ غَيْرِي ، وَمَنِ اتَّقَى أَنْ يُجْعَلَ مَعِي إِلَهًا
غَيْرِي فَأَنَا أَهْلٌ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ.
2- سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ.
11567- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا
حُجَيْنُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا
سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، يَقُولُ : أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
: ثُمَّ فَتَرَ الْوَحْيُ عَنِّي فَتْرَةً ، فَبَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ
صَوْتًا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ ،
فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَجِئْتُ فَرَقًا حَتَّى هَوَيْتُ إِلَى الأَرْضِ ،
فَجِئْتُ أَهْلِي فَقُلْتُ : زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ، فَدَثَّرُونِي ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ
: الرُّجْزُ الأَوْثَانُ ، ثُمَّ حَمِيَ الْوَحْيُ وَتَتَابَعَ.
11568- أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا
عُمَرُ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ،
قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ : أَيُّ الْقُرْآنِ نَزَلَ قَبْلُ ؟ قَالَ : {يَا
أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} قُلْتُ : أَوِ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
؟ قَالَ : سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ : أَيُّ الْقُرْآنِ نَزَلَ قَبْلُ ؟
{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} ، قُلْتُ : أَوِ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي
خَلَقَ} ؟ قَالَ جَابِرٌ : أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ بِمَا حَدَّثَنَا بِهِ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ شَهْرًا ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي
نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الْوَادِي ، فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي
وَخَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا ، ثُمَّ نُودِيتُ
فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا ، ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ
أَمَامِي وَخَلْفِي ، وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا ،
ثُمَّ نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِي الْهَوَاءِ ،
فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ فَأَتَيْتَ خَدِيجَةَ فَأَمَرْتُهُمْ فَدَثَّرُونِي ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ
وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : خَالَفَهُ شَيْبَانُ.
11569- أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عِيسَى ، حَدَّثَنَا آدَمُ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي
كَثِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَارِظٍ الزُّهْرِيِّ
، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ نَزَلَ مِنَ
الْقُرْآنِ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ، قَالَ جَابِرٌ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ ، فَلَمَّا
قَضَيْتُ جِوَارِي أَقْبَلْتُ فِي بَطْنِ الْوَادِي ، فَنَادَى مُنَادٍ فَنَظَرْتُ
عَنْ يَمِينِي وَشِمَالِي وَخَلْفِي ، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا ، فَنَظَرْتُ فَوْقِي
فَإِذَا جِبْرِيلُ جَالِسٌ عَلَى عَرْشٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ،
فَجُئِثْتُ مِنْهُ ، فَأَقْبَلْتُ إِلَى خَدِيجَةَ فَقُلْتُ : دَثِّرُونِي
دَثِّرُونِي ، وَصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا ، فَأَنْزَلَ يَا أَيُّهَا
الْمُدَّثِّرُ.
سُورَةُ الْقِيَامَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11570- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ
لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} ، قَالَ : كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ
شِدَّةً ، كَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ ، قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ : أَنَا
أُحَرِّكُهُمَا لَكَ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُحَرِّكُهُمَا ، قَالَ سَعِيدٌ : وَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا كَانَ ابْنُ
عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا ، فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمَعَهُ
وَقُرْآنَهُ} ، قَالَ : جَمْعَهُ فِي صَدْرِكَ ، ثُمَّ نَقْرَأُهُ {فَإِذَا
قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} ، قَالَ : فَاسْتَمِعْ وَأَنْصِتْ ، فَكَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ
، فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ كَمَا أَقْرَأَهُ.
11571- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
{لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} قَالَ : كَانَ يُحَرِّكُ
لِسَانَهُ مَخَافَةَ أَنْ يَفْلِتَ مِنْهُ.
11572- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا
نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهِ يَعْجَلُ بِقِرَاءَتِهِ لِيَحْفَظَهُ ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} إِلَى قَوْلِهِ :
{وَقُرْآنَهُ}.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةُ
إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}.
11573- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ يَعْنِي ابْنَ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّاسُ
: يَا رَسُولَ اللهِ ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ
لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : هَلْ تُضَارُّونَ فِي
الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ ؟ قَالُوا : لاَ ، يَا
رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ.
11574- أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، وَأَخْبَرَنَا
أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَوَانَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ،
قَالَ : قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ : {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} ، قَالَهُ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنْزَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ؟
قَالَ : قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ
أَنْزَلَهُ اللَّهُ ، اللَّفْظُ لِإِبْرَاهِيمَ.
سُورَةُ الإِنْسَانِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11575- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، أَخْبَرَنَا
شَرِيكٌ ، عَنِ الْمُخَوَّلِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَنْزِيلُ
السَّجْدَةَ ، وَهَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا
وَلاَ زَمْهَرِيرًا}.
11576- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، فِي قَوْلِهِ :
{زَمْهَرِيرًا} ، قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا ، فَقَالَتْ : رَبِّ ،
أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا ، فَنَفِّسْنِي ، فَأَذِنَ لَهَا كُلَّ عَامٍ بِنَفَسَيْنِ
، قَالَ : أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْبَرْدِ مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ ،
وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ.
سُورَةُ الْمُرْسَلاَتِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11577- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ ،
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ مَالِكٍ ، وَالْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ ،
عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ ،
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ أُمَّ
الْفَضْلِ ، سَمِعَتْهُ يَقْرَأُ : وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا ، فَقَالَتْ : يَا
بُنَيَّ ، ذَكَّرْتَنِي بِقِرَاءَةِ هَذِهِ السُّورَةَ ، إِنَّهَا لَآخِرُ مَا سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا فِي الْمَغْرِبِ.
11578- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ
الْمَلِكِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ مَنْصُورٍ
، وَالأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ،
قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَارٍ ،
وَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا ، فَإِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ
فِيهِ إِذْ خَرَجَتْ عَلَيْنَا حَيَّةٌ ، فَابْتَدَرْنَاهَا فَدَخَلَتْ جُحْرَهَا ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وُقِيَتْ شَرَّكُمْ
كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا ، زَادَ الأَعْمَشُ فِي حَدِيثِهِ : قَالَ عَبْدُ اللهِ
: إِنَّا لَنَتَلَقَّاهَا مِنْ فِيهِ رَطْبَةً.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : خَالَفَهُ حَفْصُ بْنُ
غِيَاثٍ ، رَوَاهُ عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الأَسْوَدِ.
11579- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى ، حَتَّى
نَزَلَتْ {وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا} ، فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْتُلُوهَا ، فَابْتَدَرْنَاهَا ، فَدَخَلَتْ
فِي جُحْرِهَا.
سُورَةُ النَّبَأِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا
حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا}.
11580- أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، وَأَخْبَرَنَا
وَهْبُ بْنُ بَيَانٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ،
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ يَقُلْ
أَحَدُكُمُ : الْكَرْمُ ، فَإِنَّمَا الْكَرْمُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ ، وَلَكِنْ
قُولُوا : حَدَائِقَ الأَعْنَابِ
. اللَّفْظُ لِيُونُسَ وَوَهْبٍ مِثْلَهُ.
سُورَةُ النَّازِعَاتِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11581- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا عِيسَى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ،
حَدَّثَنَا طَارِقُ بْنُ شِهَابٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ لاَ يَزَالُ يَذْكُرُ مِنْ شَأْنِ السَّاعَةِ ، حَتَّى نَزَلَتْ {يَسْأَلُونَكَ
عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا} الآيَةَ كُلَّهَا.
سُورَةُ عَبَسَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11582- أَخْبَرَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ
الْمِقْدَامِ ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، عَنْ سَعْدِ بْنِ
هِشَامٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ،
وَالَّذِي يُتَعْتِعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ فَلَهُ أَجْرَانِ اثْنَانِ.
11583- أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا عَارِمٌ
، حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ خَبَّابٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً ، قَالَ : فَقَالَتْ
زَوْجَتُهُ : أَيَنْظُرُ ، أَوْ يَرَى ، بَعْضُنَا عَوْرَةَ بَعْضٍ ؟ قَالَ : يَا
فُلاَنَةُ ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ.
11584- أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، حَدَّثَنَا
بَقِيَّةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ ، عَنْ
عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً
، فَقَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَكَيْفَ بِالْعَوْرَاتِ ؟
قَالَ : لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ.
سُورَةُ التَّكْوِيرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11585- أَخْبَرَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ
بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ
بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ : ذَهَبْتُ أَنَا
وَأَخِي ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ ، إِنَّ أُمَّنَا كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ تُقْرِي الضَّيْفَ ، وَتَصِلُ
الرَّحِمَ ، هَلْ يَنْفَعُهَا عَمَلُهَا ذَلِكَ شَيْئًا ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ :
فَإِنَّهَا وَأَدَتْ أُخْتًا لَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ تَبْلُغِ الْحِنْثَ ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمَوْءُودَةُ
وَالْوَائِدَةُ فِي النَّارِ ، إِلاَّ أَنْ تُدْرِكَ الْوَائِدَةُ الإِسْلاَمَ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ
الْجِوَارِ الْكُنَّسِ}.
11586- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ عَاصِمٍ ،
عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، قَالَ : صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ {فَلاَ
أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} الْجِوَارِ الْكُنَّسِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}.
11587- أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ عِيسَى ، أَخْبَرَنَا
الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ ، عَنِ الْوَلِيدِ ، وَهُوَ ابْنُ
سَرِيعٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، قَالَ : صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الْفَجْرِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ {وَاللَّيْلِ إِذَا
عَسْعَسَ}.
سُورَةُ الاِنْفِطَارِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11588- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ ،
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنْ
جَابِرٍ ، قَالَ : قَامَ مُعَاذٌ فَصَلَّى الْعِشَاءَ الآخِرَةَ فَطَوَّلَ ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَفَتَّانٌ يَا مُعَاذُ ،
أَيْنَ كُنْتَ عَنْ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ، وَالضُّحَى ، وَإِذَا السَّمَاءُ
انْفَطَرَتْ ؟.
11589- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي النَّضْرِ ،
أَخْبَرَنِي أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ
الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ الْمُكْتِبِ ، عَنْ
فُضَيْلٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَضَحِكَ ، فَقَالَ : هَلْ تَدْرُونَ
مِمَّا ضَحِكْتُ ؟ قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : مِنْ
مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ ، يَقُولُ : يَا رَبِّ ، أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ
؟ قَالَ : يَقُولُ : بَلَى ، قَالَ : فَيَقُولُ : إِنِّي لاَ أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي
إِلاَّ شَاهِدًا مِنِّي ، فَيَقُولُ : كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ
شَهِيدًا ، وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودًا ، فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ ،
وَيُقَالُ لأَرْكَانِهِ : انْطِقِي فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ ، ثُمَّ يُخَلَّى
بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلاَمِ ، فَيَقُولُ : بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا ،
فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : مَا أَعْلَمُ أَحَدًا
رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ سُفْيَانَ غَيْرَ الأَشْجَعِيِّ ، وَهُوَ حَدِيثٌ
غَرِيبٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
سُورَةُ الْمَطَفِّفِينَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11590- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُقَيْلٍ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ يَزِيدَ ،
عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ نَبِيُّ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، فَكَانُوا مِنْ أَخْبَثِ النَّاسِ
كَيْلاً ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}
فَحَسَّنُوا الْكَيْلَ بَعْدَ ذَلِكَ.
11591- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : وَيْلٌ لِلَّذِي
يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ ، وَيْلٌ لَهُ ، وَيْلٌ لَهُ.
11592- أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ ،
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ ،
أَنَّ عَبْدَ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} يَوْمُ الْقِيَامَةِ
، حَتَّى يَغِيبَ أَحَدُهُمْ إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ فِي رَشْحِهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : لَمْ يَذْكُرُ
عُبَيْدُ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَقَالَ عُبَيْدُ اللهِ : حَتَّى يَقُومَ ،
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ : حَتَّى يَغِيبَ.
11593- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ
عِيسَى بْنِ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ : {يَوْمَ يَقُومُ
النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ، قَالَ : يَقُومُ أَحَدُهُمْ فِي رَشْحِهِ إِلَى
أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى
قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
11594- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ، عَنِ الْقَعْقَاعِ ، عَنْ أَبِي
صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي
قَلْبِهِ نُكْتَةٌ ، فَإِنْ هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ صَقَلَتْ قَلْبَهُ
، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ فَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ
اللَّهُ {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
سُورَةُ الاِنْشِقَاقِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11595- أَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ عُلَيَّةَ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: مَنْ حُوسِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ ، قَالَتْ : قُلْتُ : قَالَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ : {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} ،
قَالَ : لَيْسَ ذَلِكَ بِالْحِسَابِ ، إِنَّمَا ذَلِكَ الْعَرْضُ ، مَنْ نُوقِشَ
الْحِسَابَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُذِّبَ.
11596- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
مَالِكٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ، قَرَأَ بِهِمْ {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}
فَسَجَدَ فِيهَا ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ فِيهَا.
سُورَةُ الْبُرُوجِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ}.
11597- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،
حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى
عَنْ صُهَيْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : كَانَ مَلِكٌ
مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ فَلَمَّا كَبِرَ السَّاحِرُ
قَالَ لِلْمَلِكِ إِنِّي قَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَحَضَرَ أَجْلِي فَادْفَعْ إِلَيَّ
غُلامًا فَلأُعَلِّمُهُ السِّحْرَ فَدَفَعَ إِلَيْهِ غُلامًا ، وَكَانَ
يُعَلِّمُهُ السِّحْرَ ، وَكَانَ بَيْنَ الْسَاحِرِ وَبَيْنَ الْمَلِكِ رَاهِبٌ
فَأَتَى الْغُلامُ الرَّاهِبَ فَسَمِعَ كَلامَهُ فَأَعْجَبَهُ نَحْوُهُ وَكَلامُهُ
فَكَانَ إِذَا أَتَى عَلَى السَّاحِرِ ضَرَبَهُ وَقَالَ مَا حَبَسَكَ ، فَإِذَا
أَتَى أَهْلَهُ جَلَسَ عِنْدَ الرَّاهِبِ ، فَإِذَا أَتَى أَهْلَهَ ضَرَبُوهُ
وَقَالُوا مَا حَبَسَكَ فَشَكَى ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ فَقَالَ إِذَا أَرَادَ
السَّاحِرُ أَنْ يَضْرِبَكَ فَقُلْ حَبَسَنِي أَهْلِي ، وَإِذَا أَرَادَ أَهْلُكَ
أَنْ يَضْرِبُوكَ فَقُلْ حَبَسَنِي السَّاحِرُ
فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى يَوْمًا عَلَى
دَابَّةٍ فَظِيعَةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ فَلا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ
يَجُوزُوا وَقَالَ الْيَوْمَ أَعْلَمُ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ أَمْ
أَمْرُ السَّاحِرِ وَأَخَذَ حَجَرًا وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ
الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ وَأَرْضَى لَكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ
هَذِهِ الدَّابَّةَ حَتَّى يَجُوزَ النَّاسُ فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى
النَّاسُ فَأَخْبَرَ الرَّاهِبَ بِذَلِكَ فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّي
وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى فَإِنِ ابْتُلِيتَ فَلا تَدُلَّ عَلَيَّ ، وَكَانَ
الْغُلامُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَسَائِرَ الأَدْوَاءِ وَيَشْفِيهِمْ
، وَكَانَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ فَعَمِيَ فَسَمِعَ بِهِ فَأَتَاهُ بِهَدَايَا
كَثِيرَةٍ فَقَالَ اشْفِنِي وَلَكَ مَا هَاهُنَا أَجْمَعُ فَقَالَ مَا أَشْفِي
أَنَا أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنْ آمَنْتَ بِاللهِ
دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ فَآمَنَ فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ فَشَفَاهُ
، ثُمَّ أَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ مِنْهُ نَحْوَ مَا كَانَ يَجْلِسُ فَقَالَ لَهُ
الْمَلِكُ يَا فُلانُ مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ قَالَ رَبِّي قَالَ أَنَا
قَالَ : لاَ ، وَلَكِنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ اللَّهُ قَالَ وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي
قَالَ نَعَمْ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلامِ فَبَعَثَ إِلَيْهِ
فَقَالَ أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ أَنَّكَ تُبْرِئُ الأَكَمَهَ
وَالأَبْرَصَ وَهَذِهِ الأَدْوَاءَ فَقَالَ مَا أَشْفِي أََنَا أَحَدًا مَا
يَشْفِي غَيْرُ اللهِ قَالَ أََنَا قَالَ : لاَ قَالَ وَإِنَّ لَكَ رَبًّا غَيْرِي
قَالَ نَعَمْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ قَالَ فَأَخَذَهُ أَيْضًا بِالْعَذَابِ
فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ فَأُتِيَ الرَّاهِبُ فَقِيلَ
ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى فَوُضِعَ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ
حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ إِلَى الأَرْضِ فَقَالَ لِلأَعْمَى ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ
فَأَبَى فَوُضِعَ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ
إِلَى الأَرْضِ
فَقَالَ لِلْغُلامِ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ فَأَبَى
فَبَعَثَ مَعَهُ نَفَرًا إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا وَقَالَ إِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ
فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلا فَدَهْدِهُوهُ مِنْ فَوْقِهِ فَذَهَبُوا بِهِ
فَلَمَّا عَلَوْا بِهِ الْجَبَلَ قَالَ اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ
فَرَجَفَ الْجَبَلُ فَتَدَهْدَهُوا أَجْمَعُونَ وَجَاءَ الْغُلامُ حَتَّى دَخَلَ
عَلَى الْمَلِكِ فَقَالَ مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ فَبَعَثَ مَعَهُ نَفَرًا فِي قُرْقُورَةٍ وَقَالَ إِذَا لَجَجْتُمْ مَعَهُ
فِي الْبَحْرِ فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلا فَغَرِّقُوهُ قَالَ أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ : بَعْضُ حُرُوفِ غَرِّقُوهُ سَقَطَ مِنْ كِتَابِهِ فَلَجَّجُوا بِهِ
فِي الْبَحْرِ فَقَالَ الْغُلامُ اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ فَغَرِقُوا
أَجْمَعُونَ وَجَاءَ الْغُلامُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْمَلِكِ فَقَالَ مَا فَعَلَ
أَصْحَابُكَ قَالَ كَفَانِيهِمُ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ.
ثُمَّ قَالَ لِلْمَلِكِ إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي
حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ فَإِنْ أَنْتَ فَعَلْتَ مَا آمُرُكَ بِهِ قَتَلْتَنِي
قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ ، ثُمَّ تَصْلُبُنِي عَلَى
جِذْعٍ فَتَأْخُذُ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ، ثُمَّ تَقُولُ بِاسْمِ رَبِّ
الْغُلامِ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي فَفَعَلَ فَوَضَعَ
السَّهْمَ فِي كَبِدِ قَوْسِهِ ، ثُمَّ رَمَى وَقَالَ بِاسْمِ رَبِّ الْغُلامِ
فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ فَوَضَعَ الْغُلامُ يَدَهُ عَلَى مَوْضِعِ السَّهْمِ
وَمَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ فَقَالَ النَّاسُ آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلامِ فَقِيلَ
لِلْمَلِكِ أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ فَقَدْ وَاللهِ نَزَلَ بِكَ قَدْ آمَنَ
النَّاسُ كُلُّهُمْ فَأَمَرَ بِأَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ فِيهَا الأَخَادِيدُ
وَأُضْرِمَتْ فِيهَا النِّيرَانُ وَقَالَ مَنْ يَرْجِعُ عَنْ دِينِهِ فَدَعُوهُ
وَإِلا فَأَقْحِمُوهُ فِيهَا وَكَانُوا يَتَنَازَعُونَ وَيَتَدَافَعُونَ فَجَاءَتِ
امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا تُرْضِعُهُ فَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِي
النِّيرَانِ فَقَالَ الصَّبِيُّ اصْبِرِي فَإِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ.
11598- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ
فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بِالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ، وَالسَّمَاءِ
وَالطَّارِقِ وَنَحْوَهِمَا.
11599- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ
، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
يَزِيدَ النَّحْوِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
{وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} ، قَالَ
: الشَّاهِدُ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، وَالْمَشْهُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ : {فَكَيْفَ
إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ
شَهِيدًا}.
سُورَةُ الطَّارِقِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11600- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنْ جَابِرٍ ،
قَالَ : صَلَّى مُعَاذٌ الْمَغْرِبَ ، فَقَرَأَ الْبَقَرَةَ وَالنِّسَاءَ ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَفَتَّانٌ يَا مُعَاذُ ،
مَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَقْرَأَ بِالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ، وَالشَّمْسِ
وَضُحَاهَا ؟.
سورة الأعلى.
بسم الله الرحمن الرحيم.
11601- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُنْتَشِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ
بْنِ بَشِيرٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ
وَيَوْمِ الْجُمُعَةِ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} و {وَهَلْ أَتَاكَ
حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} وَرُبَّمَا اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَقَرَأَهُمَا.
11602- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ،
حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
، قَالَ : سَمِعْتُ الْبَرَاءَ ، قَالَ : كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ أَصْحَابِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ
أُمِّ مَكْتُومٍ ، ثُمَّ قَدِمَ عَلَيْنَا عَمَّارٌ وَسَعْدٌ وَبِلاَلٌ ، ثُمَّ
قَدِمَ عُثْمَانُ فِي عِشْرِينَ ، ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا رَأَيْنَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ
فَرَحَهُمْ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا قَدِمَ
حَتَّى نَزَلَتْ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} وَسُورَةٌ مِنَ الْمُفَصَّلِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : الصَّوَابُ عُمَرُ
لَيْسَ هُوَ عُثْمَانَ.
11603- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : صَلَّى
مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ الأَنْصَارِيُّ لأَصْحَابِهِ الْعِشَاءَ ، فَطَوَّلَ
عَلَيْهِمْ ، فَانْصَرَفَ رَجُلٌ مِنَّا فَصَلَّى ، فَأُخْبِرَ مُعَاذٌ عَنْهُ ،
فَقَالَ : إِنَّهُ مُنَافِقٌ ، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الرَّجُلَ ، دَخَلَ عَلَى رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَهُ مَا قَالَ مُعَاذٌ ،
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتُرِيدُ أَنْ تَكُونَ فَتَّانًا يَا
مُعَاذُ ، إِذَا أَمَمْتَ بِالنَّاسِ فَاقْرَأْ بِوالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ،
وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى وَاقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ ، وَاللَّيْلِ إِذَا
يَغْشَى.
11604- أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى ،
أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} قَالَ :
كُلَّهَا فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ، فَلَمَّا نَزَلَتْ {وَإِبْرَاهِيمَ
الَّذِي وَفَّى} ، قَالَ : وَفَّى {أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
سُورَةُ الْغَاشِيَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11605- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
مَالِكٍ ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ،
أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ ، سَأَلَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ : مَا كَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ بِهِ فِي الْجُمُعَةِ
عَلَى أَثَرِ سُورَةِ الْجُمُعَةِ ؟ قَالَ : كَانَ يَقْرَأُ {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ
الْغَاشِيَةِ}.
11606- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُمِرْتُ أَنْ
أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا
: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَإِذَا قَالُوا : لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ
بِحَقِّهَا ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ ، ثُمَّ تَلاَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ}.
سُورَةُ الْفَجْرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11607- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا
زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ ، أَخْبَرَنِي عَيَّاشُ بْنُ عُقْبَةَ ، قَالَ : أَنْبَأَنِي
خَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} ، قَالَ : عَشْرُ النَّحْرُ ، وَالْوَتْرُ يَوْمُ
عَرَفَةَ ، وَالشَّفْعُ يَوْمُ النَّحْرِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَالشَّفْعِ}.
11608- أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
أَخْبَرَنَا زَيْدٌ ، وَهُوَ ابْنُ حُبَابٍ ، حَدَّثَنَا عَيَّاشٌ ، حَدَّثَنِي
خَيْرُ بْنُ نُعَيْمٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {وَالْفَجْرُ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} ،
قَالَ : عَشْرُ الأَضْحَى ، وَالْوَتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ ، وَالشَّفْعُ يَوْمُ النَّحْرِ.
11609- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْحَكَمِ ،
أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ
دِثَارٍ ، وَأَبِي صَالِحٍ ، قَالاَ : عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : صَلَّى مُعَاذٌ
صَلاَةً ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَصَلَّى مَعَهُ فَطَوَّلَ ، فَصَلَّى فِي نَاحِيَةِ
الْمَسْجِدِ ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذًا ، فَقَالَ : مُنَافِقٌ ،
فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلَ
الْفَتَى ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، جِئْتُ أُصَلِّي مَعَهُ فَطَوَّلَ
عَلَيَّ ، فَانْصَرَفْتُ وَصَلَّيْتُ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ، فَعَلَفْتُ
نَاضِحِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذٍ :
أَفَتَّانًا يَا مُعَاذُ ، فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ
الأَعْلَى} ، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} ، {وَالْفَجْرِ} ، {وَاللَّيْلِ إِذَا
يَغْشَى} ؟.
سُورَةُ الشَّمْسِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11610- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ ،
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ ، عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ
: كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَؤُمُّ قَوْمَهُ ،
فَدَخَلَ حَرَامٌ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَسْقِيَ نَخْلَهُ ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ
لَيُصَلِّيَ مَعَ الْقَوْمِ ، فَلَمَّا رَأَى مُعَاذًا طَوَّلَ ، تَجَوَّزَ فِي
صَلاَتِهِ ، وَلَحِقَ بِنَخْلِهِ لِيَسْقِيَهُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ لَمُنَافِقٌ ، يَعْجَلُ
مِنَ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِ نُخَيْلِهِ ، فَجَاءَ حَرَامٌ إِلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعَاذٌ عِنْدَهُ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ
اللهِ ، أَرَدْتُ أَنْ أَسْقِيَ نَخْلِي ، فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ لَأُصَلِّيَ
مَعَ الْقَوْمِ ، فَلَمَّا طَوَّلَ مُعَاذٌ ، تَجَوَّزْتُ فِي صَلاَتِي وَلَحِقْتُ
بِنَخْلِي أَسْقِيهِ ، فَزَعَمَ أَنِّي مُنَافِقٌ ، فَأَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُعَاذٍ ، فَقَالَ : أَفَتَّانٌ أَنْتَ ؟
لاَ تُطَوِّلْ بِهِمْ ، اقْرَأْ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ، وَالشَّمْسِ
وَضُحَاهَا وَنَحْوَهَا.
11611- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، وَهَارُونُ
بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدَةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ زَمْعَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَذْكُرُ النَّاقَةَ وَالَّذِي عَقَرَهَا ، قَالَ : {إِذِ انْبَعَثَ
أَشْقَاهَا} ، فَقَالَ : انْبَعَثَ لَهَا رَجُلٌ عَارِمٌ عَزِيزٌ مَنِيعٌ فِي رَهْطِهِ
، مِثْلُ أَبِي زَمْعَةَ.
سُورَةُ اللَّيْلِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11612- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، قَالَ : قَدِمْنَا الشَّامَ ، فَدَخَلْتُ
مَسْجِدَ دِمَشْقَ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَ : كَيْفَ يَقْرَأُ عَبْدُ
اللهِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى
؟ قَالَ : هَكَذَا كَانَ يَقْرَؤُهَا عَبْدُ اللهِ ، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ :
سَمِعْتُهَا هَكَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
11613- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، أَخْبَرَنَا
إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ دَاوُدَ ، وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ قَزْعَةَ ،
أَخْبَرَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ عَامِرٍ ، أَنَّ
عَلْقَمَةَ بْنَ قَيْسٍ ، قَالَ : قَدِمْتُ الشَّامَ فَلَقِيتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ
، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ أَنْتَ ؟ قَالَ : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، قَالَ :
مِنْ أَيِّهِمْ ؟ قُلْتُ : مِنَ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، قَالَ : فَتَقْرَأُ عَلَى
قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : اقْرَأْ عَلَيَّ
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ، فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ : ( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى
وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى ) ، قَالَ : سَمِعْتُهَا
هَكَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاللَّفْظُ لِلْحَسَنِ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى
وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}.
11614- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، قَالَ : سَمِعْتُ مَنْصُورًا ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعْدِ
بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَبِيبٍ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ
السَّلَمِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ : كُنَّا فِي جَنَازَةٍ فِيهَا
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ ، فَجَاءَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَلَسَ وَمَعَهُ مِخْصَرَةٌ
، فَنَكَّسَ وَنَكَتَ بِهَا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : مَا مِنْكُمْ
مِنْ أَحَدٍ ، مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ إِلاَّ قَدْ كَتَبَ اللَّهُ مَكَانَهَا
مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، إِلاَّ قَدْ كُتِبَتْ شَقِيَّةً أَوْ سَعِيدَةً ،
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَفَلاَ نَمْكُثُ عَلَى
كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ
لَيَكُونَنَّ إِلَى السَّعَادَةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ
لَيَكُونَنَّ إِلَى الشَّقَاوَةِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : بَلِ اعْمَلُوا ، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ ، فَأَمَّا أَهْلُ السَّعَادَةِ
فَيُيَسَّرُونَ لِلسَّعَادَةِ ، وَأَمَّا أَهْلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرُونَ لِلشَّقَاوَةِ
، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى ، اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ
لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ
وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى}.
11615- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، عَنِ
الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سَعْدِ
بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ مَعَ جَنَازَةٍ :
مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ
وَمَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَفَلاَ نَتَّكِلُ
؟ قَالَ : اعْمَلُوا ، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ {مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ
بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}.
11616- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ مُسَاوِرٍ
، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ الرِّشْكِ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ،
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَينٍ ، قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَعُلِمَ
أَهْلُ الْجَنَّةِ مِنَ النَّارِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَفِيمَ يَعْمَلُ
الْعَامِلُونَ ؟ قَالَ : كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ.
سُورَةُ الضُّحَى.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11617- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ،
حَدَّثَنَا بِشْرُ يَعْنِي ابْنَ الْمُفَضَّلِ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ
الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ جُنْدُبٍ ، قَالَ : أَبْطَأَ جِبْرِيلُ عَلَى
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ : لَقَدْ
تَرَكَهُ صَاحِبُهُ ، فَأُنْزِلَتْ {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى}.
سُورَةُ التِّينِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11618- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ هُوَ ابْنُ سَعْدٍ ، وَأَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ
، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنِ
الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، قَالَ : صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ ، فَقَرَأَ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ، وَقَالَ مَالِكٌ
: الْعَتَمَةَ.
سُورَةُ الْعَلَقِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11619- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ أَبِيهِ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ
، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو جَهْلٍ :
هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ الْمُشْرِكِينَ ؟ فَقِيلَ : نَعَمْ ، فَقَالَ
: وَاللاَّتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ كَذَلِكَ لأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ
، أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي ، زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ ،
قَالَ : فَمَا فَجَأَهُمْ إِلاَّ وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي
بِيَدِهِ ، فَقِيلَ : مَا لَكَ ؟ قَالَ : إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا
مِنْ نَارٍ ، وَهَوْلاً وَأَجْنِحَةً ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ دَنَا مِنِّي لاَخْتَطَفَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا.
11620- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
أَبِي خَالِدٍ وَهُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ حَيَّانَ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَجَاءَ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ : أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا ؟
وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا بِهَا نَادٍ أَكْثَرُ مِنِّي ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : وَاللَّهِ لَوْ دَعَا نَادِيَهُ لأَخَذَتْهُ الزَّبَانِيَةُ.
11621- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ
، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
{سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} قَالَ
: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لَوْ فَعَلَ أَبُو جَهْلٍ لأَخَذَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ عَيَانًا.
سُورَةُ الْقَدْرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11622- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ
، فَقَالَ : تَحَرَّوْهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.
11623- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا خَالِدٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : أَنْبَأَنِي قَتَادَةُ ، عَنْ
مُطَرِّفٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ : سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ ، رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ
وَالرُّوحِ.
11624- أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ،
حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ ، عَنْ كَهْمَسٍ ، عَنِ ابْنِ
بُرَيْدَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَاذَا أَقُولُ ؟ قَالَ :
تَقُولِينَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي.
11625- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ ،
أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، قَوْلُهُ : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} قَالَ : نَزَلَ
الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَكَانَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ يُنَزِّلُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَعْضَهُ فِي أَثَرِ بَعْضٍ ، قَالُوا : {لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ
جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهَ تَرْتِيلاً}.
11626- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ رِفَاعَةَ الْعِجْلِيِّ
، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، قَالَ :
لَوْلاَ سُفَهَاؤُكُمْ لَوَضَعْتُ يَدِي فِي أُذُنِي ، فَنَادَيْتُ : إِنَّ
لَيْلَةَ الْقَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ، نَبَأُ مَنْ لَمْ يَكْذِبْنِي ،
عَنْ نَبَأِ مَنْ لَمْ يُكْذِبْنِي ، يَعْنِي عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : سُفَهَاؤُكُمْ
سَقَطَتِ الْهَاءُ مِنْ كِتَابِي.
سُورَةُ الْبَيِّنَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11627- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ ،
حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
حِينَ نَزَلَتْ {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} : إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي
أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا ، قَالَ : وَسَمَّانِي
لَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَبَكَى.
11628- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ :
وَأَخْبَرَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، وَالْحَسَنُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْمُخْتَارَ
بْنَ فُلْفُلٍ يَذْكُرُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسًا ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا خَيْرَ الْبَرِّيَّةِ ،
قَالَ : ذَاكَ إِبْرَاهِيمُ ، وَقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ وَالْحَسَنُ لِرَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ زِيَادٌ : يَذْكُرُ عَنْ أَنَسٍ.
سُورَةُ الزَّلْزَلَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11629- أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي
سُلَيْمَانَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ
{يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} ، قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا ؟
قَالَ : قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ أَخْبَارَهَا أَنْ
تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ وَأَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى ظَهْرِهَا ، أَنْ
تَقُولَ عَمِلَ كَذَا وَكَذَا فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : فَهَذِهِ
أَخْبَارُهَا.
11630- أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُونُسَ بْنِ
مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، يَقُولُ : حَدَّثَنَا صَعْصَعَةُ عَمُّ الْفَرَزْدَقِ ،
قَالَ : قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ .
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} ، قَالَ : مَا أُبَالِي أَلاَّ
أَسْمَعَ غَيْرَهَا ، حَسْبِي حَسْبِي.
سُورَةُ التَّكَاثُرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11631- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُصَرِّفِ بْنِ
عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ ، حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا غَيْلاَنُ بْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ
أَبِيهِ ، قَالَ : جِئْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ
يَقُولُ : {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} حَتَّى خَتَمَهَا.
11632- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} ، قَالَ : يَقُولُ ابْنُ
آدَمُ : مَالِي مَالِي ، وَإِنَّ مَا لَكَ مِنْ مَالِكِ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ
، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ ، أَوْ أَعْطَيْتَ فَأَمْضَيْتَ.
11633- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَبُو
عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
هَذَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ النَّعِيمُ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ، الظِّلُّ الْبَارِدُ ، وَالرُّطَبُ الْبَارِدُ عَلَيْهِ الْمَاءُ
الْبَارِدُ مُخْتَصَرٌ.
سُورَةُ الْهُمَزَةِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11634- أَخْبَرَنَا نُوحُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ الذِّمَارِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ {يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ
أَخْلَدَهُ}.
سُورَةُ قُرَيْشٍ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11635- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
عَامِرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَكَانَ ثِقَةً مِنْ خِيَارِ النَّاسِ ، حَدَّثَنَا
خَطَّابُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ جَلَّ وَعَزَّ : {لِإِيلاَفِ}
قَالَ : نِعْمَتِي عَلَى قُرَيْشٍ ، {إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ
وَالصَّيْفِ} قَالَ : كَانُوا يُشَتُّونَ بِمَكَّةَ ، وَيُصَيِّفُونَ بِالطَّائِفِ
، {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ
مِنْ خَوْفٍ}.
سُورَةُ الْمَاعُونِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
1- قَوْلُهُ : {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ}.
11636- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
مَيْمُونٍ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ،
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَمِيعٍ ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ ، وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللَّهُ
بِهِ.
2- قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}.
11637- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ،
قَالَ : كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ ، كُنَّا نَعُدُّ الْمَاعُونَ عَلَى عَهْدِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَارِيَةَ الدَّلْوِ وَالْقِدْرِ.
سُورَةُ الْكَوْثَرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11638- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فِي الْمَسْجِدِ ، إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ،
ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ
اللهِ ؟ قَالَ : نَزَلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ ، {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ ؟
قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ
رَبِّي فِي الْجَنَّةِ ، آنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْكَوَاكِبِ ، تَرِدُهُ
عَلَيَّ أُمَّتِي ، فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ ، فَأَقُولُ : يَا رَبِّ ،
إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي ، فَيَقُولُ : إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ.
11639- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَبْدِ الْحَكَمِ ، عَنْ شُعَيْبٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ ،
عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا الْكَوْثَرُ ؟
قَالَ : نَهْرٌ أَعْطَانِيهِ رَبِّي فِي الْجَنَّةِ ، هُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ
اللَّبَنِ ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ ، فِيهِ طُيُورٌ أَعْنَاقُهَا كَأَعْنَاقِ
الْجُزُرِ ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهَا
لَنَاعِمَةٌ ، قَالَ : آكِلُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا.
11640- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَامِلٍ ، أَخْبَرَنَا
هُشَيْمٌ ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ قَالَ فِي الْكَوْثَرِ ، قَالَ : هُوَ
الْخَيْرُ الْكَثِيرُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِيَّاهُ.
11641- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ،
قَالَ : قُلْتُ لِعَائِشَةَ : مَا الْكَوْثَرُ ؟ قَالَتْ : نَهْرٌ أُعْطِيهِ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بُطْنَانِ الْجَنَّةِ ،
قُلْتُ : وَمَا بُطْنَانُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَتْ : وَسَطُهَا ، حَافَّتَاهُ دُرٌّ
مُجَوَّفٌ.
11642- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ
عُبَيْدَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ،
وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ،
عَنْ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا أَنَسٌ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : دَخَلْتُ الْجَنَّةَ ، فَإِذَا أَنَا بِنَهْرٍ حَافَّتَاهُ اللُّؤْلُؤُ
، فَغَرَفْتُ بِيَدِي فِي مَجْرَى مَائِهِ ، وَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ ، قُلْتُ :
يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا الْكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللَّهُ.
1- قَوْلُهُ تَعَالَى : {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ
الأَبْتَرُ}.
11643- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
قَالَ : لَمَّا قَدِمَ كَعْبُ بْنُ الأَشْرَفِ مَكَّةَ ، قَالَتْ لَهُ قُرَيْشٌ :
أَنْتَ خَيْرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَسَيِّدُهُمْ ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالُوا : أَلاَ تَرَى
إِلَى هَذَا الْمُنْبَتِرُ مِنْ قَوْمِهِ ، يَزْعُمُ أَنَّهُ خَيْرٌ مِنَّا ،
وَنَحْنُ ، يَعْنِي : أَهْلُ الْحَجِيجِ ، وَأَهْلُ السِّدَانَةِ ، قَالَ :
أَنْتُمْ خَيْرٌ مِنْهُ ، فَنَزَلَتْ {إِنْ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} ،
وَنَزَلَتْ {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ
يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}
إِلَى قَوْلِهِ : {فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}.
سُورَةُ الْكَافِرُونَ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11644- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ ، عَنْ
أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ قُلْ يَا أَيُّهَا
الْكَافِرُونَ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ.
11645- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ آدَمَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَمَجِيءٌ مَا جَاءَ بِكَ ، قُلْتُ :
جِئْتُ يَا رَسُولَ اللهِ لِتُعَلِّمَنِي شَيْئًا أَقَوْلُهُ عِنْدَ مَنَامِي ،
قَالَ : إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَاقْرَأْ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
ثُمَّ نَمْ عَلَى خَاتِمَتِهَا فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ.
سُورَةُ النَّصْرِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11646- أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلاَنَ ،
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ،
عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ :
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ،
يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ.
11647- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَسْأَلُ الْمُهَاجِرِينَ
عَنْ هَذِهِ الآيَةِ ، {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} فِيمَ نَزَلَتْ ؟
قَالَ بَعْضُهُمْ : أَمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ إِذَا رَأَى النَّاسَ وَدُخُولَهُمْ
فِي الإِسْلاَمِ وَتَسَرُّدَهُمْ فِي الدِّينِ أَنْ يَحْمَدُوا اللَّهَ ،
وَيَسْتَغْفِرُوهُ ، قَالَ عُمَرُ : أَلاَ أُعْجِبُكُمْ مِنَ ابْنِ عَبَّاسٍ ؟ يَا
ابْنَ عَبَّاسٍ هَلُمَّ مَا لَكَ لاَ تَتَكَلَّمُ ؟ قَالَ : سَأَلَهُ مَتَى يَمُوتُ
، قَالَ : {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ
فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا} فَهِيَ آيَتُكَ مِنَ الْمَوْتِ ، قَالَ : صَدَقْتَ ،
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهَا إِلاَّ الَّذِي عَلِمْتَ.
11648- أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مَحْبُوبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ خَبَّابٍ
، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ {إِذَا جَاءَ
نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ، قَالَ : نُعِيَتْ لِرَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسُهُ حِينَ أُنْزِلَتْ ، فَأَخَذَ فِي
أَشَدِّ مَا كَانَ اجْتِهَادًا فِي أَمْرِ الآخِرَةِ ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ : جَاءَ الْفَتْحُ ، وَجَاءَ
نَصْرُ اللهِ ، وَجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا أَهْلُ
الْيَمَنِ ؟ قَالَ : قَوْمٌ رَقِيقَةٌ قُلُوبُهُمْ ، لَيِّنَةٌ قُلُوبُهُمُ ،
الإِيمَانُ يَمَانٌ ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ ، وَالْفِقْهُ يَمَانٌ.
11649- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، عَنْ أَبِي الْعُمَيْسِ ، وَأَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عُمَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ : يَا ابْنَ
عُتْبَةَ ، أَتَعْلَمُ آخِرَ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ نَزَلَتْ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ {إِذَا جَاءَ
نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} ، قَالَ : صَدَقْتَ ، اللَّفْظُ لأَحْمَدَ.
سُورَةُ الْمَسَدِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11650- أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ أَبِي
مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاَءِ ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : صَعِدَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الصَّفَا ، فَقَالَ : يَا صَبَاحَاهُ
، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ ، فَقَالُوا : مَا لَكَ ؟ قَالَ :
أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ
مُمَسِّيكُمْ ، أَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنِّي نَذِيرٌ
لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ، قَالَ أَبُو لَهَبٍ : لِهَذَا دَعَوْتَنَا
جَمِيعًا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ
وَتَبَّ ... } إِلَى آخِرِهَا.
سُورَةُ الإِخْلاَصِ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
11651- أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ
مَالِكٍ ، وَالْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، عَنِ ابْنِ
الْقَاسِمِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ،
يَقُولُ : أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَمِعَ
رَجُلاً يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَجَبَتْ ، قُلْتُ : مَا وَجَبَتْ ؟ قَالَ :
الْجَنَّةُ.
11652- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ ،
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنِي مَالِكُ بْن مِغْوَلٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا رَجُلٌ
يُصَلِّي ، يَدْعُو يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ
أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، الأَحَدُ الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ ،
وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ . قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ ، لَقَدْ سَأَلَهُ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ
أَعْطَى ، وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ . قَالَ ، أَيْ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ : فَحَدَّثْتُهُ
زُهَيْرَ بْنَ مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بِهَذَا الْحَدِيثِ ،
عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ . قَالَ أَيْ زُهَيْرٌ : وَسَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ
بِهِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ.
حَدِيثُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ.
11653- عَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
عَاصِمٍ ، وَعَبْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ ، كِلاَهُمَا عَنْ زِرٍّ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ عَنِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ ، فَقَالَ : سَأَلْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : قِيلَ لِي فَقُلْتُ
فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
بسم الله الرحمن الرحيم
55- كِتَابُ الشُّرُوطِ.
11654- عَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدَةَ
بْن ِسُلَيْمَانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ نَسِيَ
صَلاَةً أَوْ نَامَ عَنْهَا ، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا.
11655- عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ بْنِ السَّرْحِ ،
وَالْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ ، كِلاَهُمَا عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ يُونُسَ ،
عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ ، فَحَكَّهَا بِحَصَاةٍ ،
ثُمَّ نَهَى أَنْ يَبْزُقَ الرَّجُلُ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ أَمَامَهُ ، وَلَكِنْ يَبْزُقُ
عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى.
11656- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ
خَالِدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ الثَّعْلَبِيِّ ، عَنْ
جَرِيرٍ ، قَالَ : بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى
النُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ.
11657- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عِيسَى
بْنِ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ نَافِعٍ
، عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَلَى الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ ، وَالذَّكَرِ
وَالأُنْثَى ، وَالْحُرِّ وَالْعَبْدِ : صَاعًا مِن تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ
شَعِيرٍ.
11658- وَعَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنِ اللَّيْثِ ، عَنْ
نَافِعٍ ، بِهِ.
11659- وَعَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ نَافِعٍ
، بِهِ.
11660- عَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَسْعَدَةَ ، عَنْ يَزِيدَ
بْنِ زُرَيْعٍ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ كُلَيْبٍ أَبِي
مَعْشَرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَيَلِيَنِّي مِنْكُمْ
أُولُو الأَحْلاَمِ وَالنُّهَى ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ
، وَلاَ تَخْتَلِفُوا ، فَتَخْتَلِف قُلُوبُكُمْ ، وَإِيَّاكُمْ وَهَوَشَاتِ
الأَسْوَاقِ.
11661- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
أَزْهَرَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْنِ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ عُمَرَ ، أَصَابَ أَرْضًا بِخَيْبَرَ ، فَأَتَى النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَأْمِرُهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنْ
شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا فَحَّبَسَ أَصْلَهَا ، أَنْ لاَ
يُبَاعَ ، وَلاَ يُوهَبَ ، وَلاَ يُورَثَ ، فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى الْفُقَرَاءِ
، وَالْقُرْبَى ، وَالرِّقَابِ ، وَفِي الْمَسَاكِينِ ، وَابْنِ السَّبِيلِ وَالضَّيْفِ
، لاَ جُنَاحَ عَلَى مِن وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ ، أَوْ
يُطْعِمَ صَدِيقَهُ غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ.
11662- عَنْ هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مَعْنِ
بْنِ عِيسَى ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنْ رَجُلاً أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ ، فِي
زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُكَفِّرَ بِعِتْقِ رَقَبَةٍ ، أَوْ صِيَامِ
شَهْرَيْنِ ، أَوْ إِطْعَامِ سِتِّينَ مِسْكِينًا ، قَالَ : فَقَالَ : لاَ أَجِدُ ، فَأُتِي
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَقِ تَمْرٍ ، فَقَالَ : خُذْ
هَذَا فَتَصَدَّقَ بِهِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لاَ أَجِدُ أَحْوَجَ
إِلَيْهِ مِنِّي ، فَقَالَ : فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ ، ثُمَّ قَالَ : كُلْهِ.
11663- عَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنْ غُنْدَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ
جُنْدُبٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
أَيُّمَا امْرَأَةٍ زَوَّجَهَا وَلِيَّانِ ، فَهِي لِلأَوَّلِ مِنْهُمَا ، وَمَنْ
بَاعَ بَيْعًا مِنْ رَجُلَيْنِ فَهُوَ لِلأَوَّلِ مِنْهُمَا.
11664- عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي
حَبِيبٍ ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ الْيَزَنِيِّ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ
عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ أَحَقَّ
الشُّرُوطِ أَنْ تُوَفُّوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ.
11665- عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ يَحْيَى
، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدَ اللهِ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي سَفَرٍ ، فَأَعْيَا جَمَلِي ، فَأَرَدْتُ أَنْ أُسَيِّبَهُ فَلَحِقَنِي
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَعَا لَهُ وَضَرَبَهُ ،
فَسَارَ سَيْرًا لَمْ يَسِرْ مِثْلَهُ ، قَالَ : بِعْنِيهِ بِوُقِيَّةٍ ، قُلْتُ :
لاَ ، قَالَ : بِعْنِيهِ فَبِعْتُهُ بِوُقِيَّةٍ ، وَاسْتَثْنَيْتُ
حُمْلاَنَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَلَمَّا بَلَغَنَا الْمَدِينَةَ ، أَتَيْتُهُ
بِالْجَمَلِ ، وَانْتَقَدْتُ ثَمَنَهُ ، ثُمَّ رَجَعْتُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ
فَقَالَ : أَتُرَانِي إِنَّمَا مَاكَسْتُكَ لِآخُذَ جَمَلَكَ ؟ خُذْ جَمَلَكَ وَدَرَاهِمَكَ.
11666- عَنْ عَمْرو بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ شُعْبَةَ
، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ الْقُرَشِيِّ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيِّعَانِ
بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا ، فَإِن صِدْقًا وَبَيَّنَا ، بُورِكَ لَهُمَا
فِي بَيْعِهِمَا ، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا ، مُحِقَ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا.
11667- عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
جَعْفَرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ بَيِّعَيْنِ لاَ بَيْعَ
بَيْنَهُمَا حَتَّى يَتَفَرَّقَا ، إِلاَّ بَيْعَ الْخِيَارِ.
11668- وَعَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ
الْحَرَّانِيِّ ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، بِهِ.
11669- عَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، بِهِ.
11670- عَنْ عَمْرو بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ بَهْزِ بْنِ
أَسَدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ،
بِهِ.
11671- وَعَنْ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ
، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ ، بِهِ.
11672- عَنْ عَمْرو بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ
الأَعْلَى ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الْبَيِّعَانِ
بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا ، أَوْ يَقُولَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ :
اخْتَرْ.
11673- وَعَنْ زِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، بِهِ.
11674- وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الرَّقِّيِّ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، بِهِ.
11675- وَعَنْ عَمْرو بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ الْقَطَّانِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، بِهِ.
11676- وَعَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنِ اللَّيْثِ ، عَنْ
نَافِعٍ ، بِهِ.
11677- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ ، وَالْحَارِثِ
بْنِ مِسْكِينٍ ، كِلاَهُمَا عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ نَافِعٍ
، بِهِ.
11678- عَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ أَيُّوبَ
، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكَ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، قَالَ : نَهَانِي
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَبِيعَ مَا لَيْسَ عِنْدِي.
11679- وَعَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَرْوَزِيِّ
، عَنْ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
عَتِيقٍ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، بِهِ.
قَالَ حَمَّادٌ ، وحَدَّثَنِيهِ أَيُّوبُ.
11680- وَعَنْ حُمَيْدِ بْنِ مَسْعَدَةَ ، عَنْ عَبْدِ
الْوَارِثِ ، عَنْ أَيُّوبَ ، بِهِ.
11681- عَنْ عِمْرَانَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ مَرْوَانَ
الْفَزَارِيِّ ، عَنْ عَوْفٍ ، وَذَكَرَ آخَرَ ، كِلاَهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
سِيرِينَ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِنَحْوِهِ.
11682- عَنْ عَمْرو بْنِ عَلِيٍّ ، وَحُمَيْدِ بْنِ
مَسْعَدَةَ ، كِلاَهُمَا عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ
عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لاَ يَحِلُّ سَلَفٌ وَبَيْعٌ ، وَلاَ
شَرْطَانِ فِي بَيْعٍ ، وَلاَ بَيْعُ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ.
11683- وَعَنْ زِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَيُّوبَ ، بِهِ.
11684- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ بِهِ.
11685- وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيِّ
، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حُسَيْنِ الْمُعَلِّمِ ، عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ
، بِهِ.
11686- وَعَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ ، عَنْ عَمْرو بْنِ
شُعَيْبٍ ، بِهِ.
11687- وَعَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدَةَ
بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ
، عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ ، بِهِ.
11688- عَنِ ابْنِ مُثَنَّى ، عَنْ عَبَّادٍ ، صَاحِبِ
الْكَرَابِيسِ ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ ، قَالَ : قَالَ لِيَ الْعَدَّاءُ بْنُ
خَالِدٍ : أَلاَ أُقْرِئَكَ كِتَابًا كَتَبَهُ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْه وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : بَلَى . فَأَخْرَجَ لِي كِتَابًا هَذَا مَا
اشْتَرَى الْعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا ، أَوْ أُمَّةً ، لاَ دَاءَ وَلاَ
غَائِلَةَ وَلاَ خِبْثَةَ ، بَيْعَ الْمُسْلِمِ الْمُسْلِمَ.
11689- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ ، عَنْ عَمْرو بْنِ
عَوْنٍ ، عَنْ هُشَيْمٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الرَّجُلُ أَحَقُ بِعَيْنِ مَالِهِ إِذَا وَجَدَهُ ،
وَيَتْبَعُ الْبَيْعَ مِنْ بَاعَهُ.
11690- عَنْ زِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ
الْعَوَّامِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ
عَطَاءٍ ، عَنْ جَابِرٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نَهَى عَنِ الْمُحَاقَلَةِ وَالْمُزَابَنَةِ وَالْمُخَابَرَةِ ، وَعَنِ الثُّنْيَا
، إِلاَّ أَنْ يَعْلَمَ.
11691- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، وَمُحَمَّدِ
بْنِ رَافِعٍ ، كِلاَهُمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِيهِ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ بَاعَ
عَبْدًا ، فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ ، وَمَنْ
بَاعَ نَخْلاً فِيهَا ثَمَرَةٌ قَدْ أُبِّرَتْ ، فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ ،
إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ اللَّفْظُ لِمُحَمَّدٍ.
11692- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ
خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : مَنْ بَاعَ عَبْدًا فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ
الْمُبْتَاعُ ، وَمَنْ بَاعَ نَخْلاً فِيهَا ثَمَرَةٌ قَدْ أُبِّرَتْ ،
فَثَمَرَتُهَا لِلْبَائِعِ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ.
وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : مَطَرُ بْنُ
طَهْمَانَ ضَعِيفٌ.
11693- عَن عَمْرٍو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ الْوَلِيدِ
بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي مُعَيْدٍ حَفْصِ بْنِ غَيْلاَنَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ
بْنِ مُوسَى ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَعَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ جَابِرٍ
، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ بَاعَ عَبْدًا
وَلَهُ مَالٌ ، فَلَهُ مَالُهُ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ ، وَمَنْ
أَبَّرَ نَخْلاً فَبَاعَهُ بَعْدَ تَأْبِيرِهِ ، فَلَهُ ثَمَرُهُ ، إِلاَّ أَنْ
يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ.
11694- وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ
بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ نَافِعٍ ، بِهِ.
11695- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنِ ابْنِ
الْقَاسِمِ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، بِهِ.
11696- وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ
عَطَاءٍ ، وَابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالاَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَاهُ مُرْسَلاً.
11697- وَعَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ نَافِعٍ
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَضَى عُمَرُ فِي الْعَبْدِ يُبَاعُ وَلَهُ مَالٌ
بِأَنَِّ مَالَهُ لِسَيِّدِهِ الَّذِي بَاعَهُ إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ
الْمُبْتَاعُ مَالَهُ.
11698- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنْ
خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنْ نَافِعٍ : أَنَّ عُمَرَ ، قَضَى فِي مَالِ
الْعَبْدِ لِسَيِّدِهِ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُشْتَرِي.
11699- عَنْ هِلاَلِ بْنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ هُشَيْمٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ
الْمُبْتَاعُ ، وَمَنْ بَاعَ نَخْلاً قَدْ أُبِّرَ فَثَمَرَتُهُ لِلْبَائِعِ
إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ.
11700- وَعَنْ هِلاَلِ بْنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ نَافِعٍ ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، بِهِ.
هَذَا خَطَأٌ وَالصَّوَابُ حَدِيثُ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ
وَعُبَيْدِ اللهِ وَأَيُّوبَ.
11701- وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ عُمَرَ ، قَالَ : مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ ،
فَمَالُهُ لِلْبَائِعِ ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ الْمُبْتَاعُ.
11702- وَعَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ،
عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، بِهِ . مَوْقُوفًا.
11703- عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ ، عَنِ ابْنِ
وَهْبٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ
ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِي بَيْعِ الْعَرَايَا بِالتَّمْرِ وَالرُّطَبِ.
11704- عَنْ عِيسَى بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ
فِي بَيْعِ الْعَرَايَا.
11705- عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ
أَبِي حَثْمَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَن
بَيْعِ الثَّمَرِ حَتَّى يَبْدُو صَلاَحُهُ ، وَرَخَّصَ فِي الْعَرَايَا أَنْ
تُبَاعَ بِخَرْصِهَا ، يَأْكُلُهَا أَهْلُهَا رُطَبًا.
11706- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ الْكَوْسَجِ ، وَيَعْقُوبَ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ ، كِلاَهُمَا عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
مَهْدِيٍّ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ
، مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِي الْعَرَايَا أَنْ تُبَاعَ بِخَرْصِهَا فِي
خَمْسَةِ أَوْسُقٍ أَوْ مَا دُونَ خَمْسَةٍ.
11707- عَنْ يَحْيَى بْنِ حَبِيبٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ
زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ قَيْسٍ الزُّرَقِيِّ
الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، قَالَ : نَهَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كِرَاءِ أَرْضِيْنَا ، وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ
ذَهَبٌ وَلاَ فِضَّةٌ ، فَكَانَ الرَّجُلُ يُكْرِي أَرْضَهُ بِمَا عَلَى
الرَّبِيعِ وَالأَقْبَالِ ، وَأَشْيَاءَ مَعْلُومَةٍ ... وَسَاقَهُ.
11708- عَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنْ جَرِيرٍ ، عَنْ مُغِيرَةَ
، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : أَنَّهُمَا كَانَا لاَ يَرَيَانِ
بَأْسًا بِاسْتِئْجَارِ الأَرْضِ الْبَيْضَاءِ بِالْوَرِقِ.
11709- عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ
طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَحْمَسِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ
، قَالَ : لاَ بَأْسَ بِإِجَارَةِ الأَرْضِ الْبَيْضَاءِ بِالذَّهَبِ أَوِ
الْفِضَّةِ.
11710- عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ ، عَنْ شَرِيكٍ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ ، قَالَ : كَانَ
عَمَّايَ يَزْرَعَانِ بِالثُّلُثِ وَالرُّبُعِ ، وَأَنَا شَرِيكُهُمَا ،
وَعَلْقَمَةُ وَالأَسْوَدُ يَعْلَمَانِ ، فَلاَ يُغَيِّرَانِ.
11711- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَنِ
الْمُعْتَمِرِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ
الْجَزَرِيِّ ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : إِنَّ
خَيْرَ ، مَا أَنْتُمْ صَانِعُونَ أَنْ يُؤَاجِرَ ، أَحَدُكُمْ أَرْضِهُ
بِالذَّهَبِ وَالْوَرِقِ.
11712- عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ سُفْيَانَ
بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُطْعِمٍ ، قَالًًًَ :
سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ : قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَََََ وَهُمْ يُسْلِفُونَ فِي التَّمْرِ
السَّنَتَيْنِ وَالثَّلاَثَ فَنَهَاهُمْ وَقَالَ : مَنْ أَسْلَفًَ سَلَفًا ،
فَلْيُسْلِفْ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ ، إِلَى أَجْلٍ مَعْلُومٍ.
11713- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عِيسَى
بْنِ يُونُسَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ
، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ
بِالدَّارِ.
11714- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى ، عَنْ يَحْيَى
بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ الْعَزْرَمِيِّ ،
عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : الْجَارُ أَحَقُّ بِشُفْعَةِ جَارِهِ ، يَنْتَظِرُ بِهَا ، وَإِنْ كَانَ
غَائِبًا إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِدًا.
11715- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْد ِالْعَزِيزِ بْنِ
أَبِي رِزْمَةَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ
أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشُّفْعَةِ وَالْجِوَارِ.
11716- عَنْ يُوسُفَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ
: قَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالشُّفْعَةِ فِي كُلِّ
شِرْكٍ لَمْ يَقْسِمْ ، رَبْعَةٍ أَوْ حَائِطٍ ، لاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَبِيعَهُ حَتَّى
يُؤَذِنَ شَرِيكَهُ ، فَإِنْ شَاءَ أَخَذَ ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ ، فَإِنْ بَاعَ
وَلَمْ يُؤْذِنْهُ ، فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ.
11717- عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ بِشْرِ
بْنِ الْمُفَضَّلِ ، عَنْ شُعْبَةَ ، وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
عِيسَى بْنِ يُونُسَ ، عَنْ سَعِيدٍ ، كِلاَهُمَا عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ
، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِدَارِ الْجَارِ.
11718- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عِيسَى
بْنِ يُونُسَ ، عَنْ حُسَيْنِ الْمُعَلِّمِ ، عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ
عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ ، أَنَّ رَجُلاً
، قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَرْضِي لَيْسَ لأَحَدٍ فِيهَا شِرْكٌ وَلاَ قَسْمٌ
إِلاَّ الْجِوَارَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ.
11719- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمَّارٍ ، عَنِ الْمُعَافَى بْنِ عِمْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى ، عَنْ عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ ، بِهِ.
11720- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى
، عَنْ عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ ، بِهِ.
11721- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ ،
عَنِ الْفِرْيَابِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ ، بِهِ.
11722- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنَ حَاتِمٍٍ ، عَنْ سُوَيْدِ
بْنِ نَصْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
مَيْسَرَةَ ، عَنْ عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ ، بِهِ.
11723- وَعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ
الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ ،
عَنْ عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ بِهِ.
11724- وَعَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ ابْنِ
جُرَيْجٍ ، عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ ، قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْجَارُ أَحَقُّ
بِسَقَبِهِ.
11725- وَعَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى ، عَنْ أَبِي
مَعْمَرٍ ، إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهُذَلِيِّ ، عَنْ هُشَيْمٍ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ آلِ
الشَّرِيدِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... فَذَكَرَهُ.
11726- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْفَضْلِ
بْنِ مُوسَى ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّرِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ
أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الشَّرِيكُ شَفِيعٌ ، وَالشُّفْعَةُ فِي كُلِّ شَيْءٍ.
11727- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ
الرَّقِّيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيِّ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ،
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ مُرْسَلاً.
11728- عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى ، عَنْ هَارُونَ
بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَنْبَسَةَ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ الْحَكَمِ
بْنِ عُتَيْبَةَ ، عَنْ عَمْرو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِ دَارِهِ أَوْ أَرْضِهِ ... الْحَدِيثَ.
11729- عَنْ سُوَيْدِ بْنِ نَصْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَمَّنْ
حَدَّثَهُ ، عَنْ عَلِيٍّ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالْجِوَارِ.
11730- عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ
عُيَيْنَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عَمْرو بْنِ الشَّرِيدِ ،
عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : الْجَارُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ.
11731- وَعَنْ مَحْمُودِ بْنِ غَيْلاَنَ ، عَنْ أَبِي
نُعَيْمٍ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ،
بِهِ.
11732- عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ
بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونِ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
سَعِيدٍ ، وَأَبِي سَلَمَةَ كِلاَهُمَا ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بِالشُّفْعَةِ فِيمَا لَمْ يُقْسَمْ ،
فَإِذَا وَقَعَتِ الْحُدُودُ ، فَلاَ شُفْعَةَ.
11733- وَعَنِ الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ ، عَنِ ابْنِ
الْقَاسِمِ ، عَنْ مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، وَأَبِي
سَلَمَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ مُرْسَلاً.
11734- وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ ، عَنْ سُوَيْدِ
بْنِ نَصْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مَالِكٍ ، وَمَعْمَرٍ ،
كِلاَهُمَا ، عَنِ الزُّهْرِيِّ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَضَى بِالشُّفْعَةِ فِيمَا لَمْ يُقْسَمْ.
11735- وَعَنْ قُتَيْبَةَ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ ،
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَشَجِّ ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ ، قَوْلَهُ.
11736- عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَبِيعَنَّ حَاضِرٌ لِبَادٍ ، وَلاَ تَنَاجَشُوا
، وَلاَ يُسَاوِمِ الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ ، وَلاَ يَخْطُبْ عَلَى خِطْبَةِ
أَخِيهِ ، وَلاَ تَسْأَلِ الْمَرْأَةُ طَلاَقَ أُخْتِهَا ، لِتَكْتَفِئَ مَا فِي
إِنَائِهَا ، وَلْتَنْكِحْ ، فَإِنَّمَا لَهَا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهَا.
11737- عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ اللَّيْثِ
بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنَجٍ ، عَنْ نَافِعٍ
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَ
إِلَى يَهُودِ خَيْبَرَ نَخْلَ خَيْبَرَ وَأَرْضَهَا عَلَى أَنْ يَعْتَمِلُوهَا
مِنْ أَمْوَالِهِمْ ، وَأَنَّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
شَطْرَ ثَمَرَتِهَا.
11738- وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ ، عَنْ أَبِيهِ اللَّيْثِ
بْنِ سَعْدِ ، بِهِ.
11739- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ :
سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَرِيرَةَ ،
وَأَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِيَهَا ، وَأَشْتَرِطَ الْوَلاَءَ لأَهْلِهَا ، فَقَالَ : اشْتَرِيهَا ،
فَإِنَّ الْوَلاَءَ لِمَنْ أَعْتَقَ قَالَ : وَخُيِّرَتْ وَكَانَ زَوْجِهَا
عَبْدًا ، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ : مَا أَدْرِي ، مَا أَدْرِي ، وَأُتِيَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَحْمٍ ، فَقَالُوا : هَذَا
مِمَّا تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ ، قَالَ : هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ ، وَلَنَا
هَدِيَّةٌ.
11740- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ ، عَنْ سُفْيَانَ
، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ بَرِيرَةَ
، جَاءَتْ إِلَى عَائِشَةَ تَسْأَلُهَا فِي كِتَابَتِهَا ، فَقَالَ أَهْلُهَا :
إِنْ شِئْتِ أَعْطَيْتِ بَاقِي كِتَابَتِهَا ، وَيَكُونُ لَنَا الْوَلاَءُ ،
فَلَمَّا أَنْ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَتْ
ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : اشْتَرِيهَا ، فَأَعْتِقِيهَا ، فَإِنَّ الْوَلاَءَ لِمَنْ
أَعْتَقَ ثُمَّ صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الْمِنْبَرَ ، فَقَالَ : مَا شَأْنُ النَّاسِ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَ فِي
كِتَابِ اللهِ ، مَنِ اشْتَرَط شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ ، لَم يَجُزْ
لَهُ ، وَإِنِ اشْتَرَطَ مِائَةَ شَرْطٍ.
11741- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كُلُّ شَرْطٍ لَيْسَ فِي
كِتَابِ اللهِ ، فَهُوَ بَاطِلٌ.
11742- عَنْ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ
سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا ، إِلاَّ كَلْبَ صَيْدٍ أَوْ مَاشِيَةٍ ، نَقَصَ
مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ.
11743- عَنْ قُتَيْبَةَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ اللَّيْثِ ،
عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا ، إِلاَّ كَلْبًا
ضَارِيًا ، أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ ، نَقَصَ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ
قِيرَاطَانِ.
11744- عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
مَنِ اتَّخَذَ كَلْبًا ، إِلاَّ كَلْبَ صَيْدٍ ، أَوْ زَرْعٍ ، أَوْ مَاشِيَةٍ ،
نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ.
11745- عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الأَعْلَى ، عَن ابْنِ وَهْبٍ
، عَنْ مَالِكٍ ، وَيُونُسَ بْنِ يَزِيدَ ، وَعَنِ الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ ،
عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ يُونُسَ ، وَغَيْرِهِ ، كِلاَهُمَا مَالِكٌ وَيُونُسُ
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلَيْنِ ، أَتَيَا رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْتَصِمَانِ إِلَيْهِ ، فَقَالَ
أَحَدُهُمَا : اقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللهِ ، وَقَالَ الآخَرُ ، وَكَانَ
أَفْقَهَهُمَا ، : أَجْلْ ، فَاقْضِ بَيْنَنَا بِكِتَابِ اللهِ ، وَائْذَنْ لِي
فِي أَنْ أَتَكَلَّمَ ، قَالَ : تَكَلَّمْ ، قَالَ : إِنَّ ابْنِي كَانَ عَسِيفًا
عَلَى هَذَا ، وَإِنَّهُ زَنَى بِامْرَأَتِهِ ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ عَلَى ابْنِي الرَّجْمَ
، فَافْتَدَيْتُ مِنْهُ بِمَائَةِ شَاةٍ وَجَارِيَةٍ ، ثُمَّ إِنِّي سَأَلْتُ
أَهْلَ الْعِلْمِ ، فَأَخْبَرُونِي أَنَّمَا عَلَى ابْنِي جَلْدُ مَائَةٍ ،
وَتَغْرِيبُ عَامٍ ، وَإِنَّمَا الرَّجْمُ عَلَى امْرَأَتِهِ ، قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ،
لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللهِ ، أَمَّا غَنَمُكَ وَجَارِيَتُكَ ،
فَرَدٌّ إِلَيْكَ وَجَلَدَ ابْنَهُ مَائَةً ، وَغَرَّبَهُ عَامًا ، وَأَمَرَ
أُنَيْسًا أَنْ يُرْجَمَ امْرَأَةَ الآخَرِ إِنِ اعْتَرَفَتْ ، فَاعْتَرَفَتْ
فَرَجَمَهَا.
11746- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ بَهْزٍ ،
عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ ، عَنْ سَفِينَةَ ،
قَالَ : أَعْتَقَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ ، وَاشْتَرَطَتْ عَلِيَّ أَنْ أَخْدُمَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عَاشَ.
11747- عَنْ عَمْرو بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ
، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ سِمَاكِ بْنِ الْوَلِيدِ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ صَالَحَ الْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ : اكْتُبْ يَا
عَلِيُّ : هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ قَالُوا : لَوْ نَعْلَمُ
أَنَّكَََ رَسُولُ اللهِ مَا قَاتَلْنَاكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : امْحُ يَا عَلِيٌّ ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي
رَسُولُ اللهِ ، امْحُ يَا عَلِيٌّ وَاكْتُبْ : هَذَا مَا صَالِحَ عَلَيْهِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ . مُخْتَصَرٌ ، وَهُوَ مُخْتَصَرٌ مِنْ حَدِيثِ الْحَرُورِيَّةِ.
11748- عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ
، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، وَمَرْوَانَ
بْنِ الْحَكَمِ ، يُخْبِرَانِ عَنْ أَصْحَابِ ، رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : لَمَّا كَاتَبَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَئِذٍ كَانَ فِيمَا
اشْتَرَطَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنْ لاَ يَأْتِيَكَ مِنَّا أَحَدٌ ، وَإِنْ كَانَ عَلَى دَينِكَ ،
إِلاَّ رَدَدْتَهُ إِلَيْنَا ، وَخَلَّيْتَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ ، فَكَرِهَ
الْمُؤْمِنُونَ ذَلِكَ ، وَامْتَعَضُوا مِنْهُ ، وَأَبَى سُهَيْلٌ إِلاَّ ذَلِكَ
فَكَاتَبَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ ، فَرَدَّ
يَوْمَئِذٍ أَبَا جَنْدَلٍ إِلَى أَبِيهِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ، وَلَمْ يَأْتِهِ
أَحَدٌ مِنَ الرِّجَالِ إِلاَّ رَدَّهُ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ ، وَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا
، وَجَاءَ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ ، وَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ
عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ مِمَّنْ خَرَجَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ ، وَهِيَ عَاتِقٌ ، فَجَاءَ أَهْلُهَا يَسْأَلُونَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرْجِعَهَا إِلَيْهِمْ ،
فَلَمْ يُرْجِعَهَا إِلَيْهِمْ ، لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِنَّ : {إِذَا
جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ}
إِلَى قَوْلِه : {وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ}.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق